تتجه العلاقة ما بين صناعتي أجهزة الكومبيوتر من جهة، والأجهزة الموسيقية الإلكترونية من جهة أخرى إلى مزيد من التوتر. حتى بات بعض المعنيين يتحدث عن حرب قائمة بينهما.
فبعد دراسة إحصائية أجرتها شركة هولندية لحوالي 22000 بيت أوروبي، تبين أن 32 في المئة منها يحتوي على أجهزة كومبيوتر يزيد عمرها على سنوات خمس، وأن حوالي 15 في المئة فقط تعود إلى عام 2003م وما بعده. وهذا ما أقلق كثيراً شركات الكومبيوتر.
ولتخطي هذه المشكلة، اتجهت هذه الشركات نحو أدوات التسلية والترفيه والاستيلاء على أنظمة الـ Hi – Fi والتلفزيون والفيديو وغيرها وجعلها جميعاً في جهاز واحد هو الـ PC لزيادة مبيعاتها. وقد بدأت شركات الكومبيوتر العملاقة بالفعل بإطلاق بعض الدعايات حول هذه المنتجات. والجهاز المنوي إنتاجه يستطيع تسجيل وإعادة العمل على MP3s ،CDs ،DVDs ،TV، راديو على شاشة LCD كبيرة وباستطاعة المستهلك الحصول على ألعاب على الشبكة Online gaming والقدرة على تسجيل الصوت والفيديو من أي مكان على الشبكة. وبذلك يتخلص المرء من رفوف الـ Hi – Fi والـ CDs والفيديو وغيرها.
ويقول إريك ستيب مدير المبيعات في شركة (إنتل) مَنْ مِنَ المستهلكين لا يريد صورة شبيهة بصورة السينما وموسيقى وألعاب جميعها في جهاز واحد … أنا لا أريد أكواماً من الأسطوانات في غرفتي .
لكن مجلة New Scientist تقول إن لكل ذلك مساوئه، فالجهاز الذي سيأتينا بكل هذه الإيجابيات سيجلب معه كل مساوئ وسلبيات الـ PC فمهما تم تحسينه سيبقى بطيئاً ومعرضاً للعطب وعلى المستهلك أحياناً كثيرة طلب مساعدة أخصائيين لترتيب وتبويب وتصنيف المعلومات الجديدة. وإذا هاجم فيروس واحداً من محتوياته كالـ DVD مثلاً فسيُعدي باقي الأجهزة أيضاً. ويقول معلقون من شركات الأجهزة الموسيقية وغيرها إن المستهلكين لأجهزة الكومبيوتر الجديدة سيتعرضون لخيبات أمل كبيرة.
والحال أن مايكروسوفت وإنتل أنتجتا السنة الماضية ما يكاد يشبع طموحاتهما. فشركة مايكروسوفت أنتجت جزءاً من برامجها XP وسمّته Windows Media Center لتسجيل وسماع الموسيقى والفيديو من خلال الكومبيوتر الشخصي كما يمكنه الاتصال ببطاقات الراديو والتلفزيون. وأصبح ذلك ممكناً بواسطة ما أنتجته إنتل من رقاقات سمّتها Express Chipset لتعمل مع برامج مايكروسوفت، والتعامل مع شركات الموسيقى مثل itunes الجديدة على الشبكة، ولكن السلبية هي في أن إعادة تشغيل الموسيقى والفيديو من الـ Hard disk بعد تسجيلها من الإنترنت يبقى بطيئاً ويأخذ وقتاً طويلاً كما يجب ترك الجهاز مفتوحاً لتسهيل هذه العملية مما يزيد من مخاطر تعرض الكومبيوتر لهجمات الفيروس. ويقول بعضهم إن الأفضل هو شراء جهاز خاص بالتسلية. وهذا ما تفعله شركات الفيديو والـ Hi – Fi من خلال إدخال الكومبيوتر إلى منتوجاتها، محاولة بذلك منافسة الشركات الأخرى العملاقة رغم عدم وجود توازن في عملية التنافس هذه.