للنجوم أحجام مختلفة، وبحسب أحجام النجوم تختلف بنيتها وأعمارها وألوانها. النجوم الصغيرة تميل للحمرة والنجوم الكبيرة تميل للزرقة. شمسنا حالياً بيضاء يميل لونها للاصفرار، ولو كانت شمسنا بنصف حجمها سيتغير تصنيفها بين النجوم إلى ما يعرف بالقزم الأحمر. فهل يمكن لقزمنا الأحمر أن يدعم الحياة على الأرض كما تفعل شمسنا؟
تصدر النجوم كلها طاقاتها الهائلة عن طريق عملية الاندماج النووي. وبطبيعة الحال فالنجوم الصغيرة تنتج طاقات أقل، وبالتالي، فإن ما يعرف بـ (النطاقات الدافئة) للأقزام الحمراء تقع في مدار أصغر من مدار النطاقات الدافئة للنجوم الكبيرة. فما هو هذا النطاق الدافئ؟ هي منطقة حول كل نجم بحيث لو وجد فيها كوكب على سطحه ماء فسيظل هذا الماء على هيئة سائلة معظم سنة هذا الكوكب. وهو ما ينطبق على كوكبنا الأرض التي تقع في النطاق الدافئ لشمسنا البيضاء الجميلة. ولو كانت شمسنا قزماً أحمر، ففي الغالب سيخرج موقع كوكب الأرض الحالي من النطاق الدافئ، وسيتجمد تماماً.
يُرجِّح العلماء أن المنطقة الدافئة لقزم أحمر تكون على بُعد يقارب بُعد كوكب عطارد من شمسنا، أي على ثلث بُعد كوكب الأرض من الشمس حالياً. فلنفترض أن كوكبنا على بُعد مناسب، ستظهر مشكلتان رئيستان تهددان وجود الحياة. المشكلة الأولى هي أن الكوكب سيكون قريباً جداً من شمسه وفي مدى انفجارات الشمس. ومن المعلوم أن الأقزام الحمراء لديها معدل انفجارات شمسية أكبر بكثير من شمسنا البيضاء لأسباب متعلقة بالبنية الذرية للنجم. ما سيضر بأي نوع من أنواع الحياة على الكوكب. المشكلة الأخرى هي أن احتمال (التقييد المدّي) للكواكب القريبة سيكون أكبر. والتقييد المدّي مفهوم متعلِّق بكون أي كوكب يدور حول نفسه وحول نجمه عدداً متناسباً من المرات. على سبيل المثال القمر يدور حول نفسه مرة واحدة في كل شهر قمري. عطارد يدور حول نفسه ثلاث مرات في كل دورتين حول الشمس. التقييد المدّي لشمسنا الحمراء سيجعل طول اليوم على كوكبنا مساوياً لطول ثلثي السنة، وهو سيناريو قريب لما افترضناه حين تساءلنا قبل شهرين عمَّا يمكن أن يحصل لو توقفت الأرض عن الدوران فجأة.