«الشيشة» تثير قلق العالم
ارتفعت التحذيرات من مخاطر تدخين «الشيشة» إلى مستويات غير مسبوقة، ويصف الباحثون تفشيها في العالم بأنه «وباء حقيقي».
فعلى هامش المؤتمر الدولي السادس عشر لمكافحة التدخين الذي عُقد مؤخراً في أبوظبي، تعاون باحثون من الجامعة الأمريكية في بيروت مع «مركز ماسي للسرطان»، ومعهد أبوظبي التابع لجامعة نيويورك أبوظبي، وجامعة كومنولث فرجينيا على إعداد دراسة حول تفشي الشيشة ومخاطرها. وقد أظهر المسح العالمي لاستخدام التبغ بين الشباب GYT الذي يغطي الحقبة 1999-2008 ويشمل نصف مليون مشارك حول العالم، أن تدخين السجائر قد استقرّت نسبته أو تراجعت، ولكن أنواعاً أخرى من التدخين آخذة في الانتشار وأهمها تدخين الشيشة.
وتشير الأبحاث حول العالم إلى حقائق مقلقة، إذ تُظهر دراسة من العام 2011م في لبنان أن ما يقرب من %35 من الفتيان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً يدخّنون بانتظام الشيشة، التي قد تختلف تسمياتها (أرجيلة ونارجيلة). وبالإضافة إلى ذلك، فإن ما يقارب %60 من المراهقين من الفئة العمرية ذاتها جرَّبوا تدخينها مرة واحدة على الأقل، في تلك السنة.
أما في الأردن فقد ارتفعت نسبة تدخين الشيشة بين المراهقين بمقدار %72 بين الفتيان و%136 بين الفتيات، ما بين العامين 2008 و2011م، بحسب دراسة نُشرت في العام 2013م في المجلة الأوروبية للصحة العامة.
وفي الولايات المتحدة أيضاً، تشير البيانات من المسح الوطني للشباب حول التبغ في العامين 2011-2012م، الذي شمل 43,524 من طلاب المدارس الثانوية، أن تدخين الشيشة ارتفع بنسبة %32، فيما انخفضت نسبة تدخين السجائر.
وقال البروفسور توماس أيسنبرغ، الأستاذ المشارك في دائرة علم النفس في كلية الإنسانيات والعلوم ومدير مركز دراسة المنتجات التبغية في جامعة فرجينيا كومونولت: «إن تدخين الشيشة شعبي جداً في العالم العربي. وأردنا أن نُصدر الملحق للفت النظر خلال «المؤتمر العالمي حول التبغ أو الصحة» إلى أن هذا النوع قد انتشر بشكل بتنا نعرف أنه خطير، لكن الحكومات لا تفعل شيئاً لإيقافه».
وتتناول المقالات البحثية في هذه الدراسة مجموعة من المواضيع المتعلقة بتدخين الشيشة، التي عادة ما تُحشى بالتبغ المحلّى والمنكّه، المعروف باسم المعسّل. وتشير البحوث إلى أن المعسّل هو أحد أهم الأسباب الرئيسة التي حوّلت تدخين الشيشة إلى إدمان في صفوة الشباب».
وكشفت الأوراق المقدَّمة في المؤتمر أن ستة ملايين شخص في العالم سيموتون خلال العام الجاري بسبب التدخين، وهو رقم يفوق إلى حدٍّ بعيد أعداد ضحايا الكوارث الطبيعية، وحتى الأوبئة الفيروسية والجرثومية.