الحيوانات
واستشعار الزلازل
الحيوانات
واستشعار الزلازل
كارثة المد الزلزالي الذي ضرب دول المحيط الهندي في ديسمبر الماضي أعادت إلى الأضواء مسألة الإحساس المسبق عند الحيوانات بقرب وقوع الزلازل. وعلى الرغم من أن هذه المسألة ليست جديدة بل تظهر أينما كان في العالم عقب وقوع أي زلزال، فإنها في كارثة التسونامي اتخذت أبعاداً لافتة للنظر جعلت بعض العلماء يتجهون إلى التفرغ لدراستها وتفسيرها.
يقول مدير الحياة البرية في سريلانكا هـ. د. راتنايكي إن الموجات المدية الهائلة التي وصلت حتى الميلين داخل اليابسة في بلاده، ضربت مواطن حيوانات برية عديدة كالفيلة والغزلان والتماسيح وغيرها. غير أن فرق الإنقاذ التي انتشلت جثث آلاف البشر لم تعثر على أي فيل ميت، ولا حتى على أرنب مين واحد !.
إلى ذلك، لم تظهر الصور الجوية لا للمحيط ولا اليابسة التي غمرتها المياه أي حيوان ميت. وروى العديد من الناجين أنهم شاهدوا الفيلة تركض إلى مواقع جغرافية مرتفعة قبل وصول الأمواج بحوالي الساعة، كما أن الكلاب رفضت الخروج، وغادرت الطيور أعشاشها القريبة من الشواطئ. ويضيف بام رنكويست من إحدى الجمعيات المحلية أن فرق المتطوعين لم تعثر حتى على حيوانات جريحة، لكنهم وجدوا الكثير من الحيوانات السالمة التي كانت تحتضر جوعاً بعدما غادرت المناطق التي تقتات فيها من فضلات المطاعم والشاليهات.
وبينما ينكر بعض العلماء وجود حاسة سادسة عند الحيوانات، يصر البعض الآخر على التذكير أن تصرف الحيوانات أنقذ في عام 1975م الآلاف من سكان مدينة هاي شينغ في الصين، عندما أمرت السلطات المحلية السكان بإخلاء المدينة فور ملاحظة تصرفات غريبة على الحيوانات في المدينة قبيل وقوع زلزال عنيف ومدمر. الأستاذ المتخصص في هذا الشأن، لاري مايرز، من جامعة أوبورن ، يقول: إنه ليس بالإمكان الجزم بوجود حاسة سادسة عند الحيوانات، أو قدرة خارقة على تحسس الزلازل. ولكن المؤكد أن بعض الأسماك مثلاً يتفاعل بسرعة مع الحقول المغناطيسية، وبعض الطيور أيضاً.. أما الفيلة فيمكنها أن تشعر بالارتجاجات دون الصوتية داخل الأرض من خلال أقدامها.
ومن أغرب ما ينكبّ على دراسته العلماء حالياً هو نجاة القبائل البدائية التي تعيش في جزر انكوبار واندامان التابعة للهند، ويبدو أنها بسبب التصاقها بالطبيعة تمكنت من التنبه إلى بعض الإنذارات البيولوجية مثل التغير في أصوات العصافير وسلوك الحيوانات البرية والبحرية. فلم تقع أية ضحية في صفوف هذه القبائل، بينما قضى آلاف السياح الوافدين إليها!
تبادل العوادم
تبادل العوادم
منذ إعلان الأمم المتحدة لاتفاقية التغيير المناخي في قمة ريو دي جانيرو عام 1992م، والدول الصناعية في شد وجذب لموازنة مصالحها الاقتصادية مع الالتزامات التي تنص عليها الاتفاقية، والتي تتلخص في تحديد انبعاثات غازات الدفيئة لمواجهة الاحتباس الحراري، وقد التزمت معظم دول العالم الصناعي بآليات تخفيض حجم انبعاثات غازات الدفينة الناتجة عن أنشطتها الصناعية عبر بروتوكول كيوتو الذي وُقع في عام 1997م. وأصبحت بنود هذا البروتوكول ملزمة قانوناً بدءاً من 18 فبراير 2005م. وهي تنص على خفض الدول المتقدمة لنسبة 5.2 في المئة من عوادمها الغازية عمّا كانت عليه عام 1990م، وأن يستكمل هذا التخفيض بحلول عام 2012م. ومعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية المنتجة لحوالي 25 في المئة من العوادم الغازية في العالم انسحيت من الاتفاقية لحماية مصالحها الاقتصادية، وتبعتها أستراليا. لكن الدول الأوروبية الموقعة أنشأت ما يسمى بالسوق الأوروبية المشتركة لتبادل العوادم الغازية. وهي سوق جديدة تبيع فيها الدول فائض إنتاجها من عوادم الغازات للدول الأقل إنتاجاً داخل السوق الأوروبية، في خطوة تهدف إلى تبادل المنافع وتعزيز اقتصادياتها المحلية. أما البيئة فتبقى وحدها من دون منفعة ولا نصير.
استكشاف هرم الشمس
استكشاف هرم الشمس
على بعد حوالي الساعة بالسيارة من العاصمة المكسيكية يقع هرم الشمس الذي فشلت كل أساليب الاستكشاف الأثرية التقليدية والحديثة في معرفة ما يحتويه من آثار. فهذا الهرم هو الثالث في العالم من ناحية الحجم. إذ يبلغ طول كل ضلع في قاعدته نحو 200 متر، وتم بناؤه قبل حوالي 2000 سنة. ومؤخراً، انبرى علماء فيزياء الجزيئيات لحل هذه المعضلة. وأحضر اثنان منهما يعملان في جامعة مكسيكو مختبراً لتجميع جزيئيات الميون (Muons) التي تهطل على الأرض من الفضاء الخارجي بمعدل 12000 وحدة في المتر المربع / دقيقة. وهذه الجزيئيات تخترق كل شيء بما فيها أجساد البشر. ولكن عملية الاختراق هذه تتغير بتغير كثافة الحاجز المخترق. الأمر الذي يعني أن الفجوات تمتص من هذه الجزيئيات أقل مما يمتص غيرها، الأمر الذي يمكّن العلماء من رسم خارطة للهرم كله، إذا ما تم وضع هذا المختبر في نفق تحته. وهذا بالفعل ما حصل مؤخراً. لكن النتيجة لا تزال تتطلب بعض الوقت. فمن انتظر 2000 سنة يمكنه أن ينتظر بضعة أشهر إضافية.
التلوث الجيني
لا يزال الجدال الواسع قائماً حول الأنواع المعدلة جينياً من المزروعات والفواكه والحبوب والأعشاب ومن ضمنه موضوع التلوث الجيني . فقد ادّعى المناهضون للتعديل الجيني أن هذه الجينات المعدّلة بإمكانها أن تنتقل إلى النباتات أو الأشجار التي يقربها وتعدلها بدورها. وهذا يشكل خطراً كبيراً على الحياة. ونشرت في هذا الشأن الكثير من الدراسات المؤيدة والمعارضة للتعديل الجيني. آخر هذه الأبحاث جاء في المجلة الموثوقة الصادرة عن أكاديمية العلوم في أمريكا، وتبين أن بعض الأعشاب المعدّلة يمكنها أن تلوّث ما عداها إلى مسافة 21 كيلومتراً. وقد أثبتت بعض الدراسات قبلاً أن جينات من دوار الشمس المعدل يمكنها أن تنتقل إلى حوالي كيلومتر واحد. وجاء في نتيجة أبحاث أجرتها المؤسسة الأمريكية لحماية البيئة أن بعض أعشاب المرج المعدّلة جينياً لمقاومة الأمراض، قد نقلت لقاحاتها إلى أعشاب أخرى حتى مسافة 21 كيلومتراً. وقد وجد فريق باحثين آخرين من المؤسسة نفسها أن التلوث الجيني قد انتشر في بقعة مساحتها 310 كيلومترات مربعة من أعشاب المرج في مدينة مادراس في ولاية أوريغون الأمريكية.