كتب (قافلة النشر)

كتب

كتب عربية

dr rita bookفي قضايا الشعر والنقد والثقافة.. حوارات خليل حاوي
إعداد وتحرير وتقديم: د. ريتا عوض
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر (أغسطس 2015)

يضم هذا الكتاب الذي يقع في 455 صفحة من القطع الكبير حوارات الشاعر اللبناني خليل حاوي (1919-1982)، أحد أبرز روّاد حركة الشعر العربي الحديث، المنشورة في صحف ومجلات صدرت بلبنان ودول عربية أخرى خلال عقدي الستينيات والسبعينيات وأوائل الثمانينيات كان الشاعر نفسُه قد جمع قصاصاتها. وتتضمن الصفحات الخمسون الأولى منه مقدمة ودراسة بعنوان: «خليل حاوي: الشاعر-الناقد»، وضعتها المؤلفة وكانت تلميذة خليل حاوي لمدة اثنتي عشرة سنة في الجامعة الأمريكية في بيروت.
أدرجت المؤلفة الحوارات وعددها ثلاثة وستون حوارًا، في ثلاثة أجزاء تحت عناوين: «حوارات الستينيّات»، و«حوارات السبعينيّات»، و«الثمانينيّات: حصاد مسيرة إبداع شعريّ وعطاء فكريّ». ويضمّ كلٌّ من الجزأين الأول والثاني، ستة فصول مقسّمة حسب السنوات التي نُشرت فيها الحوارات، فيما يضم الجزء الثالث مداخلات حاوي في ندوة لمجلّة الفكر العربي عام 1980، ووثيقة أعدّها حول تجربته الشعريّة والفكريّة للمشاركة في ندوة عام 1981 تستعرض خلاصة ما انتهى إليه من موقف في قضايا الشعر والنقد والثقافة. ووضعت في الهامش اسم الصحيفة أو المجلّة وتاريخ صدورها ومكانه واسم المحاوِر ورقم العدد ورقم الصفحة وكذلك أسماء الأعلام الغربيين الوارد ذكرهم في الحوارات بالحرف اللاتيني وتاريخ ولادة كلّ منهم ووفاته لتحديد الإطار الزمني الذي عاشوا فيه، وأضافت هوامش بتفاصيل وجدت أنها توفّر معلومات ذات دلالة، ووضعت في آخر الكتاب ثبتًا بالمقابلات والندوات الواردة في الكتاب.

 

247641أشكال الوساطة بين الثقافات: الترجمة التحريرية والشفوية في الخدمات العامة..
تأليف: كارمن باليرو غارثيس
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون (يونيو 2015)

الترجمة نشاط لغوي تواصلي ومعرفي يكون فيه المترجم هو المسؤول عن عملية التوسط اللغوي والثقافي، مؤدياً دوراً تواصلياً معرفياً من خلال استخدام مجموعة من الاصطلاحات اللغوية والأسلوبية والثقافية، تتعلق بلغة وثقافة النص المترجَم إليه. ولما كان أحد أهداف الترجمة يكمن في خدمة الجاليات الأجنبية التي لا تتحدث لغة البلد المُضِيف – وفي كثير من الأحيان تجهل أيضاً ثقافة هذا البلد – نشأ ما يُعرف بالترجمة التحريرية والشفوية في الخدمات العامة، وهي ما يُطلق عليها في الإنجليزية Community Interpreting and Translation، ويُقصد بها تلك الجهات الحكومية التي تُقدم خدماتها للأجانب ومنها مراكز الشرطة والمحاكم والمستشفيات والوحدات الصحية ومراكز التعليم، وغيرها..
في هذا الكتاب تقدِّم كارمن باليرو غارثيس نموذجاً لتطبيق الترجمة التحريرية والشفوية في الخدمات العامة، تتناول فيه كل الجوانب، سواءً اللغوية أو الثقافية المحضة إضافةً إلى الجوانب الخارجة عن نطاق اللغة. وهذا الكتاب ليس كتاباً نظرياً أو تنظيمياً، بل هو عبارة عن آلية عمل تهدف إلى التفكير والممارسة، الأمر الذي يتوفر للذين مارسوا وما زالوا يمارسون هذا العمل – أيْ دورَ الوساطة – نظراً لمعرفتهم باللغات والثقافات، أو أولئك الذين يعتقدون أن بإمكانهم القيام بهذا العمل لكنهم يحتاجون مزيداً من التأهيل.
وبالتالي فإن هذا الكتاب موجَّه إلى الذين يجيدون لغتين أو أكثر وبإمكانهم القيام بدور الوسيط بين المجتمع المضيف ومجتمعهم. ولذا هو موجَّه إلى مهنييّ المستقبل في الترجمة التحريرية والترجمة الشفوية في الخدمات العامة، بهدف تزويدهم بالمعرفة النظرية والمهارات والقدرات والأدوات اللازمة للقيام بدور الوسيط اللغوي والتواصلي والثقافي بين موظفي المؤسسات الطبية والقضائية والتربوية أو الإدارية ومرتاديها الذين يجهلون أو لا يتكلمون لغة البلد المضيف أو لا يجيدون الحديث بها.

 

24821643الأسماك تضيء أيضاً
تأليف: محمد سامي البوهي
الناشر: نون للنشر والتوزيع (2015)

تطرَّق الكاتب إلى عوالم غريبة ومنسية، لطائفة من طوائف المجتمع الذين آثروا لأنفسهم العزلة الموروثة، واكتفوا بأن تكون حياتهم بين الماء والسماء والطريق؛ حيث تناول حيوات الصيادين في البيئات المنعزلة، التي قد لا يعلم كثير عنها شيئاً، مثل صيادي جزيرة سنجار في البرلس، وصيادي عزبة البرج وجزيرة ابن سلام في المنزلة، وقرية الصيادين في المكس. وقد عاش الروائي في تلك البيئات ليقترب أكثر من طبائعهم وعاداتهم، ومشكلاتهم، ففوجئ باصطدامه بواقع إنساني أقل ما يوصف به أنه مدهش ومحزن. وكذلك تناولت الرواية حياة عمال الفنارات، والبحارة على سفن النقل الضخمة، واستطاع أن ينقل بكل دقة أسلوب الحياة في كل تلك البيئات وقوانينها.

 

288409802596تاريخ الفلسفة في القرن العشرين
تأليف: كريستيان دولاكومبان، ترجمة: حسن أحجيج
الناشر: دار جداول للنشر والترجمة (2015)

هل يتعيَّن على الفلاسفة أن يهتموا بتاريخ الفلسفة؟ يعتقد البعض أن الفلسفة ليس لها تاريخ، وأنها تمثل التعميق الأبدي لسؤال واحد لم يحظ أبداً بإجابة نهائية، ذلك أنه يتعين على أي فيلسوف أن يبدأ كل شيء انطلاقاً من الصفر. ولأنه يعتقد أن المكانة التي تشغلها الفلسفة هي مكانة علم مستقل بذاته، ومحكوم عليه أن يتقدم بخطى بطيئة، لكنها ثابتة، فدراسة أخطائه الماضية ستكون أقل جدوى من البحث عن حقائق جديدة. لذا حصر الكاتب حقل دراسته في الفلسفة بمعناها الدقيق، وذلك رغبة منه في الحفاظ على تماسك هذه الدراسة. إذ لا يمكن للقارئ أن يعثر هنا على معلومات خاصة بما يسمى العلوم «الإنسانية» أو «الاجتماعية» إلا إذا بدت الإحالة إليها ضرورية: كاللسانيات والعلوم المعرفية وعلم الأخلاق وعلم النفس والتحليل النفسي وعلم الاجتماع والعلوم السياسية والتاريخ والإتنولوجيا والأنثروبولوجيا. وكان ملزماً، لنفس الأسباب، بالاقتصار على «أهم» الفلاسفة الذين أسهمت كتاباتُهم في تغيير شكل هذا «المجال المشترك» تغييراً جوهرياً. وإذ لم يستحضر بالقدر الكافي، بعضَ الأعمال الرائعة في هذا الكتاب، فإن ذلك لا يرجع إلى نسيان أو لا مبالاة، بل إلى أنه لا يمكن أن يقحمها دون مَكْر وتصنع. وباختصار، فإن مرد ذلك هو أنها ظلت، رغم أهميتها الجوهرية، هامشية أو محرومة من النسل.

 

rowaieالروائي الساذج والحساس
تأليف: أورهان باموك
ترجمة: ميادة خليل
الناشر: دار منشورات الجمل (2015)

جاء في مقدمة هذا الكتاب لمؤلفه الروائي العالمي وصاحب جائزة نوبل للآداب أورهان باموك: «هذا الكتاب هو كلّ متكامل يضمّ معظم الأشياء المهمة التي عرفتها وتعلمتها عن الرواية». ولعله مصيب فيما ذهب إليه؛ بدليل أنه يجيب عن منظومة من الأسئلة، من بينها: ماذا يجري في عقلنا عندما نقرأ الروايات؟ كيف نحوّل الكلمات إلى صور ذهنية؟ لماذا نقرأ الروايات؟ من هو القارئ الساذج ومن هو القارئ الحساس؟ بماذا يفكر الروائي أثناء كتابة الرواية؟ ماذا يعتقد حول القارئ؟ كيف يخطط لروايته؟ ما العلاقة بين المتحف والرواية؟ ما العلاقة بين اللوحة والرواية؟ مَنْ هو الروائي الساذج ومَنْ هو الروائي الحساس؟
يقول باموك إن الجزء الصعب في فهم الرواية ليس معرفة نية الكاتب وردود فعل القارئ، بل تحقيق رؤية متوازنة لهذه المعلومات وتحديد ما يحاول النص أن يرويه. ويجب أن نتذكر أن الروائي كتب نصه من خلال تقديم افتراضات متتالية حول تفسير معقول للقارئ، وأن القارئ يقرأ الرواية ويخمِّن أن الكاتب كتب الرواية وهو يضع مثل هذا الافتراض. الروائيون يتخيّلون أيضاً أن القرّاء الذين سيقرأون رواياتهم يصدقون أنهم هم الكتّاب أنفسهم، أو يتصورون الكاتب مثل شخص حزين ومهمل، وقد كتب وفقاً لذلك.

 

10834849_780086472099446_2663883810104383977_oالحرف العربي والتقنية:
أبحاث في حوسبة العربية
تأليف: مجموعة مؤلفين
الناشر: مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية (2015)

لطالما كان للغة العربية دورها الحضاري في العالم، كما كان لها تأثيرها في اللغات الأخرى، وهذا ما يؤكده، على سبيل المثال، كون النسبة الكبيرة من الكلمات العربية الداخلة في اللغة الإنجليزية كلمات علمية.
ولكن اللغويين العرب في الفترة الأخيرة اهتموا بالجانب المعياري للغة، وأهملوا الجانب الاستعمالي لها. ومن أجل تصحيح ذلك، حاول الباحثون في هذا الكتاب أن يحفظوا للغة العربية مكانتها بين اللغات الأخرى لا سيما الإنجليزية، وذلك باستثمار برامج التقنية الحاسوبية والإنترنت. وفي سبيل ذلك، سعى هؤلاء إلى تطبيق أدوات أُنشئت في جامعة ليدز الإنجليزية تضمَّنت مجموعة من المدوّنات العربية على شبكة الإنترنت، وقد صممت لها مجموعة من الأدوات الحاسوبية لتحليل النصوص العربية. كما اهتم الباحثون في مجال رقمنة المخطوطات حاسوبياً بتطوير البرمجيات المختلفة المعنية بخدمة المخطوطات العربية والإسلامية، إذ أصبح من الممكن استخدام قاعدة البيانات في مجال التعرف الآلي على نصوص المخطوطات والصور المتعلقة بها، وتحليلها ومعالجتها آلياً.

كتب من العالم

the-future-of-architecture-in-100-buildings-9781476784922_hrمستقبل العمارة في 100 بناية
The Future of Architecture in 100 Buildings
تأليف: مارك كوشنير
الناشر: Simon & Schuster / Ted مارس (2015)

من أجنحة كاملة لأبنية مصنوعة من ورق إلى قاعات حفلات قابلة للنفخ إلى أبنية قادرة أن تجلي الضباب حولها، يلتقط كتاب «مستقبل العمارة في 100 بناية» الثقة العالية بالنفس والذكاء العملي والعجائب المستقبلية، وفي بعض الأحيان، مجرد نزوات أهم مهندسي العمارة في العالم. وكما يقول الكاتب مارك كوشنير «لا يكمن مستقبل العمارة في نمط معيَّن واحد، وإنما في عالم من الاختراعات والتجارب المستمرة».
ويُبرز هذا الكتاب التنوع العالمي في فن العمارة من الأبراج الشاهقة المصنوعة من الصلب إلى بيوت الخيزران الصغيرة إلى ملاعب الأطفال المبتكرة إلى المعالم العالمية المتميزة الأخرى، ويُقدم في كل صفحة من صفحاته نظرة على إمكانات فن العمارة. ويقول كوشنير إنه في عصر سيادة التواصل الاجتماعي يعلو «صوت» الأبنية إلى أعلى ما وصل إليه، حيث تحول كل شخص يحمل هاتفاً ذكياً إلى مصور «معماري» يمكنه التقاط صور ذاتية مع أجمل الأبنية في العالم، ويضمن هذا التدفق المتواصل للصور دخول فن العمارة في تواصل مستمر مع العالم. وبالتالي اتخذ مستقبل العمارة أهمية أكبر لدى عديد من الأشخاص أكثر من أي وقت مضى.

 

514CDeEFGlL._SY344_BO1,204,203,200_النقاء والقصة والثقافة: المعاني المتعددة للماس
Clarity, Cut, and Culture: The Many Meanings of Diamonds
تأليف: سوزان فولز
الناشر: New York University Press – 2104

هذا الكتاب هو دراسة رائعة عن الرمزية والغموض المرتبط بالألماس، فهناك القيمة والرومانسية والدوام واللمعان، وكلها جزء من لغة الماس. فالأشياء تتخذ معانيها من خلال تعاملنا معها، ولكن كيف تتطور هذه المعاني؟
ما الذي يمكن أن نتعلمه من استخدام الماس في فهم أنفسنا وعلاقاتنا الاجتماعية؟
وما هي الوسائل التي يتعامل فيها الأشخاص في هذا العالم، الذي تتحكم فيه الإعلانات التجارية، مع هذه الأحجار اللماعة؟
يحاول هذا الكتاب الإجابة عن كل هذه الأسئلة كما يروي قصة بروز صناعة الماس الحديثة، حيث تدور أبرز الأحداث في القارة الإفريقية. ومن خلال هذا الكتاب تقدم فولز نظرية تقول إن هذا الحجر الذي يُعد رمز الزواج حول العالم هو من أكثر الموارد الطبيعية التي تسبب عدم الاستقرار. فبالنسبة للقارة الإفريقية هو نقمة أكثر من كونه نعمة.

 

978-0-8223-5869-5_prاستصلاح السفر
Reclaiming Travel
تأليف: إيلان ستافنز
الناشر: Duke University Press Books – أبريل (2015)

يتضمن هذا الكتاب تأملات حول معنى السفر منذ العهود القديمة وحتى القرن الواحد والعشرين. ويسعى فيه الكاتب، إيلان ستافنز، إلى فهم أسباب سفرنا وما الذي أصبح مفقوداً في فهمنا المعاصر للسفر. ومن خلال تسليط الضوء على النصوص القديمة والمعاصرة المتعلِّقة بالسفر، يحدد ستافنز الفرق بين السياحة والسفر، والعلاقة بين السفر والذاكرة، وأدب الرحلات، وصناعة الخرائط. كما يدعو إلى إعادة التفكير في فن السفر الذي يعرّفه الكاتب على أنه سعي بشري إلى فهم أعماقنا الذاتية.
والسياحة، حسب ستافنز، زائفة وعقيمة وسطحية ومتجذرة في الاستعمار. وهو ينتقد سياحة الفن الهابط ومدن الملاهي وفنادق مدن الصفيح، حيث يبقى السيَّاح في أكواخ مصنوعة من الحديد والورق المقوى وينعمون بكل ما لذ وطاب من طعام وشراب، بينما ينتشر حولهم الفقر والعوز. يكتفي السيَّاح هنا بالهروب من الواقع والسعي وراء التشويق والتقاط الصور. بينما السفر فن نجد فيه سبل التعبير عن القلق الذي نعيشه والبحث عن سبب وجودنا ووجود الآخرين من حولنا، إذ لا يتعلق بالمكان الذي نزوره أكثر من ارتباطه بتحديد الذات والانفتاح على الآخرين.

 

51C3A1TUC3L._SX335_BO1,204,203,200_مليون سنة من الموسيقى: نشأة الحداثة البشرية
A Million Years of Music: The Emergence of Human Modernity
تأليف: غاري توملينسون
الناشر: Zone Books ( فبراير 2015)

ما هي جذور الموسيقى؟ خلال العقود القليلة الماضية، عادت التساؤلات ونشطت البحوث لإيجاد إجابة عن هذا التساؤل الذي حيَّر الباحثين على فترات طويلة لا سيما مع ظهور أدلة أثرية جديدة وتطورات في حقول العلوم المعرفية واللسانيات ونظريات النشوء.
في هذا الكتاب القيم، يعتمد الموسيقي الشهير غاري توملينسون على هذه المجالات جميعاً لبناء نظرية جديدة لنشأة الموسيقى. ويؤكد أنه لا يوجد هناك مليون سنة من الموسيقى ولكننا إذا ما أردنا معرفة جذور نشأتها علينا العودة إلى ذلك الزمن السحيق. ويضيف بأنه لا توجد لحظة زمنية انتقالية محدَّدة بين عدم وجود الموسيقى وظهورها، وإنما تطورت جرَّاء تفاعل وتداخل عوامل عدة مثل اللغة والرمزية والخيال الميتافيزيقي والطقوس والبُنى الاجتماعية المعقدة واستخدام التكنولوجيا المتطورة. ومن خلال كل ذلك يقدم توملينسون نموذجاً جديداً ومختلفاً لتطور الإنسانية عبر التاريخ.

 

l-ordre-materiel-du-savoirالنظام المادي للمعرفة: كيف يعمل العلماء بين القرنين 16 و21
L’ordre Materiel du Savoir: Comment Les Savants Travaillent XV1e-XX1e siècle.
تأليف: فرانسواز فاكي
الناشر: CNRS (أبريل 2015)

المواد، الرسوم البيانية، القلم والورقة والمشرط والمجهر والمرصد الفلكي والمختبرات والملصقات هي بعض الأدوات العملية التي قامت فرانسواز فاكي بدراستها في كتاب «النظام المادي للمعرفة».
فجالت على المكتبات والمختبرات والمستشفيات وقاعات الدراسة وميادين عمل الجغرافيين والأنثروبولوجيين وعلماء النبات وغيرهم. كما اطلعت على المقالات والكتب والصور والرسوم والمعلقات والمجتمعات ووسائل القياس والملاحظة والاختبار العلمي. ومن خلال ذلك استطاعت فاكي التطرق إلى عالم العلوم من ناحية أدواته العملية ونظرت في إشكالية العلاقة بين التقني والفكري وأثر الوسائل المادية في إنتاج المعرفة وتبليغها. باختصار نجحت فاكي في إخراج أدوات المعرفة من هامشيتها وأظهرت تلازم التطور العلمي وتجديد أدواته.

بين كتابين
التقاطع بين الأدب والحياة

bookcompare(1) 5 2015كتاب: الفضول. تأليف: ألبيرتو مانغويل
Curiosity by Alberto Manguel
الناشر: Yale University Press – 2015

 

 

bookcompare(2) 5 2015كتاب: أقرب شيء إلى الحياة. تأليف: جيمس وود
The Nearest Thing to Life by James Wood
الناشر: Brandies – 2015

 

 

كتاب «الفضول» هو عبارة عن عمل واسع في النقد الأدبي، حيث يتأمل كاتب المقالات والمترجم ألبيرتو مانغويل، في كيفية تقاطع الأدب والحياة، وتلاقي أفكاره هذه صدى في المقالات الحيوية الأربع التي كتبها جيمس وود في كتابه «أقرب شيء إلى الحياة». فكلا الكاتبين يفهمان الكتب على أنها حية وميتة في الوقت نفسه، قوية وضعيفة في آنٍ. فالكلمات الموجودة في الكتب لا حياة فيها، لأن وقتها محدود ومنتهٍ، كما أن قراءتنا لأي رواية يعني أن نشهد فترة زمنها المحددة. ولكن، وعلى الرغم من ذلك، فالكتب تتحدى الزمن، لأنها غالباً ما يتم بعثها وتجديدها. فالقصص التي تنضوي عليها الكتب تتحمل إعادة السرد والتفسير، وكما يشير وود عندما يقول إنَّ «من أحد تعريفات الرواية هو أنها القصة التي يمكنها أن تولد قصصاً أخرى».
يربط مانغويل الغريزة البشرية لرواية القصة بالحُب البشري للفضول. فالسؤال «لماذا» هو المحرك الأساسي في رواية القصة، وفي كتابه «الفضول»، يدمج ما بين حُب الاستطلاع والسرد. فالأدب، كما يقول، هو المولد لأسئلة أكثر وأفضل، أمّا الشعر فهو الذي «يعير الكلمات لأسئلتنا». يكتشف مانغويل أن مسألة الفضول الأساسية في الأدب هي مصدر التحدي فيه، وهي طريقته الخاصة في مقاومة النهايات المحددة له. يقول مانغويل: «أن نسأل (لماذا) هو أن نحدِّد أهدافنا، ضمنياً، بما هو أبعد من الأفق»، ويعبّر عن ذلك وود بقوله: «السؤال لماذا هو أن نرفض قبول الموت».
يؤكّد الروائي جون بونفيل على قدرة الأدب على صناعة الأشياء اليومية: قطعة الحصى على الطريق، الغبار في الجو… يجعلها تنبض بالحياة من خلال أفكار الكاتب الفضولية. وبذلك يشير إلى حسية الوصف الأدبي الذي يترجم جوهر الأشياء إلى كلمات بأكبر قدر من الدقة.
وفي إحدى مقالاته في كتابه «أقرب شيء إلى الحياة»، وهي بعنوان «الملاحظة الجدية»، يقول وود إن الكتّاب الكبار هم الذين يلاحظون التفاصيل. فعلى سبيل المثال إنها «عين الكاتب الكبير تشيكوف للتفاصيل، والقدرة على الملاحظة الجيدة والجدية، وعبقرية الانتقاء» هي التي تلهم رواياته وتبعث فيها الحياة. وينظر وود إلى التفاصيل على أنها «قطع صغيرة من الحياة تنبثق من جماد الشكل وتدعونا إلى الإحساس به». وهو يلاحظ هنا، الطريقة التي لاحظ بها بعض الكتَّاب العالم، ويصفق لعبقرية د.ه. لورنس عند وصفه للكانغارو وهو يقف بأكتاف «فيكتورية منحنية»، ويصف ذكرياته هو شخصياً عندما عاد من أمريكا إلى بلده الأم إنجلترا وكان الأمر «بمنزلة إعادة ارتداء بدلة زفافه من جديد ليرى إذا ما كانت ما زالت مناسبة له».
ومن المفارقات، وعلى الرغم من دعمهما لجدلية تحدي الأدب للموت، يعترف كلا الكاتبين مانغويل ووود بأنّ مقاربة نهاياتنا الإنسانية غالباً ما تحوّل فترات حياتنا إلى روايات. ففي أي مأتم، يشعر وود بأننا نجبر على الحصول على «الامتياز الفظيع لرؤية حياة كاملة» تماماً مثل الرواية المتممة التي كتبت نهايتها. وفي نقاشه حول التقدم في العمر يحوّل مانغويل سنوات العمر إلى صفحات. وعن كتاب حياته يقول: «من الصعب أن أكون متأكداً من دون الحصول على المجلد الكامل بين يدي، ولكنني على يقين بأنني في الفصل الأخير». إنه يعطي الموت دوراً في توضيح الحياة، وهذا التناقض الغامض في مزايا السرد بين إعطاء الحياة والتعامل مع الموت مغروس في هذين العملين القيِّمين.

أضف تعليق

التعليقات