عن السعادة أتحدث!
طالعت مجلة القافلة عدد نوفمبر- ديسمبر 2017 ووقفت عند “قول في مقال” للكاتبة فضيلة الفاروق عن السعادة والمال التي قارنت فيه بين مقولة الإنجليز “السعادة لا يجلبها المال” التي يؤيدها الإيطاليون والفرنسيون على عكس مواطني كيبيك في كندا والروس الذين يذهبون إلى ما هو أبعد من ذلك حين يقولون: “من له مال له عقل، ومن لا مال له لا عقل له” … ثم وصلت بنا إلى محطتها الأخيرة، وهي قول بيل غيتس: “ليس الخطأ أنك ولدت فقيراً، ولكنّه خطؤك إن متَّ كذلك” حتى وصلت إلى أن السر العظيم هو أنت…حين تصبح يدك مملوءة بالمال ستعرف وجهتك. فأنت وحدك ستعرف حينها طريق السعادة أو طريق الشقاء.
وقول على قول، فالسعادة بحث عنها الخلق من بداية البشرية، واعتقد كثير أن المال أحد أسبابها، وهو كذلك، أي إن المال وسيلة والسعادة هي الغاية، وربما تكون الوسيلة ليست الطريق الوحيد للغاية. فيرى كثيرون السعادة في الزوجة الصالحة أو الابن الصالح أو الصحة أو النجاح وغير ذلك من الهبات التي يعطيها الله سبحانه لخلقه، ويظل الرضا أهم أسباب السعادة على الإطلاق.
أما المال فلكي يكون مصدراً للسعادة يجب أن يكون صالحاً، أي مصدره حلال، وينفق في صلاح لمساعدة المحتاجين في بقاع الأرض، يطعمهم ويكسوهم ويعالجهم ويوفر لهم سكناً يحميهم من البرد والحر…
وأخيراً، يتضح من تصنيف 2015، أن أسعد 10 دول في العالم لم تكن بينها أمريكا أو الصين اللتان تمتلكان اقتصاداً عظيماً، أو سويسرا التي لم تعانِ يوماً من أزمات اقتصادية. ورغم ذلك كثرت فيها حالات الانتحار. وهذا التصنيف يجعلنا نتأكد أن السعادة ليست في المال مثلما يعتقد الكثيرون، لكنها في التقوى، تقوى القلوب، وحب الخير واستخدام المال في إسعاد الآخرين. يقول الحطيئة:
ولست أرى السعادة جمع مال ٍ
ولكن التقي هو السعيد ُ
وتقوى الله خير الزاد ذخراً
وعند الله للأتقى مزيدُ
مصطفى البواب
مصر
لماذا نطلب السعادة في الدانمارك؟
استوقفني في العدد الأخير من القافلة مقال بعنوان “اطلبوا السعـادة ولو في الدانمــارك”، وقد قرأته ملياً بحثاً عن مكوّنات سعادة الدانماركيين، علماً أنهم استناداً إلى “تقرير السعادة العالمي لعام 2017″، هبطوا إلى الدرجة الثانية بعد النرويج.
تتألَّف مصادر السعادة عند الدانماركيين، كما تبيَّن من المقال، من مجموعة تفاصيل في نمط الحياة اليومية، ومن الالتزام ببعض القيم مثل الرابطة الأسرية وما شابه ذلك. وفي التفاصيل، لم أجد مصدر سعادة واحدة من اختراع الدانمارك. فكل هذه المكوّنات موجودة في مجتمعات وبلدان كثيرة. ولكن يبدو أن عدد الدانماركيين الملتزمين بها أو العاملين بموجبها هو أكبر مما في البلدان الأخرى، شاع عنهم أنهم أسعد شعوب الأرض.
الالتزام بالعلاقات الأسرية، تخصيص وقت للعمل ووقت للترفيه واللهو، الصداقات، ممارسة الواجبات والاستفادة من الحقوق…كلها خيارات فردية، ترتبط بسلوك الفرد، أي بتقبلها أو رفضها.
مشكلة الشعوب الأقل سعادة هي في جنوحها نحو البحث عما يمكنها من شراء السعادة. ففي التقرير المشار إليه أعلاه، جاء أن الصينين الذين عرفوا في الآونة الأخيرة نهضة اقتصادية عظمى ليسوا أسعد حالاً مما كانوا عليه قبل 25 عاماً. وهذا دليل على أن السعادة لا تشترى، من دون أن يعني ذلك أن المال ليس أحد ركائزها. ولكن أي مال وكم من المال؟ هنا تختلط الأجوبة وتتعثر.
السعادة خيار وقرار. وعلى كل فرد أن يستهدف بوضوح مكوناتها التي تلائمه. أما البحث عنها فيعني أنه ضائع. والضائع لن يجد شيئاً حتى ولو وصل بالصدفة إلى الدانمارك.
أسماء البيطار
باريس
ماذا تعرف عن برنامج “Transformology”
يقصد بـعلم “Transformology” تحويل المعرفة المكتسبة إلى سلوكيات ومواقف إيجابية، وذلك باعتماد تقنيات ووسائل تحقِّق هذا الهدف.
ونظراً لأهمية هذا العلم وقدرته على تحقيق التحوُّل الفعلي في سلوكيات الأشخاص الذين يخضعون لهذا التدريب، فإن هذا البرنامج “Transformology training” قد اعتمد وطبِّق رسمياً منذ بداية عام 2013 من قِبل إدارة التدريب الصناعي في أرامكو السعودية، وصُنف بعد الدراسات والإحصاءات واحداً من أنجح البرامج التي لها القدرة على تدريب وتأهيل المتدرِّجين الملتحقين بمراكز التدريب الصناعي، وأقدرها على تغيير السلوكيات السلبية لدى هؤلاء الشباب ونقلهم من السلوكيات غير الآمنة في مجالات السلامة المختلفة (السياقة، الرياضة، الحريق، إدارة الغضب والتعثر والسقوط) إلى سلوكيات إيجابية وآمنة أسهمت بشكل علمي وعملي وبشكل ملحوظ في خفض حـوادث تتكــرَّر سنوياً في أوساط هؤلاء الشباب الملتحقين بمراكز التدريب في الشركة.
يستهدف هذا البرنامج فئة الشباب، وذلك فور التحاقهم بمراكز التدريب، حيث يخضعون لاستبيان يسمى (استبيان نمط الحياة –Lifestyle Survey)، ويتكوَّن من 50 سؤالاً وضعت بدقة وعناية لتكشف الجوانب السلبية في سلوكيات المتدرّبين. بعدها، يتم تحليل نتائج الاستبيان آلياً، ويتم ترشيح المتدرِّبين لحضور التدريب المطلوب. حيث يقوم فريق من المدرّبين المؤهلين “Transformologists” بإجراء مقابلات شخصية لكل متدرّب على حدة، يقوم المدرّب خلالها بطرح أسئلة هادفة على المتدرِّب لمعرفة إشكاليات السلامة عنده، ومن ثم تهيئته نفسياً وعقلياً لبرنامج التدريب الذي يتألَّف من مرحلتيـن، نستعرض في هذه الرسالة المرحلة الأولى منهما: وهي تتكوَّن من (12) ساعة تقدّم على مدار ثلاثة أيام وبمعدل (4) ساعات يومياً.
وللمرحلة الأولى هذه هدفان رئيسان:
– الهدف الأول: تمكين المتدرّبين ومساعدتهم عن طريق إكسابهم المعرفة اللازمة وتعليمهم أساسيات مهارات الحوار والاستماع والإقناع والإجراءات التدريبية الخاصة والمقابلات ولعب الأدوار والتفكير الناقد على تغيير سلوكيات السلامة السلبية لديهم وتحويل هذه السلوكيات غير الآمنة في ثقافة السلامة إلى سلوكيات إيجابية وآمنة.
– الهدف الثاني: يرتبط بدعم المتدرّبين المتميزين ليلعبوا دور سفراء لنقل ثقافة السلامة المكتسبة لديهم إلى من حولهم من الزملاء داخل وخارج أرامكو السعودية.
إبراهيم حجازي
مدرِّب معتمد
مركز التدريب الصناعي/ الظهران
قامة أدبية بارتفاع برج إيفل
هناك شخصيات في التاريخ الإنساني حينما تمر بها لا بد وأن تقف لها إجلالاً واحتراماً، لصلابتها وقوة عزيمتها وتفوقها على أقرانها رغم الصعوبات المكانية والزمانية التي أحاطت بها. ومن هذه الشخصيات التي نحن بصدد الحديث عنها الروائية والكاتبة أغاثا كريستي، التي بدَّدت وبقوة مقولة إن “الأدب ذكوري”.
تقول الروائية الإنجليزية فرجينا وولف التي عاصرت أغاثا كريستي، عندما نتحدَّث عن النساء الكاتبات نحتاج إلى أقصى ما يمكن من التوسع. لقد كانت الرواية وما زالت من أسهل ما يمكن للمرأة أن تكتبه.
حسناً، إذا كان يصعب إحصاء عدد الروائيات الإنجليزيات كما ترى وولف، فما الذي جعلنا نقرأ أعمال أغاثا كريستي أكثر بما لا يقاس من أعمال غيرها؟ وما الذي جعل أعمالها أكثر الكتب البريطانية رواجاً، يليها شكسبير كما أعلنت منظمة اليونيسكو؟ وما الذي ميَّزها لكي يقارب ما طبع من رواياتها وكتبها الألفي مليون نسخة؟
لو وضعنا مجموع الكتب التي طبعت من مؤلفاتها فوق بعضها، لشكلت 20,000 كومة، تساوي كل كومة منها برج إيفل.
عملت كريستي ممرضة تساعد جرحى الحرب. وفي هذا المستشفى تعلَّمت تحضير وتركيب الأدوية، وتعرفت على السموم ومكوناتها، وهذا ما كان له أثر بالغ في كتاباتها اللاحقة عن الجرائم. ويمكن لقارئ روايات كريستي أن يخرج بحصيلة جيدة من المعلومات الطبية.
وفي تلك الفترة تقدّم لها كثير من الخاطبين الأثرياء والفقراء إلا أنها تزوجت طياراً عسكرياً يدعى أرشيبالد كريستي في عام1917، ومنه أخذت الاسم الذي لازمها طوال حياتها رغم انفصالها عنه عام 1928.
أسامة الزقزوق
مصر
اترك تعليقاً