أحياناً يكون جسمك مشحوناً كهربائياً، فإذا لمست شيئاً معدنياً حصل تفريغ بين يدك والمعدن، تحسه على شكل لسعة خفيفة لكنها مزعجة. المبدأ نفسه موجود في الطبيعة، ونعاينه في هيئة ظاهرة مهيبة هي البرق. فالسحب في السماء مشحونة كهربائياً (غالباً بشحنات سالبة).. وهذه الشحنات تهرع على نحو طبيعي للانتقال إلى أي جسم قريب يحمل شحنة موجبة. أحياناً يحصل التفريغ بين سحابتين ونشاهده نحن على الأرض كوميض مصحوب بصوت الرعد. وأحياناً يتم التفريغ بين السحابة وشجرة على الأرض أو حتى مبنى مرتفع.
البرق ظاهرة خطيرة لأن فرق الجهد الكهربي الناتج قد يصل إلى 100 مليون فولت. وتمتد شرارة البرق عبر 10 كيلومترات وتصل حرارة الهواء حولها إلى 25 ألف
درجة مئوية.
تقوم فكرة مانعة الصواعق على تسلّم هذه الشحنة الرهيبة عبر «إغرائها» بواسطة هوائي عالٍ أقرب للسحب من سواه من الأجسام الأرضية.
يثبَّت هذا الهوائي على قمة مئذنة أو برج. تكون قاعدته من النحاس أو أي مادة موصلة للتيار.
من هذه القاعدة يمتد كابل وظيفته نقل شحنة البرق من الهوائي إلى الأرض بسلام في عملية تسمى «التأريض»، بدلاً من أن تنتقل عبر المبنى المأهول بالبشر فيحصل ما لا تُحمد عقباه.
ينتهي الكابل بقضيب من مادة موصلة مزروع في عمق الأرض لضمان
تشتت الشحنة.