قصة مبتكر
قصة ابتكار
فــــــان فيليـبس
السوبر جلو
بفضل هذا الابتكار الثوري استطاع عدد من العدائين المعاقين من حصد الميداليات خلال أولمبياد لندن هذا العام. يعود الفضل في هذا الاكتشاف الرائع إلى فان فيليبس، 57 عاماً، الذي بُترت ساقه اليسرى في عام 1976م وهو في 21 من عمره في حادثِ تزلج على الماء. فيلبس كان رياضياً وأدى هذا الحادث الأليم إلى إصابته بصدمة نفسية شديدة ومنذ ذلك الحين أصبح مهووساً بصناعة أطراف صناعية ذات ميزات فريدة على الرغم من محاولات العديدين إحباطه وعدم زرع الأمل في نفسه لتحقيق ذلك الحلم. كانت صناعة الأطراف الصناعية في ذلك الحين قد تغيرت قليلاً خاصة بعد الحربين العالمية الثانية والكورية، وكانت الأطراف تصّنع فقط للأغراض التجميلية. استمد فيليبس فكرة ابتكار ساق الشييتا من نابض مثبت بلوح الغوص ومن شكل حرف (C) في سيف صيني كان والده يمتلكه. وكان فيليبس يتخيل إمكانية تصنيع ساق صناعية تساعده على القفز والهبوط على الأرض. ومن هنا جاء تأسيس شركة «القدم المرنة» (Flex-Foot)، التي ضمت تصاميم عديدة ومنها (شييتا) التي صُممت لصفوة اللاعبين. عكف فيليبس على ابتكار قدم صناعية تساعد على العدو ومن هنا جاءت صناعة القدم من مادة الكرافيت الكاربوني وهي مادة أقوى بكثير من الستيل وأخف من الألمنيوم. استطاع فيليبس الركض بقدمه الجديدة هذه وفي اليوم التالي ترك عمله وأسس مع شركائه شركة جديدة وحوّل قبو منزله إلى مختبر لأبحاثه. يقول فيليبس إنّ صنّاع الأطراف الصناعية وقعوا في خطأ فادح ألا وهو محاولة محاكاتهم لعظام الإنسان وهذا أمر مستحيل، فالطرف الصناعي لا يستطيع التحرك دون مصدر قوة هائل. ركز فيليبس جهوده على دراسة أربطة أصابع القدم التي تخزن الطاقة في العضلات ولاحظ أن فيها أوتاراً تشبه تلك الموجودة في أطراف حيواني الكنغر والشييتا ودرس عملية عدو نمر الشييتا وكيفية تحريكه لقوائمه برشاقة على الأرض. وفي عام 1984م، بدأت شركته فليس فوت إنكوربوريتد ببيع تصاميمه وفي الثمانينيات بدأ بتصميم ساق الشييتا للعدائين بشكل خاص والتي تتميز بعدم احتوائها على الكعب ولها شكل حرف (C). تلقى فيليبس الآلاف من الرسائل من زوجات المعاقين يشكرنه على مساعدة أزواجهن لاستعادتهم لحياتهم الطبيعية مرة أخرى. وعمل فيليبس على مساعدة عدد من العدائين الأولمبيين المشهورين في العالم أمثال تود شافهاوزر ودينيس أوهليسر، وهو أول معاق يركض سباق الـ100 متر في أقل من 12 ثانية. وبفضل فيليبس أيضاً استطاع عدد من المعاقين تسلق قمة جبل إيفرست وإنهاء ماراثون بوسطن وسباق الرجل الحديدي للعدائين الذين يرتدون حذاء شييتا. واستطاع الكثير من المراهقين المعاقين ارتداء حذائه للعب كرة القدم وكرة الطائرة الساحلية. في عام 2000م باع فيليبس شركته إلى شركة أوسر التي تابعت نشاطه. ولا يزال فيليبس الذي يعيش في مدينة ميندوسينو الواقعة على طرف الباسيفيك مستمر في أبحاثه لابتكار تصاميم جديدة لمساعدة الرياضيين المعاقين الذين يمارسون التزلج وركوب الأمواج والسباحة والغوص وركوب الخيل.
اكتشف علماء الآثار في مواقع أثرية يعود تاريخها إلى 4000 قبل الميلاد عدداً من الأواني الطينية جرى تصليحها بمادة صمغية أخذت من نسغ الأشجار. وفيما بعد عمل أوائل الإغريقيون على تطوير أنواع أخرى من الأصماغ استعملوها في النجارة وابتكروا وصفات خاصة لصناعة الصمغ تضمنت مكونات عديدة منها بياض البيض، الدم، العظام، الحليب، الجبن، الخضراوات والبقول. أما الرومان فقد استعملوا الطار وشمع النحل كأصماغ. ونحو عام 1750م، كان أول صمغ أو مادة لاصقة في العالم قد أنتجت في بريطانيا وكانت مصنوعة من السمك. ومن ثم توالت بسرعة براءات الاختراع التي اعتمد تصنيع الصمغ فيها على المطاط الطبيعي، وعظام الحيوانات، والسمك، والنشاء، وبروتين الحليب أو الكاسيين (الجبنيين). اكتشف السوبرجلو مصادفةً أثناء الحرب العالمية الثانية عندما استخدم الجنود مادة مجهولة القوام لسدّ جروح المصابين. السوبر جلو- أو الصمغ الصناعي السوبرجلو أو الكريزي-جلو هو مادة تدعى باسم (سيانوأكريلايت) اكتشفها الدكتور هاري كوفر عندما كان يعمل في مختبراك كوداك للبحوث أثناء تطويره لمادة بلاستيكية صافية الوضوح لتصنيع مهداف البنادق في عام 1942م. رفض كووفر مادة (سيانوأكريلايت) التي نتجت من العملية لأنها كانت لزجة للغاية وتلصق بكل شيء! ومن هنا جاءت فكرة إعادة اكتشاف مادة الـ(سيانوأكريلايت) إلى كل من كووفر ود. فريد جوينر، واختبرا منتجهما الذي اسمياه (ايستمان رقم 910) في برنامج ألعاب تلفزيوني بعنوان «لدي سرّ!» حيث قام كوفر بإلصاق لوحين معدنيين ببعضهما ورفعه في الهواء كقطعة واحدة. في ذلك الحين كان كوفر يشرف على البحوث في شركة أيستمان في ولاية تينيسيي الأمريكية وتشارك كلا الرجلين في إجراء البحوث لتطوير مادة أكريلايت بوليمر المقاومة للحرارة لصناعة قباب أغطية الطائرات عندما بسط جوينر طبقة من مادة الأيثيل سيانوأكريلايت بين موشورات مقياس الانكسار واكتشف التصاق الموشورات بعضها ببعض. وأدرك كوفر بأن مادة السيانوأكريلايت منتج مفيد للغاية وفي عام 1958م، تم تسويق المركب ايستمان - 910 وتمت تعبئته تحت اسم (السوبرجلو). الصمغ الحراري - أو البلاستيكي الحراري الصمغ الحراري أو المواد اللاصقة التي تنصهر بالحرارة هي مواد بلاستيكية حرارية تتصلب عندما تبرد. ويستخدم الصمغ الحراري أو مسدسات الصمغ في الفنون والحِرَفْ اليدوية لأنها تُعد مثالية في لصق نطاق واسع من المواد المختلفة. وفي عام 1940م، ابتكر بوب كوب وهو مهندس كيميائي في شركة بركتر أند جامبل الصمغ البلاستيكي الحراري ليحّسن سلسلة الأصماغ التي تعتمد في تركيبتها على الماء والتي كانت تسيل وتفشل في المناخات الرطبة. ظهرت أنواع أخرى من الصمغ مشتقة جميعاً من السوبر جلو مثل بونديني وصمغ باسر الصناعي وبروسيل التي تستعمل بشكل واسع صناعياً وتجارياً. تجدر الملاحظة إلى أن د. كوفر اقترح استخدام السوبر جلو أثناء الحرب مع الفيتنام لسد جروح الجنود عند نقلهم إلى المستشفيات وخياطة تلك الجروح. واليوم لا يزال يستعمل نوع معين من مادة (سيانوأكريلايت) جنباً إلى جنب مع عمليات خياطة الجروح في المستشفيات.