ماذا لو؟

ماذا لو؟

توقفت الأرض عن الدوران فجأة؟

shutterstock_179800853تخيل أنك في قطار يمشي بسرعة وأسقطتَ كرة ما على الأرض. ستقع الكرة رأسياً إلى الأسفل، ولن ترجع إلى الوراء كما قد يتخيَّل البعض. هذا لأن الكرة تتحرك أساساً بسرعة القطار. وإذا توقف القطار فجأة فسيطير كل ما هو غير مثبّت على أرضية القطار إلى الأمام، وهذا بسبب ما يعرف فيزيائياً بالقصور الذاتي «Inertia».

الأمر نفسه سيحدث لكل ما هو على كوكب الأرض إذا ما توقف عن الدوران فجأة. الغلاف الجوي وكل ما ليس له أساس ثابت على الأرض سيستمر بالدوران حول الأرض بسرعة دورانها الأصلية 1770 كلم/ساعة. وهذه سرعة كبيرة بالنسبة للهواء حيث إنها تزيد على سرعة عبور الصوت خلاله. مما سيسبب رياحاً شديدة القوة قد تقتلع معظم المباني والأشجار على الكرة الأرضية. والمشكلة الأكبر ستكون مع مياه المحيطات التي ستكوّن أمواج (تسونامي) عظيمة ستغمر 27 كيلومتراً من اليابسة في أقل من دقيقة.

بالنسبة للبشر، نعلم أن حوادث السيارات بسرعة 180 كلم/ساعة قاتلة وبالتالي فإن ارتطام الأجساد البشرية الهشة بكل الموجودات حولها بسرعات تصل إلى 1770 كلم/ساعة كما ذكرنا ستكون بشعة بشكل يفوق التصور. ولا يسعنا أن نتخيل مشهداً مهولاً تتطاير وتتصادم فيه كل الموجودات تحت السماء، وكل الموجودات داخل المباني كذلك، مع بعضها البعض بتلك السرعة الرهيبة.

لنتخيل أكثر، قم عزيزي القارئ بهذه التجربة: خذ بيضة وأبرمها حول محورها. ثم حاول إيقاف البيضة للحظة سريعة قصيرة. النتيجة هي أن البيضة ستتوقف عن الدوران للحظة، ومن ثم ستكمل دورانها مجدداً. يحدث هذا لأن زخم حركة السائل داخل البيضة ستمنعه من التوقف وستدفعه إلى مواصلة الدوران. قياساً على هذا المثال، فستتشكل على الأرض مشكلة أكبر لأن الأرض –مثل البيضة- جزء كبير من باطنها سائل. وإذا توقفت هذه الأرض عن الدوران فإن محتوى اللب والصهارة السائل في باطنها سيندفع إلى الخارج محطماً سطح قشرة الأرض الصلب. سيحدث هذا عبر القارات وفي قيعان المحيطات كذلك، مخلفاً كوكباً سطحه عبارة عن معادن سائلة تغلي.

أضف تعليق

التعليقات

علي الوهيبي

موضوع جيد وجديد وفيه معلومات قيمه.