حياتنا اليوم

سلامة الرحلات البرية ومتطلباتها

  • 65a
  • 67a
  • 66

خلال فصل الربيع تكثر رحلات الاستجمام إلى الصحراء والبراري. ولكن هذه الرحلات تتطلب جملة استعدادات وتدابير وقائية منها ما يساعد على الاستمتاع بها، ومنها ما يقي القائمين بها من التعرض إلى متاعب غير متوقعة قد تفسد الرحلة، أو تلحق ضرراً بصحتهم. حول هذه التدابير والاستعدادات يحدثنا خالد بن محمد البصري.

الملابس
تبدأ الاستعدادات للرحلة البرية باختيار الملابس، ويستحسن ارتداء القميص والبنطلون والجورب والحذاء. كما يستحسن أن تكون ألوانها فاتحة (البيج، الكاكي، الأخضر)؛ لأن الألوان الداكنة تزيد من امتصاص أشعة الشمس وترفع بالتالي حرارة الجسم. أما القبعة فيجب أن تكون بلون صارخ مثل الأحمر أو البرتقالي؛ كي تسهل رؤيتها من بعيد في حال ضياع الشخص.

القميص: يجب أن يكون من القطن الخفيف أو الثقيل حسب الأجواء ودرجات الحرارة المتوقعة نهاراً وليلاً. ولا ينصح أبداً باستخدام الحرير أو الصوف أو البوليستر. كما أن اصطحاب قمصان فنيلة داخلية يؤمّن مرونة أكبر في ارتداء اللازم والاستغناء عنه حسب تبدلات الحرارة الكبيرة جداً في المناطق الصحراوية بين الليل والنهار.
السترة: يفضّل أن تكون طويلة. ويمكن أن تكون من القطن المبطّن بالنايلون عديم المسام حتى تساعد على الحماية من الرياح الباردة.
البنطلون: يفضل أن يكون من القطن واسعاً ومريحاً. وتتوافر حالياً في الأسواق بنطلونات متعددة الجيوب يمكن الاستفادة منها في حفظ الأشياء المهمة مثل الأوراق الشخصية والبوصلة وما شابه.
الجوارب: يجب أن تكون مريحة كيلا تعيق الدورة الدموية. ويفضّل ألاَّ تكون بيضاء اللون، لأن اللون الأبيض تحت أشعة الشمس قد يجذب بعض أنواع الحشرات.
الحذاء: يفضّل الحذاء ذو الساق حفاظاً على القدمين من الالتواء في الأراضي الوعرة، وأيضاً من لسعات الزواحف في المناطق العشبية. وإلا، فلا بأس في الأحذية الرياضية ذات النعال المطاطية للوقاية من الانزلاق خلال السير فوق الأراضي الصخرية.
القبعة القطنية: تعتبر ضرورية جداً لحماية الرأس من الشمس.
القفازات: إذا كانت الرحلة البرية تتضمن تعاملاً يدوياً مع الطبيعة كجمع الحجارة أو الاحتطاب، فيجب أن يتم ذلك بواسطة قفازين يقيان الكفين من الحشرات والعناكب التي تكون كامنة تحت الحجارة، أو حتى من الأعشاب البرية المؤذية لليدين.

إلى ذلك، يعتبر منديل القماش مفيداً جداً لا لتنظيف العيون والوجه، بل أيضاً لاستعماله كلثام يمنع استنشاق الغبار. كما أن النظارات الشمسية تعتبر بدورها ضرورة لحماية العينين من الضوء الباهر نهاراً في المناطق الصحراوية، ويجب أن تكون بها حماية من الأشعة فوق البنفسجية، وأن تكون عدساتها من البلاستيك لتفادي تحطمها في صدمات خفيفة محتملة.

التغذية
يعتمد الكثيرون خلال الرحلات البرية والصحراوية على المعلّبات والمكسرات والمشروبات الغازية، لسهولة نقلها واستعمالها. ولكن لمثل هذا النوع من التغذية آثاراً سلبية على الصحة والجهاز الهضمي إذا كانت الرحلة البرية تدوم أياماً عدة.

لذا يجب التزود على الأقل بالفاكهة المجففة مثل الزبيب والتين والمشمش، إضافة إلى أنواع الفاكهة التي يمكنها أن تعمّر بضعة أيام خارج الثلاجة مثل البرتقال والتفاح. كما أن استخدام حبوب الفيتامينات المركبة بعد استشارة الطبيب يمكن أن يعوّض النقص المحتمل في فيتامين سي وفيتامين بي اللذين يحتاجهما الجسم يومياً.

إلى ذلك، يجب إيلاء ماء الشرب أهمية كبرى خلال الاستعداد للرحلة البرية. فحاجة الجسم إلى السوائل يمكنها أن ترتفع إلى نحو ستة ليترات يومياً في المناطق الحارة والجافة. ولا يمكن الاكتفاء في هذه الحال بالمشروبات الغازية أو الشاي والقهوة. بل يصبح الماء وبكميات كافية ضرورة لا غنى عنها.

خلال الرحلة
إضافة إلى العادات الصحية اليومية مثل تنظيف الأسنان، وتقليم الأظافر وغسل الأرجل مرة على الأقل بالماء والصابون ووجوب اصطحاب كل مستلزماتها، تستدعي الرحلة البرية بعض التدابير الخاصة وأهمها:

حماية البشرة من الحروق، فالهواء يتسبب بجفاف البشرة، الأمر الذي يزيد من مخاطر احتراقها بأشعة الشمس. والمرطبات التي تباع في الصيدليات ودور التجميل يمكنها أن تؤمّن الحماية اللازمة من خلال حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية، المسببة لسرطان الجلد، وأيضاً من خلال ترطيب البشرة بالزيوت التي تحول دون جفافها في الهواء.

تلافي استخدام الروائح العطرية والمواد المعطرة على البشرة والملابس؛ لأن العطور قد تجذب بعض الحشرات مثل النحل، وتنفر بعض الحيوانات البرية. إضافة إلى أنها قد تتسبب في جو حار وشديد الجفاف في تهييج الأغشية المخاطية في الأنف خلاف ما يكون المرء قد تعود عليه في المدينة.

إذا كانت الرحلة البرية إلى مكان مزود بإرشادات للتخييم، فيجب اتباع هذه الإرشادات والتقيد بكافة أحكامها.

إذا كانت الرحلة إلى مكان يفتقر إلى مثل هذه الإرشادات، فيجب اعتماد الحذر الشديد عند إشعال نيران التدفئة أو الطبخ. خاصة في الأماكن العشبية. ولذا يستحسن اعتماد غاز التخييم للطبخ، أو الفحم داخل موقد معدني جاهز. أما إذا استدعى الأمر إشعال الحطب، وهو أمر غير مستحب في كل الأحوال، فيجب أن يكون ذلك بعيداً جداً عن أي شكل من أشكال الحياة النباتية. وفي حال وجود نشاط هوائي ملحوظ، يجب الامتناع عن إشعال أي شيء في الهواء الطلق. كما يجب التأكد من إطفاء النار تماماً عند الانتهاء من استخدامها.

عدم الجلوس طويلاً بالقرب من الحطب أو الفحم المشتعل، لتلافي استنشاق جرعات مؤذية من غاز ثاني اوكسيد الكربون.

تلافي مد الأيدي داخل الجحور، وعدم التخييم بقربها إذا أمكن. لأن الجحور هي عادة مأوى الزواحف والقوارض والحشرات، والكثير منها قد يكون ساماً أو مؤذياً.

على القائمين بأي نشاط في أية رحلة برية أن يعوا إلى أنهم على مسافة بعيدة من المستشفيات والمراكز الطبية، وأن يأخذوا ذلك بالحسبان عند شروعهم بأي عمل يتضمن مخاطر على سلامة أجسامهم.

وأخيراً وطالما أن الغاية من الرحلة البرية هي أولاً وأخيراً الاستجمام واستعادة الحيوية بعيداً عن نمط الحياة اليومية في المدينة، يصبح من البديهي والضروري لفت النظر إلى وجوب الامتناع عن إرهاق النفس في المشي لمسافات طويلة، أو المبالغة في استخدام المجهود العضلي. فالمطلوب هو الاستمتاع بالطبيعة والتحرك باعتدال.. الاعتدال في كل شيء.

مستلزمات لا غنى عنها
يجب على القائم بأية رحلة برية مهما كانت مدتها أن يصطحب معه عدة إسعافات أولية مثل القطن ومعقم الجروح والأدوية العامة المضادة للصداع والمغص، ومخفض الحرارة ومطهر العيون، إلى جانب سكين متعدد الاستخدامات، وبوصلة على أن يجيد استعمالها، وجهاز تحديد المواقع.

أما الحقائب، فيجب أن تكون خفيفة الوزن، من القماش المقوى. وأفضلها تلك التي تُحمل على الظهر. غير أنها يجب أن تكون مزودة بحزام يربط على الخصر كيلا تتخبط على الظهر عند المشي. كما أن الأحزمة التي تشدها إلى الأكتاف يجب أن تكون عريضة لتلافي الألم الذي يمكن أن تتسبب به الأحزمة الرفيعة.

أضف تعليق

التعليقات