كتب (قافلة النشر)

كتب

كتب عربية

Magazine 007 - 08تاريخ الكذب
تأليف: جاك دريدا
ترجمة: رشيد بازي
الناشر: المركز الثقافي العربي
للنشر – يناير 2016
الكتاب عبارة عن دراسة كرسها الكاتب والفيلسوف الفرنسي الجزائري جاك دريدا لمفهوم الكذب، وهي صياغة مختصرة للدروس التي ألقاها في مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية بباريس، حيث يُلقي الضوء على ضرورة التمييز بين تاريخ الكذب كمفهوم وتاريخه في حد ذاته، وعلى العوامل التاريخية والثقافية التي تسهم في بلورة الممارسات والأساليب والدوافع التي تتعلَّق بالكذب، والتي تختلف من حضارة إلى أخرى، بل وحتى داخل الحضارة الواحدة نفسها.
ويعتمد المؤلف على مقاربة سيميو – لغوية، إذ يلاحظ أن ألفاظاً ومفاهيم عدّة التبست بالكذب، مثل الخطأ والحماقة والخبث والإيديولوجيا وحتى الشعر، وكلها عناصر تصنع فضاءً ضبابياً حول الكلمة. ويسأل الكاتب: هل نحن إزاء مدلول ثابت للكذب، وبالتالي هل نحن قادرون على كتابة تاريخه؟ هنا ضرورة التمييز بين تاريخ الكذب كمفهوم وتاريخ الكذب كظاهرة.
فالأكاذيب ليست سوى محاكاة للحقيقة، والأساطير كانت هي الأخرى محاكاة، أي إن هذه العملية يستدعيها الإنسان كلما كانت لديه تمثّلات ذهنية ونفسية لا تُصاغ منطقياً.
فالكذب، كما يلاحظ، ليس دريدا وحده، بل أيٌّ منا، يتغلغل في كل مظاهر الحياة البشرية، من الأسرة إلى المؤسّسة السياسية أو الإعلامية، لا شيء ينأى بنفسه عنه. بل إن أكبر السرديات التي طوّرها الإنسان، كالعلم والتاريخ، مستفَزّة دائماً بتهمة الكذب. وبالتالي ثمة سؤال قد يُثار هنا: لماذا كتب دريدا هذا العمل؟ لعل سبب كتابة «تاريخ الكذب» لم يكن سوى كذب التاريخ.

 

Magazine 007 - 13أغاني نساء مراكش
تأليف: جميلة العاصي
الناشر: مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال (مارس 2016)
تواصل الكاتبة جميلة العاصمي اهتمامها بالتراث الغنائي الشفوي النسائي المراكشي، جمعاً وتوثيقاً وتعريفاً. وهذا الكتاب هو الجزء الثاني من سلسلة التراث الشفوي لنساء مراكش، ويحمل عنوان «أغاني نساء مراكش: الحضرة – تاكناويت – الأمداح – الإنشاد – الأناشيد»، وذلك بعد إصدارها سنة 2012م الجزء الأول من هذه السلسة.
مختلف الأنواع الغنائية الواردة فيه هي ذات منزع ديني، على عكس الجزء الأول الذي تضمن أنواعاً غنائية وأهازيج ارتبطت بالأعراس والاحتفالات التي تنظمها الأسر المغربية بمختلف المناسبات، والتي تعكس غنى التراث الشفوي النسائي المغربي.
وبالإضافة إلى المجهود البحثي الذي يتضمنه هذا المصنف، الذي يقدم معلومات مهمة عن محترفات هذه الأنواع الغنائية أفراداً أو مجموعات والتعريف بهن، فإن هذا العمل يحتوي على أرشيف غنائي شفوي متنوع، ويوثق لأربعة أنواع غنائية، هي:
النوع الأول: ويشتمل على المدائح والأذكار.
النوع الثاني: وهو تحضارات النسائية، وتقام جلساتها بمناسبة ذكرى الوفاة، أو بمناسبات العقيقة والأعراس أو مناسبات النقش بالحناء.
النوع الثالث: وهو تاكناويت النسائية، وهي التي تقام لها ليالي دردبة خلال المواسم.
النوع الرابع: وهو الإنشاد الديني، وفيه نوعان: الإنشاد الذي ظهر حديثاً، وهو يستلهم ويقلد إيقاع الأغاني العصرية المغربية والمشرقية، ثم الأناشيد وهي مرتبطة بالمحفوظات والأغاني التي كان يحفظها ويرددها التلاميذ في المدارس والمخيمات.

 

Magazine 007 - 09تحت ظل الكتابة
تأليف: أمير تاج السر
الناشر: المؤسسة العربية
للدراسات والنشر – يناير 2016
هذا الكتاب هو عبارة عن مقالات متنوِّعة للكاتب درج على نشرها في بعض الصحف والمواقع وفيها يتعرَّض لظاهرة الإبداع من نواحٍ شتى. يكتب عن الإبداع نفسه والمبدعين، ويستعرض كتباً قرأها وأفادته في تجربته الخاصة، وكتباً لم تمده بشيء، كما يتعرَّض لظواهر الكتابة وللكتب التي تنتشر بسرعة ومبررات انتشارها من وجهة نظره.
يحتوي الكتاب على حوالي أربعين مقالاً، منها مقالات عن ساحر الكتابة بورخيس بحسب شهادة الكاتب الأرجنتيني ألبرتو مانغويل الذي كان يقرأ لبورخيس بعد إصابته بالعمى، بورخيس الكبير، كما وصفه، لكن المتواضع الذي يستفيد حتى من آراء المبتدئين في الكتابة. كما تعرض تاج السر في كتابه للقارئ باعتباره الهدف الأساسي الذي تسعى الكتابة لاسترضائه، ويتحدث عن مواقع القراءة التي أضحت مشنقة للكتب التي ربما يكتب عنها من لم يقرأها أصلاً، وسمع عنها فقط وسماها الكاتب بحماقات الإنترنت. بالإضافة إلى تناول الكاتب لمواضيع وقضايا الكتابة الخاصة بمعظم كتّاب العالم الثالث، مثل قضية التهميش والفقر واللجوء، والهجرات غير المشروعة، وتحطم الأحلام، وكذلك عن كثير من القضايا الإنسانية، وارتباطها بالثقافة والإبداع عموماً.

 

Magazine 007 - 10المتحف والمتحفية: بدايات وامتدادات ثقافية
تأليف: رضوان خديد
الناشر: دار إفريقيا الشرق – أكتوبر 2015
في هذا الكتاب يحاول الباحث والشاعر المغربي التعريف بالمتحف باعتباره مؤسسة ثقافية عريقة تنهض بواجب حماية جزء كبير من الحضارة الإنسانية. وهو دعوة للوقوف عند جذور المتحف واكتشاف مظاهره ووظائفه ومهامه وأدواره المتعددة.
يقول المؤلف في غلاف الكتاب الأخير: «الكتاب بداية تأمل من داخل الثقافة العربية، في القضايا التي تندرج ضمن المعرفة المتحفية، مثل: هندسة المتاحف، والوظائف المجتمعية والتربوية، وسؤال العلاقة بين الفلسفة والمتحفية».
ويشير إلى العناصر التي دفعته لاختيار موضوع المتحف والمتحفية والمكتسبات الأنثروبولوجية والميدانية والتكوينية والتاريخية. وكل هذه العناصر ساعدته في البحث للإجابة عن الإشكالية المحورية التي دفعته إلى الغوص في دهاليز علم المتاحف المتمثلة في السؤال التالي: هل من الممكن الحديث عن متحف دون وجود مؤسسة متحفية؟

 

Magazine 007 - 12القصر الأحمر
تأليف: عبدالله اليامي
الناشر: دار جداول للنشر – فبراير 2016
يسلِّط هذا الكتاب الضوء على تاريخ الرياض الحديث، إذ يُعدُّ الملك عبدالعزيز – رحمه الله – هو أول من بدأ عملية تطوير المدينة عندما أمر ببناء قصور المربع خارج السور القديم للمدينة. وقصة بناء القصر الأحمر تحكي حُب الأب لابنه، وتفاني الابن في حُب والده، حيث أمر الملك عبدالعزيز آل سعود ببنائه في عام 1362هـ، الموافق 1942م، ليكون قصراً لابنه وولي عهده الأمير (الملك) سعود بن عبدالعزيز. وتاريخ هذا القصر جزء من تاريخ الرياض الحديثة، وهو تحفة معمارية من حيث مساحته وتصاميمه الفريدة والمتميّزة، وفيه كانت تُسيَّر أمور الدولة، كما يستقبل فيه الملوك ورؤساء الدول والحكومات، مثل جمال عبدالناصر وشكري القوتلي وأنور السادات وجواهر لال نهرو والملك طلال بن عبدالله وغيرهم.
وكان القصر شاهداً على قرارات مهمة مثل قطع العلاقات مع كل من فرنسا وبريطانيا عام 1956م، ووقف تصدير النفط وغيرها من المواقف التي كان لها تأثير بمجريات الأحداث حينها. كما كان القصر مجلساً للوزراء في عهد الملك فيصل والملك خالد وسنوات من عهد الملك فهد – يرحمهم الله -.

 

Magazine 007 - 14مجاز العلم: دراسات في أدب الخيال العلمي
تأليف: د. سمر الديوب
الناشر: الهيئة العامة السورية للكتاب (مارس 2016)
تحاول الكاتبة أن تقرأ أدب الخيال العلمي برؤية مختلفة، انطلاقاً من جملة فرضيات، منها: أن بلاغة العلم تقابل بلاغة الأدب، وأن الخيال هو الذي يصنع العلم، والمجاز طريقة تفكير، فالعالِم والأديب يفكران بالمجاز لكن الأديب يجدد آفاق البحث العلمي ويوسعها.
وقد تقاربت المسافة بين العلمي والأدبي في عصرنا الحالي، وتغير مفهوم العلم، وأصبح لزاماً علينا إعادة تأسيس مفهوم الشعرية انطلاقاً من روح العصر، فكان اختيار عنوان مجاز العلم توسيعاً لهذا المفهوم، وتأكيداً لإلغاء فكرة الحد العلمي الصارم، والحد الأدبي، ودمجاً للحقول العلمية بالحقول الفنية؛ وإزالة للفجوة المعرفية والجمالية بين العلم والأدب؛ لأن كليهما يمثل تصوراً تخييلياً منزاحاً عن العلاقات المعهودة سابقاً.
فالأدب والعلم رياضيات، الأول رياضيات وجدانية، والثاني رياضيات تجريبية، مما يعني أن الميدان الذي يعمل فيه العلماء والأدباء ظاهره العلم، وباطنه الخيال؛ لذا نحن في حاجة إلى تأسيس مجاز علم، ونظرة جديدة إلى الخيال، تستوعب الوعيين الأدبي والعلمي على حد سواء.
واختيار مجاز العلم لمقاربة أدب الخيال العلمي ينجم عن فرضية حاول البحث إثباتها، تقوم على أن تمازج الخطاب العلمي بالخطاب الأدبي في أدب الخيال العلمي أدّى إلى تكامل المتضادين، فاتسمت الرواية العلمية بالمجاز، فالعلم قائم في أساسه على المجاز.

 

كتب من العالم

Magazine 007 - 05الانتهازي
Der Opportunist By Jonas Helbig
تأليف: جوناس هيلبيغ
الناشر: Wilhelm Fink Verlag سبتمبر 2015
«الانتهازي» هو عنوان كتاب الباحث الألماني في مجال علم الاجتماع «جوناس هيلبيغ»، وهو عبارة عن عمل مطّور انطلاقاً من نص أطروحته التي دافع عنها بعد سنوات عديدة من البحث والتنقيب حول تاريخ مفهوم «الانتهازية» منذ العصور القديمة حتى المجتمعات الحديثة.
يشير الكاتب إلى أنه منذ البداية عرف توصيف «الانتهازي» عدّة تحوّلات كبيرة حسب الحقب التاريخية المتتالية. فقد استخدمها اليونانيون بمعنى «الجرعة المناسبة» في مختلف الميادين بما في ذلك «الحبكة المناسبة في عملية النسج»، ومن ثم تغيّرت دلالاتها لدى اللاتينيين وغيرهم من الحضارات التي عرفتها أوروبا وصولاً إلى حديث الألمان في القرن العشرين عمّا سمّوه «السياسة الواقعية» في التعامل «الملائم» مع المعسكر الشرقي السابق بكثير من المرونة مقابل «التشدد»… وبهدف «النجاح» و«تحقيق النتائج» المرجوّة.
لكن مضمون «الانتهازية» تغير جذرياً في العصر الحديث اعتباراً من نهايات القرن التاسع عشر، حيث ارتبطت «ثقافة الحداثة» الغربية القائمة على إمكانية «فعل كل شيء دون ضرورة القناعة بذلك». ومن ثمّ يصل المؤلف إلى القول إن واقع «التعقيد» الذي يعرفه العالم اليوم، وما ينجم عن ذلك من ضغوط، يجعل من الصعب التفريق بين «الانتهازية» وبين تبنّي «سياسة فيها جرعة من الحس العملي – البراغماتي».

 

Magazine 007 - 02عيشٌ أفضل مع النقد: كيف تفكر في الفن والمتعة والجمال والحقيقة
Better Living Through Criticism: How to Think About Art, Pleasure, Beauty and Truth by A. O. Scott
تأليف: أ. و. سكوت
الناشر: Penguin Press – فبراير 2016
لا يوجد سوى قلة قليلة من الناس يمكنها تفسير مهنة النقد. ولكن أ. و. سكوت يُظهر في كتابه «عيش أفضل مع النقد» أننا في الواقع كلّنا نقّاد، وذلك لأنّ التفكير النقدي يتحكّم في كل جانب من جوانب الإبداع الفني والعمل المدني وحتى في الحياة الشخصيّة. فمن خلال البصيرة النافذة وروح الفكاهة يُظهر سكوت أنّه على الرغم من أن بعض النقاد، بمن فيهم هو شخصياً، يمكنهم أن يخطئوا أو يضيئوا على عيوب في غير محلها، إلا أن النقد هو واحد من أنبل النشاطات وأكثرها إبداعاً في الحياة المعاصرة.
وبالاستناد إلى تقليد طويل من النقد، من أرسطو إلى الكاتبة الأمريكية وصانعة الأفلام سوزان سونتاغ، يُظهر سكوت أن النقد الحقيقي كان ولا يزال نسمة من الهواء المنعش تسمح للإبداع الفعلي أن يزدهر. ويوضح أن «وقت النقد هو دائماً الآن، لأنّ حتميّة التفكير بوضوح والإصرار على التوازن الضروري بين العقل والعاطفة سيبقى دائماً».

 

Magazine 007 - 06الكلمات الأخيرة: ما قاله الكبار قبل رحيلهم
Ultimes: Ce Que Les Plus Grands Ont Dit Juste avant de Mourir
تأليف: فيليب ناصيف
الناشر: Allary – نوفمبر 2015
ماذا يقول الكبار في عالمهم وهم في اللحظات الأخيرة من حياتهم؟ الإجابة عن مثل هذا السؤال هي موضوع كتاب فيليب ناصيف، الذي يحمل عنوان «الكلمات الأخيرة: ما قاله الكبار قبل رحيلهم».
يضم هذا العمل أقوال سبعين من «الشخصيات الشهيرة» في التاريخ، من الفيلسوف اليوناني الشهير «سقراط» وحتى الروائي الفرنسي «مارسيل بروست»، صاحب الرائعة الأدبية التي تحمل عنوان «البحث عن الزمن الضائع».
ومن تلك الكلمات الأخيرة نقرأ قول لويس الرابع عشر لمن حوله «لماذا تبكون؟ هل تعتقدون أنني من الخالدين؟» وقول الشاعر راسين لمن كانوا حوله «أنا سعيد لرحيلي قبلكم». و«كم هو مثير للقلق» الذي جاء على لسان ونستون تشرشل، في حين اكتفى الشاعر فكتور هوغو بالقول في كلمته الأخيرة «إنه الفراق».

 

Magazine 007 - 01الخصوصية، الأمن والمساءلة: الأخلاق، القانون والسياسة
Privacy, Security and Accountability: Ethics, Law and Policy Edited by A.D.Moore
تحرير: أ.د. مور
الناشر: Rowman and Littlefield International – ديسمبر 2015
ما هو التوازن المناسب بين الخصوصية والأمن والمساءلة؟ ماذا ندين لبعضنا بعضاً من حيث تبادل المعلومات والوصول إليها؟ لماذا هناك أهمية للخصوصية؟ وهل للخصوصية قيمة أكثر أو أقل من القيم الأخرى مثل الأمن وحرية التعبير؟ هل إن إدوارد سنودن بطل أم شرير؟
ضمن المجتمعات الديمقراطية يُنظر إلى الخصوصية والأمن والمساءلة كقيم كبيرة يجب أن تكون متوازنة بشكل مناسب. فإذا كان هناك كثير من الخصوصية، قد يكون هناك القليل من المساءلة – وأكثر ما يزعج أن يكون هناك القليل من الأمن. من جهة أخرى، حيث يوجد القليل من الخصوصية أيضاً، قد لا تكون للأفراد مساحة للنمو والاختبار. وعلاوة على ذلك، قد يُشكّل السماح بوجود سيطرة محدودة على الوصول إلى المعلومات الخاصة تهديداً للأمن.
من خلال توضيح الأسس الأخلاقية والقانونية والاجتماعية المتعلقة بالخصوصية والأمن والمساءلة يساعد هذا الكتاب، الذي يحتوي على اثنتي عشرة مقالة متخصصة، على تحديد التوازن المناسب بين هذه القيم المُتنازع عليها.

 

Magazine 007 - 04القضمة الأولى: كيف نتعلَّم أن نأكل
First Bite: How We Learn to Eat by Bee Wilson
تأليف: بي ولسون
الناشر: Basic Books – ديسمبر 2015
يتعيَّن علينا ككائنات آكلة اللحوم اكتساب مهارة تناول الطعام بأنفسنا. من الطفولة فصاعداً، نتعلَّم مدى كبر الوجبة وحجمها وما هو حلو وما هو مرّ، وكيف نتذوق الخضار وغيرها الكثير من مهارات تناول الطعام. ولكن كيف يمكن اكتساب هذه المهارات؟ وما هي أصول الذوق؟
في كتابها «القضمة الأولى»، ترتكز الكاتبة بي ويلسون على أحدث البحوث التي قام بها المختصون بعلم نفس التغذية وأطباء الأعصاب، لتكشف أن عاداتنا الغذائية تتشكل من خلال مجموعة كاملة من العوامل: الأسرة والثقافة والذاكرة والجوع والحب. يأخذنا هذا الكتاب في رحلة إلى جميع أنحاء العالم، تعرفنا فيها ويلسون على الأشخاص الذين لا يمكنهم سوى تناول أطعمة من لون معيَّن فقط، وعلى أسرى الحرب الذين يكمن توقهم الأعمق إلى فطيرة تفاح من صنع والدتهم، وعلى أشخاص يعانون من انعدام رائحة الشم، وعلى الأطفال الصغار الذين لا يتناولون سوى المقانق المقلية وساندويتشات الجبن المشوي، وعلى مختلف الباحثين والأطباء الذين كان لهم السبق في وضع نظريات جديدة وطرق فاعلة لإقناع الأطفال بتذوق الخضار الجديدة. تحاول ولسون استكشاف جذور النظام الغذائي الصحي لدى اليابانيين، وتسعى إلى تسليط الضوء على أسباب انتشار البدانة في عديد من البلدان في العالم.
وتؤكد ولسون أن الطريقة التي نتعلَّم بها تناول الطعام هي المفتاح الذي يمكننا من خلاله أن نفسر أسباب العادات الغذائية الخاطئة لدى عديد من الأشخاص ولكنها تُعطي الانطباع بأن الأذواق الغذائية ليست ثابتة، وإنما يمكن تغييرها لنعيش حياة أسلم وأسعد.

 

بين كتابين
ما هو دور الجامعة؟

 
Magazine 007 - 07ورشة عمل الحكمة: نشوء الجامعة الحديثة. تأليف: جيمس أكستل
Wisdom’s Workshop: The Rise of the Modern University By James Axtell
الناشر: Princeton University Press – مارس (2016)

 

 

Magazine 007 - 03نحو جامعة أكمل. تأليف: جوناثان ر. كول
Toward a More Perfect University By Jonathan R. Cole
الناشر: Public Affairs – يناير (2016)

 

 

ظهرت في السنوات الأخيرة موجة من الآراء تشكِّك في مستقبل الكليات والجامعات من حيث قيمة النتائج التعليمية، وأحقية مكانتها الاجتماعية واستدامة النماذج التي تقدِّمها كمؤسسات تجارية ناجحة.

فقد صدر حديثاً كتابان بعنواني «ورشة عمل الحكمة: نشوء الجامعة الحديثة» لجيمس أكستل، أستاذ العلوم الإنسانية في كلية وليام وماري، والمؤرخ الرسمي لجامعة برينستون، و«نحو جامعة أكمل» لجوناثان ر. كول، المسؤول الإداري في جامعة كولومبيا في نيويورك، يشيران إلى وجهة نظر مختلفة في ما يتعلق بمكانة التعليم العالي اليوم ودوره الاجتماعي. ويعتقد المؤلفان أن هناك إمكانية كبيرة لتحسين التعليم العالي في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول، لكنهما واثقان من أن هذا التحسين لن يحدث إلا من خلال تطور قدرة الجامعات على إنتاج معارف جديدة ونشرها.
في كتابه «ورشة عمل الحكمة» ينظر أكستل إلى الموضوع من الأفق البعيد ليبيِّن لنا أصول الجامعة في القرون الوسطى. ويشير إلى أنه في القرن الثاني عشر الميلادي قام العلماء العرب في إسبانيا بإعادة النظر في الافتراضات التفسيرية، مما أدى إلى تخصصات جديدة، وإلى نشوء مؤسسات يمكن اعتبارها النماذج التي مهَّدت للكليات والجامعات التي نعرفها اليوم. ومع الوقت، أعادت الجامعات التي ولدت في العصور الوسطى تعريف التميز الفكري وأضفت الشرعية على أشكال معيَّنة من المعرفة.
ومن ثم يصف الكتاب كيف أصبحت جامعتا أكسفورد وكامبريدج النموذجين البريطانيين اللذين ألهما المدارس المتقدِّمة في الولايات المتحدة الأمريكية. وبحلول منتصف القرن التاسع عشر، كانت الولايات المتحدة قد أصبحت «أرض الكليات». ويرفض أكستل التصوير الكاريكاتوري الذي ساد في تلك الفترة للأكاديميين وهم يضعون رؤوسهم في الغيوم، ويصر أن أساتذة تلك الجامعات كانوا يدركون جيداً التغييرات التي كانت تحدث في العالم من حولهم ويحرصون على معالجتها بطريقة مسؤولة من خلال التدريس والأبحاث.
أما في كتابه «نحو جامعة أكمل»، فيقول جوناثان كول إنه يجب علينا استعادة الثقة بين الحكومة والجمهور والتعليم العالي. إذ إنه بعد أن درس القوانين التي تفرضها الحكومة الأمريكية على الجامعات، رأى أن معظمها يعكس انعدام الثقة بين الجمهور وأولئك الذين يقدرون الأبحاث الحرة في قلب المؤسسة الأكاديمية. كما تخلت جامعات كثيرة عن تقليد التعليم الليبرالي العملي، وفشلت في تحقيق مهمتها الأكاديمية المتمثلة بالمصلحة العامة.
واليوم، كما يكتب كول «تحتاج الحكومة الاتحادية إلى خطة جريئة وطموحة»، ويقترح تنسيق الجهود الأكاديمية بين الجامعات المرموقة للحد من تكرار الأبحاث نفسها وتسهيل وصول أفضل الطلاب إلى أهم الباحثين في أبرز الجامعات.
ويأمل كول من الجامعات الكبرى الحد من عدد برامج الدراسات العليا في المجالات التي لا يتوفر لها سوى عدد قليل من الوظائف، وتحسين المناهج والتدريس في المدارس المهنية. وتماشياً مع الأبحاث التي قام بها العالم الاقتصادي في جامعة كولومبيا جوزيف ستيغليتز، يؤكد كول أن أكبر تهديد للجامعات اليوم، هو انعدام المساواة المتفشي في مجتمعاتنا. ودون دعم من الطبقة الوسطى، لن يتم بناء الثقة مع الجمهور.

أضف تعليق

التعليقات