يحظى الفن التشكيلي في القسم الثقافي من هذا العدد ببابين: «فنان ومكان» حيث نستطلع الحضور القوي للحجاز بمعالمه العمرانية والجمالية والإنسانية في أعمال الفنان المعروف طه صبان، ونزور في «فرشاة وإزميل» محترف الفنانة دانة عورتاني.
وبموازاة الفن التشكيلي يحضر الشعر، وهو في هذا العدد مع قصيدة للشاعر النجراني صالح زمانان، والقضية التي تدور هنا حول مسرح الطفل العربي، وصفحات اللغة والرأي والأرشيف.
كما يلقي ملف الثقافة الضوء على قطار الشرق السريع الذي أقام له معهد العالم العربي في باريس معرضاً استعادياً لتاريخه، بوصفه إحدى صلات الوصل الكبرى ما بين أوروبا والشرق خلال النصف الأول من القرن العشرين. والواقع أننا ارتبكنا لبعض الوقت في التعامل مع هذا الموضوع لجهة أي قسم من المجلة يجب أن يضمه. أهو مجرد استطلاع تاريخي مصوَّر عن وسيلة نقل أم أكثر من ذلك؟ وهل يجوز تناول موضوع قطار إلى جانب الشعر والفن التشكيلي واللغة.
إن المفهوم الرحب للثقافة يشمل كل المؤثرات فيها، ولا يقتصر أبداً على استعراض منتجاتها. وانطلاقاً من هذا المفهوم، وبعد استطلاع الدور الكبير الذي لعبه هذا القطار، وخاصة في مجال إطلاع الأدباء الغربيين على الشرق، حتى تحوَّل هو نفسه إلى مادة أدبية، حُسم الارتباك، وها هو في مكانه الصحيح في هذا القسم.