الأحمر لإثارة الناس.. وليس الثور
يعتقد الكثيرون أن اللون الأحمر يثير الثور، ولذا يلوح مصارع الثيران بقطعة قماش حمراء فيهاجمها الحيوان الغاضب.
والواقع أن الثور لا يبالي باللون الأحمر؛ لأنه يراه رمادياً. فتمييز الألوان يعود إلى شبكية العين التي تتألف من قضبان دقيقة تلتقط الضوء، وأجزاء قمعية الشكل تميز الألوان. وإن كانت عين الثور مزودة بما يكفي من القضبان الدقيقة، فإن عدد الأجزاء القمعية قليل نسبياً؛ ولذا فإنه لا يستطيع أن يرى من الموجات الضوئية إلا تلك التي تتراوح أطوالها ما بين 450 و 600 نانومتر، في حين يتسع هذا المقل أمام عين الإنسان التي ترى كل ألوان قوس القزح ما بين 450 و 723 نانومتر. أي إن الثور يرى من الألوان الأصفر والأخضر والأزرق والبنفسجي فقط، وكل ما هو عدا ذلك يبدو له رمادياً.
فما الذي يثير الثور؟ إن وجود عيني الثور على جهتين مختلفتين من رأسه يوفر له مجال رؤية أوسع بكثير من مجال عين الإنسان (330 درجة مقابل 170 درجة). مما يسمح له بمراقبة كل ما يجري حوله. ولذا فإن الثور الذي يبدأ توتره بمجرد دخوله إلى حلبة المصارعة نتيجة الحركة الكبيرة حواليه، ويشعر بازدياد المخاطر عندما يرى قطعة القماش تتراقص أمامه، فيتحرك في اتجاهها لإبعادها عن منطقته الذاتية.
فلماذا يستهلك كل مصارعي الثيران اللون الأحمر إذن؟
والجواب؛ لأن اللون الأحمر يجذب أنظار الناس، ويثيرهم.
حتى البطاطا
اللذيذة..!
تنتمي البطاطا إلى فصيلة الباذنجانيات التي تضم أنواعاَ عديدة منها الفليفلة، والتبغ، وعنب الثعلب، وتحتوي جميعها على مادة سامة اسمها سولانين بنسب متفاوتة.
وفي نبتة البطاطا تتركز هذه المادة في الأوراق التي لا تؤكل على الإطلاق غير أنها موجودة بنسبة ضئيلة جداً في الجذور والثمار. وفي بعض الأحيان ترتفع نسبتها في الثمار. ويظهر ذلك من خلال لون حبات البطاطا الذي يصبح مائلاً إلى الأخضر والأزرق.
البطاطا الزرقاء لا تؤكل؛ لأن طعمها يميل إلى المرارة ويتسبب بحرشفة في البلعوم بسبب ارتفاع نسبة ما تحويه من مادة السولانين السامة. وتقول دراسات منظمة الصحة العالمية إن نسبة تتراوح ما بين عشرة ومئة ملغ في الكيلو الواحد من البطاطا تبقى آمنة. أما ارتفاع الكمية إلى 3 ملغ من السولانين لكل كيلو غراماً من وزن الإنسان فقد يؤدي إلى الموت. أي أن المخاطر تبدأ على صحة الإنسان الذي يزن 70 كلغ إذا أكل كيلو غرامين من البطاطا.
ويتركز السولانين في قشرة البطاطا وما تحتها مباشرة، وتقشير البطاطا يزيل ما بين 30 و 90 بالمئة من هذه المادة. كما أن البطاطا يجب أن تحفظ في مكان بارد وجاف ومظلم، لأن تعرضها للضوء كما حفظها في أكياس بلاستيكية يجعل مادة السولانين تتكثف، فيظهر على قشرتها هذا اللون الأزرق المؤشر إلى سُمّيتها.
طائرات المستقبل.. ترفرف بأجنحتها
وضع باحثون من جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة تصوراً لجناح طائرة؛ قابل لأن يغير طبيعته خلال الطيران. والهدف هو تحسين أداء الأجنحة وفقاً لكل مرحلة من مراحل الطيران، وتخفيض استهلاك الطائرات للوقود.
ويرتكز تصميم الجناح الجديد على تشكيله من هيكل من القضبان المعدنية المتحركة انكماشاً وتمدداً، والمغطاة بصفائح معدنية يدخل أحد طرفي الواحدة تحت الأخرى، تماماً كـ (البرش) الذي يغطي جلد السمكة.
والابتكار الجديد الذي شارك في تمويله كل من وكالة الفضاء الأمريكية، والوكالة الأمريكية للبحث الدفاعي، بات متوافراً في شكلين: نموذج مصغر وآخر إلكتروني على شاشة الكومبيوتر.
العطشان..
وليتر الماء
سأل أحد القرّاء مجلة New Scientist مؤخراً: إذا تهت في الصحراء وفي حوزتي ليتر واحد من الماء، فهل أشربه دفعة واحدة كما قال لي والدي الذي تعود معلوماته إلى خدمته العسكرية؟ أم أشربه على دفعات خلال أطول وقت ممكن.
وحصل القارئ على رأيين علميين يؤكدان صحة نصيحة الوالد. إذ على المرء أن يشرب كوباً كاملاً على الأقل كي يصل الماء إلى المعدة ويمتصه الجسم.
أما رشف الماء ببطء فلا يكفي إلا لترطيب الفم؛ إذ يتبخر بسرعة. والذي يقتصد في شرب الماء في هذه الحالة يبدأ بالانهيار فعلاً ولكن ببطء. وقد وجدت حالات كثيرة مات فيها هائمون في الصحارى، وكان لا يزال بحوزتهم بعض المياه.
الفم..
وليس العينان
على الشعراء والفنانين الإحاطة بذلك: الفم هو المدخل إلى مشاعر الإنسان وأعماقة النفسية، وليست العينان.
هذه هي حصيلة اختبار مهم على اللوحة الشهيرة الموناليزا لليوناردو دافنشي قام بها عالما الدماغ والعيون كريستوفر تايلر وليونيدكونستريش في مؤسسة أبحاث العيون في سان فرانسيسكو.
فقد قام العالمان بتغيير شكل وجه الموناليزا حوالي مئة مرة، لإيضاح تعابير الحزن والفرح من خلال شكل الفم فقط، فكان الوجه يبدو مبتسماً حيناً أو عابساً حيناً آخر. ولكن الاختبار فشل كلياً عند تطبيقه على العيون. وكان الاستنتاج أن شكل الفم هو ما يعكس مزاج الإنسان وحالته النفسية، وليست العينان.
وقد علّق على ذلك عالم النفس المختص بالنظر ريتشارد موراي قائلاً: إنها نتائج مفاجئة ومهمة. ومن الممكن تطبيق التقنية نفسها لنعرف بعض أسباب الخلل في النظر وعلاقته بالدماغ.