لم يعد “هاري بوتر” عنواناً لرواية موجهة إلى الأولاد، بل عنوان قضية زلزلت عالم النشر وهدمت الكثير من المفاهيم الشائعة في عالم الكبار قبل عالم الأولاد. فما من كاتِب واحد في التاريخ تجرأ على أن يحلم ببيع خمسة ملايين نسخة من كتابه في اليوم الأول لصدوره، ولكن هذا الحلم أصبح حقيقة على يد الروائية البريطانية ج.ك. راولنغ في كتابها الأخير الذي بيع منه في يوم واحد في الولايات المتحدة وحدها نحو خمسة ملايين نسخة.
الأستاذة في شؤون التربية والتعليم مهى قمر الدين ومراسلنا في لندن رياض ملك يقدمان هنا قراءتهما المشتركة لهذه القضية، بدءاً بأسباب النجاح الهائل الذي حظي به هذا العمل الأدبي، وصولاً إلى ما يكشف عنه هذا النجاح، والانقلابات التي أحدثها في نظرتنا إلى عالم الصغار، وتداعياته التي صار لا بد من أخذها بالحسبان عند التوجه إليهم بأي عمل أدبي، أو حتى لسلامة العلاقة فيما بيننا وبينهم.
عند صدور كتاب ج. ك راولنغ الأخير عن الساحر اليافع هاري بوتر، تم توقيت صدوره يوم السبت حتى لا يتغيب عشاق هذه الكاتبة من تلاميذ المدارس عن مدارسهم للحصول على نسخة منه.!
وبعيد صدور الكتاب شكا أحد أساتذة المدارس الثانوية في لندن قائلاً: “معظم التلاميذ يأتون إلى الصف من دون أن يقرأوا صفحات قليلة من المواد المقررة لهم في أية مادة. ولكن الواحد منهم يقرأ مئة صفحة من هاري بوتر في الليلة الواحدة”.
هذا الكتاب هو الخامس في سلسلة حققت نجاحاً لا مثيل له في التاريخ، ووصل مبيع هذه الكتب جميعاً إلى 192 مليون نسخة حتى تاريخ إعداد هذا التقرير. ففي بريطانيا التي يبلغ عدد سكانها نحو خُمس عدد سكان الولايات المتحدة تعدت مبيعات الكتاب الأول ثلاثة ملايين نسخة، ولا يزال بعد مرور خمس سنوات على صدوره ضمن قائمة الكتب العشرة الأكثر مبيعاً. والكتاب الرابع “هاري بوتر وقدح النار” بيع منه أكثر من ثلث مليون نسخة في اليوم الأول لصدوره في يوليو 2000م. وهذا ما جعله أسرع الكتب مبيعاً في التاريخ حتى آنذاك طبعاً، لأن هذا الرقم القياسي تحطم مرة جديدة بالكتاب الخامس، الذي بيع منه خمسة عشر ضعفاً !!!
الأرقام تسبب الصداع، ومن حقنا أن نتساءل أمامها: هل نحن أمام ولادة عبقرية جديدة من نوع تشارلز ديكنز أو لورنس اجتاحت عالم الأدب من دون مقدمات؟ البعض ينفي ذلك ويقول إن سلسلة هاري بوتر لا تشكل تحفة أدبية بالمقاييس النقدية، كما أنها ليست على مستوى من العمق يدفع القارئ إلى بحر من الأفكار والتأمل. ولكن هناك إجماعاً على أن الكاتبة قد خططت لمادتها بذكاء فائق وأتقنت سبكها في البيئة واللغة الملائمتين لجذب القارئ الذي تتوجه إليه.
موضوع السلسلة
ولأن الكثيرين من القرّاء العرب لم يقرأوا حتى الآن هذه السلسلة وخاصة الكبار منهم، نتوقف لإلقاء نظرة على موضوعها الذي سحر الصغار في كل بلدان العالم. ولد بطل هذه السلسلة هاري بوتر لأبوين من السحرة قُتلا على يد ساحر شرير. لكن هذا الساحر فشل في أن يقتل البطل نفسه الذي كان لا يزال طفلاً رضيعاً، وارتد سحره عليه، ففقد قوته. وشاع هذا الخبر في مجتمع السحرة وأصبح هاري بوتر مشهوراً من دون أن يدري. ثم تستكمل الكاتبة تشكيل بيئة العمل بإرسال البطل الصغير إلى مدرسة السحر الكائنة في مكان ما من الريف البريطاني حيث تدور معظم أحداث القصة.
في الكتاب الخامس تتحدث المؤلفة راولنغ عن سنة هاري بوتر الخامسة في مدرسة هوغوارتس للسحر والشعوذة. وكما في الكتب الأربعة السابقة، يبدأ الكتاب بالصيف الطويل والحار، وبشعور هاري بالملل التام من السكن مع أقربائه المملين آل ديرسليغز الذين لا يعاملونه بطريقة جيدة. ومن ثم يذهب إلى المدرسة حيث يعلم الساحر الصغير أن الشرير فولد مورث قد عاد، وأن دامبلدور قد أنشأ تنظيماً مؤلفاً من مجموعة مهمة من السحرة لمواجهته سمّاها “فينكس” أي العنقاء، وينضم هاري إلى هذا التنظيم حيث يتلقى دروساً متقدمة في فنون السحر واكتساب القوى الخارقة.
والسؤال الذي يتكرر هنا هو ما الذي أعجب الأولاد في هذه القصة؟ ولماذا أعادت هذه السلسلة حب المطالعة عندهم، ونحن الذين كنا نظن أن الجيل الناشئ هو جيل الكومبيوتر والأغاني السريعة وأفلام الرسوم المتحركة، وأن قدرته على التركيز والمثابرة قصيرة جداً، فإذا به يمسك أو يتمسك بكتاب يقع في 766 صفحة تقريباً ..؟
إن اختيار الكاتبة لمجتمع السحر حللها من قيود الأسباب والنتائج المنطقية التي ترهق كل الروائيين والتي يجب أن تبدو مقنعة للقارئ في أي عمل قصصي. الأمر الذي سمح لها أن تحلق بخيالها حتى الحدود القصوى، وأن تُكوِّن صوراً مسلية وعجيبة ومضحكة تستحوذ بكل سهولة على اهتمام القارىء ما بين سن العشر سنوات والخمس عشرة سنة. فعندما لا يتمكن هاري ورفاقه مثلاً من استقلال القطار للعودة إلى مدرسة السحر، فإنهم يطيرون بسيارة، من دون أن يبدو الأمر غير منطقي، مع أنه مثير للناس خارج مجتمع السحرة. والطبيبة الساحرة يمكنها أن تنبت لك يداً جديدة، أو ترمم عظامك المهمشة في ليلة واحدة بفضل مركباتها السحرية.
والسحرة قد يُخطئون أيضاً في تحضير تركيبة معينة فيتحول الشخص إلى هرة أو فأر. ولكن ذلك يمكن تداركه أيضاً في مستشفى السحرة.. وهناك آذان قابلة للتمدد، وهويات مستترة، ووطاويط تنقل البريد، وأشخاص لا يظهر منهم إلا رداؤهم الطويل من غير وجه ولا أطراف.. إلى ما هنالك من أمور غريبة عجيبة.
غير أن الكاتبة لا تنفصل عن عالم الواقع انفصالاً تاماً، فمدرسة السحر تشبه شكلاً وموضوعاً أية جامعة بريطانية محترمة، بل ربما تعمدت الكاتبة هذا التشابه. فقلاع مدرسة السحر تذكر القاريء بجامعة كامبريدج، وكذلك تقسيمها إلى تخصصات مختلفة، لكل منها أنديتها وفرقها الرياضية ومبارياتها التي يعرفها كل من عاش الحياة الأكاديمية في إنجلترا. كما أن الكاتبة لا تتردد في نقل صورة حية لما يجري داخل تلك الجامعات من تنافس بين الأساتذة على المناصب والشهرة بالعمل حيناً وبالغش أحياناً، وما يتطلبه ذلك من حيل ومؤامرات تحاك في الظلام. هذه الصور، لا بد وأن يحتفظ بها الطفل القارئ في ذاكرته لمدة طويلة، ولا بد من أن تطفو على السطح عندما يصل إلى المرحلة الجامعية، ليكتشف أن هاري بوتر لم يكن بالكامل من نسج الخيال.
إضافة إلى ذلك يبقى الحوار والتفاعل البشري من حيث مشاعر الخوف والقلق على المستوى الإنساني المألوف، ولا يتخطاه إلى مشاعر خارقة، إذ أن هاري بوتر ورفاقه أولاد عاديون يخافون ويحبون ويمرحون ويفكرون على مستوى الطفل العادي، حتى أن هاري يقلق كأي طفل عادي بشأن إتمام واجباته المدرسية: “هزّ هاري رأسه ملاحظاً أن الألم في صدغه الأيمن بدأ يسوء.. لقد فكر بالموضوع الطويل عن حرب العمالقة الذي كان عليه أن يكتبه.. كان يعلم علم اليقين أنه عندما يستيقظ في الصباح سوف يندم على عدم إتمامه فروضه تلك الليلة، وهكذا رتب كتبه في شنطته المدرسية “.
ولا ريب في أن الكاتبة تنبهت إلى أن فترة الخمس سنوات التي مرت على نشر الكتاب الأول من هذه السلسلة تعني أن قارئها كبر أيضاً خمس سنوات وصار تفكيره أكثر نضجاً. ولذا عمدت إلى إدخال أفكار على لسان شخصياتها من النوع الذي لا يفهمه طفل في العاشرة، ولكن معناه لا يفوت فتى في الخامسة عشرة من عمره. كأن تقول مثلاً على لسان مدير مدرسة السحر موجهاً كلامه إلى هاري: “أتدري؟ الحجر (حجر الفلاسفة) ليس شيئاً رائعاً في الواقع. إنه يعطيك ما تطلبه من المال وطول العمر، الشيئان اللذان يسعى إليهما البشر أكثر من أي شيء آخر. المشكلة أن البشر لديهم مهارة فائقة في أن يختاروا بالضبط الأشياء الأسوأ بالنسبة إليهم”.
ومن الممكن أيضاً أن نقارن بين شخصية هاري بوتر وشخصية “سوبرمان”. الاثنان يتيمان، ويتحولان إلى بطلين خارقي القوة. ولكن هاري ولد يشبه جمهور الأولاد الذين يقرأونه، وليس شخصية محض أسطورية، كما أن يتمه أكثر إنسانية من يتم سوبرمان، وهو بذلك أقرب إلى شخصيات مثل أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد للكاتب الإنجليزي الشهير شارلز ديكنز، مما زاد من حماس الأولاد له والتعاطف معه. وفي هذا الكتاب أيضاً نجد الصراع التقليدي بين الخير والشر، حيث يمثل هاري البطل المخلص الوفي المبدع والشجاع الذي يحارب الشرير ويقوم بالمستحيل بالتعاون مع رفاقه من أجل القضاء عليه.
ولا ننسى أخيراً الأسلوب الشيق الذي تتمتع به المؤلفة راولينغ، التي أغنت كل فصل من فصول الكتاب الثمانية والثلاثين بالإثارة، وفي بعض الأحيان بالرعب، من دون أن تتخلى عن روح النكتة والدعابة التي تهيمن على كثير من المواقف، فعندما يمازح هاري رفيقته الصغيرة هرميون يصف قبعات الأقزام التي صنعتها بأنها لا تشبه القبعات أبداً، وإنما تشبه الأكياس المحشوة بالصوف، وهكذا تغضب منه هرميون وتمتنع عن الحديث معه طوال ذلك الصباح. وعندما تصف الكاتبة هرميون هذه تقول بأنها “وقفت بشعرها المنفلش وكأن مساً كهربائياً قد أصابها مما أثار ضحك الجميع حولها”.. وضحك القارئ الصغير أيضاً.
سر النجاح و مغزاه
مرة أخرى، وفي اتجاه تحليلي آخر، يعود السؤال ليفرض نفسه مجدداً حول سر هذا النجاح في جانبه التجاري، إذ أن مضمون الكتاب على الرغم من مستواه الأدبي الجيد لا يبرر وحده رواجاً بهذا الحجم على الصعيد التجاري، إلا إذا كان وراء ذلك ما نجهله أو كنا نجهله.
إن النجاح التجاري كما يعرف أي رجل أعمال يعتمد على عرض الإنتاج على مستهلك معين أملاً في أن يقتنع به لدرجة أن يشتريه. وكما يدرك رجال الأعمال، أيضاً، فإن النجاح التجاري ليس شيئاً مضموناً، واحتمالات الفشل واردة باستمرار. كما أن النتائج يمكن أن تتجاوز في بعض الأحيان ما كان يتوقعه رجل الأعمال المغامر سواء لجهة النجاح أو الفشل.
اللافت للنظر في حالة “هاري بوتر” أن الكتاب لم ينجح أول ما نجح من جراء حملة دعائية كبيرة فرضتها وسائل الإعلام، ولكنه انتشر بين الأولاد بواسطة الكلام من فم إلى آخر. وعندما نزل الكتاب الأول من السلسلة إلى السوق الأمريكية في سبتمبر 1998م، لم يطبع منه أكثر من 35 ألف نسخة، وخصصت له ميزانية تسويق بقيمة مائة ألف دولار. هذه الأرقام لا تعني شيئاً مهماً في سوق بحجم السوق الأمريكية، أو قل إنها لا تعني شيئاً على الإطلاق. فمن الواضح أن الناشر قد قدر آنذاك لهذا الكتاب فرصة نجاح محدودة على أساس أنه كتاب مسلٍ وممتع لأطفال في أعمار معينة، قد يشتريه بعضهم ويصبر على قراءته.
والحقيقة أن الصحافة لم تعر الكتاب اهتماماً كبيراً آنذاك، وتناولته بالنقد بعد مرور ثلاثة أشهر على نشره وتصدره قائمة المبيعات. وقد فعلت ذلك مرغمة بعد أن فاجأها الإقبال الهائل من الأطفال على شرائه وقراءته.. ومما لا شك فيه أن هذا النجاح شكل مفاجأة سارة جداً للكاتبة كما للناشر. وعلى الرغم من أن ميزانية التسويق بقيت منخفضة، فإن حجم المبيعات استمر بالصعود وكأن الكتاب سوّق نفسه بنفسه.
إذن، لا بد من أن الناشر والكاتبة قد نجحا في تقديم عمل لشريحة من القراء على استعداد لشرائه بشكل واسع، وهذا هو السبب المباشر لنجاحه التجاري، أما مغازي هذا النجاح وتداعياته وما تكشف عنه فأوسع من ذلك بكثير وأعمق.
لقد تأكدت من عملية تسويق “هاري بوتر” مجموعة من الافتراضات المغلوطة التي كانت تتحكم بعلاقة السوق – وخاصة سوق النشر – بالأطفال وعالمهم الخاص. فالانطباع الذي كان سائداً آنذاك يقول إن الأطفال قصيري النفس لا صبر لهم على القراءة، خاصة إذا كانت مادة الكتاب طويلة، ويفضلون الالتصاق بشاشات التلفزيون وأجهزة الكومبيوتر من دون بذل أي جهد يذكر. الكتاب الأول كان حجمه 223 صفحة، والخامس 766 صفحة، والبقية بين هذا وذاك.. وما زال الأطفال يغرفونه بالتركيز والنهم نفسيهما.
ونشير استطراداً إلى أن مسألة حجم الكتاب، أي كتاب، كانت وما زالت تؤرق بال الناشرين والمؤلفين للكبار، حتى أن الرأي الشائع خاصة في البلدان العربية، كان يقول إن كل كتاب يزيد عدد صفحاته على أربعمائة أو خمسمائة صفحة يجب أن يُقسَّم إلى جزءين، لأن القارئ يمل الكتاب الكبير..
القراء الصغار، وبأكثر الأشكال عفوية وصدقاً فندوا هذا الاعتقاد وأكدوا أن الكتاب الجيد يُقرأ بغض النظر عن عدد صفحاته.
الافتراض المغلوط الثاني كان يقول إن المجهود الوحيد الذي يبذله الأطفال هو في سرقة الموسيقى عبر الإنترنت أو الاطلاع على الأعمال الثقافية الموجهة إليهم من خلال القرصنة التي يطورون أساليبها من خلال تبادل المعلومات فيما بينهم، فالسوق يلاحق الأطفال ليسترضيهم نظراً إلى قوتهم الشرائية، ولكنه في الوقت نفسه كان يأنفهم لبراعتهم في السرقات الإلكترونية وهضم حقوق المنتجين.
في حالة “هاري بوتر” لم يعمد الأطفال إلى سرقة الكتاب عبر الإنترنت، بل اشتروا ملايين النسخ، وحوّلوا بقروشهم القليلة المؤلفة راولنغ إلى ثاني أغنى شخص في إنجلترا بعد الملكة. ربما أعار بعضهم الكتاب لأصدقائه، ولكن جميع الكتب دُفع ثمنها، وعلى الأغلب من جيب الطفل نفسه. الأمر الذي يعني أنه عندما يقتنع الطفل بما يعرض عليه وبعدالة سعره فإنه لا يسرقه بل يدفع ثمنه.
الافتراض الثالث كان في صميم أسس تسويق المنتجات الموجهة إلى الأطفال ويقول إن هؤلاء عجينة رخوة قابلة للتشكيل بفعل الدعاية المركزة التي تُصرف عليها الملايين، إذ يكفي أن تغسل دماغ الطفل بالدعاية المثيرة لتدفعه إلى شراء شيء ما لكي يستعيد الإنتاج الكلفة وفوقها الأرباح وفوقهما ثمن الدعاية نفسها.
إن تسويق “هاري بوتر” لم يأتِ أبداً عن طريق الدعاية الضخمة وغسل الأدمغة، بل تم الترويج له من القاعدة إذا صحّ هذا التعبير، فالمؤكد أن الأولاد هم الذين نصح بعضهم بعضهم الآخر بقراءة الكتاب، وهذا ما وفر كثيراً من الأموال على الناشر وزاد بالطبع من أرباحه وعائدات المؤلفة. إذن فعملية غسل الأدمغة ليست الطريقة الوحيدة أو السليمة لإقناع الطفل بجودة إنتاج معين.
إلى ذلك، لا يتردد البعض في اعتبار نجاح “هاري بوتر” تأكيداً صارخاً على أهمية الكتاب المطبوع وديمومته، واختلاف وظيفته عن وظيفة الإنترنت التي يرى البعض أنها تسلك الطريق نفسه الذي سلكه التلفزيون سابقاً.. استنفاد طاقاتها والملل منها.
وتبقى الخلاصة العامة في أن الكتّاب والناشرين الذين يتوجهون إلى الأطفال والفتيان يجدون أنفسهم اليوم أمام معطيات ما كانوا ليفكروا فيها دقيقة واحدة قبل أشهر معدودة، إذ صار لا بد لهم من إعادة النظر في المفاهيم التي كانت شائعة عن الأطفال و”بساطتهم ” وقدرتهم على التمييز واتخاذ القرار.