تقرير القافلة

اتجاهات القراءة وأنماطها

لدى المجتمع السعودي

 

Reading Trends-1هذا التقرير تلخيص مكثّف للدراسة التي تحمل العنوان نفسه، والتي أنجزها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، الذراع الثقافية لأرامكو السعودية، في مسعى لفهم العلاقة بين المواطن السعودي والقراءة، بصفتها دليل تَقَدُّم الأمم ورقيها، واقتراح الحلول التي تعزِّز الإقبال على القراءة لدى الصغار والكبار.

لقد أجرى الباحثون استبانات لم يسبق أن أجري مثلها في عمقها واتساعها في المملكة والخارج، وقرأوها على ضوء مطالعاتهم لمراجع عربية وأجنبية لفهم أنماط القراءة واتجاهاتها وحوافزها ومعوقاتها. وتناولت الاستبانات استطلاع آراء المواطنين، صغاراً وكباراً، وآراء الناشرين وأمناء المكتبات العامة والجامعية والمدرسية والمتخصصة. أما المراجع فضمت مجموعة وفيرة من الدراسات الأجنبية والعربية. كذلك استعانت الدراسة بعدد من ورش العمل في هذا الموضوع.

taqreer-1إدراكاً لدور القراءة واستهلاك المعرفة في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات؛ تأتي هذه الدراسة التي أسهم في وضعها الاستشاري «مجموعة الرواد»، لمسح اتجاهات القراءة الحرة، وأنماطها، ومعوقاتها، وطرق استهلاك المعرفة لدى أفراد المجتمع السعودي. وهي ترمي للتعرف على اتجاهات القراءة وأنماطها ووسائل ومصادر التزود بالمعرفة لدى أفراد المجتمع، وذلك عبر مختلف أعمارهم وفئاتهم الاجتماعية، والأثر المحتمل لجنس الفرد وعمره، ومستواه التعليمي، والمستوى التعليمي للوالدين، ومستوى دخل الأسرة والمنطقة الإدراية التي يعيش فيها على اختلاف اتجاهات وأنماط القراءة للأفراد.
وتسلط الدراسة الضوء على دور الآباء والأمهات والمدرسة والمكتبة في تنمية اتجاهات القراءة وأنماطها لدى النشء، وأهم المعوّقات التي تمنع تكوين السلوك القرائي والتزود بالمعرفة لدى أفراد المجتمع.
لقد قام فريق الدراسة المكلَّف بتطبيق الأدوات على 15,000 فردٍ تم اختيارهم عشوائياً من 13 منطقة إدارية ليمثلوا أفراد المجتمع السعودي، يتوزعون في المدن والمراكز والقرى والهجر، يُضاف إليهم 1434 من أمناء المكتبات في 13 منطقة إدارية وعدد من الناشرين السعوديين في المناطق الإدارية.
حددت عينات الدراسة حسب أدق المعايير، وشملت أفراد المجتمع السعودي من الأطفال والكبار، وتميزت باشتمالها على عينات من المستهلكين والمنتجين، إذ تضمنت آراء الناشرين السعوديين والعرب، ومجموعة من أمناء المكتبات السعودية. استخدمت الدارسة لتحقيق أهدافها عدداً من الأدوات الكمية والنوعية بما في ذلك الاستبانات وورش العمل وحلقات النقاش المركز والمقابلات المعمَّقة.
نفَّذ الدراسة فريق عمل قوامه 386 عضواً على مستوى المملكة توزعوا في 13 منطقة إدارية وشمل المسح كل المدن والقرى والهجر؛ وقد انطلق فريق المسح الميداني المكون من أكثر من 250 مشرفاً وماسحاً من 41 مدينة في عموم المناطق، وتم جمع 23,000 استبانة حُلِّل منها 16,000 استبانة.
وإلى جانب المسح الميداني تم تنفيذ عدد من الفعاليات في سبع مدن ما بين ورش العمل العلمية وحلقات النقاش المركز. شارك فيها أكثر من 500 مشارك من الخبراء والمثقفين والإعلاميين والأدباء والمؤلفين وأصحاب دور النشر، وأصحاب المبادرات القرائية الشبابية، وأجريت مقابلات معمقة مع عدد من المسؤولين وأصحاب القرار في بعض الوزارات، إضافة إلى رؤساء الأندية الأدبية.

اتجاهات القراءة
taqreer-2جاءت نتائج الدراسة الكمية على النحو التالي:
• %93.7 من أفراد المجتمع يهتمون بتنمية القراءة الحرة لأطفالهم: %63 لديهم اهتمام كبير، و%30.7 اهتمامهم متوسط، و%6.3 اهتمامهم ضعيف.
• %37.9 من الكبار يهتمون بالقراءة الحرة بشكلٍ كبيرٍ، و%50.3 لديهم اهتمام متوسط، و%11.8 اهتمامهم ضعيف، واهتمام الإناث بالقراءة الحرة أكبر من الذكور نسبياً.
• وافق %73.8 من عينة أفراد المجتمع من الكبار على أن انتشار التكنولوجيا زاد معدل قراءتهم، وخالفهم في ذلك %13.5، وذكر %59 من الكبار أنهم يفضلون مشاهدة التلفاز على القراءة، ووافق %33.1 منهم على أن القراءة تعزل الفرد عن محيطه، وعارضهم في هذا %44.5. وبلغ متوسط المدة اليومية للقراءة الحرة: عند الأطفال 56 دقيقة، وعند الكبار ساعة و21 دقيقة، فيما عدا الوقت المخصص لقراءة القرآن الكريم.

الأمهات يقرأن لأطفالهن أكثر من الآباء
تشير النتائج إلى أن %83.3 من الآباء والأمهات أو القائمين على رعاية الطفل يقرأون لأطفالهم بانتظام، وشكَّلت الأمهات نسبة %60.3، والآباء نسبة %18.7، والقائمون على رعاية الطفل %4.3.

قراءة القرآن الكريم
غالبية الأطفال في المجتمع السعودي يقرأون القرآن الكريم يومياً؛ إذ أفاد %60.8 منهم أنهم يقرأونه بصورة منتظمة، بمتوسط 47 دقيقة في اليوم، كما أفاد %40.3 من الكبار أنهم يقرأون القرآن الكريم يومياً، %55.8 تزيد أعمارهم على 40 سنة؛ وهم أكثر قراءة للقرآن الكريم كل يوم، وحلت المرحلة العمرية من 13 إلى أقل 15 سنة في المرتبة الثانية بنسبة %46.4. والمتقاعدون من أكثر الفئات مداومة على قراءة القرآن الكريم، بنسبة %52.5، ثم ربات المنازل بنسبة %46.

الهدف من القراءة الحرة
أهداف القراءة لدى الأطفال على النحو التالي: %47.3 لإنجاز مهمة، %40.6 للحصول على معلومة، و%15.2 لشغل أوقات الفراغ، و%4.9 لإشباع ميولهم الأدبية. أما أهداف القراءة لدى الكبار، فهي: %57.8 للحصول على معلومة؛ و%29.2 لشغل أوقات الفراغ؛ %14.1 لإنجاز مهمة، و%10.9 للميول الأدبية.

taqreer-3عدد الكتب المقروءة
ثمة علاقة بين الدخل وعدد الكتب التي تُقرأ في العام الواحد، إذ كلما زاد الدخل زادت نسبة من يقرأون من 22 كتاباً إلى 25 كتاباً، وكلما قلَّ الدخل ارتفعت نسبة الذين لا يقرأون أي كتاب.

تنمية حافز الميل نحو القراءة
أظهرت النتائج أن الأم هي أكثر الأشخاص تأثيراً في تحفيز ميول القراءة لدى الأطفال بنسبة %67.1. وجاء الجد/ الجدة في المنزلة الأخيرة بنسبة %12.3، أكثر من له تأثير قوي في تحفيز القراءة لدى الكبار هو الشخص نفسه بنسبة %67.6.

الإنفاق على القراءة
%51.7 من الأطفال ينفق ذووهم أقل من 100 ريالٍ شهرياً في توفير كتب ورقية وإلكترونية ومجلات أطفال. و%37 من الكبار ينفقون شهرياً أقل من 100 ريالٍ، مقابل %24.8 معدل إنفاقهم الشهري بين 100 و300 ريال، وثمة علاقة بين مستوى الدخل والإنفاق الشهري على القراءة.

ارتياد المكتبات
الأطفال يرتادون المكتبة العامة: %3.9 يومياً؛ و%8.2 مرة في الأسبوع؛ و%13.1 مرة في الشهر؛ و%12.1 مرة في السنة، ومتوسط المدة التي يستغرقها الأطفال في المكتبة العامة 41 دقيقة. و%61.6 من الكبار لا يرتادون المكتبات العامة، مقابل %38.4 يرتادونها؛ بواقع %4 يومياً؛ و%7.3 مرة في الأسبوع؛ و%11.6 مرة في الشهر؛ و%15.5 مرة في السنة.

زيارة معرض الكتاب
من نتائج الدراسة أن %25.8 من الأطفال و%65 من الكبار زاروا معرض الكتاب خلال الأعوام الثلاثة السابقة.

موضوعات القراءة
taqreer-4أكثر الموضوعات التي يقرؤها الأطفال المسابقات والألغاز بنسبة %54.7 وحلت الموضوعات اللغوية المبسطة في المرتبة الأخيرة بنسبة %14.8، أما الموضوعات التي تحظى قراءتها باهتمام كبير لدى الكبار فهي: القصص والروايات %33.8؛ والدينية %31.7؛ والرياضية %30.2؛ والألغاز والمسابقات %29، والسياسية %15.3؛ والتنمية البشرية %12.7؛ والموسوعات ودوائر المعارف %12؛ والمشاريع الصغيرة %11.9؛ والإدارة %11.5؛ والأكاديمية %11؛ والجغرافية %10.3.
والموضوعات المفضّلة عند الأطفال المسابقات بنسبة %57.2، وجاءت الموضوعات العلمية المبسطة الأقل تفضيلاً لديهم %17.2، وحلّت الموضوعات الرياضية في المجلات والصحف في المرتبة الأعلى تفضيلاً للكبار %35.1 مقارنة بالموضوعات الأدبية %20.7 وهي الأقل تفضيلاً. أما موضوعات القراءة الدينية فمتزايدة لدى الفئة العمرية من 40 سنة فأكثر، فيما قراءة موضوعات التقنية تزيد كلما قلّ السن، و%48 من الشباب يغلب عليهم قراءة القصص والروايات، والرياضة.

عوامل الجذب
أكثر العوامل جذباً للأطفال: الألوان والرسوم %66.9؛ ثم الموضوع %52.4؛ فالعنوان %46.2،؛ والإخراج الفني %23.6؛ وأخيراً المؤلف %12.4. وأكثر ما يجذب الكبار: الموضوع %76.3؛ ثم العنوان %63.2؛ والألوان والرسوم %32.4، فالمؤلف %28.8؛ والإخراج الفني %21.2.

أنماط القراءة: تفضيل القراءة الورقية على الإلكترونية
%19.9 من الأطفال، كما أفاد ذووهم، يفضلون القراءة الورقية على الإلكترونية، و%15 منهم لا يرون أي فرق بين النمطين. بينما يفضل %22.2 من الكبار القراءة الورقية، و%13.1 لا يجدون فرقاً بينهما.

لغة القراءة المفضَّلة
وبينت النتائج أن اللغة العربية هي اللغة المفضَّلة بدرجة كبيرة للقراءة من وجهة نظر %80.4 من الأطفال، ويفضِّل %13.1 منهم الكتب باللغتين (العربية/ الإنجليزية). والعربية هي اللغة المفضَّلة عند %83.8 من الكبار، و%12.9 يفضلون القراءة بالإنجليزية؛ و%22 من أصحاب الدخل المرتفع يفضلون القراءة باللغة الإنجليزية أكثر من غيرهم.

taqreer-5معوقات القراءة
عدم وجود مكتبة عامة قريبة %66.4؛ وانشغال الطفل باللعب عن القراءة %64.4؛ ووجود أعمال تشغل الآباء عن القراءة للأطفال %59.7، ولا يطلب المعلمون من الطلبة قراءة إلى جانب المقرر %57.5؛ ولا تعاون بين البيت والمدرسة %53.9؛ ومحتويات المكتبة العامة قليلة وغير مشجعة للأطفال %50.7؛ وارتفاع أسعار الكتب %44.9؛ ولا يجد الطفل متعة في القراءة %40.8؛ وعدم وجود مكان مناسب للقراءة %35.5؛ وأخيراً ضعف وآلام البصر %15.1.
أما معوقات القراءة لدى الكبار، فتمثلت في وسائل بديلة للقراءة، مثل: التلفاز والمجالس %72؛ وعدم وجود مكتبة قريبة %70.7؛ وعدم توافر الوقت الكافي %65.8؛ وارتفاع أسعار الكتب %61.2؛ ومحتويات المكتبة العامة قليلة أو غير مشجعة %59.3؛ ولا أجد متعة في القراءة %33؛ وأخيراً ضعف وآلام البصر %25.1.

المواقع الإلكترونية الأكثر تصفحاً
أكثر المواقع على الإنترنت تصفحاً، لدى الأطفال مواقع الرسوم المتحركة بنسبة %51.3، والمواقع العلمية وتقنية المعلومات هي الأقل تفضيلاً لديهم.
أكثر مواقع الإنترنت تصفحاً لدى الكبار: مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة %44.3، وحلت المواقع الأدبية في المرتبة الأخيرة بنسبة %19.8. ربات البيوت يفضلن مواقع تهتم بموضوعات الطبخ؛ والتجميل؛ والموضة، في حين يفضل الطلاب تصفح مواقع الإنترنت المهتمة بالرياضة.

مصادر المعرفة
الأسرة هي المصدر الأبرز لدى %80 من الأطفال، تليها: المدرسة، والروضة، والتلفاز، ووسائل الإعلام، والكتاب، والمسجد، والإنترنت، والألعاب الإلكترونية، والأصدقاء، والمجالس. ويرى الكبار أن الكتاب هو مصدر المعرفة الرئيس، تليه: وسائل الإعلام، والأسرة، والمواقع الإلكترونية، والمدرسة، والجامعة، والمسجد، ومواقع التواصل الاجتماعي، والمؤتمرات والمحاضرات، والعمل، والأصدقاء، والمجالس واللقاءات العائلية، والصحف والمجلات، والمنتديات والصالونات الثقافية، والألعاب الإلكترونية.

المكتبات مصدر للمعرفة
توفر %81.9 من المكتبات خدمة الإعارة الخارجية؛ و%85.8 من المكتبات بشكلٍ عام غير مشتركة في قواعد معلومات رقمية، و%38.9 منها لا تستخدم نظاماً آلياً متكاملاً للمكتبات، و%81.6 منها لا تقتني كتباً إلكترونية و%50.8 منها تعمل دون ميزانية.
وتبين أن %10.4 من المكتبات تزوَّد كتباً ودوريات بانتظام، و%45 تزوَّد أحياناً، و%44.6 نادراً ما تزوَّد أو لا تزوَّد. ويهتم روَّاد المكتبات بالمصادر المعرفية الورقية أكثر من المصادر الإلكترونية كما يلي: الكتب، والمجلات والصحف والدوريات، وبعدها الأبحاث، ثم التقارير، فالمطبوعات الحكومية، وأخيراً الملخصات.

النشر وإنتاج المعرفة المقروءة
taqreer-6ما زال النشر الورقي متصدراً النشر الإلكتروني، كما أفاد بذلك %58.6 من الناشرين السعوديين، ونسبة من يجمع بينهما لا تتجاوز %37.1، لكن %41.4 منهم يرون أنَّ مستقبل النشر سيكون إلكترونياً، مقابل %38.8 يرون أنه سيتساوى مع النشر الورقي. وذكر %44.8 من الناشرين أن حجم المبيعات متزايد خلال السنوات الخمس الأخيرة، وأفاد %70.7 أن أكثر الكتب مبيعاً هي الكتب المكتوبة بلغة عربية فصيحة.
كما جاء ترتيب التوجه العام لدى دور النشر بدرجة كبيرة، حسب النسب التالية: التأليف %62.1، ثم التحقيق %30.2، لتأتي بعدها الترجمة %27.6، وأخيراً الملخصات %23.3. وتصدّر انتهاك حقوق الملكية الفكرية قائمة معوقات التأليف، وتصدّر ارتفاع أسعار الطباعة معوقات النشر، وتصدّر غياب برامج دعم الترجمة معوقات الترجمة، وجاءت الرقابة معوقاً أخيراً للتأليف والترجمة، بينما جاء عدم توافر الأيدي العاملة معوقاً أخيراً للنشر.

مؤشرات التقدُّم نحو بناء مجتمع المعرفة السعودي
اختتم تقرير المعرفة العربي للعام 2010 – 2011م الذي جاء بعنوان «إعداد الأجيال الناشئة لمجتمع المعرفة» (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، 2011م)، بتقديم رؤية مقترحة لإعداد الأجيال المقبلة لمجتمع المعرفة:
• «توافر الرغبة للتحرك» وفي مقدمتها الإرادة السياسية والمجتمعية.
• «المقدرة على التحرك» من خلال التعرف إلى العوائق والمحددات.
• «كيفية التحرك» التي تغطي أساليب بناء المهارات.
• «كيفية زرع القيمة وتحقيق التمكين».
taqreer-7فالمملكة في ضوء قوة بنيتها الاقتصادية ومجاراتها للتطورات العالمية التقنية والمعلوماتية، تبنت الدخول في معترك الاقتصاد المعرفي، فتفوقت في بعض الجوانب وتأخرت في جوانب أخرى. لكن هذا لم يمنعها من تبني فكرة بناء مجتمع سعودي معرفي بل أضحت استراتيجية وطنية تنتهجها وتعمل وفقها. فقد أخذت حركة المكتبات في المجتمع السعودي شكلاً منظماً مع بدايات العقد السابع من القرن الماضي عندما أسست جمعية المكتبات والمعلومات السعودية في العام 1971م، وتبع ذلك تأسيس جمعية الناشرين السعوديين في العام 2003م.
كما أخذت المملكة على عاتقها خطوات سريعة وضخمة نحو التغيير الرقمي؛ وكان آخر هذه الخطوات «مشروع المحتوى الرقمي العربي» على الإنترنت، والمرصد الإحصائي (مأرب)، والتقرير التأسيسي للمحتوى الرقمي العربي: «الواقع – الدلالات – التحديات»، الذي أطلقته «مؤسسة الفكر العربي» بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي.
وتُعد مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إحدى أهم المؤسسات المعرفية، ولها ستة معاهد بحثية رئيسة متخصصة في مجالات البترول والموارد الطبيعية وبحوث الطاقة، وبحوث الحاسوب والإلكترونيات، والفلك والجيوفيزياء وفي علوم الفضاء. وإلى جانب مؤسسات الثقافة والإعلام توجد 700 دورية في المملكة بينها عشرات الدوريات العلمية (بكري، 2009م).
كذلك يوجد في المملكة أكثر من 30,000 مدرسة، يدرس فيها 4,616,595 طالباً وطالبة حسب إحصاءات وزارة التربية والتعليم المنشورة في موقعها الرسمي (www.moe.gov.sa) في 2014م. وهناك أكثر من 25 جامعة حكومية إضافة إلى جامعات التعليم العالي الأهلية، وهذه المؤسسات تضم نحو 1,206,700 طالبٍ وطالبة في إحصاء نشرته وزارة التعليم العالي على موقعها الرسمي (www.mohe.gov.sa) عام 2014م.
ويُؤمل أن يُشكّل مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي إحدى الركائز المهمة لمجتمع المعرفة السعودي.

القراءة
تُعد القراءة السبيل الأول لتحصيل العلم والمعرفة، وقد ذهب المعرفيون إلى أبعد من ذلك في أن القراءة شكل من أشكال التفكير. بل ذهب بعضهم إلى أنها التفكير بحدّ ذاته (Martin, 1999). وتشير الأدبيات العلمية إلى أن للقراءة أغراضاً، منها: أنها تتيح للقارئ فرصاً لمعرفة الإجابات عن أسئلته واستفساراته ومحاولات الاستكشاف واستخدام الخيال، وتقبل الخبرات الجديدة وتحقيق الثقة بالنفس، وروح المخاطرة في مواصلة البحث وحبّ الاستطلاع (شحاتة، 1992).

taqreer-8الاتجاهات نحو القراءة
للمستوى التعليمي والاقتصادي للأسرة دورٌ كبير في تنمية اتجاهات الأفراد نحو القراءة، فتشجيع الأسرة وتوفيرها مواد القراءة المناسبة يؤديان دوراً كبيراً في عادات الأبناء واتجاهاتهم نحو القراءة. وفي المقابل وجد أن الأطفال الذين يعيشون في أسر لا تهتم بالقراءة يكون توجههم نحو القراءة دون المستوى المطلوب (Lin, 2001)، وأنَّ الاتجاه نحو القراءة يكون إيجابياً كلما تقدم الأفراد في المراحل التعليمية (2004 Sainsbury, & Schagen).
ويلخص ساركو (Saracho, 2002) ستة سلوكيات من شأنها تنمية مهارات القراءة لدى الطفل كما يلي:
• قراءة الوالدين أمام أطفالهم لتحفيزهم على القراءة.
• رفع سقف توقعات الوالدين بما يرغبون في أن يحققه أبناؤهم بما يتعلق بالقراءة والكتابة.
• تقديم خبرات قرائية تعليميّة في المنزل تشتمل على أدوات القراءة والكتابة الخاصة بالأطفال.
• قراءة الوالدين بمصاحبة أطفالهم في المنزل.
• تفاعل الوالدين مع أبنائهم بالقراءة بطرق عدة في البيئة المنزلية.
• منح الأطفال فرصة كسب خبرات القراءة من خلال مراقبة الراشدين وهم يقرأون.
ثم تأتي المدرسة في المرتبة الثانية من ناحية تنمية المعرفة لدى الطفل. وتزخر الدراسات بما يؤكد أن جميع ما يحيط بالفرد القارئ من بيئة طبيعية وسياق اجتماعي اقتصادي يؤثر في حجم القراءة واتجاهها. (مجلة «نحو مجتمع المعرفة» جامعة الملك عبدالعزيز). وفي مقابل تكوين الاتجاهات الإيجابية للقراءة؛ ثمة معوقات يمكن تصنيفها على النحو التالي:
• المعوقات الشخصية: عدم توافر الوقت الكافي، والانشغال بوسائل الإعلام الجديدة، وعدم التعوّد على القراءة من الصغر، أو عدم توافر الكتب المناسبة، وبُعد المكتبات العامة.
• معوقات مدرسية: الانشغال بالدراسة وأداء الواجبات المدرسية، وقلة الوقت المتاح في مكتبة المدرسة، وكثافة المنهج الدراسي.
• معوقات اجتماعية: صرف الوقت في العمل على توفير متطلبات الحياة على الأسرة، قضاء الوقت مع الأصدقاء، أو مساعدة الأسرة في أعمال المنزل.
ويلاحظ وجود علاقة وثيقة بين ثلاث جهات: الأسرة؛ والمدرسة؛ ووسائل الإعلام.

القراءة من لوح الخشب إلى اللوح الإلكتروني
جاءت فكرة الكتاب الإلكتروني من مايكل هارت الذي أنشأ في العام 1971م مشروع غوتنبرغ، لنشر جميع الكتب ذات الملكية العامة على الإنترنت لتمكين الجميع من الحصول على أمهات الكتب من مختلف العصور مجاناً، وأظهر آخر إحصاء وجود 42,000 كتاب إلكتروني على الرابط التالي: http://www.gutenberg.org. ورغم ما يبدو عليه النشر الإلكتروني من سهولة، فإن الأمر لا يخلو من عوائق عدة، منها: الحاجز التقني، يضاف إليه عدم الثبات وصعوبة حفظ حقوق النشر. ومع ذلك للنشر الإلكتروني مميزات، منها: إمكانية تجميع الوثيقة بأشكال متعددة: صوتية؛ ونصية؛ وصورية، وإمكان الإنتاج السريع. والمكتبة الإلكترونية تبدو غير مرئية (افتراضية)، أو أصغر حجماً لدرجة يسهل وضعها في الجيب، بصرف النظر عن تعدد محتوياتها.

المكتبات العامة
للمكتبات العامة وظائف عدّة، أهمها: وظيفة ثقافية ومعرفية، ووظيفة تعليمية، ووظيفة إعلامية. أما المكتبات المدرسية فيمكن النظر إليها باعتبارها مؤسسات معرفيّة مهمة في توفير التدفق الحرّ للمعلومات، والمحافظة على المعرفة وزيادتها ونشرها، وتساعد في إنهاء الاعتماد على مصدر وحيد هو الكتاب المدرسي إلى مصادر المعرفة الواسعة والمتعددة.
وسيظل الكتاب المصدر الرئيس للقراءة على الرغم من مزاحمة المصادر الأخرى له. وعليه؛ فلا يمكن بناء مجتمع المعرفة إلا من خلال إيجاد الإنسان القارئ.

الدراسات المحلية
كشفت نتائج أحدث دراسة وطنية حول «اتجاهات القراءة الحرة في المملكة العربية السعودية واقعها ومستقبلها»، أجرتها وحدة الدراسات والبحوث في المجلة العربية (2012م) أنَّ %78 من أفراد المجتمع السعودي يمارسون القراءة الحرة، بينما لا يمارسها %21. وأظهرت نتائج دراسة الشهري؛ ورسلان؛ وإبراهيم، (2008م) أن التفضيل القرائي الأول لدى الطالبات في جامعة طيبة هو قراءة الصحف والمجلات.
ومن دراسة الحريشي، والراجح، (2008م)، على 833 طالبة في جامعة الأميرة نورة بمدينة الرياض، أظهرت النتائج أنَّ المصادر المطبوعة التي تفضلها الطالبات هي المجلات، تليها الصحف، ثم الكتب المطبوعة. وأظهر تقرير دراسة «ماذا يقرأ العرب» في مرحلته الأولى (2007م)، أن %94 من السعوديين يقرأون الكتب، والمجلات، والصحف. وعن لغة القراءة المفضلة، أشار %95 إلى أن العربية هي المفضلة.
أما متوسط شراء الكتب فبلغ 2 – 3 كتب خلال السنة الماضية، و%28 من السعوديين لم يشتروا أي كتاب. فيما بلغ متوسط إنفاق الفرد لشراء الكتب 20 – 38 ريالاً شهرياً.
وسعت دراسة سالم (2004م) إلى التعرف إلى اتجاهات طلاب المرحلة الثانوية في كل من مصر والسعودية. وأما دراسة الربيش (2003م)، فهدفت إلى التعرف إلى عادات القراءة والعوامل المشجعة عليها، وأهم المعوقات لدى طلبة المدارس الحكومية في الرياض.
ويمكن ترتيب الموضوعات التي يهتم بها مستخدمو الإنترنت على النحو التالي: الموضوعات الدينية، هي أهم الموضوعات عند المستخدمين، إذ اتضح أنها مهمة جداً لدى %92.3 ممن شملهم البحث، والموضوعات الثقافية، وهي في المرتبة الثانية بنسبة بلغت %89.6. والموضوعات الاجتماعية، وهي في المرتبة الثالثة بنسبة %86.4، والموضوعات الطبية، في المرتبة الخامسة بنسبة %75.7، والنساء أكثر اهتماماً بها من الذكور، فقد ذكر %37.7 منهن أن الموضوعات الطبية مهمة جداً، مقابل %27 من الذكور.

برامج القراءة.. تقوية الأساس والدعائم للمجتمع المعرفي
تخطو برامج القراءة والمعرفة في المملكة خطوات مهمة في سبيل تحويل المجتمع السعودي إلى مجتمع معرفي. وفيما يلي عرض موجز لأبرز المشاريع والبرامج التي أمكن الاطلاع عليها.

1. المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب (مكتبة الملك عبدالعزيز العامة)
ومن أهم برامجه ما يلي:
• نادي كتاب الطفل في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة: وهو نادٍ للقرَّاء الصغار لتخريج جيل قارئ متطلع للمعرفة، وإلى تجاوز الصعوبات والعقبات العائلية وغيرها. يتولى النادي إرسال كتاب أو أكثر بالبريد العادي، يتناسب مع عمر الطفل في مطلع كل شهر هجري، وفي التقرير السنوي 1433هـ أن عدد الأطفال المشتركين في النادي بلغ 6,732 طفلاً.
• برنامج القراءة في المطارات: يوفّر مجموعة من الكتب بين أيدي المسافرين عبر مطارات المملكة، وبحسب التقرير السنوي 1433هـ 2012م، بلغ عدد المستفيدين في مطار الملك خالد الدولي في الرياض 357,168 مستفيداً.
• المكتبة المتنقلة: قدّمت خدمات القراءة والاطلاع لما يزيد على 120,000 شخص؛ منهم 25,000 استفادوا من خدمة المكتبة الإلكترونية والإنترنت، و95,000 مستفيد من قاعات القراءة والاطلاع (التقرير السنوي للمكتبة 1433هـ-2012م).

2. المكتبات العامة
يتبع وزارة الثقافة والإعلام، 84 مكتبةً عامةً، منتشرة في مدن المملكة ومحافظاتها. وتقدم عدداً من الخدمات المساندة، مثل: الإعارة والتصوير والفهرس الإلكتروني وإقامة الندوات وتنفيذ مسابقات تشجيعية؛ واستقبال طلبة المدارس.

3. المكتبات الجامعية والمدرسية
المكتبات المدرسية (مصادر التعلم) أحد برامج وزارة التربية والتعليم، وترمي إلى دعم تكنولوجيا التعليم في مدارس المملكة، وبدأت في العام 1998م، وتجاوز عددها 6500 مصدر تعلم.
أما المكتبات الجامعية، فتوجد لكل جامعة مكتبة مركزية بواقع 25 مكتبة مركزية. وبحسب قاعدة بيانات مكتبة الملك فهد الوطنية، بلغ عدد هذه المكتبات 183 مكتبة.

4. المكتبة المتنقلة (أرامكو السعودية)
تأتي ضمن المشاركة المجتمعية لأرامكو السعودية في تعزيز المعرفة والقراءة في المجتمع وهي تهدف إلى تشجيع الطلبة على القراءة الحرة، وتعويدهم حبّ الاطلاع، وارتياد المكتبات في السنوات المبكرة من العمر الدراسي، لزيادة تحصيلهم العلمي.
وتنطلق المكتبة من مركزها بمعرض أرامكو السعودية بالظهران إلى المدارس الابتدائية في مدن المملكة وقراها.

5. مشروع «عربي21» لإعلاء قيمة القراءة (مؤسسة الفكر العربي بدعم من أرامكو السعودية)
مشروع أطلقته مؤسّسة الفكر العربي برعاية مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وشركة أرامكو السعودية، للتشجيع على القراءة بالعربية، بصفتها لغة فكرٍ وعلمٍ ودينٍ وأدبٍ وهويةٍ.

الدراسات السابقة والمقارنات
أشار تقرير المعرفة العربي للعام 2009م (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، 2009م)، إلى أنه إذا جرى توزيع مجموع الكتب العربية المنشورة سنوياً على عدد السكان، فسيكون نصيب كل 19150 مواطناً عربياً كتاباً واحداً فقط، مقارنة بكتاب واحد لكل 491 مواطناً بريطانياً، ولكل 713 مواطناً إسبانياً. وكشفت إحصاءات منظمة اليونيسكو (2003م)، أنَّ الطفل العربي لا يقرأ خارج المنهج الدراسي أكثر من ست دقائق، لكنه يمضي وقتاً أطول أمام التلفاز من الطفل الأمريكي والأوروبي. وأنَّ كل 20 عربياً يقرأون كتاباً واحداً في السنة، بينما يقرأ كل بريطاني بالمتوسط 7 كتب؛ أي ما يعادل ما يقرأه 140 عربياً. ويشير التقرير إلى التراجع في مستويات استهلاك الصحف داخل الوطن العربي بين الأعوام 1996 و2003م، إذ كان متوسط توزيع الصحف اليومية لكل ألف مواطن عربي 78 نسخة العام 1996م ثم انخفض إلى 50 نسخة فقط العام 2003م.
وأجرت راجح (2007م) دراسة عن النشر الإلكتروني، وأثره في بناء وتنمية المكتبات الجامعية السعودية. وكشفت الدراسة عن وجود اتجاهات إيجابية بين المسؤولين عن مؤسسات النشر الإلكتروني في المملكة نحو فكرة تحويل المجموعات البحثية العربية إلى الشكل الإلكتروني.
وفي ضوء ما تقدَّم، على المستوى المحلي، يمكن القول إنَّ مجمل الدراسات كانت حول القراءة الحرة الإلكترونية، والقراءة الحرة الورقية. إضافة إلى تفضيلات القراءة لدى الطلبة في المدارس والجامعات والدافع للقراءة، ومفهوم الذات القارئة، والاتجاه نحو القراءة، والميول القرائية، واتجاهات الطلبة حول فوائد ومميزات ومشكلات القراءة على الإنترنت.

تميُّز الدراسة الجديدة
ولعل هذه الدراسة الجديدة تتميز عن الدراسات السابقة المحلية والعربية والأجنبية، من ناحية تناولها للقراءة الحرة من وجهات نظر ثلاث، هي: الأفراد القرَّاء؛ والناشرون بصفتهم منتجين، وأمناء المكتبات بوصفهم بيئات قرائية، إلى جانب تناولها مدى اختلاف معدل القراءة ومستوياتها وأنماطها، والاتجاهات نحوها ومعوقاتها، باختلاف عدد كبير من المتغيرات، لتشمل: عمر القارئ، وجنسه، ومستواه التعليمي، ودخله المالي، والمنطقة الإدارية، ومكان الإقامة. أما المكتبة، فتشمل: مكانها، ونوعها، والقطاع الذي توجد به، إضافة إلى المنطقة الإدارية التي توجد فيها المكتبة، وطبيعة النشر، والمنطقة الإدارية التي توجد فيها دار النشر. وأخيراً، فإن ما يميز الدراسة الحالية شمولها لعينة كبيرة الحجم لم تشملها أي من الدراسات أو المسوح السابقة على جميع الصُّعُد المحلية والإقليمية وحتى العالمية، لتأتي ممثلة لجميع فئات المجتمع السعودي ومن جميع المناطق الإدارية إلى جانب أمناء المكتبات والناشرين. وهذا من شأنه أن يؤسس لصدقية النتائج ودقتها عند استطلاع هذه النتائج واتخاذ القرارات في ضوئها.
إضافة إلى ما سبق، فإنه يمكن الوقوف عند المعطيات التالية:
ظهور ازدياد ملحوظ لمعدلات ونسب الاتجاهات الإيجابية نحو القراءة الحرة في أوساط السعوديين، كما أشارت إلى ذلك نتائج الدراسة المسحية الشاملة والحديثة التي أجرتها المجلة العربية، وبينت أنَّ %78 من إجمالي المجتمع السعودي يمارسون القراءة الحرة، وأن القراءة الحرة هي بمنزلة عادة لأكثر من نصف أفراد هذا المجتمع.
ولكن الأمر ما زال بحاجة إلى اهتمام مجتمعي ومؤسسي سواء على مستوى الأسرة أو مؤسسات التعليم العام والعالي وبقية المؤسسات الثقافية والمعرفية والبحثية وإلى العمل الجاد على نشر ثقافة القراءة، والاهتمام بها.

اتجاهات القراءة
فيما يلي أبرز نتائج الدراسة المتعلقة باتجاهات القراءة:
• %93 من القائمين على رعاية الأطفال بسن 12 عاماً فأقل، لديهم اهتمام بتنمية القراءة عند أطفالهم.
• %16.6 من الأطفال لا يجدون من يقرأ لهم.
• %88.2 من الكبار لديهم اهتمام بالقراءة الحرّة، الإناث أكثر من الذكور.
• هناك اتجاه نحو القراءة عند الكبار، مع إقرار نصف من شملهم البحث أنهم يفضلون مشاهدة التلفاز عليها.
• غالبية أفراد المجتمع السعودي تقرأ القرآن الكريم بانتظام، والأطفال أكثر قراءة له كل يوم.
• أقل أهداف القراءة في المجتمع السعودي عموماً هي إشباع الميول الأدبية.
• ما يقارب %80 من الأطفال والكبار يقرأون كتاباً ورقياً وآخر إلكترونياً خلال عام كامل، ما عدا الصحف والإنترنت.
• يفضل الأطفال المسابقات والألغاز، وأقل ما يفضّلون الكتب العلمية واللغوية المبسطة.
• %83 من القائمين على رعاية الأطفال ينفقون في مواد القراءة الخاصة بالطفل 100 ريال على الأقل في الشهر، مقابل %17 لا ينفقون أي مبالغ.
• غياب ثقافة ارتياد المكتبات العامة من أجل القراءة عموماً.
• ثلاثة أرباع الأطفال من سن 12 عاماً فأقل لم يتمكنوا من حضور معرض للكتاب خلال السنوات الثلاث الماضية.
• أكثر من يحفّز الطفل على القراءة هي الأم، أما الكبار فيحفزهم التأثير الذاتي.
• %70 من الأطفال ينجذبون لقراءة كتاب ما من خلال الألوان والرسوم.
• ثلاثة أرباع الكبار، يهتمون بمحتوى الكتاب أكثر من غيره من العوامل.

أنماط القراءة
وفيما يلي أبرز نتائج الفصل المتعلقة بأنماط القراءة لدى أفراد المجتمع السّعودي:
• ما زال أفراد المجتمع يميلون لتفضيل القراءة الورقية على القراءة الإلكترونية بفارق طفيف، مع أن التوجّه نحو القراءة الإلكترونية يبدو في تزايد كما توقع الناشرون.
• يفضل الأطفال استخدام المواد المرئية في القراءة الإلكترونية، ويفضّل الكبار استخدام الهواتف الذكية، أما في المكتبات، فقد حلّ الحاسب الآلي في مقدمة الوسائل الأكثر استخداماً.
• يفضّل أفراد المجتمع القراءة بالعربية.
• نسبة قليلة تفضّل القراءة في الحدائق والمتنزهات، والمنزل أكثر الأماكن تفضيلاً للقراءة الحرّة.
• الإقبال على المكتبات ضعيف، ويزداد نوعاً ما وقت الدوام الرسمي.

معوقات القراءة
• أكثر معوّقات القراءة الحرّة عند الأطفال: عدم وجود مكتبة عامة قريبة. انشغال الطفل باللعب. الأعمال تشغل الآباء عن القراءة للأطفال. لا يطلب المعلمون من الطلبة قراءة إضافية إلى جانب القراءة المقررة. لا تعاون بين البيت والمدرسة لتعزيز القراءة. ارتفاع أسعار الكتب. لا يجد الطفل متعة في القراءة.
• وأقل المعوّقات لدى الأطفال، هي: عدم وجود مكان مناسب للقراءة. ضعف البصر ومشكلاته.
• أما أهم المعوّقات لدى الكبار، فهي: وجود وسائل بديلة (تلفاز؛ ومجالس). عدم وجود مكتبة قريبة. عدم توافر الوقت الكافي. ارتفاع أسعار الكتب. محتويات المكتبة العامة قليلة أو غير مشجعة.
• وأقل المعوّقات لدى الكبار، هي: لا يجد متعة في القراءة. ضعف البصر ومشكلاته.

استهلاك المعرفة
فيما يلي أبرز النتائج المتعلقة باستهلاك المعرفة:
• تحتل برامج الرسوم المتحركة مرتبة متقدمة في تفضيل الأطفال، وأقل البرامج مشاهدة هي البرامج التعليمية ثم الدينية. ويبدو السبب تقديم هذه البرامج بشكل جدّي ليست فيه مراعاة لجانب الطفولة.
• يفضّل الأطفال تصفّح عديد من المواقع الإلكترونية، والأكثر تفضيلاً هي مواقع الرسوم المتحركة، وأقلّها المواقع العلمية.
• القراءة هي وسيلة نصف عيِّنة الأطفال للحصول على المعرفة.
• يتضح أن مصادر المعرفة الرئيسة لدى الأطفال مرتبة تنازلياً، هي: الأسرة، والمدرسة، والروضة، والتلفاز ووسائل الإعلام، والكتاب، والمسجد، والإنترنت، والألعاب الإلكترونية، والأصدقاء والمجالس.
• مصادر المعرفة الرئيسة للكبار في المجتمع السّعودي، هي: الكتاب، ووسائل الإعلام، والمواقع الإلكترونية، والمدرسة، والجامعة، والمسجد، ومواقع التواصل الاجتماعي، والفعاليات الثقافية، والعمل، والأصدقاء، والمجالس واللقاءات العائلية، والديوانيات، والصحف والمجلات، والمنتديات والصالونات الثقافية، والأسرة، والألعاب الإلكترونية.
• أكثر وسيلتين يستغرق فيهما أفراد المجتمع الوقت، هما: الإنترنت، ثم التلفاز.

المكتبات
فيما يلي أبرز نتائج الدراسة المتعلّقة بالمكتبات، بصفتها مصادر معرفية:
• غالبية المكتبات تقدّم خدمة الإعارة الخارجية.
• %38.9 منها لا يتوافر فيها نظام آلي متكامل.
• غالبية المكتبات توجد لديها إحصاءات خاصّة بها.
• %85.5 من المكتبات في المملكة غير مشتركة في قواعد معلومات رقمية.
• %81.6 من المكتبات في المملكة لا تقتني كتباً إلكترونية.
• نصف المكتبات السعودية تعمل دون ميزانية، والتي تمتلك ميزانية كافية %3 فقط.
• يفيد المسؤولون عن المكتبات العامة بتوافر قسم نسائي في 19 مكتبة عامة في المملكة.

حركة النشر
فيما يلي أبرز النتائج المتعلقة بواقع حركة النشر في المملكة:
• أكثر من نصف دور النشر السّعودية تنتهج النشر الورقي، وثلثها يجمع بين النشر الورقي والإلكتروني.
• تتجه دور النشر السّعودية نحو التأليف، ثم التحقيق، فالترجمة، وأخيراً الملخصات.
• يفضّل الناشرون السّعوديون المشاركة في معارض الكتب الداخلية بدرجة أكبر من المشاركة في المعارض العربية والدولية.
• تصدّرَ انتهاك حقوق الملكية الفكرية لأبرز معوّقات التأليف، بينما جاء في مقدمة معوّقات الترجمة؛ غياب برامج دعم الترجمة، أما أبرز معوّقات النشر؛ فقد تركزت على المواد المستخدمة في الطباعة، مثل غلاء سعر الطباعة والأوراق والأحبار.
• يتوقع الناشرون السّعوديون تقدم النشر الإلكتروني على النشر الورقي في المستقبل.

التوصيات
بعد استعراض النتائج، أمكن وضع مجموعة من التوصيات تتعلق بمحاور الدراسة:
• بناء برامج لتوثيق التعاون بين الأسرة والمدرسة في تعزيز الاتجاهات نحو القراءة لدى الأطفال، ويوصَى باستثمار أندية الحي التابعة للمدارس.
• تنسيق الجهد الإعلامي لإنتاج برامج إعلامية تحث على القراءة، وعلى نشر ثقافة ارتياد المكتبات، وحضور الفاعليات المتعلقة بالقراءة.
• وضع برامج توعية للأمهات حول كيفية تنمية القراءة للطفل.
• دعم الدور المجتمعي للجامعات والكليات الأكاديمية؛ من أجل تعزيز واقع القراءة الحرّة، لا سيما في العطل وإجازات الصيف وغيرها.
• تشجيع أصحاب المبادرات الشبابية في مجال القراءة الحرّة، ووضع إطار مرجعي لهذه المبادرات.
• إتاحة الكتب للعامة في صالات الانتظار بالمطارات والمستشفيات، والحدائق العامة.
• مراجعة المناهج الدراسية للمراحل المختلفة، والاهتمام بإضافة حصص المطالعة الحرّة وكتبها في مؤسّسات التعليم العام.
• العمل على تطوير المحتوى الرقمي العربي الخاصّ بمرحلة الطفولة في الإنترنت والألعاب الإلكترونية والرسوم المتحركة؛ لكونها المحببة للأطفال.
• ضرورة الاهتمام بالصالونات الثقافية، وتوزيعها جغرافياً في أنحاء المملكة باعتبارها واحداً من مصادر المعرفة لبعض شرائح المجتمع.
• بناء مرصد معرفي يتولى مراقبة مدى التقدم في مؤشرات القراءة واستهلاك المعرفة؛ انطلاقاً من الخط القاعدي الذي وفرته الدراسة الحالية.
• زيادة عدد المكتبات العامة.
• فتح قسم خاص للفئة العمرية من 8 إلى 12 سنة في المكتبات العامة، وتزويده بالتجهيزات وأوعية المعلومات والمواد الثقافية المناسبة.
• فتح قسم نسائي في المكتبات العامة كافة.
• تزويد المكتبات العامة التجهيزات المناسبة والكتب والدوريات واشتراكها في قواعد معلومات رقمية.
• زيادة عدد المكتبات المتنقلة، وتخطيط توزيعها جغرافياً.
• تيسير نشر المحتوى الإلكتروني العربي بشكل عام، ونشر الكتب العربية الإلكترونية على وجه الخصوص في تطبيقات الهواتف الذكية.
• ضرورة تبني استراتيجية وطنية للنهوض بصناعة الكتاب في المملكة، وتذليل معوّقات التأليف والترجمة والنشر.
• توحيد الجهد الرامي لتطوير أدب الأطفال في المملكة ضمن المعايير العالمية.

أضف تعليق

التعليقات

اميره

كيف ممكن احصل على هذي الاحصائيات