تشبه لوحات الانطباعيين بحيويتها وخطوطها وألوانها الأطباق الشهيّة. وهؤلاء الفنانون الذين طبعوا القرن التاسع عشر بفنهم كانوا على درجة عالية من الإحساس بالحياة والشغف بها، مما يجعل الجلوس معهم إلى مائدة طعام أمراً ممتعاً. فريق التحرير يدعونا إلى مشاركة الانطباعيين مائدتهم، ويعرض لنا علاقة هذه الظاهرة المميزة بالمناخ التاريخي الذي نشأت فيه.
من المؤشرات الأولى على اقتراب ظهور مدرسة جديدة في فن الرسم ستسمّى لاحقاً بـ “الانطباعيّة”، لوحة رسمها إدوارد مانيه سنة 1863م، ورفضت الأكاديميّة الفرنسية استقبالها في معرضها السنوي. غير أن عدداً من الفنّانين كان لهم رأي مغاير لرأي الأكاديميّة، فالتفّوا حول مانيه ليقودوا فن الرسم في اتجاه سيكتب له الانتصار الساحق فيما بعد، إنهم الانطباعيّون. أمّا لوحة مانيه المشار إليها فتحمل اسم “غداء على العشب”.
وعلى الرغم من أن الانطباعيّين رسموا مواضيع ليس لتنوّعها الكبير أي مثيل في عالم الفن حتى آنذاك، فإن حفلات الغداء والعشاء والموائد والمطاعم والمقاهي كانت في لوحاتهم ذات حضور لم يسبق له مثيل أيضاً في أيّة مدرسة فنّية أخرى، لا من حيث الكم ولا من حيث العمق. وهذا ما دفع بالباحثة جوسلين هاكفورث جونس إلى أن تؤلف كتاباً ضخماً مزداناً بمئة صورة وبعنوان “وجبة مع الانطباعيين”.
الرسم والطعام: وحدة المنعطف.
والموائد عند الانطباعيين لم تأت على هذا المستوى من الزخم والأهميّة لدواعٍ جماليّة فقط، بل كانت تعبيراّ صادقاً عن جزء من نمط الحياة آنذاك، وارتبطت بقوة بالمناخ التاريخي الذي ظهرت فيه الانطباعيّة.
فقد ترافق ظهور هذه المدرسة الفنية مع تغيّرات حادة عرفتها العاصمة الفرنسيّة باريس، التي تحولت إلى حاضرة صناعيّة كبرى، وازداد عدد سكانها، وارتفع مستوى دخل الطبقة الوسطى فيها، الأمر الذي أدى إلى ازدهار صناعة التسلية والترفيه وتكاثر المقاهي والمطاعم. وفي العام 1872م كتب مارك كونستنتان يصف المدينة بقوله: “لقد اجتاحت المقاهي الشوارع، واجتاحت الحفلات الموسيقيّة المقاهي، واجتاحت الجموع كل الأماكن”.
واحد من هذه المقاهي المتواضعة، ويدعى “كافيه غيربوا” كان يقع في جادة “باتينيول” على مقربة من منازل الفنانين مانيه ورينوار وبازيل والروائي ملارميه. ومنذ منتصف ستينيات ذلك القرن كان هذا المقهى قد تحوّل إلى ملتقى دائم للفنانين الطليعيين، حتى أن اسم الشارع “باتينيول” كان الاسم الأول الذي أطلق على الانطباعيين، إذ عرفوا لبعض الوقت باسم مجموعة “باتينيول”.
من جهة أخرى ظهرت الحاجة الجديدة إلى إعادة النظر إلى الطعام ككل، وخاصة ذلك الذي يتم تقديمه في المطاعم، وذلك بسبب تفاوت مستويات هذه المطاعم والمقاهي واحتدام المنافسة في ما بينها – إذ بلغ عددها في باريس فقط في نهاية القرن التاسع عشر 24,000 مقهى ومطعم. لذا، عندما كان الانطباعيّون يلتقون في مقهى “غيربوا” لوضع ميثاق حركتهم الفنيّة المحدِّثة ومناقشتها، كان هناك في الوقت نفسه فنّان آخر يدعى أوغوست إسكوفييه يعمل في أحد المطابخ على تطوير فن الطبخ ووضع أسسه الجديدة التي استمر المطبخ الراقي الفرنسي قائماً عليها حتى يومنا هذا، وتكاثر تلامذته الذين قادوا العمل في أشهر المطاعم الفرنسيّة، مثل “السفراء”، “مكسيم” و”البرج الفضي”.. أي أن الحداثة الباريسية كانت تتشكل في وقت واحد على أيدي الرسّامين والطبّاخين.
ألا يكفي هذا لتفسير الأهمية التي أولاها الانطباعيّون للمائدة والطعام عموماً؟
“الغداء على العشب” ليس عنوان اللوحة التي رسمها إدوار مانيه فقط، فبعده بسنتين رسم كلود مونيه لوحة بالعنوان نفسه. وفي كل واحدة من هاتين اللوحتين، نرى أربعة أشخاص يتناولون الغداء في البريّة، ولكن في حين أننا لا نرى من الطعام في اللوحة الأولى سوى سلّة فاكهة ورغيف خبز، نرى في الثانية دجاجة محشوة وقالب حلوى بالشوكولاته، إضافة إلى الخبز والفاكهة والأطباق.. والكل مرتب على غطاء أبيض فرش أرضاً. أمّا الأشخاص الأربعة فيقعون خلفه وكأن المائدة بحد ذاتها هي الموضوع الرئيس. ولكن بسرعة تحوّل تركيز الرسّامين من الغداء على العشب في الطبيعة إلى ما هو معاش يومياً في مدينة تخنقها المقاهي وصالات الموسيقى وأصوات الصحون في سمفونية آدميّة وجد الانطباعيّون متعة في الاستماع إليها وتسجيل تفاصيلها.
في المقاهي والمطاعم
ما من انطباعي واحد أفلت من رسم المقاهي والمطاعم، ولكن كان لكل منهم زاويته الخاصة في التطلع هنا أوهناك لاكتشاف ما لم يكتشفه صديقه. ركز هنري دي تولوز لوتريك نظره على مقاهي اللهو وملابس الفنانين من دون اكتراث يذكر بنوعيّة الأطعمة. أما إدغار ديغاس مثلاً فغالباً ما نراه يرسم زبائن المطاعم وأجواءها الداخليّة من دون أي طعام على الموائد، ولكن في المقابل أولى معظم الانطباعيين المائدة بحد ذاتها أهمية بالغة. ولعل مونيه هو أكثر الفنانين توقفاً أمام نوعيّات الأطعمة.
ففي لوحة “الغداء” التي رسمها سنة 1868م نرى ابنه وزوجته وإلى جانبه طبق من سلطة الخضار إضافة إلى مائدة عليها طبق من اللحمة المقليّة والبطاطس، والبيض المسلوق والمربى والعنب والخبز.
غير أن أهم لوحات الانطباعيين في هذا المجال كانت تلك التي صوّرت حالات الفرح الاجتماعية من خلال بهجة الأجواء في المطاعم والمقاهي وحول الموائد. ولعل رينوار هو الأبرز في هذا المجال، ففي لوحة “حفلة راقصة في مقهى مولان دي لا غاليت” رسم الفرح الصاخب بعطلة يوم الأحد واللقاء في أحد المطاعم، ومن بين الحشود الظاهرة في اللوحة يستطيع المدقق في الوجوه أن يكتشف أن من بين هؤلاء يوجد العديد من الفنانين أصدقاء الرسّام.
وذهب رينوار إلى ما هو أبعد من ذلك إذ وجد في المائدة مجالاً للتعبير عن الأمزجة المختلفة وصولاً إلى الاسترخاء والشعور بالنعاس الذي يتبع الانتهاء من تناول الطعام. وله حول هذا الموضوع عدة لوحات، الأولى “بعد وجبة غداء” التي رسمها سنة 1879م، وتظهر امرأة ورجلين تمدد أحدهما على الكرسي إحساساً بالتخمة، في حين أشاح الثاني بوجهه عن الطاولة. ويبدو أن نجاح هذه اللوحة دفعه إلى إعادة رسم الموضوع نفسه سنة 1881م مع عدد أكبر من الأشخاص. وفي اللوحتين تتجلى عبقريّة هذا الرسّام في تغليب جو الفرح والتفاؤل من خلال الألوان الزاهية والضوء الناري القوي، على الشعور بالإحباط الذي يمكن أن يتركه منظر فتات الخبز وفضلات الطعام والآنية المبعثرة على الطاولة المجهدة.
وفي لوحة ثالثة لرينوار أيضاً بعنوان “مطعم أنتوني” رسمها سنة 1886م في ضواحي فونتينبلو بعيداً عن باريس، نرى المائدة بعد الفراغ من وجبة الطعام للمرّة الثالثة. فالسيدة تجمع الأطباق وفناجين الشاي، ليفرش أحد الرجال جريدة “الإفينمان” عليها في خطاب واضح يؤكد وظيفة المقهى كمكان للحوار الثقافي. وتكرر الخطاب نفسه في واحدة من أواخر لوحات رينوار سنة 1898م، وهي بعنوان “الغداء في برنفال” حيث نرى في مقدمة اللوحة رجلاً يقرأ الصحيفة وفي عمقها الخادمة بقرب المائدة في إشارة واضحة ومكررة إلى تلازم الغذائين.
حوالي سنة 1875م هجر الانطباعيون مقهى “غيربوا”، بناءً على إلحاح من الفنان مارسيلان دي بوتان على الأرجح، الذي وجد أن المكان أصبح صاخباً جداً، وانتقل الجميع إلى مقهى ومطعم “أثينا الجديدة” في ساحة بيغال القريبة من “مونمارتر”. وهكذا صارت باريس ذات قطبين ثقافيين: الكُتَّاب والمفكرون والشعراء في الحي اللاتيني على الضفة اليسرى من نهر السين، والرسّامون في مونمارتر وضواحيها على الضفّة اليمنى، حيث المطاعم والمقاهي ودور اللهو على اختلاف أنواعها تشبع شغفهم بالحياة الزاهية. وهناك بالتحديد أنجز بعض الانطباعيين أهم لوحاتهم على الإطلاق.
في مقاهي تلك المنطقة وحاناتها صنع لوتريك كل ما يستحق الاحترام من لوحاته الفنية. وهناك رسم مانيه أيضاً أهم لوحاته “النادلة” 1879م و”مقصف فولي بيرجير” 1881م. وإذا كانت المرأة التي تخدم طاولة وعينها تتطلع إلى طاولة أخرى هي الموضوع الأساس في اللوحة الأولى، فإن المرأة في اللوحة الثانية تكاد للوهلة الأولى أن تبدو وكأنها بائعة فواكه لطغيان الإناء الذي يحوي البرتقال على الطاولة أمامها.
وإضافة إلى الشلة القديمة التي كانت تلتقي في مقهى غيربوا، انضم إلى الانطباعيين في مقهاهم الجديد الرسام جان فرانسوا رافايلي وعدد من الناشئين. ولكن بسبب موقع المقهى الجديد ومستواه فإن الفنانات المحترمات من الطبقة البورجوازيّة المحافظة مثل بيرت موريزو وماري كاسات لم يتمكنّ من البقاء ضمن الشلّة. وعبّرت الرسّامتان عن أسفهما لذلك، وافتقادهما إلى الحوارات الثقافية المهمة التي كانت تدور بين روّاد المقاهي أنذاك، وعلى رأسهم مانيه الذي كان الأستاذ الذي يهابه الجميع. ولكن غياب كاسات وموريزو عن المقاهي الشعبيّة لا يعني غياباً لموضوع الطعام والموائد عن لوحاتهما. “فحفلة الشاي عصراً” لا تزال حتى اليوم تحفة الفنانة الأولى، أما الثانية فلم تتردد في رسم “غداء على العشب” عام 1878م أي بعد اللوحتين السابقتين اللتين تحملان الاسم نفسه بنحو عقد ونصف من الزمن.
الطبيعة الصامتة: خضار ولحوم
معظم اللوحات المشار إليها حتى الآن كانت كبيرة الحجم. ولكن معظم زبائن الانطباعيين الأوائل كانوا من الطبقة الوسطى الذين يسكنون في منازل وشقق محدودة المساحة، ويرغبون في لوحات صغيرة الحجم نسبياً. وهنا ظهرت لوحات الطبيعة الصامتة لا كحل يرضي الزبائن فحسب بل مجالاً رحباً وإضافياً سمح للانطباعيين برسم كافة أنواع اللحوم والأسماك والخضار والفاكهة في تشكيلات مختلفة على طاولات المطبخ.
فقد رسم فان غوخ سمكتي “ماكاريل” وبقربهما السكين وثلاثة ليمونات وأربع حبّات بندورة. ورسم مونيه الإجاص والعنب بألوان زاهية للغاية. أما ربطة الهليون التي رسمها مانيه سنة 1880م، فتبقى واحدة من أشهر لوحاته، وذات خصوصية فنية تميزها عن لوحاته الأخرى التي احتوت على أسماك وأصداف وما شابه.
وذهب غوستاف كايبوت سنة 1880م إلى حد رسم أكثر من عشرة أنواع من الخضار والفاكهة المصففة والمعروضة على الورق الأبيض في دكان بقالة. وشملت رسوم الانطباعيين في هذا المجال كافة أنواع الأطعمة التي يمكن أن تخطر على البال من “البصل” عند بول سيزال، وصولاً إلى الفطائر المحلاة عند مونيه، والتي قالت عنها زوجته إنها تبدو في اللوحة أكثر إثارة للشهيّة مما كانت عليه في الواقع!
الروائي الإيرلندي جورج مور الذي عاش لبعض الوقت في العاصمة الفرنسيّة آنذاك وكان من روّاد مقهى “أثينا الجديدة” وصديقاً للرسّام مانيه لخّص أهمية المقهى المطعم في عصر الانطباعيين بقوله: “إنه الأكاديمية الحقيقية للفنون في فرنسا”.
في النصف الثاني من الثمانينيات، راح الانطباعيون يغادرون باريس ويتبعثرون أينما كان. أولهم كان مونيه الذي ذهب إلى جيفرني للاستقرار فيها سنة 1883م. ومن ثم كان التوجه إلى مقاطعة “بروفانس” والذي قاده فان غوخ سنة 1888م في محاولة لتجميع المهاجرين الانطباعيين هناك. ولكن أنى كان توجههم، فقد حملوا معهم دائماً هذا المزاج المهتم بالمائدة والطعام والمطاعم.
في بروفانس رسم فان غوخ “مقهى الرصيف ليلا” و”مطعم كاريل” وغير ذلك الكثير، وهناك أيضاً رسم سيزان “الغداء على العشب” أيضاً. وفي جيفرني رسم مونيه “الغداء تحت الخيمة”.
أما في باريس فمن القلائل الذين بقوا فيها وبقوا يزورونها بانتظام كان هناك بيسارو وسيسلي وكايبوت ورينوار الذين كانوا يلتقون مساء أول يوم ثلاثاء من كل شهر في “كافيه ريش” لتناول العشاء. فالشهرة التي حظوا بها وفرت لهم بحبوحة مادية صارت تسمح لهم بارتياد المطاعم والمقاهي الفاخرة مثل برونيه، ودوران، والكافيه دي باري، والمقهى الإنكليزي. ولا أحد يعرف ما إذا كان هؤلاء ظلوا يشعرون في مثل هذه الأماكن بحنين إلى تلك المطاعم الشعبيّة الرخيصة التي شهدت ولادة فنهم ونقاشاتهم الساخنة وصداقاتهم الحميمة قبل سنوات معدودة.
في أواخر ذلك القرن، غادر رينوار بدوره باريس للاستقرار في الجنوب، فتلاشت الشلّة الانطباعية تماما.. ولم يبق منها غير الذكريات في المطاعم والمقاهي التي راحت تتغنى بكونها مهد أشهر مدرسة فنية في العصر الحديث.. ولا زالت تكرر الأغنية حتى اليوم.
———————–
المطبخ الفرنسي..
قضيّة مستمرّة
يقول المثل الشعبي الفرنسي إن الذوق والألوان أمران لا يحتملان النقاش. ولكن هذا لا ينفي مركزيّة المطبخ الفرنسي الذي يستمد قوّته ليس من نوعيّة الأطباق وكيفية تحضيرها فحسب، بل من جملة طقوس متقنة تشمل أماكن تناول الطعام وأدواته وآدابه ونوعيّته، الاستقبال وتسلسل الأطباق ما بين المقبّلات والحلوى.. إلخ.
ولدى الحديث عن المطعم الفرنسي يجري التركيز عادة على المطاعم الفاخرة التي تتمتع بسمعة عالمية ومهابة. ولكن الواقع أن مرتاديها قلّة نظراً إلى كلفتها، وصعوبة الحصول على مكان فيها، وخضوعها لطقوس صارمة، الويل كل الويل لمن يخالفها.
ولكن المطعم المثالي بالنسبة للفرنسي المتوسِّط، هو في المنزلة الوسطى بين المطاعم الجامعيّة الرخيصة والمطاعم الأسطوريّة ذات السمعة العالميّة. ومع ذلك يجب على هذا المطعم المثالي أن يخرج عن المألوف والعادي ويؤمِّن لمرتاديه نوعاً من الحميميّة بعيداً عن البهرجة، ويتميّز بالخدمة الممتازة القادرة على تلبية متطلباتهم.
ومن العوامل التي تعتبر أساسيّة في الإقبال على المطعم وتحديد نوعيّة روّاده، الجو الذي يؤمِّنه صاحب المطعم وقدرته على الحوار مع الزبون، وقيامه بكل هدوء وحب بشرح طريقة تحضير كل طبق على حدة ونوعيّة كل مادة تدخل فيه.
في منتصف السبيعينيات من القرن الماضي، جرت محاولات تحديث المطبخ الفرنسي عبر سلسلة من النصائح والأوامر جمعتها إحدى المجلات المتخصصة ونشرتها سنة 1976م. وتضمنت -على سبيل المثال- الدعوة إلى استخدام الميكرويف والطبخ بالفراغ والبخار، وتصغير قوائم الأطعمة في المطاعم، وإلغاء مجموعة من الصلصات السمراء والبيضاء، وتحاشي المبالغة بالتزيين والتخلي عن المقليات. وبعدما وجدت هذه النصائح بعض الآذان المصغية، هنا وهناك، تداعت وكأنها لم تكن. وشنّ كبار الطباخين والأساتذة في هذا الفن هجوماً عليها. ومن الذي تهكموا عليها كان هناك المعلم بول بوغوس الشهير الذي وصف حال الطعام المحدّث بقوله: “أصبحت الجزرة الصغيرة تتجاور في الصحن مع قطعة اللفت ومع حبة بازيلاّ مقسمة إلى أربعة أشطار لترافق قطعة دجاج مخففة الدسم.. اللون في هذا المطبخ أحرّ من النكهة والعين أهم من الذوق”..!
كان ديغول يقول: “كيف يمكنني أن أحكم بلداً فيه أكثر من 360 نوعاً من الجبنة؟” والسؤال هو: كيف يمكن للفرنسيين أن يصوّتوا لنوع واحد من المطاعم في حين أن بلدهم يزخر، بالإضافة إلى المطابخ الفرنسية المتنوعة، بكل ما احتوى العالم من مطابخ؟ فالمطعم بالنسبة للفرنسيين هو، في النهاية، مكان ثقافة وفن وحياة بقدر ما هو مكان تذوق وتعرف على كل ما لذّ وطاب.