١
الإفطار والذكاء
عند سن السادسة تكون القدرة المعرفية، من الناحية الشفهية والأدائية، عند ذروة تشكلها. في هذه الحالة يكون الدماغ في حاجة ماسة إلى التزود بالوقود خصوصاً بعد فترة صيام طويلة خلال النوم. فالدماغ في هذه الفترة لا يكون في حالة الاستراحة بل العمل. من هنا أهمية الفطور في هذا الوقت.
كما أنه من الأهمية بمكان تناول الإفطار بمعية الأهل. فالتواصل الاجتماعي مع الأهل في هذا الوقت والتحادث معهم، هي الفرصة المثلى للطفل لامتحان قدراته المعرفية المكتبسة من المفردات اللغوية وجمعها وفهمها في سياقات مروية يومية. وذلك مع أناس لا يشعر أمامهم بأي حرج إلا وهم أهله.
لقد قام قسم التمريض بجامعة بنسيلفانيا بدراسة واسعة على 1269 طفلاً في سن السادسة في الصين، حيث للإفطار قيمة اجتماعية عالية. وتبيَّن أن الأطفال الذين لم يتناولوا الإفطار هم أقل 5.58 نقطة ذكاء في قدرتهم الشفهية و2.5 نقطة في قدرتهم الأدائية.
كما تبيَّن من الدراسة أن الذين لا يتناولون الإفطار هم أكثر قابلية من الآخرين لاكتساب تصرفات غير صحية كالتدخين المبكر وتناول الكحول وعدم القيام بتمارين رياضية.
٢
هل رائحة الكبار مختلفة؟
عندما يقترب الصغار من الكبار، ماذا يشمون؟ هل يتلقون نفس الرائحة؟
بعكس الاعتقاد السائد بين معظم الناس أن رائحة الكبار تصبح منفِّرة، تبيَّن لعالم النفس «جوهان لاندستروم»، من مركز التحسس الكيميائي في فيلادلفيا، أن ذلك ليس صحيحاً.
جاءت هذه النتيجة بعد اختبار واسع على عدة فرق من الأفراد من أعمار تتراوح بين العاشرة والتسعين سنة. المجموعة كلها استضيفت في مكان واحد لأربعة أيام حيث أعطيت الوجبات نفسها، والصابون خالي الرائحة ووضع تحت إبط كل واحد منهم حفاظاً ماصاً. في النتيجة أن رائحة الشباب كانت كريهة وكبار السن سائغة. وعلَّق أحد المتطوعين على رائحة الكبار دون أن يعلم السن: أنها «ترابية».
ويعلِّق الدكتور لاندستروم أن ذلك يرجع إلى أن الغدد في جلد الشباب تفرز مادة كيميائية تجلب البكتيريا. وهذه تتغير كلما تقدَّم الإنسان بالعمر.
٣
غزل الطاووس
ليس على الطاووس أن يتخفَّى أو ينعزل عند المغازلة. فهو يستطيع، في البداية، أن يصدر أنغاماً خفيضة لا يسمعها سوى الطاووسة. وحالما ترسل إشارة استجابة، يفتح ذيله، يكشكش ريشه ويرتعش ثم يعلو زقاؤه.
وتقول روزلين دايفس من جامعة كوينس الكندية، التي قامت بدراسة حول الموضوع، إن الطاووس يقوم بمحادثات تحت صوتية، بذبذبات أقل من 20 هيرتزاً، لا تستطيع الأذن البشرية سماعها.
وتؤكد أنجيلا فريمن، العالمة بسلوكيات الحيوان، أن الطاووس، بعد أن يظهر مجده بنشر ريشه الجميل، يهزه، فينتشر في الأنحاء القريبة تموجات يمكن للأذن البشرية سماعها بشكل حفيف، لكنها في الواقع هي طنطنات تحت صوتية تمتد لمسافات معيَّنة تستطيع نظيراته سماعها حتى لو كانت مختفية بعيداً بين الأشجار.
وكانت فريمن تقصد بهذا الاختبار دحض الاعتقاد السابق بأن الطاووس إنما ينشر ريشه منحنياً إلى الأمام قليلاً ليشكل صحناً لاقطاً للأصوات البعيدة.
٤
الألوان والرؤية
هل الطيور والحيوانات ترى بعيونها ما نراه نحن؟ الرأي العلمي ومنذ زمن طويل يعرف أن للطيور قدرة للرؤية تفوق التي عند الإنسان. فهي ترى ألواناً أكثر بسبب طبيعة شبكية عيونها التي بإمكانها التقاط الأضواء ما فوق البنفسجية.
فلطالما تغنى الشعراء وعشاق الطبيعة بألوان الطيور المتألقة، فإنهم لم يعلموا أننا، بالمقارنة مع الطيور، نبدو مصابين بعمى الألوان. هذا ما تقوله «ماري ستوتدارد» من جامعة كامبريدج. كما أن بعض الزواحف وخصوصاً أبو بريص ترى الألوان في الليل كما نراها نحن في النهار. على الرغم من ذلك فإن معظم الحيوانات، كما الإنسان، لا ترى الألوان في الليل، مع أن بعضها يرى أضعاف ما نرى نحن كالكلاب والقطط.
لكن ما لم يكن يعرفه العلم، كما بيَّنت دراسة قام بها قسم البيولوجيا في جامعة لاند السويدية، أن الطيور تحتاج إلى كمية ضوء ما بين 5 إلى 20 ضعفاً ما نحتاجه نحن لترى ما نراه. لذلك فعند عتبة الضوء، أي عند الفجر والغسق، وكذلك في الليل تخسر قدرتها على الرؤية.