بيئة وعلوم

زاد العلوم

الأخطبوط «بول..علمياً

الدهشة التي أثارها الأخطبوط «بول» بسبب قدرته على توقع الفريق الفائز ثماني مرات متتالية في بطولة المونديال لكرة القدم، لم تكن هي نفسها عند علماء الرياضيات. فبعد هدوء العاصفة الإعلامية بحيث بات ممكناً الاستماع إلى صوت العقل، ينفي العلماء اليوم قدرة الحيوانات على توقع أي شيء بشكل صحيح، ويؤكدون عدم وجود أي شيء خارق في أداء الأخطبوط الألماني استناداً إلى علم الحساب.
وفي هذا الصدد يقول البروفيسور في علم الرياضيات والإحصاء في جامعة باريس الخامسة الدكتور أفنير بار-هين، إن احتمال أن يصيب الأخطبوط في حكمه في كل مرة هو 1 على 2 طالما أن هناك احتمالين فقط (الفوز أو الخسارة). أما الاحتمال في أن يصيب ثماني مرات من أصل ثمانية اختبارات فيعادل 1/2 مرفوعة إلى القوة 8، أي %0.39. هذه النسبة تبدو قليلة، ولكنها ليست مستحيلة. لأن العلماء رصدوا حالات أهم من هذه بكثير، كما حصل في سبتمبر من العام 2009م، عندما فازت الأرقام نفسها في اليانصيب البلغاري خلال أسبوعين متتاليين، واحتمال ذلك علمياً هو واحد من 4.2 مليون مرة.
إضافة إلى ما تقدم، كشفت مصادر صحافية أن حديقة الحيوانات الألمانية التي تأوي الأخطبوط بول كانت قد «جندت» لتوقع نتائج المباريات، عدداً كبيراً من الحيوانات مثل الببغاء السنغافوري «ماني» والأرنب الفرنسي «ريجيس»، والقرد بينو وغير ذلك الكثير.. ولم ينجح أي حيوان من هذه الحيوانات في تحقيق النتيجة التي حققها «بول». ولكن مجرد وجود عدد كبير من العاملين في المجال نفسه، يزيد من احتمالات توصل أحدهم إلى النتيجة (أربعة حيوانات فقط ترفع احتمال النجاح من 0.39 إلى %1.6) الأمر الذي كان من نصيب الأخطبوط.

لصوص الموسيقى في قبضة الكمبيوتر

طوَّرت مؤسسة «شازام» الأوروبية برنامجاً للكمبيوتر قد يصبح صاحب الكلمة الفصل في الحكم على الأعمال الموسيقية الأصلية وكشف «الاقتباس» والسرقة، حتى ولو اقتصرت على ربع جملة موسيقية صغيرة في معزوفة طويلة.
لم تكن هذه الغاية من الابتكار، ولكن من المرجح أن تكون من أكثر تطبيقاته إثارة للاهتمام. فالبرنامج مصمم أساساً ليكشف لمستخدمه اسم المقطوعة الموسيقية بعد الاستماع لعشر ثوانٍ فقط من أي مقطع من أية معزوفة من العشرة ملايين معزوفة التي تضمها ذاكرته.
يعمل هذا البرنامج على تحويل الموجات الصوتية إلى رسم بياني أشبه بسطح تقوم فوقه مرتفعات حادة متفاوتة الأطوال، ويقرأ البرنامج المسافات الفاصلة بين قمم هذه المرتفعات ليبحث في ذاكرته عما يطابقها.
ولهذا، فإن كل معزوفة موسيقية جديدة تتضمن ولو جزءاً صغيراً منتحلاً من معزوفة أخرى، سيعلن الجهاز فوراً عن صاحبها الأصلي، الأمر الذي يفترض فيه أن يؤرق بال «المقتبسين».

كيف تعمل الألياف البصرية؟

الألياف البصرية التي راج استخدامها منذ سنوات قليلة في عالم الاتصالات ليست اختراعاً حديث العهد، إذ كانت موجودة قبل الكمبيوتر والإنترنت وحتى قبل التلفزيون. فقد بدأ الاهتمام النظري بها منذ عشرينيات القرن الماضي. ولكن أول سلك (كايبل) من الألياف البصرية ظهر على يد العالم الهندي ناريندر كاباني عام 1955م، وبعد ذلك بعقد، بدأ استخدامه لإجراء المكالمات الهاتفية (1966م)، ومن ثم راح يحل محل الأسلاك النحاسية بسبب انخفاض تكلفة إنتاجه مقارنة بثمن النحاس والأسلاك المصنوعة منه.
فكيف تعمل هذه الأسلاك؟
يتألف كل سلك من الألياف البصرية من قسمين رئيسين مصنوعين من مادة شفافة (الزجاج غالباً)، وهما النواة أو السلك الداخلي، وغلافه الخارجي، مع اختلاف في مواصفات كل منهما. فمؤشر الانكسار الضوئي داخل السلك الداخلي يجب أن يكون أعلى مما هو في غلافه، وهكذا، عندما يدخل الضوء أو الموجة الصوتية إلى النواة، ترسلها هذه إلى غلافها، الذي يردها إليها لتسقط على موضع آخر، وهكذا تظل هذه الموجة تتنقل داخل السلك حتى تصل إلى طرفه الآخر، حيث يقوم جهاز الكمبيوتر بتحليلها وقراءتها. وقد تطورت صناعة الألياف البصرية اليوم بحيث صارت تُجمع في باقات من مئات أو آلاف الألياف ضمن الكابل الواحد، ويتمكن كل من هذه الألياف على حدة من نقل نحو 10 جيجابايت في الثانية وبسرعة الضوء طبعاً.
تبقى الإشارة إلى أن الملاحظة الأولى التي قادت إلى هذا الاختراع تعود إلى حجر كريم شفاف يدعى الأوليكسيت يتمتع بخاصية نقل الصورة إلى سطحه.

الأرصاد الجوية..
ما مدى صحة التوقعات؟

تأسس علم الأرصاد الجوية الحديث على يد الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث الذي راعه فقدان عدد كبير من سفن أسطوله في البحر الأسود نتيجة عاصفة مفاجئة هبت في أحد أيام نوفمبر من العام 1854م، فأمر عدداً من ضباط البحرية وعلماء الجغرافيا بدراسة الظروف التي أدت إلى هبوب هذه العاصفة، سعياً إلى توقع غيرها لاحقاً.
وطوال العقود التالية ظل علم الأرصاد الجوية يتطور، وظل العلماء يكتشفون المزيد من العوامل والمؤثرات وأنماط تفاعلها فيما بينها لصياغة حال الطقس في مكان معين وفي وقت محدد.
وبحلول العام 1922م، وضع العالم الإنجليزي فراي ريتشاردسون نظاماً قائماً على حسابات رياضية لتوقع حالة الطقس، وتصوراً لإنشاء مركز قادر على إجراء الحسابات يضم 64 ألف موظف!! ومع ذلك، ظلَّت توقعات الأرصاد تفتقر إلى الصدقية حتى ظهور جهاز الكمبيوتر.
وحتى اليوم، ورغم الاعتماد على الأقمار الصناعية في مراقبة الغلاف الجوي للأرض، وصولاً إلى الحرارة في أعماق المحيطات، وأيضاً حركة الغيوم وسرعتها وقياس الضغط الجوي، وتحليل ذلك بواسطة أكثر البرامج تطوراً على أجهزة الكمبيوتر، تؤكد الدراسات والإحصاءات أنه في العقد الأول من القرن الحالي، ظلت نسبة الصحة في توقع حالة الطقس لثلاثة أيام مقبلة في حدود %70 فقط من إجمالي التوقعات عالمياً.

أضف تعليق

التعليقات