نازك الإمام / مذيعة تحققت أمنيتي كإعلامية في الإذاعة؛ لأن جمهور الإذاعة أكبر من جمهور التلفزيون على ما أعتقد. فقنوات الإذاعة تتوافر بلا تكلفة في أي مكان وزمان، داخل المكتب أو في البيت أو أثناء قيادة السيارة أو في نزهة في مكان قصي، ما يسمح للمستمع بحرية التحرك والمشاركة. بعكس التلفزيون الذي يجبرك على الجلوس والمشاهدة، فتضطر إلى تحضير طقوس المشاهدة التلفزيونية في الغرفة المخصصة للتلفزيون داخل المنزل. والتلفزيون يقدم الخيال جاهزاً ونهائياً إلى مخيلة المشاهد، فتصاب قدرات المشاهدين على التخيل بالنضوب، بينما تفتح الإذاعة، كما الكتاب، آفاق الخيال.
الإذاعة أكثر حرية
وليد الشهري / مذيع أجد أن الإذاعة أكثر تأثيراً على المستمع من شاشات التلفزيون، وتحتاج من المذيع مجهوداً لإقناع المستمعين أو لإيصال الفكرة إليهم، مما يعلي من قدرة وقيمة التقديم المسجّل أو المبثوث مباشرة على الهواء. من الناحية المادية يحصل المذيع التلفزيوني على أجر أكبر بكثير من زميله في الإذاعة، وكأن الشهرة التي يوفرها التلفزيون أو الصورة التي تدخل منازل المشاهدين أغلى ثمناً من الشهرة الإذاعية التي تبقي المذيع شخصاً مغفلاً من حيث الشكل. لكن من الناحية العملية، فإن عمل الإذاعي مريح أكثر. بينما مقدم البرامج التلفزيونية مسؤول عما يقوله وعن حالته الشكلية والنفسية أمام الجمهور. لا أفضّل العمل في التلفزيون، خصوصاً في الفترة الحالية؛ لقلة الكفاءات الإخراجية والإبداعية، وعدم اهتمام كثير من المخرجين التلفزيونيين بالتأثيرات التقنية والإضافات الفنية التي قد تغيّر كثيراً في تقديم أي محتوى تلفزيوني. أشعر أن العمل في التلفزيون سيضطّرني إلى البحث عن مخرج ممتاز للقيام بذلك، حتى ذلك الحين أفضل أن أدير أعمالي وبرامجي الإذاعية.
موهبة الصوت والتلقي
خالد قمّاش / مقدّم برنامج تلفزيوني تختزل الإذاعة حواسك وأحاسيسك في موهبة الصوت والتلقي. أما في التلفزيون فتتوزع مهاراتك الحسية وإيماءاتك الفنية الخاصة على كل جوارحك المعنوية وملامحك الجسدية. كانت تجربتي في العمل التلفزيوني كمعدّ ومقدّم برامج غنية جداً، وكنت صاحب فكرة عرض أحوال المثقفين والمبدعين في شتى المجالات الثقافية من شعر وسرد ونقد ومسرح وسينما وتشكيل عبر شاشة التلفزيون، وتمكينهم من التحاور والكلام حول أنفسهم وشخصياتهم. كانت التجربة متواضعة من ناحية إمكانات القناة. ولكني أزعم أنها جيدة من جهة الضيوف والفكرة والمحاور. ولكن فيما يبدو لي أن التعامل مع الكاميرا غالباً ما يكون أمراً مربكاً ومحبباً في الوقت عينه. إذ لا بد من أن تكون مهيأ نفسياً وصاحب حضور جيد وإطلالة مقبولة على أقل تقدير. ففي الإعلام المرئي تحتاج إلى «كاريزما» معينة تشد الجمهور إليك. ولكن كل هذا ينسف أهمية الحضور الإذاعي، حيث خامة الصوت وتلونها يلعبان الدور الرئيس في تميّزك وتفرّدك الإذاعي.
أفضّل رؤية نفسي
رغدة السليماني / مقدمة تلفزيونية التلفزيون أقرب إلى قلبي من الإذاعة، فهو يدفعني إلى العمل في الميدان، ويساعدني على رؤية نفسي أثناء تقديم تقريري أو برنامجي، بينما الإذاعة لا تسمح لي سوى بسماع صوتي وهذا لا يكفيني كي أكون راضية عما أقوم به. ثم إن بدايتي كإعلامية كانت من أمام شاشات التلفزيون، ووفاء للبدايات سأنحاز إلى التلفزيون في مقارنته مع الإذاعة. أفضّل العمل في التلفزيون؛ لأن تعابير الوجه ولغة الجسد تعزِّز التأثير على المشاهد إلى جانب الصوت والإلقاء. الإذاعة تعتمد على الصوت، بينما في التلفزيون لا يهم الصوت بالتحديد طالما أن المذيع ماهر في إدارة الحوارات ومخاطبة ضيوفه والتوجّه إلى جمهوره. أعتقد أن التلفزيون أكثر الوسائل الإعلامية متابعة في هذا العصر، بعدما كان الراديو نجم العقود السابقة. والآن باتت الرسالة تصل بشكل أسرع وأسهل إلى كل أنحاء المعمورة. وللتلفزيون تأثيرات إبداعية تستخدم الخلط الفني من خلال مزيج البرامج والإعلانات وما إلى ذلك مما يعزز الانطباع البصري لدى المتلقي.
لا أفّضل أي منهما على الآخر
مريم الفرجاني / معدّة ومقدمة برامج بحكم عملي لأكثر من 20 عاماً متواصلة في مجال الإعلام الإذاعي والتلفزيوني، تيسر لي أن أعيش التجربتين معاً. أحب في الإذاعة العلاقة المباشرة بالجمهور والمتابعين الدائمين لبرنامجنا، وهذا ما يفتقده المرء في العمل التلفزيوني حيث تتسع قاعدة المشاهدين ليغدو من المتعذر تعريفهم وتحديدهم. على المستوى المهني، هناك فوارق بين العمل للإذاعة والعمل للتلفزيون، في الإذاعة على الصوت والكلام أن يحيطا بموضوعه تماماً من غير اتكال على عنصر الصورة، كما يحدث في الكتابة للتلفزيون. وعلى المذيع أن يمنح من خلال صوته تصوّراً عن شكله وشخصيته للمستمع. بينما في التلفزيون فإن كل الشروط تجعل من المذيع ضيفاً حاضراً وموجوداً بين مشاهديه في غرف جلوسهم. لذا أعتقد أن المقارنة تظلم كلا المجالين الإعلاميين؛ لأن لكل منهما ما يجعل العمل فيه محاسن ومثالب، تكبر وتصغر بحسب قدرات الإعلامي سواء أكان أمام كاميرا أم أمام ميكروفون.
الإذاعة تعفينا من المواقف الحرجة
فادي توفيق / إذاعي وإعلامي عملت في الإذاعة والتلفزيون، وإذا لجأت إلى المقارنة أظن أنني أميل إلى العمل في الإذاعة أكثر من التلفزيون، لسبب بسيط، وهو أن رهبة المخاطبة من خلف الميكروفون لم تفارقني.
هذه الرهبة تفرض على المذيع أن يختبئ خلف ما نسميه الوقار، وهو الابتعاد عن المزاج المرح وما يمكن أن يكون نوعاً من خفة الدم، التي يتقنها البعض ولا يتقنها البعض الآخر في مثل هذه المواقف. كانت الرهبة التي رافقتني، تتيح لي عند الحرج، أن أقفل الميكروفون في الإذاعة، وأشير لمهندس الصوت أن يدير القطعة الموسيقية التي يكون أعدها سلفاً. أما في التلفزيون، فما هو الحل عند حدوث أمر محرج، ما دمت أمام الناس والكاميرا، ولا مجال للانتقال إلى بديل يزيل الحرج. أفضل تجاربي التلفزيونية كانت برنامجاً أعده وأسجلّه سلفاً، قبل بثه. فالتسجيل المسبق يحل هذه المشكلة؛ لأنك لو وقعت في خطأ ما، أو حدث ما لا تريد، أمكنك وقف التسجيل والإعادة. لم يكن هذا ممكناً قبل سبعينيات القرن العشرين، حين كان الفِديو غير شائع الاستعمال بعد، حتى في محطات التلفزيون.
أضف تعليق
التعليقات
سيد بر
اي مادة اعلامية ليس سهلا ايصالها ،الا اذا امتلك صاحبها ملكات وقدرات معينة ،وهذا ما نجده في العمل التلفزيوني او الاذاعي.واكيد ان هناك فرق بين التقديم الاذاعي والتلفزي….سيما ان لكل مكانزما معينة .
الرميساء
انا حلمي أن أكون مقدمة برامج أجتماعية
صدقية
والله انا اناكنت متابع برنامج للمذيعة مريم راشد لما كانت بالتلفزيون وكانت هوايا مشاهده ولما انتقلت الى الإذاعة الكل توقع انها بتندم وترجع للتلفزيون لكن تقول من تجربتها ان الجمهور لما يحب مذيع يتابعه