1
تطرح «القافلة» في هذا العدد قضية الجراحة التجميلية التي قد تكون أكثر التخصصات الطبية إثارة للجدل. فمقابل إنجازات علمية كثيرة متلاحقة في هذا القطاع، تشكِّل صورة تبعث على الزهو بما صار بمقدور هذه الجراحة أن تحققه، ثمة أسئلة مربكة يكاد بعضها أن يأتي مصحوباً بالجواب المثير للحزن أو القلق. يستعرض الدكتور حذيفة الخراط وسجا العبدلي هنا بعض أوجه هذه القضية المتمثلة في النمو الهائل الذي طرأ على جراحة التجميل خلال السنوات الأخيرة، وما الذي يدفع الآلاف والملايين إلى وضع أنفسهم طوعاً تحت مبضع الجرَّاح الذي يتردد كثيرون في الخضوع إليه حتى في الحالات الطبية الحرجة؟
وفي باب «قول في مقال»، يناقش محمد العصيمي «التربـص» باعتبـاره مفتــاحاً للفتنة..!! وكيف أن (الكلمة) تكون سلاحاً من أسلحة التربص وناطقها أو كاتبها يعلن عن نفسه متربصاً بالآخر متى استدعى مخزونه من اللغة ليسفه هذا الآخر أو يسحله لفظياً لكي يشوهه شخصياً بعد أن يشوه فكرته وأطروحاته التي تناجز ما لدى المتربص.
2
وفي مناخ الطاقة والاقتصاد هناك موضوعان. يناقش في الأول الباحث عبدالرحمن الخلف، من أرامكو السعودية أهمية اكتشافات الغاز التي عُثر عليه في القارة السمراء، واحتمالات مساهمتها في إحداث تحول شامل في الاقتصادات الضعيفة لهذه الدول، إلى جانب تسليط الضوء على الميزة التنافسية التي تختص بها هذه الاكتشافات بين المناطق المنتجة الأخرى في مختلف أنحاء العالم.
وفي الثاني يتناول الباحث أمين نجيب
ثقافة المستهلك، وتحليل النزعة الاستهلاكية، وتكوينها الثقافي والاجتماعي. حيث أصبح الاستهلاك سمة الحياة العصرية، ومنذ أكثر من قرن من الزمان لم يعد الاستهلاك يقتصر على نطاق الضروريات، بل امتد ليشمل كثيراً من السلع الترفيهية، عبر عملية ترويج هائلة قلبت كثيراً من المفاهيم والقيم.
3
في محطة البيئة يتناول الدكتور خالد بن ناصر الرضيمان، قصة هجرة النخيل إلى الولايات المتحدة، ويُعدِّد عشرين سبباً لاهتمام الأمريكيين بالنخلة وثمارها، التي لم يعرفها العالم الجديد حتى ما قبل قرن ونصف القرن تقريباً، حيث قام باحثون أمريكيون بجلبها من الصحاري العربية ونقلها عبر البحار واستزراعها.
وفي محطة العلوم يلقي الباحثان عبده عبدالله عريشي ودرويش مصطفى الشافعي الضوء على ما أحدثه الضوء من تلوث ومساوئ على الإنسان وكذلك على عالمي الحيوان والنبات. بعد أن وضع هذا الاختراع اللبنة الأولى لنمو الحضارة الإنسانية، وجعل العالم يبدو أجمل وأروع.
الفاصل المصوَّر
في الفاصل المصوَّر سنطالع ملامح لموظف أرامكو، هذا الإنسان الذي جاء من أطراف الوطن شرقه وغربه، وشماله وجنوبه، ليصنع أسمى قيم العمل والمشاركة والبناء ويمهِّد لملحمة التفوق التي استمرت ثمانين عاماً، ولا تزال..
4
وفي محطة الحياة اليومية واستمراراً لاحتفائية شركة أرامكو هذا العام بمرور ثمانينية تأسيسها، نعرض رؤى ومشاهدات وذكريات عن بناء إنسان أرامكو. فيسترجع الأستاذ علي الدميني بعضاً من ذكرياته، يروي قصة حياة وطن من خلال التغلغل في داخل موظف أرامكو. أما الأستاذ محمد العباس ففي مقاله «ألبوم العائلة الأرامكوية» يستقرئ المسافة الشاسعة بين ما كان عليه حال ووعي ومزاج ذلك الفصيل من الذين التحقوا بالعمل في أرامكو، وبين ما صاروا عليه من مكانة وأناقة واحترافية.
5
وفي واحة الثقافة والأدب نستعرض عدداً من الموضوعات. فيستعرض لنا أولاً الأستاذ فاروق يوسف الفنون المعاصرة وما تفعله في مواجهة عالم يتداعى؟
ثم تختبئ نسرين البخشونجي بين شخوص الرواية لتستكشف الأهداف التي أصابتها الروائية التركية سولماز كاموران وأصل الحكاية وراء السلحفاة «مينتا»..
ثم تقدِّم لنا رحاب أبوزيد تقريراً حول مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع الذي أقيم في الفترة ما بين 27 و29 أغسطس 2013م بعاصمة الثقافة الإسلامية للعام نفسه المدينة المنورة. وهل حقاً أن الأديب يختلق الصراعات ليكون أحد أطرافها، أم أن القائمين على الثقافة أحالوا المهمة إلى منسوبي السلك الأكاديمي لتأطيره بسياج العولمة.
وأخيراً يعرض لنا الباحث محمد البشير سيرة توفيق بكار المجددة في علم الأدب وكيف واءم بين صرامة المنهج وحس الناقد المبدع.
6
وأخيراً في ملف هذا العدد، الغُراب، الطير ذو الحضور المتميز في ثقافات الشعوب وآدابها، حضور يطغى عليه في معظم الأحيان النفور الذي يصل إلى حدِّ الكراهية، والتشاؤم منه الذي يصل إلى حد استشعار الموت.. فيخوض جعفر حمزة غمار هذه التجربة، ساعياً إلى الكشف عمَّا يمثِّل العلاقة ما بين هذا الطير وبني البشر الذين يميلون إلى إسقاط كثير من ضعفهم على ما حولهم من جماد وحيوان وطير، ويبدو أن الغُراب قد أخذ نصيباً وافراً من ذلك.