بيئة وعلوم

الجيل الثاني من الويب
التفاعل والتعليم من أكبر المستفيدين

  • 42a

دعونا ابتداءً نزيل شيئاً من اللبس، ونميِّز بين الإنترنت والشبكة العنكبوتية أو ما يُعرف بالويب. فالإنترنت هي الشبكة الفيزيائية التي تصل الأجهزة والشبكات بعضها ببعض.

وهي شبكة من الشبكات المختلفة، أنشأتها وكالة أبحاث وزارة الدفاع الأمريكية (DARPA) وتعود بداياتها إلى الخمسينيات من القرن الفائت. بينما الويب الذي صُمِّم في أوائل التسعينيات في مركز أبحاث (CERN) بسويسرا، هو محتوى هذه الشبكة وما ينتقل خلالها. فالإنترنت إذن هي سكة الحديد، والويب هو القطار الذي يسير عليها. إلا أن كثيرين يستخدمون كلمتي إنترنت والويب قاصدين هذا الأخير.

أتى الويب فأتاح لنا أول مرة أن نتبادل رسائل البريد الإلكتروني مع أي شخص على ظهر الكوكب، مادام متصلاً مثلنا بالشبكة العنكبوتية. وجعلنا قادرين على أن نتصفح ملايين الصفحات الإلكترونية والمواقع الشبكية بضغط زر. فانفتح أمامنا منجم من المعلومات، بإمكاننا أن نستخرج منه ما نشاء، على شرط أن نكون قادرين على الوصول إليه. فقد كانت مشكلة المعرفة بوجود موقع ما ثم بكيفية الوصول إليه، إن لم نكن نعرف عنوانه بدقة شديدة، مشكلة قائمة. حتى ظهرت محركات البحث التي أعطت تجربتنا في الإبحار والتصفح دفعة إيجابية غير محدودة.

وظلت شبكة الويب طول عقد التسعينيات تقريباً، تميل إلى كونها منجماً للمعلومات. ولكن الاتجاه الذي كانت تتم به هذه العملية، ظل وكأنما هي موجهة من طرف واحد، أو أطراف معدودة (مقارنة بالعدد الكلي للمستخدمين). أي أن كبريات المواقع والشركات، والقادرين فقط من الأفراد هم الذين يصوغون المواد المعروضة على الشبكة بشكل رئيس. فما على المستخدم العادي سوى أن يقرأ الخبر من على موقع البي بي سي مثلاً، أو يشاهد لقطة فيديو دعائية على موقع مايكروسوفت، أو يزور الموقع الإلكتروني لفلان من الناس، من دون أن تكون له القدرة على أن يقول رأيه لا في ما قرأ أو شاهد أو تصفَّح، ولا أن يضيف هو بدوره ما يراه مفيداً أو نافعاً للآخرين. لكن كل ذلك تغيَّر مع دخول الويب مرحلة النضج في الألفية الجديدة. إذ ظهرت أنواع جديدة من أوجه التطبيق التي أخذت تحل محل نظيراتها السابقة، وتشكِّل بخصائصها المشتركة ما اصطُلح على تسميته فيما بعد بالـ Web 2.0.

تعرِّف ويكيبيديا مايسمَّى Web 2.0 ، بأنه الجيل الثاني من المجتمعات والخدمات الإلكترونية على الشبكة، التي تتيح على الخصوص التفاعل والمشاركة بين مختلف المستخدِمين. وبالرغم من أن الرقم 2 قد يوحي للبعض بأن هذا يعني ترقية في الخصائص التقنية والتكنولوجية للويب، وتغييراً في البنية البرمجية التي يقوم عليها، فإن الواقع ليس كذلك بالضرورة. فالإنترنت لم تتغير تقنياً بالشكل الذي تطورت به الطائرات مثلاً، فالأخيرة احتفظت بالمهمة الأساسية نفسها (نقل الناس من مكان إلى آخر)، لكن هندستها وبنيتها قد تغيرتا كثيراً، بينما العكس صحيح في حالة الشبكة العنكبوتية. إذ لم تتغير بنية ولا تقانة الشبكة بشكل جذري، وإنما تغيَّرت الطريقة التي بتنا نستخدم بها هذه الشبكة. فالويب أصبح بيئة إبداع وعمل متكاملة، يتفاعل خلالها المستخدمون مع بعضهم من خلال الشبكة. فالقضية لم تعد علاقة مستخدم بشري بآلة هي جهاز الحاسوب، بل علاقة مستخدم بمستخدم آخر. وفي بيئة التواصل هذه تبرز قيم الديمقراطية، وحرية التعبير، وغياب المركزية، وحرية تبادل المعلومات والسلع (ضمن قوانين حقوق الملكية الفكرية الإلكترونية التي لا تزال موضع جدل). كما أنه يشير إلى التحول الذي طرأ على صفحات ومواقع وقواعد البيانات على الشبكة. فبدلاً من كونها جزراً منعزلة، ومستودعات متباعدة مستقلة ومنفصلة، أصبحت تميل إلى المشاركة، وإلى كونها مصدراً مترابطاً لمعلومات وخدمات تنشأ منها بدورها مواقع وخدمات أخرى.

فمثلاً انتشرت المدوَّنات (Blogs)، بما تتيحه من المرونة والسهولة في إضافة الموضوعات والأخبار والوسائط المتعددة، وإمكان تفاعل الزائر أو المتصفح مع المادة المعروضة، سلباً أو إيجاباً. وحلت هذه المدونات تقريباً محل المواقع الشخصية التقليدية. واستُبدلت المواقع التي كانت تُخزن من خلالها الصور على الشبكة، وإمكان إتاحتها لعدد محدود من الناس، بأخرى تُتبادل فيها الصور أو مقاطع الفيديو بالإضافة إلى وضع تعليقات عليها، بحيث يمكن أن تستخدم هذه التعليقات مفاتيح بحث لأي شخص يزور الموقع. وظهرت المواقع التي تسمح لنا بالبحث ضمن قاعدة بياناتها، عن المواقع التي أضافها الآخرون. وبالتالي فإن قائمة النتائج لن تكون بالاعتماد على ذكاء محرك البحث وحده مثلما هي الحالة في غوغل مثلاً، بل على تقييم بشر مثلنا أيضاً. وهكذا فلو كنت تبحث عن موقع لتعلم لغة جديدة مثل (Ajax)، وهي للمناسبة من اللغات التي جاءت مصاحبة لهذا الجيل الجديد من الويب، فإن الصفحة التي اقترحها مستخدم آخر يبحث عن الشيء ذاته، قد تكون أجدى مما يعرضه محرك البحث.

ومن أوجه التطبيق الأخرى التي تقوم على مفهوم الجيل الثاني من الويب الموسوعات العلمية على الشبكة. ففي البدء كانت الموسوعة البريطانية، والآن صرنا في عصر الويكيبيديا، حيث بإمكاننا جميعاً أن نسهم بما عندنا في بناء المعرفة الإنسانية.

خصائص الجيل الثاني
ظهر مصطلح Web 2.0 لأول مرة خلال جلسة عصف ذهني في مؤتمر نظمته شركتا O’Reilly و MediaLive في العام 2004م، خصصت لمناقشة أهمية الويب الآن. ومنذ تلك اللحظة، أصبح هذا المصطلح واقعاً يضطر حتى أكثر المعارضين له (لكونه لا يعبر بدقه عما يشير إليه) لاستخدامه، وقد استغلته بتوسع شركات الدعاية والتسويق للترويج للشركات أو المنتجات أو السلع والخدمات، لكونها تستخدم آخر صرعات التكنولوجيا! فما هي أبرز خصائص هذا الويب؟ وما الذي سيجعلنا نصنف تطبيقاً بعينه، أو خدمة بعينها بأنها من الجيل الثاني؟

مرة أخرى سنجد أن هناك جدلاً كبيراً بشأن هذا الموضوع، نظراً لحداثة المصطلح من جهة (أقل من ثلاث سنوات) وعدم وجود جهة مثل اتحاد الشبكة العنكبوتية العالمية (World Wide Web Consortium: W3C)، تتبنى هذا المشروع وتضع الخصائص العامة له، كما فعلت مع مصطلحات وأبواب تطبيق أخرى. لكن الاجتهاد المتفرق المتناثر هنا وهناك يكاد يجمع على جملة ميزات الخصائص الجوهرية للتطبيق (Applications) والخدمات (Services)، التي لو توافرت كلها أو بعضها فيها لصُنِّفت من الجيل الثاني:

– 
أن تستخدم الويب بيئة ومنصة برمجية تفاعلية لعملها، مستفيدة من الإمكانات الذاتية والخارجية للتفاعل، بديلاً لهيكلة أوجه التطبيق السابقة التي توصف بأنها مستقلة ومنغلقة على نفسها. فبإمكان المطورين مثلاً استخدام ما هو متوافر من مكتبات ومصادر الشبكة لتصميم برامج جديدة. تواصلاً وامتداداً لفكرة وسياسة المصادر المفتوحة والخدمات الإلكترونية. وتقنية هذه الأخيرة تمكن أي برنامجين، حتى وإن كانا مكتوبين بلغتي برمجة مختلفتين، من أن يتبادلا المعلومات أو المتغيرات. وبعض التطبيق مثل محرك البحث غوغل، أتاح للمستخدمين استخدام تقنيته في البحث ضمن نطاق محلي، فأصبح بالإمكان استخدام غوغل للبحث في قاعدة البيانات الخاصة بموقع بعينه فقط.
– 
أن تكون المعلومات والبيانات والمحتوى هو ما يعطيها قيمتها الأهم.
– 
أن تقوم هيكلتها على مبادئ المشاركة، التفاعل، الديمقراطية، وحث المستخدمين على أن يكونوا متفاعلين إيجابيين ومساهمين في صناعة المحتوى.
– 
أن تكمن قيمة الإبداع والقدرة الخلاَّقة فيها في قدرتها على صنع منتج جديد أو خدمات مختلفة، من خلال الدمج، وتعرف القدرة على دمج خدمتين مختلفتين أو أكثر على الشبكة بـ (Mash-ups). ومثالاً عليها، يمكنني أن أنشئ موقعاً لبيع العطلات السياحية، يقوم فيه عميلي الخاص باستخلاص المعلومات من موقع ما يقدم خدمة تأجير السيارات، وآخر لخطوط الطيران، وثالث للفنادق وهكذا، وتجهيزها للعميل على موقعي الذي لن يعرف بأنه في الحقيقة يتعامل مع أكثر من ثلاثة أو أربعة مواقع خدمية وسياحية. طبعاً لا بد أن يكون الطرف المقدم للخدمة قد سمح بذلك قانونياً وتقنياً.
– أن تتميز بسهولة تبنيها واستخدامها.
– 
قد توفر خدمة السماح بنشر محتواها في موقع آخر مثل ما تفعله المواقع الإخبارية عن طريق إعادة استخدام عناوينها الكبرى، وهو ما يعرف بالتغذية الإخبارية (News Feeds) باستخدام تقنية تتيح للموقع أن يخزن هذه العناوين في ملف من هذا النوع، ومن ثم يسجِّله مع إحدى أدوات النشر الخاصة بهذه التقنية (RSS-Publisher). فيستطيع المستخدم الذي يحدد بدوره المواقع التي يريد أن تصله منها رسائل تحديث دورية، وباستخدام أداة قارئة (RSS-Reader or RSS-Aggregator) فإنها ستعمل كما لو كانت صندوق الوارد.

ومن الصفات الأخرى التي يوصف بها هذا الجيل الجديد من الويب، ميله إلى التخصص في نوع الخدمة المقدمة. بحيث يلائم المستخدم الفرد أو في حالة أخرى عدة أفراد أو مجموعات (ذوي الحاجات الخاصة، أهل تخصص بعينه، مستخدمي لغة بعينها والثقافة التابعة لها، أهل منطقة جغرافية محددة). سواء أكان اختيارياً (بعلم وتدخل المستخدم)، أو تلقائياً من طريق قيام الموقع بمحاولة التكيف والتخصص استناداً إلى كلمات بعينها أو إلى متابعة ما يقوم المستخدم بفعله على ذلك الموقع. فنلاحظ مثلاً أن مواقع مثل غوغل أو ياهو يمكنها اليوم أن تتخصص بحيث تقدِّم لك الأخبار المهمة، ونشرات الطقس، وآخر أسعار الصرف، وأفضل أماكن الغداء.. وغير ذلك، اعتماداً على موقعك الجغرافي. بل سيلاحظ مستخدمو بريد غوغل مثلاً، كيف أن محتوى الإعلان الذي يعرض في أحد جوانب الصفحة له علاقة بطريقة أو بأخرى بمحتوى الرسالة. فحين أرسل رسالة لصديقتي أخبرها فيها عن دورة في فن التصوير الفوتوغرافي، فيجب ألاَّ أفاجأ حين أجد قائمة جانبية بدورات في هذا الفن. والذين يزورون موقع النيل والفرات أو أمازون باستمرار سيلاحظون أن رسالة إلكترونية تصلهم عادة على بريدهم، أو تظهر لهم دعاية لدى زيارتهم الموقع تخبرهم عن مطبوعات أو منتجات جديدة، لها علاقة أو ارتباط بمنتج سبق واشتروه أو موقع تصفحوه.

تطبيق الجيلين
الجدول التالي يعقد مقارنة سريعة بين بعض أوجه التطبيق من الجيلين:
في مجال التعلُّم الإلكتروني
التعليم الإلكتروني الذي يعد من أشهر أوجه تطبيق الويب، لم يقف متفرجاً أمام هذا الموجة الجديدة، بل سارع بدوره لركوبها. فظهر لدينا مصطلح (e-Learning 2.0). وفي هذا النوع من التعليم، يصبح المتعلم أو الدارس ذاته هو مركز اهتمام العملية التعليمية بشكل كبير. فهو يتلقى تعليمه ضمن بيئة تعليمية متكاملة. وفي هذه البيئة لا تُعرض المادة التعليمية وحسب كما كان الأمر في الماضي، بل هي توفر أيضاً خيارات تفاعلية، لمساعدة المتعلم الفرد ودعمه من طريق المشاركة مع الآخرين. فتوفر أدواتٍ مثل المنتديات الإلكترونية، وغرف المحادثة، والتعقيب على إسهام طالب ما، وإمكان إضافة معلومة بينها من قبل متعلم ما، والتعديل أو التعقيب عليها من زميله، وإمكان إضافة محتويات ومواد تعليمية من خارج الموقع مثل وصلات لمواقع أخرى، أو أجزاء من دورات أخرى (إن كانت تلك الأخيرة تسمح بذلك قانونياً وتقنياً)، وإمكان تنظيم ورش عمل، والتفاعل مع المعلم، ومتابعة التقدم، وملاحظة كشف الدرجات الخاص، وغيرها. فيعطى الطالب حرية الخيار لأن يشارك في موضوع ما في المنتدى الإلكتروني، ثم يشارك في موضوع آخر مثلاً في إحدى غرف الدردشة، حسب حاجته العلمية والمعرفية. فهذه التجربة التفاعلية مع الأقران والمعلمين قد تعطي ثماراً تعليمية أفضل من المحتوى المعروض نفسه، الذي ربما يمكن الحصول عليه من كتاب موجود على رف مكتبة ما، بينما وجود من يجيب عن أسئلتك، ويشرح لك، ويبادلك خبرته، أمورٌ يصعب الحصول عليها خارج الصف الدراسي، وهذا ما كان يجعل التعليم الإلكتروني في مرتبة أدنى من ذلك التقليدي، ويعتقد أن أبواب التطبيق الجديدة هذه ربما هي قادرة على أن تسد هذه الفجوة.

انتقادات
يتركز الانتقاد الموجه إلى أوجه تطبيق الجيل الثاني للويب على النقطة نفسها التي أعطته تميزه، وهي إتاحته الفرصة لجميع مستخدميه للإسهام في صنع المعرفة. إذ تثير هذه الحقيقة قلق الكثيرين وخاصة المتخصصين الذين يرون أن هذا الجيل يدعو إلى فكرة تسيّد العوام على أهل الاختصاص، وهو أمر له خطورته برأيهم. وقد نشرت القافلة ( مارس- أبريل 2006)، تحقيقاً عن صدقية المعلومات على ويكبيبديا، وعرضت رأيين بهذا الخصوص، والأمر نفسه ينطبق على بقية وجوه التطبيق التفاعلية التي يستطيع أن يقوم فيها أي فرد بالتسجيل، وإضافة معلومات تحتمل الصحة أو الخطأ بالدرجة ذاتها. فهناك فريق يرى أن استخدام طالب ما لويكيبيديا مثلاً ليأخذ فكرة سريعة عن معنى مصطلح ما، أو بحثاً عن خيط أولي لفهم معلومة ما أمرٌ لا بأس به، لكن أن تصبح هذه الموسوعة المجانية التطوعية مصدراً أول للمعلومات التي يعد بها بحوثه وواجباته، فهذا أمرٌ خطيرٌ ومرفوض. ويقدِّم هؤلاء أمثلة (وإن كانت قليلة) على معلومات بعينها استخرجت من ويكيبيديا مثلاً وكانت مشوشة، أو غير مكتملة، أو متناقضة أحياناً لكونها من تأليف عدة أشخاص.

لكن الفريق المقابل الذي يدعم مشاركة العامة في صناعة محتوى الويب، لا يريد أن يدفع باتجاه إعطاء المستخدم حرية القراءة والكتابة فقط، وإنما أن يجعله هو شخصياً يتحمل مسؤولية تقييم المادة المعروضة ومدى صدقيتها. ولعل أصحاب هذه النظرة يرون أن القدرة على تقييم صدقية خبر أو معلومة معينة، هي مهارة لا تختلف في العالم الافتراضي عنها في العالم الواقعي. فلو اننا كنا نشكو علة ما ونصحنا شخصٌ ما غير متخصص بتناول دواء غريب أو مبيد حشري، فإن الكثرة منا سترفض ذلك تماماً، وستأخذ برأي المتخصصين في الأمور الخطرة والمهمة. إذن فلو انني وضعت السؤال نفسه على موقع (Yahoo!Answers)، وجاءني الجواب ذاته، فلا أتوقع أنني سأتناول ما اقترحه شخصٌ مجهول على موقع شبكي!

وإلى جانب الانتقاد الموجه إلى أوجه تطبيق الـ Web 2.0، هناك انتقاد آخر يوجه للمصطلح نفسه. وكان أحد الذين طرحوا التساؤل عما إذا كان استخدام مصطلح Web 2.0 مناسباً هو السير تيم بيرنرز لي، مبرمج الويب، ومصمم لغة (HTML)، حين كان يعمل بمعهد أبحاث سيرن للفيزياء بسويسرا. فالمصطلح يوحي،كما سبقت الإشارة في هذا المقال، أن هناك تغيّراً جذرياً تقنياً أو برمجياً أو هيكلياً في الويب، بينما الحقيقة هي أن الذي تغيَّر كثيراً هو نظرتنا للويب، وطريقة استخدامنا له، وتفاعلنا من خلاله. كما أن كثيراً من الأفكار التي صار ينظر إليها على أنها من صفات الجيل الجديد، كانت موجودة عند إنشاء الويب وإطلاقه أول مرة قبل أكثر من عقد من الزمن. ولعل أبرز مثال تذكره عدة مصادر هو ما يتعلق بتمكين الجمهور والمستخدمين من إبداء الرأي، والإسهام في إثراء الموقع أو الخدمة، هو موقع أمازون الشهير لبيع الكتب. فمنذ ظهوره إلى حيز الوجود في العام 1995م، أتاح للقارئ مثلاً أن يضع تقييمه بشأن كتاب ما، بحيث لا يجد الراغب في شراء هذا الكتاب فقط تقييم دور النشر أو الموقع للكتاب، بل تقييم قارئ آخر مثله.

عموماً، يبدو أن هذا المصطلح صار واقعاً، فهناك أوراق بحث علمية عديدة، نُشرت في دوريات علمية رصينة وشهيرة، تستخدم هذا الاسم، وكذلك فإن عدداً من المؤتمرات العلمية المتخصصة استسلمت بدورها له، وصار على جدول أعمالها بهذا الاسم، حتى إشعار آخر على الأقل.

أضف تعليق

التعليقات