قول آخر

مراكز الأبحاث في الوطن العربي

لعلّ من البديهي أن نشير إلى أهمية وجود مراكز للبحوث في وطننا العربي وبالتالي نتساءل: كم عدد هذه المراكز؟ وما عدد العلماء الباحثين فيها؟ ومادورها في مجتمعاتنا العربية؟.

يشير أحد الباحثين إلى أن عدد المراكز البحثية في الوطن العربي يتجاوز 300 مركز، وهناك 1000 منظمة لها علاقة بالبحث والتطوير، ويوجد 100,000 عالم وباحث، وأكثر من 200 جامعة (1).

إن المتأمل لواقع هذه المراكز يجد أن بعضها فاعلٌ وله دوره الريادي، ولكن معظمها غير فاعل وذي تأثير ضعيف.

وإذا بحثنا عن أسباب هذا الضعف وجدنا أنها تكمن فيما يلي:

1 – 
عدم الإيمان بجدوى هذه المراكز من قبل صانعي القرار السياسي في الوطن العربي ومايمكن أن تقدمه من منافع إستراتيجية.

2 – 
قلة الإنفاق على البحث العلمي في الوطن العربي (يتراوح ما بين 0.14 في المئة و 0.36 في المئة من الدخل القومي العربي) في حين يبلغ في الدول المتقدمة (من 0.18 في المئة إلى 3 في المئة) وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية هما الدولتان الأكثر إنفاقاً حيث يصل في إسرائيل إلى 3 في المئة من الدخل القومي.

3 – 
إهمال الجامعات العربية لمثل هذه المراكز، بينما نجد أن الجامعات الغربية تزخر بمراكز بحوث مرموقة.

4 – 
ضعف الاهتمام بالعلماء والباحثين العرب، وهذا مادعاهم إلى الهجرة والعمل في مراكز الأبحاث الغربية؛ حيث يجدون التقدير المادي والمعنوي.

5 – 
ضعف سياسات البحث العلمي في الدول العربية، ولهذا يؤدي إلى نتائج سلبية على التعليم والبحث.

6 – 
مشكلة التمويل: كثير من مراكز البحوث العربية لديها مشروعات كبيرة ولكنها تعاني من مشكلة العجز المالي، وهذا مايدفعها إلى الاعتماد شبه الكامل على الدعم من الحكومات العربية، بينما يمكن للقطاع الخاص أن يسهم بدرجة كبيرة في دعم وتمويل مشاريع البحث العلمي. فمن المعروف أن مايقرب من 70 في المئة من ميزانية الإنفاق على البحث العلمي في الولايات المتحدة تأتي من القطاع الخاص، ويمكن الاستفادة من نظام الوقف الإسلامي لإيجاد عائد مادي كبير ومستمر، وحث التجَّار على دعم هذه المراكز. كما يمكن إنشاء مراكز بحوث عربية في الغرب والاستفادة من المراكز الموجودة بحكم تمتعها بالعيش في مجتمعات متقدمة، وهذه قد تكون أكثر فائدة لنا من المراكز الموجودة في الوطن العربي لسهولة مشاركة الباحثين فيها في الندوات والأبحاث التي تجرى هناك، مما يساعد في تقديم صورة صحيحة عن مجتمعاتنا العربية والإسلامية ويرد على كل من يحاول الإساءة إليها.

أضف تعليق

التعليقات

أمل بو غنّام

قد يكون هناك باحثين على استعداد لتقديم أفضل صورة عن عالمنا العربي، وتنوعنا ، وكوني دكتورة في التاريخ الحديث متخصصة في تاريخ اليابان، مستعدة للمشاركة في هذا العمل . وشكرا