أختار بعض الأعمال الدرامية والبرامج، لمشاهدتها بعد رمضان في عرضها الثاني أو الثالث أو حتى الرابع
فايز الغامدي – شاعر سعودي
كثرة الإنتاج البرامجي والدرامي في رمضان أصبحت السمة الأبرز، حيث لم تعد تلك الشاشة الصغيرة صغيرةً وأنيقةً وجاذبةً كالسابق، بل تعدَّى الأمر ليصبح أشبه بفوضى إنتاج تكون معها مهمة المشاهدة والمتابعة مهمةً شاقة ومضنية.
وإزاء هذا الزخم التلفزيوني وتداخل المشاهد والألوان واختلاط الغثّ بالسمين، أجد نفسي دائماً أقوم باختيار بعض الأعمال الدرامية والبرامج، لمشاهدتها بعد شهر رمضان في عرضها الثاني أو الثالث أو حتى الرابع، حينما تعود الشاشة إلى حجمها الطبيعي، ويزول عنها التورّم الطارئ الذي يحدث كل عام.
ولكن تظل هنالك فترة ذهبية تكون فيها مشاهدة التلفاز أمراً حتمياً وتلقائياً بالنسبة لي هي فترة الإفطار. إذ على الرغم من تواضع المحتوى البرامجي المعروض في كثير من المواسم ، إلا أنني أجد نفسي مرغماً على مشاهدة تلك البرامج، ربما من قبيل العادة لا أكثر، وكأنني أستحضر بذلك تفاصيل لوحة مرسومة بعيداً في الذاكرة.
لا أحب أن أكون واقعاً في حبائل الاستغفال الإعلامي
فهد الطاسان – كاتب سعودي
كان الناس في زمنٍ ما، لا يأبهون بشاشة التلفزيون. ثم أتى زمن كانوا يجتمعون فيه «على مائدة الإفطار». وبين هذين الزمنين، تشكّلت قناعتي عن الشاشة في رمضان. لا أحب الإكثار من مشاهدة التلفزيون في رمضان، لأنني لا أحب أن أقع في حبائل الاستغفال الإعلامي. ولا أشاهد معظم ما يُعرض على الشاشة نهاراً. أستثني «خواطر» الشقيري، وبرنامج الدكتور «محمد العوضي»، وبعض البرامج التي لا تستغفل مُشاهِديها، وتهبه بركة التفكير، بما يليق ببركة الزمان. أرفض لنفسي أن تكون مع الذين ينتظرون شهر رمضان من أجل شاشته. بعد صلاة المغرب، تجتمع العائلة حول القهوة و«الحلا»، وخلفية شاشة التلفزيون، تفصل بينهما الكلمات. بعد العشاء والتراويح، غالباً ما أنشغل بشاشة الجوال، على اليوتيوب، أحضر حلقات تفسير القرآن للشيخ «محمد الراوي»، أو محاضرات أراجع بها مقاصد العبادات، وبعض البرامج التي لم تعد تُبثّ. بعد الفجر، لي جلسة مع تفسير القرآن الكريم للشيخ الشعراوي. شهر رمضان لم يكن للشاشة، والشاشة لم تكن لرمضان فقط.
استغلال الوقت في مشاهدة ما يُعرض على التلفزيون
سلمى بابكر – طبيبة أمراض باطنية
من المعروف عند كافه المسلمين أن رمضان هو شهر مميَّز، بل هو الأفضل في السنة لما يحتويه من روحانية وعبادة. والجميل أيضاً هو الاجتماعات العائلية التي لا تخلو مما لذَّ وطاب من المأكولات واستغلال الوقت في مشاهدة ما يُعرض على التلفزيون، وتسابق القنوات الفضائية على كل ما يشدُّ انتباه المشاهد من الدراما والمسابقات الرمضانية والبرامج الدينية وغيرها. ولشهر رمضان روحانية خاصة أثناء وقت الإفطار والسحور، لما فيها من أجواء تتميز باجتماع العائلة صغيرها وكبيرها. فكل عائلة لها طابعها الخاص وحياتها اليومية الخاصة بها. فشهر رمضان هو شهر يقرب فيه البعيد، ويتقرب فيه المسلمون إلى الله عزّ وجل، فهنيئاً لنا بهذا الشهر العظيم.
لا يوجد الكثير من الوقت للتلفزيون
عبدالله آل شيبان – مهندس معماري
رمضان هو شهر تتجلَّى فيه مشاعر روحانية تقرِّبني من الخالق سبحانه وتعالى. أشعر أني أرتقي إلى عالم أكثر شفافية، عالم يربطني بالله عز وجل. أناجيه في صيامي وصلاتي وعندما أقرأ القرآن الكريم. فأنا أستمع إليه، وعندما أناجيه في صلاتي أتحدث إليه، وأبث إليه كل أحاسيسي ومشاعري. أشعر بروحي تحلِّق في سماء هذا الكون حتى تكاد تصعد إلى السماء وتقبِّلها فرحاً وأنساً بقربه.
بالنسبه لي، في شهر رمضان لا يوجد لديَّ وقت كثير للتلفزيون، فتكون المشاهدة مختصرة على بعض البرامج القيّمة التي تشدني، مثلاً برنامج كيف تتلذذ بالصلاة، وبرنامج اليوم النبوي، وسواعد الإخاء، وبرنامج خواطر، وبعض برامج الطبخ.
لا أحب متابعة المسلسلات لأنها تشعرني بالارتباط
عبدالرحمن الجوهري – كاتب
شاشة شهر رمضان بالنسبة لي مرتبطة بظروف كل سنة. فمثلاً، خلال العام الفائت كانت أجواء كأس العالم حتماً هي المستحوذة على شاشة منزلنا. وعموماً أنا لا أحب متابعة المسلسلات لأنها تشعرني بالارتباط، أشاهد البرامج الحوارية والتوعوية التي تكثر في هذا الشهر الفضيل.
من محاسن الشاشة بالنسبة لي أنها تسهم في جمع كل أطراف العائلة، وخصوصاً بعد الإفطار، بغض النظر عمَّا تحتويه الشاشات العربية في هذا الوقت تحديداً من «سالفة» إضحاك البعض على الكل. أو تركيب نموذج النادر على نموذج الظاهرة. أو تعميم الخاص المستور على حساب لفت انتباه العام والجمهور. كلها قضايا أكبر من أن تناقش مع من يعطيك الانطباع أن الأهم في الأمر لديه، هو كيف تملأ مكانك المنعدم طول العام، في ظرف ثلاثين يوماً على الشاشة، والانطباع العام حق مكفول بالقانون البشري لأي كائن كان.