قلة هم الذين يعانون متاعب صحية بسبب سفرهم بالطائرة في رحلات قصيرة. أما إذا كانت الرحلة متوسطة أو طويلة، فإن احتمال مواجهة بعض المتاعب يزداد بعض الشيء. ويصبح التنبه للأمر مهماً جداً بالنسبة إلى الذين يعانون أصلاً من مشكلات صحية. الدكتور طارق إبراهيم أبو نهية يحدثنا عن أكثر المشكلات والتساؤلات شيوعاً بين المسافرين، ويسدي بعض النصائح المهمة.
اضطراب النوم
يؤدي السفر عبر نطاقات زمنية سواء أكان ذلك باتجاه الشرق أم الغرب إلى اختلال الساعة البيولوجية للإنسان، الأمر الذي يتسبب باضرابات في النوم ومواعيده. وأبرزها: الأرق، آلام في الجسم، تعكر المزاج، نقص في الشهية، واضطرابات في الجهاز الهضمي. ومن النصائح والحلول للتغلب على هذه المشكلة:
النوم لفترة كافية قبل السفر.
محاولة تغيير وقت النوم والاستيقاظ قبل أيام السفر ليوافق توقيت البلاد المسافر إليها.
شرب كمية كافية من السوائل والأكل المعتدل قبل السفر وأثنائه.
تجنب المنبهات قدر المستطاع أثناء السفر.
استشارة الطبيب عن إمكانية استخدام أدوية النوم أو دواء الميلاتونين لفترة قصيرة أثناء أو بعد السفر. (الميلاتونين عقار مسموح بيعه في الصيدليات، يساعد على تنظيم الإيقاع اليومي للجسم وتهيئته للنوم. يؤخذ كل ليلة 3 ليالٍ قبل السفر و4 بعد السفر. لكن الآثار الجانبية طويلة المدى للعقار غير معروفة).
دوار السفر أثناء الطيران
يصاب بعض الناس بدوار السفر أثناء الطيران بسبب حركة الطائرة، مما ينتج عنه الإحساس بالتعب والغثيان ثم القيء. وللتقليل من حدوثه:
الجلوس على الكرسي القريب من النافذة.
الامتناع عن التدخين تماماً.
تجنب أكل الأطعمة ذات النكهة الحارة.
استخدام أدوية ضد الهستامين (الذي يزيد إفرازه أثناء الحركة مما يسبب دوار السفر) مثل درامامين.
قد يحتاج البعض إلى لصقات قبل ساعات من السفر، وتوضع هذه اللصقات لمدة 72 ساعة (بعد استشارة الطبيب). ومن أهمها لصقات (Scopolamine).
التغلب على آلام الأذن قبل السفر
من المعروف أن أنبوبة استاشين تربط الأذن الوسطى بنهاية الحلق بطول يبلغ 1.5 بوصة، ووظيفتها الأساسية معادلة الضغط الخارجي مع وسط الأذن. عادة، تكون هذه الأنبوبة مغلقة، ولكنها تكون مفتوحة أثناء البلع والمضغ والتثاؤب حتى يدخل الهواء للأذن الوسطى، ويتعادل الضغط داخل وخارج غشاء الطبلة.
أثناء الطيران، يحدث اختلاف كبير بين الضغط الخارجي وضغط الأذن الوسطى، مما يؤدي إلى شد غشاء الطبلة، وهذا ما يسبب الألم الذي نشعر به عادة أثناء الطيران. وتزداد المشكلة عندما يكون الشخص المسافر مصاباً بالتهاب في الأذن، أو عند وجود سوائل خلف الأذن الوسطى، أو التهاب حاد أو مزمن في الجيوب الأنفية، أو حساسية الأنف المزمنة.
وللتغلب على هذه المشكلة يمكن القيام بما يأتي:
مضغ العلكة أو تكرار محاولة البلع.
التثاؤب.
فتح الفم بشكل واسع.
إغلاق أرنبة الأنف بإصبعي الإبهام والسبابة والزفير بسهولة من الأنف ضد الفم المغلق.
استخدام سدادة الأذن للمساعدة على توازن الضغط داخل الأذن.
عدم السفر في حالة التهابات الأذان الحادة أو اللوزتين، لأن الأمر قد يؤدي إلى فتح ثقب ومن ثم نزيف من طبلة الأذن.
استشارة الطبيب في إمكانية أخذ أدوية تقلل من احتقان الأذن قبل السفر.
تجلط القدمين والوقاية منه
الجلوس لفترة طويلة أثناء الطيران يقلّل من وصول الدم إلى القدمين، وهو ما يزيد احتمال حصول جلطات الساقين والقدمين. وتزداد احتمالات حدوثها عندما يكون الشخص مصاباً بالسرطان، أمراض القلب، أو إذا كان قد خضع لعملية جراحية قريبة، وكذلك تزداد هذه الاحتمالات عند المدخنين، الحوامل، الأفراد الذين يعانون من السمنة أو النساء اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل. أما علامات التجلط فهي: آلام وانتفاخات في الساقين، زرقة الساقين، أو احمرار وارتفاع الحرارة فيهما. وللمساعدة على منع هذه المشكلة يمكن اتباع الخطوات الآتية:
إجراء تمارين وتحريك القدمين والساقين لمدة خمس دقائق كل ساعة وذلك لتنشيط الدورة الدموية في الأطراف السفلية.
ثني القدمين إلى الأعلى والأسفل (مثل تحريك القدمين على دعّاسة البنزين أثناء قيادة السيارة). وينصح بعمل هذا التمرين مرات عديدة كل ساعة أو ساعتين.
الضغط على أرضية الطائرة بمشط وكعب الرجل بالتناوب لدقائق كل ساعة أو ساعتين.
عدم الجلوس في وضع ثابت ساعات طويلة، وتجنب وضع إحدى الساقين فوق الأخرى.
تجنُب ارتداء الملابس الضيقة، وانتعال الأحذية المريحة.
شرب الماء بكميات كبيرة لمنع الجفاف ولتنشيط الدورة الدموية.
استشارة الطبيب في لبس الجوارب الخاصة بمنع الجلطات التي تزيد من وصول الدم للقدمين.
قد يضطر بعض المسافرين لاستخدام الأسبرين حتى يزيد من سيولة الدم ويمنع الجلطات، بعد استشارة الطبيب.
إضافة إلى ما تقدم، هناك حالات معينة تستدعي اهتماماً خاصاً:
الحوامل
يُنصح بعدم السفر في آخر شهر من الحمل إلا في وجود شهادة طبية للحاجة، وعادة يمنع السفر نهائياً الأسبوع الذي يسبق الموعد المتوقع للولادة. كما يجب على الحامل أن تتناول كميات كبيرة من الفاكهة والماء قبل الرحلة وأثنائها. ومتابعة النصائح السابقة لمنع الإصابة بالجلطات.
المصابون بمرض السكري
حمل جميع الأدوية، خاصة الأنسولين في الطائرة.
حمل بطاقة توضح أن الشخص مصاب بالسكري.
الحرص على أكل وجبات خفيفة خالية من السكر بين الوجبات الرئيسة، لمنع هبوط السكر بالنسبة إلى المرضى المعتمدين على الأنسولين.
مشاكل القلب
يحتاج المصاب حديثاً بالجلطة إلى ثلاثة أسابيع كفترة نقاهة حتى يسافر بأمان.
لا توجد أية مشكلة للسفر بالطائرة بعد عمليات القسطرة البسيطة.
ينصح بفترة أسبوعين قبل السفر بعد عملية ترقيع الشرايين.
الصرع
المطلوب حمل بطاقة يذكر فيها اسم المريض.
التأكد من مستوى نسبة الدواء قبل السفر.
استشارة الطبيب حول ما إذا كان هناك حاجة لتغيير موعد أو جرعة الدواء.
أمراض الربو
بسبب قلة الأكسجين في الطائرة وزحام الركاب تزداد احتمالات نزلات الربو. لذلك يجب حمل أدوية توسيع الشعب الهوائية للمساعدة عند وجود ضيق في النفس.