بيئة وعلوم

الجراد
يأكل الأخضر فقط

  • 37
  • 3U23DC~8
  • 32-(in_texts)
  • 34a
  • 34b
  • 34c
  • 34e
  • 34f
  • 35
  • 36

بعدما ظل الجراد طوال أشهر الصيف الماضي يفتك بالأراضي الزراعية في الجزائر مسبباً خسائر اقتصادية هائلة، انتقل شرقاً ليملأ فضاء القاهرة لبضعة أيام، قبل أن تبعثره رياح الخريف الباردة، والأمطار، لتصل بقايا فلوله إلى فلسطين، ولبنان، والأردن قبل أن تهدأ حركته. لقد أثار هذا الظهور للجراد موجة قلق، نظراً لما تتصف به هذه الحشرة من سوء السمعة والقدرة على التسبب في كوارث زراعية ومعيشية كبرى. البروفسور ولسون رزق يسلط الضوء على ما بات العلم يعرفه عن الجراد، كما يتطرق إلى مايمكن أن يحمله المستقبل على هذا الصعيد.
يرقى الجراد إلى أزمنة تعود حسب تقدير العلماء إلى العصر الديفوني (dévonien)، في الطور الجيولوجي الأول، أي منذ ما يتراوح ما بين 350 و 400 مليون سنة قبل عصرنا. وقد تطور شكله بمرور الزمان حتى بلغ الشكل المعروف حالياً. ويعتقد العلماء أنه منذ القِدم كانت هذه الحشرة مزوّدة بقوائم خلفيّة قوية تمكنها من القفز، إلاّ أنه لم يُعثر على متحجِّراتٍ منها قبل عصر السينوزوييك التّابع للطور الجيولوجي الثالث أي منذ حوالي 65 مليون سنة. أمّا بالنسبة للأزمنة التاريخية، فقد عاصر الجراد معظمها، إذا لم نقل كلها حتى وقتنا هذا. وقد ورد ذكره في كثير من المخطوطات والكتابات القديمة وحتى في الكتب الدّينية، وفي كل مرّة كان ذكره مرادفاً لمصيبة ألمّت بالبشرية.

أنواع الجراد
تعدّدت أنواع الجراد منذ ظهورها على سطح الأرض حتى بلغت في يومنا هذا حوالي خمسة عشر ألف نوع، منها ما يعيش منفرداً متوحداً، ومنها الجراد الرحّال الذي يعيش ضمن أسرابٍ تضم ملياراتٍ من الأفراد، وقد يبلغ طول السرب الواحد نحو 350 كيلومتراً. تتميز حشرة الجراد بجسمها المستقيم، وبرأسها المثبت في جسمها على زاوية قائمة، وخاصة بقائمتيها الخلفيتين المثنيتين على شكل 8، واللتين بفعل دفعهما القوي تمكنان الجرادة من القفز حتى علو 70 سنتيمتراً تقريباً وإذا قارنّا قوة دفع الأرجل عند هذه الحشرة بتلك التي هي عند الإنسان لوجدنا الأولى تفوق نسبياً الثانية بعشرة أضعافٍ وأكثر.

ومن الأنواع القريبة من الجراد هناك الجدجد، والصرصار، والجندب الذي يُسمى بالعاميّة قبّوط والذي يشبه الجراد كثيراً، وغالبا ما يخلط عامّة الناس بين هاتين الحشرتين المختلفتين جدّاً من حيث الطبائع والسلوك وطرق المعيشة، وحتى إلى حدٍ ما الشكل. فهوائيتي الجرادة أقصر من هوائيتي الجندب الذي يتخطى طوليهما جسمه، كما أن لون الجندب أخضر إجمالاً، بينما لون الجرادة مائل إلى الزهري أو البني. والأهم هو نظام التغذية عند الفريقين، ففي حين أن الجراد هو من آكلات النباتات، فإن الجندب من آكلات الحشرات، وهذا ما يضعه في خانة الحشرات المفيدة، بينما الجراد من الحشرات المضرّة جداً زراعياً.

تصرفه بين الفردي والجماعي
تجدر الإشارة أن للجراد نمطين في الحياة: النمط الفردي، حيث يكون عدده أقل من 500 جرادة في الهكتار الواحد، عندها لا يشكل الجراد أي خطر على المزروعات بل غالباً لا يُلحظ وجوده. والنمط الجماعي حيث يتخطى العدد مما ذُكرَ سابقاً بكثير. وعندها يكون الخطر داهماً. والغريب أن التصرّف الجماعي للجراد مختلف تماماً عن تصرّفه الفردي. فبين الجماعة يكون تصرف الجراد جسوراً وشهيَّته للأكل عارمة، أما في الحياة المنفردة فيكون تصرفه خجولاً وشهيّته للأكل محدودة. حتى لونه فإنه يتغيَّر من بنّي داكن في الوضع الفردي،ليصبح زهرياً فاتحاً في وضعه الجماعي. أما سبب هذا التغيّر وكيفيّة حدوثه، فيعزوه العلماء إلى الظروف المناخيّة وتوافر المأكل.

فالظروف التي تجعل الجراد ينتقل من وضعه الفردي إلى الجماعي هي بالدرجة الأولى ظروفٌ مناخية ومعيشية. وهو يفضِّل المناخ الرطب على الجاف، والحار على البارد، وطبعاً وفرة المأكل. وإذا اجتمعت هذه كلها في مكانٍ معيّن، فسرعان ما نشاهد الجراد يتكاثر فيه بسرعةٍ مدهشة كأنه نبت من الأرض نبتاً. والواقع أن الجراد كان متوطِّناً في المكان نفسه من قبل، ولكن وجوده كان بحالته الفردية بحيث لم ينتبه له أحد. فلمّا تغيرت الظروف وصارت ملائمةً أكثر، تسارع نموّه وتضاعفت خصوبته، فظهر بهذه الطريقة الفجائية.

وللجراد قدرةُ عجيبة على التّجمع والطيران مسافاتٍ شاسعة سعياً وراء الأماكن الخصبة، وقد يقطع في سعيه هذا آلاف الكيلومترات، فيجتاز الصحارى والجبال الشاهقة وحتى المحيطات ليبلغ مأربه، وعندما يجده ينقض عليه انقضاضاً، فيبيده عن بكرة أبيه بوقت قياسي، ولمّا يفرغ منه ينتقل إلى غيره بالطريقة نفسها. وهكذا تتحول مروجٌ خضراء مهما كانت شاسعة إلى صحارى قاحلة بلمح البصر.

أسراب الجراد
يصف شهود العيان أن أسراب الجراد تحجب أشعة الشمس. وقد ورد هذا التعبير في عددٍ من التقارير وحتى في كتب التاريخ. فالعلاّمة الدكتور فيليب حتّي يقول في كتابه تاريخ لبنان صفحة 591 حيث يصف الوضع المأساوي في لبنان خلال الحرب العالمية الأولى: وكانت أشد المصائب أرتال الجراد التي غزت البلاد في نيسان سنة 1915م، ظلَّ الجراد يحجب نور الشمس أياماً عديدة فلم يبقَ من الأخضر شيء ، يتهيأ لنا أن لا بد لهذا القول أن يكون مبالغاً فيه فكيف يمكن أن يكون ذلك، وكيف يمكن أن يحجب الجراد الشّمس أياماً ؟

الجواب يأتينا من خلال عمليّةٍ حسابيةٍ بسيطة. استناداً إلى المعلومات حول أوصاف الجراد التي أوردناها في إطار مستقل: لنأخذ جرادة واحدة وقد وضعت مئة بيضة. فبعد عشرة أيام، وفي حال اعتبرنا الظروف ملائمة، يفقس هذا البيض ويعطي مئة يراعة. بعد عشرين يوماً تصبح اليراعة فرداً بالغاً قادراً على الإنجاب. وإذا اعتبرنا أيضاً أن نصف هذه المئة هنَّ إناث قادرات على وضع البيض فخلال كل شهر يتضاعف عدد الأفراد خمسين مرّة مما يجعل عدد التضاعف بعد ثلاثة أشهر: 50×50×50 = 125,000 فرداً. وإذا اعتبرنا أنه كان يوجد أصلاً 500 جرادة في الهكتار الواحد، واعتبرنا أن المساحة الإجمالية التي سينطلق منها الجراد هذه المرة هي 15 كيلومتراً مربعاً، فسيبلغ عدد الجراد في السرب الواحد: 10×10×500×125,000 أي 62.5 مليار حشرة. هذا من توالد الجيل الثالث للجراد فقط، دون حسبان الجيلين الأول والثاني. ولما كان متوسط وزن الجرادة 2.85 غرام يصبح مجموع وزن السرب 178,125 طناً. ومن البديهي أن كتلةً كهذه إذا طارت في الجو، فإنها سوف تحجب ضوء الشمس بشكل ملحوظ. واللافت أيضاً في هذا الحساب، وإن كان تقريبياً هي كمية المواد التي يلتهمها هذا السرب يومياً والتي تبلغ حوالي تسعين ألف طن! هنا نتبيّن فعلاً مدى الدمار الذي تُلحقه هذه الحشرة بالمزروعات عند غزوها لها.

نظام الجراد الغذائي
بالرغم من جشع هذه الدويبة وشرهها، بيد أنها انتقائية في اختيار مأكلها. وتستعمل في تحقيق ذلك ليس حاسّة شمِّها كما هو متوقّع، إنما حاسّة نظرها المتمثلة بعينين كبيرتين جامدتين مثبتتين على جانبي رأسها. إن لهاتين العينين بالرغم من ثباتهما، حقلاً بصرياً واسعاً ومقدرة كبيرة على تمييز أشكال الأشياء وألوانها وحركاتها. فالأشكال العمودية والخضراء تجذبها إذا كانت ثابتة، ولكنها تتجنبها إذا كانت متحرِّكة. ولهذا السّبب يتجنّب الناس ارتداء الملابس الخضراء عند خروجهم من بيوتهم في أزمنة انتشار الجراد. وإذا اضطرّوا إلى ذلك فإنهم يعمدون إلى التحرّك بسرعة والركض لمنع الجراد من أن يحط عليهم، مع أنه ليس هناك أدنى خطر من ذلك. فالجراد سرعان ما يلاحظ أن الشيء الذي حط عليه غير قابل للالتهام فيعف عنه وينتقل إلى غيره.

من هنا نستنتج أن الجراد لا يأكل أي شيء ولو كان لونه أخضر فقد دلّت الملاحظة على أن الجراد بعدما يحط على شيء قاده إليه بصره، يبدأ بتحسس هذا الشيء بواسطة مجسّاته. وعندما يتأكد من صلاحيته للأكل يباشر التهامه بواسطة تأشيراته التي تزوِّد فمه. لذلك، هناك نباتاتٌ تحظى أكثر من غيرها باهتمام الجراد، فيبدأ بالأوراق ثم الثمار وأخيراً الأغصان، ونادراً الجذوع لا سيّما إن لم تكن خضراء. أما إذا كانت النبتة ليست على ذوقه، فإنه يتجاهلها وينتقل إلى غيرها مثل شجرة الأزاديراشتا انديكا التي تحوي مواداً قلوية. أما الحبوب، فالجراد الرّحال يتجنبها إجمالاً، ولكن هذا ليس شأن بقية أنواع الجراد كالجراد المهاجر مثلاً الذي كما يُقال يأكل الأخضر واليابس.

والكميات التي يلتهمها يومياً فإنها كما أشرنا سابقاً، تبلغ مقدار نصف وزنه تقريباً، مما يجعل الجراد بجميع أصنافه أكبر عامل مدمر للحياة النباتية وُجد على سطح الأرض. إنه أشد فتكاً من المبيدات الزراعية على أنواعها ومن الأسلحة المدمِّرة وحتى من نيران الحرائق الكبيرة.

الجراد وطُرق انتقاله
قلنا سابقاً إن للجراد مقدرة فائقة على الطيران تمكّنه من اجتياز المسافات الشّاسعة، إنما ذلك لا يتم بطريقة عشوائية. فالجراد عند بلوغه، يبدأ أولاً بالبحث عن قوته فإن لم يجده في موطنه، يتأهّب للانتقال بصورة جماعيّة نحو مناطق أخرى. وهو يعتمد في ذلك على حركة الرياح والتيارات الهوائية الصاعدة أكثر من اعتماده على قدرته الفردية على الطيران. فيجمع بعضه على شكل أسراب جاثمة على الأرض ويترقب الظرف الملائم. وعندما تهب هذه الرياح يثب نحوها ويمتطيها تماماً كما الفارس يمتطي جواده فتعبر به هذه الرياح المسافات الشاسعة حتى يجد المكان المنشود فيحط فيه. وهنا نلاحظ أن الجراد لا يختار فعلاً المكان الذي سوف يحط فيه، إنما الرّياح هي التي توجّهه، فدوره يقتصر فقط على الهبوط خلال مساره المفروض في المكان الذي يراه مناسباً له. إذاً، لا نستطيع أن نقول إن الجراد يختار الأمكنة التي سيزورها. وبذلك فالجراد بالمطلق لا يهاجم الأماكن نفسها كل عام إلا إذا تكررت الظروف المناخية نفسها وحركة الرياح ومعدّلات الحرارة والأمطار. فإذا تمّ كل ذلك، فمن المحتمل جداً أن يعود الجراد في الموسم المقبل. إلا أنه نظراً لكثرة الظروف الواجب توافرها في نفس الوقت فإن ذلك نادراً ما يحصل.

أشرنا سابقاً إلى أن الجراد يتأثّر كثيراً بمجريات الطقس فظروف الإباضة تتطلب شروطاً معينة، وظروف المعيشة شروطاً أخرى، وكل ذلك مرهون بطبيعة المناطق وبتقلبات الطقس. لنأخذ مثلاً الجراد الرحال. لتتم الإباضة بشكلٍ صحيح يجب أن تكون المنطقة صحراوية، أرضها رملية غير متماسكة، وعلى درجة معيّنة من الرطوبة والحرارة لتتمكن الأنثى من حفر ثُقبها الذي ستضع فيه بيضها، ولكي تكون الظروف ملائمة لنمو الأجنّة. بينما الظروف الحياتية في طور البلوغ تتمحور حول كثافة الغطاء الأخضر بالإضافة إلى الدفء والرطوبة. لذلك نرى مواطن انبثاق الجراد الرحال في مناطق السودان ومالي وموريتانيا وجنوبي الشرق الأوسط. وغزوه يستهدف مناطق شمال إفريقيا وشمالي الشرق الأوسط حتى حدود تركيا وقبرص واليونان.

مكافحة الجراد
إنَّ طرق مكافحة الجراد تبدّلت كثيراً حسب الأزمنة وتقدّم العلم والتكنولوجيا. ففي السابق لم يعرف الناس كثيراً عن مزايا الجراد وخصائصه، وكانت وسائل الدفاع بدائية ومحدودة جداً. لذلك كانت تقتصر وسائل المكافحة على استعمال النار، يوجهونها نحو الأسراب، أو محاولة عرقلة تقدم الأسراب خاصةً الزّاحفة منها نحو المناطق الزراعية بحفر خنادق تملأ بالماء، أو بإحاطة جذوع الأشجار بصحافٍ ملساء ينزلق عليها الجراد أو غير ذلك من الوسائل عديمة الجدوى. أما الآن فإن هذه الوسائل تقدّمت وتطوّرت وأصبحت فاعليتها أكبر بكثير وهي ترتكز على أربعة محاور:

1 – 
مكافحة الأسراب مباشرة بواسطة رشّها بمبيداتٍ خاصّة تُختار من بين تلك التي تسبب أقل أذى ممكن للبيئة والغطاء الحيواني والنباتي. إن عمليات الرش هذه يمكن أن تتم إما فردياً وعلى نطاق ضيق بواسطة جهازٍ بشري مجهّز بمعداتٍ حديثة ويرتدي بذلاتٍ خاصّة واقية، أو على نطاقٍ واسع بواسطة طائرات مصممة خصّيصاً لهذه الغاية. وقد أعطت هذه الوسيلة نتائج باهرة إذ قلّصت بشكلٍ كبير وملموس أعداد الجراد وأسرابها. إلا أن لكل طريقةٍ مساوئها، ومساوئ هذه هي الفتك رغم كل الاحتياطات بالحشرات المفيدة وأهمها النحل. أما السيئة الثانية فهي تأقلم الجراد مع المبيد المستعمل، بحيث لا يعود بعد فترةٍ يؤثر فيه. والحل هنا يكمن في تغيير نوع المبيد.

2 – 
استخدام الخواتل (الكائنات التي تعيش على القنص) الطبيعية للجراد، منها: الطيور كالبلشون المعروف بمالك الحزين، واللقلق والطيور الجوارح على أنواعها، ومنها الحشرات كالزنابير والعناكب وبعض أنواع الذباب التي تضع بيضها داخل جوف الدويبة فتنمو اليرقة فيه مسببةً موت المضيف، وأيضاً بعض الزواحف لها شأن في القضاء على الجراد كالعظايا وغيرها من فصيلة السقّايات. وأخيراً يستخدم البعض لمكافحة الجراد أنواعاً معينة من الجراثيم أو الفطريات التي تغزو الجرادة فتميتها. إن هذه الوسائل وإن كانت فعّالة على المدى البعيد إلا أنها تبقى غير كافية للقضاء على هجوم مكثف للجراد الذي يبقى دواؤه الوحيد المكافحة الكيميائية بواسطة المبيدات. إنما حسنتها الكبرى أنها غير مؤذية للطبيعة وللكائنات التي تضمها.

3 – 
القضاء على بيض الجراد المدفون في التراب قبل فقسه وذلك بواسطة الفلاحة وقلب التراب.

4 – 
وضع برنامج دولي لمكافحة الجراد تقوم بموجبه مؤسسات دولية منبثقة عن الأمم المتحدة أو غيرها، وتكون مهمتها وضع خرائط تحدد مواطن الجراد ومسارات أسرابه واستنباط أفضل استراتيجية للقضاء على هذه الآفة على ضوء المعلومات المستقاة من الواقع. وهذا البرنامج يتطلّب مشاركة كل الدول فيه، لا سيّما تلك التي يقع الجراد ضمن نطاق أراضيها. لأن مشكلة الجراد لا تقتصر على دولة واحدة، فهي لا تعرف حدوداً حتى تلك التي رسمتها الطبيعة.

مستقبل الجراد
والآن ماذا يخبئ لنا الجراد في المستقبل من مفاجآت ؟ هل سيتقلص أو يزداد حجمه وما احتمال حصول هجمة مخيفة غير متوقعة ؟

إن الجواب عن هذه الأسئلة يكمن في تطور عوامل ثلاثة ستظهر من جرّاء تفاعلها وتضاربها النتيجة الحاسمة التي ستحدد الوضع النهائي لمشكلة الجراد على الأرض.

أولاً: إن وسائل المكافحة ستتطوّر وتتفاعل مع الزمن خصوصاً إذا تضافرت جهود سائر الدول في هذا المجال مما سيؤول إلى السيطرة على آفة الجراد.

ثانياً: سيكون رد الجراد حاسماً أيضاً؛ لما لهذه الحشرة من قدرة على التكيف لمجابهة مختلف الوسائل التي تهدف إلى استئصاله.

ثالثاً: للطبيعة هنا دور مهم وهي الآن تعاني مخاضاً صعباً نتيجة التلوّث وبث المواد السامّة الذي يفرضها عليها الإنسان غير المسؤول عن خراب بيئته. فبينما يتنعّم هو بمواردها الغنيّة، فإنها تُعاني منه الأمرّين بسبب نفاياته السامّة التي تجعلها تتجه بصورة حتمية وشبه نهائية نحو التصحّر والارتفاع الحراري، أي نمو ظروف أكثر ملاءمة لتكاثر الجراد.

فلمن تكون الغلبة؟ وهل سيستطيع الإنسان بحكمته استدراك الأمور أم سنسير جميعنا نحو الهاوية ؟!

أوصاف الجراد
جمع العلماء عن الجراد الرحّال الذي هو من أخطر الأنواع، ما يكفي من المعلومات لتمييزه عن غيره، وأيضاً لتسهيل مكافحته والتنبه سلفاً إلى احتمالات انتشاره. وفي ما يأتي بعض مواصفات الجراد.

طوله: حوالي 7 سنتيمترات.
وزنه: 2.2 غرام للذكر و 3.5 للأنثى.
وزنه عند الانفقاس: 0.025 غرام.
لونه: بني أو زهري.
مدة حياته: شهرين بعد البلوغ.
عدد البيوض التي تضعها الأنثى: حوالي المئة. تضعها الأنثى في ثقبٍ صغير تحفره في الأرض.
المدة ما بين الوضع والفقس: تختلف حسب الظروف المناخيّة وتتراوح ما بين 10 أيام إذا كانت الظروف ملائمة، وعدة أشهر إن لم تكن كذلك.
مدة النضوج: من 15 إلى 20 يوماً.
زمن التوالد: على مدار السنة وحسب ملائمة الظروف.
الوضع المعيشي: فردي أو جماعي.
الحمية الغذائية: حمية محض نباتية.
كمية الاستهلاك اليومي: نصف وزنه تقريباً.
الموطن: السّفناء والأماكن القاحلة الصحراوية.
أماكن الإباضة: المناطق الصحراوية الحارّة والرّطبة.

أضف تعليق

التعليقات