فكرة

منجم الفحم والكون المتعدد

174c3f_ea3596d13ee749be98bb6abb9778f104.jpg_1024ماذا لو كان هناك «ندب قبيح في الطبيعة؟». و«الندب القبيح» هو الوصف الذي استخدمه ريتشارد سكوت، أحد كبار ملَّاكي الأراضي في بريطانيا، لمنجم الفحم المهجور الذي يمتلكه في منطقة دامفرايز وغلاواي جنوبي أسكتلندا. استعان سكوت بمصمم الحدائق الشهير تشارلز جينكس لتحويل هذا المنجم إلى موقع آخر أكثر جاذبية. ولم يكن الجمال العنصر الوحيد الذي دخل في حسابات سكوت وجينكس في رحلة بحثهما عن أفكار مستحدثة لهذا المنجم، إذ أرادا في الوقت نفسه إيجاد ما يعيد إحياء الاقتصاد المحلي الذي تراجع كثيراً في منطقة دامفريز وغلاواي بعد اندثار صناعة التعدين فيها.
وعلى مدى السنوات الأربع الأخيرة، نجح جينكس في تحويل المنجم المهجور إلى متنزه يمثل أبعد ما توصلت إليه نظريات علوم الفيزياء الحديثة. وبالتحديد الكون المتعدِّد الذي يترجم النظرية الحديثة التي أخذت تلاقي رواجاً مؤخراً، وتقول إننا نعيش في أكوان متعددة إلى جانب الكون الذي نعرفه.
174c3f_3244b9dcd65ac6c39c9632b0eba4eebb.jpg_1024بين المروج الخضراء الرائعة حيث ترعى المواشي والهضاب العالية، وعلى مساحة 55 فداناً، تم إنشاء مجموعة من الأشكال الغريبة مستمدة من العناصر الطبيعية في تلك المنطقة، وكان من ضمنها أكثر من 2000 صخرة كانت مدفونة تحت الأرض. فقد تشكلت هناك تلّتان عشبيتان بارتفاع عشرين متراً متوجتان بقطع من الصخور البارزة. تدور حولهما، وبشكل حلزوني، ممرات محدَّدة للمشاة. وتمثِّل هاتان التلَّتان مجرة درب التبانة ومجرة المرأة المسلسلة اللتين من المتوقع أن تتصادما بعد أربع مليارات سنة. وإلى جانبهما هناك شكل يشبه كعكة من العصر الحجري الحديث محددة بدوائر من الصخور المسطحة تمثل الأكوان المتعددة. كما أن هناك طريقاً بطول 400 متر، محدداً بالصخور، ويمتد على طول الموقع ويشطر المدرج المنخفض الفريد من نوعه المصنوع من الأحجار المحلية السوداء اللون.
وهذا المتنزه الذي عُرف باسم «Crawick Multiuniverse» والذي يعكس النظرية العلمية العالمية هو واحد من مشاريع جينكس العديدة التي باتت تُعرف بفن الطبيعة. وقد تحول إلى معلم سياحي مهم ونقطة جذب لعشاق الفن والعلماء ومختلف السياح من جميع أنحاء العالم.

أضف تعليق

التعليقات