قصة مبتكر
قصة ابتكار
نيلس بوهلين
مسَّاحة زجاج السيارة
كثير من المخترعات التي تجعل حياة الإنسان أفضل. وكنت محظوظاً لعملي في مجال الهندسة حيث الاختراع لم يطوِّر حياتنا فحسب بل يحافظ عليها أيضاً . هذا ما يقوله نيلس ايفار بوهلين. ولد نيلس ايفار بوهلين في هارنوساند بالسويد في 17 يوليو من عام 1920م. حصل على درجة البكالوريس في الهندسة التقنية سنة 1939م. وبدأ العمل في شركة لتصميم الطائرات سنة 1942م. وبعد ست عشرة سنة تقلَّد منصب مهندس السلامة والأمان في شركة فولفو للسيارات في مدينة غوتينبرج السويدية. وفي عام 1959م, تقلَّد منصب مدير قسم السلامة في الشركة نفسها. في هذه الأثناء, كان بوهلين يهتم بإيجاد طرق عملية لتقليل عدد الجرحى والقتلى أثناء حوادث الطرق في كل من السيارات والشاحنات. ومن أهم ماصممه في هذا المجال حزام الأمان المثبت في ثلاث نقاط، لتثبيت الجزء العلوي والسفلي من جسم الإنسان على المقعد في مكان واحد، فإذا حصل أي حادث لا يرتطم جسم السائق بالسيارة. وطبعاً، كانت أول سيارة يستخدم فيها هذا الحزام هي سيارة فولفو من طراز بي في 544. ورفض بوهلين استخدام حقه التجاري في هذا الاختراع وسمح لجميع شركات السيارات باستخدامه. ومنذ ستينيات القرن الماضي، بدأت القوانين في بعض دول العالم تفرض على السائق ربط حزام الأمان، وما هي إلا سنوات معدودة، حتى أجمعت على ذلك القوانين في معظم دول العالم. يعد اختراع بوهلين هذا واحداً من أهم المخترعات في مجال صناعة السيارات، إذ أدى إلى تقليل عدد الجرحى والقتلى الناتج من حوادث المرور. فقد أصدرت شركة فولفو عام 1966م, تقريراً يفيد أن عدد الجرحى والقتلى انخفض بنسبة %75. كذلك اختير اختراعه واحداً من أهم تسعة مخترعات في حياة البشرية في القرن الفائت. تقلد بوهلين عدة مناصب في الشركة، منها مدير قسم التطوير والأبحاث المركزي ورئيس المهندسين، وانتخب لينضم إلى منظمة الأمان العالمية وغيرها من المناصب المهمة. ونال الكثير من الجوائز على هذا الاختراع، منها جائزة الأكاديمية الملكية السويدية لعلوم الهندسة وجائزة هندسة أمان المحركات وغيرها. تقاعد بوهلين سنة 1995م وقضى بقية حياته في مزرعته براتبول حتى توفي عن 82 سنة بنوبة قلبية مخلفاً وراءه 5 أبناء. ومن أهم أقواله التي كان يرددها دوماً إن من أهم دواعي سروري أن ألتقي شخصاً يقول لي إن حزام الأمان حافظ على حياة أهم الأشخاص لديه .
قد تكون بسيطة جداً مقارنة مع غيرها من المخترعات, ولكنها ذات منفعة كبيرة إذ لا بديل لها في إزالة مياه المطر التي تحجب الرؤية الواضحة اللازمة للسائق أثناء القيادة. وقد لا يخطر ببال الكثيرين أن يكون لهذا الجزء البسيط من السيارة تاريخ عريق. إذ ظهرت مسَّاحة الزجاج منذ السنوات الأولى بعد ظهور السيارة, وكان ذلك في عام 1903م, عندما صمَّم المخترع أبجون مسَّاحة على شكل فرشاتين تتحركان على الزجاج عمودياً. وفي شهر نوفمبر من السنة نفسها, كانت المخترعة ماري أندرسون في رحلة إلى نيويورك حيث لاحظت أن سائقي السيارات يضطرون إلى الخروج من سياراتهم لمسح الثلوج والشوائب الأخرى التي تعلق على الزجاج الأمامي. فاخترعت جهازاً يمكن التحكم به من داخل السيارة لمسح كل الزجاج من جهة الخارج. كانت مسَّاحة ماري على شكل ذراعين متحركين, زوَّدت كلاً منهما نصلاً مطاطاً يلامس بكل طوله زجاج السيارة. ولكن, لأن السيارات لم تكن منتشرة آنذاك, لم يُعِر أحد اهتماماً لهذا الابتكار. كذلك لاقت المبتكرة الكثير من السخرية بين أصدقائها وكل من عرف بما صنعته. إذ وجد هؤلاء أن هذا الابتكار غير عملي, بل قد يكون مضراً وخطراً طالما أنه سيشغل السائق عن قيادة السيارة بتركيز اهتمامه على هذه المسَّاحات. ومع انتشار السيارات انتشاراً أوسع, وبعد تجارب عديدة والبحث عن حلول لمواجهة مشكلة حجب الرؤية بفعل مياه الأمطار, تبنت شركة فورد ابتكار ماري أندرسون في كل السيارات التي تنتجها. وبعد ذلك عملت الأمريكية شارلوت بريدج في تطوير المسّاحة اليدوية لكي تصبح كهربائية. وفي عام 1917م, اخترع طبيب الأسنان أورماند وول جهازاً للتحكم بعمل المسّاحة بواسطة زر داخل السيارة. وحُسِّنت مسّاحة الزجاج كثيراً لاحقاً. ففي عام 1962م, ابتكر بوب كيرنز جهازاً يسمح للسائق بتحديد سرعة المسّاحة وفق غزارة المطر. وفي التسعينيات, استفادت المسّاحة من التطور التكنولوجي, فزُوِّدت نظام تحسس يكشف من تلقاء نفسه إذا كان هناك مطر على الزجاج, فينشط المسّاحات من تلقاء نفسه. وهكذا خلال قرن من الزمن, أصبح الابتكار الذي أثار السخرية وقت ظهوره, أداة لا غنى عنها في أية سيارة في العالم. حتى أن بعض الشركات تبنته لزجاج السيارة الخلفي ومصابيحها أيضاً.