أدب وفنون

دائرة تكتمل

يحظى الفن التشكيلي في القسم الثقافي من هذا العدد ببابين: «فنان ومكان»، وبينما نختتم بهذا العدد عامنا الحالي، نكمل دائرة متنوعة من الأفكار المتعلقة بالأدب والثقافة بمفهومها الأشمل. ففي البدء يأخذنا علي الألمعي في تحقيق مميز استنطق من خلاله مجموعة من المثقفين حول قضية غاية في الحيوية، ألا وهي جدوى الحديث عن أدب محلي، بل وإقليمي، وتحديد مسوغات المفهوم حين إطلاقه. الآراء التي انطوى عليها التحقيق شكّلت في مجملها حواراً ثريّاً استشهد فيه المساهمون بشواهد من المدونة الأدبية العربية بقدر ما أحالوا فيه إلى الواقع الراهن للأدب السعودي. على صعيد آخر خصص العدد مادة لمناسبة حيازة الروائي الفرنسي باتريك موديانو جائزة نوبل للآداب لعام 2014م التي أعلن عنها مطلع أكتوبر الفائت، تلقي الضوء على سيرته الكتابية ورحلته النوبلية. وحول بساتين الشعر يتقصّى ماهر الرحيلي الأمكنة في قصيدة عذبة وينظُم ما بينها بفتيلٍ يشعله من الأسئلة الشفيفة التي بها يهتدي الشاعر في ترحاله وبفضلها يبلغ مداه.

أما فيما يتعلق بالثقافة البصرية، فنطالع من جديد موضوعاً عن السينما السعودية التي طالما حرصت القافلة على تناولها بالعرض والتحليل. إضافة إلى ذلك يحوي العدد مقالاً عن تشكيل المكان كمفهوم فلسفي لدى الفنان ريتشارد سييرا، كما نزور في هذا العدد الفنان السوري سمعان خوام. وأخيراً، يلفت سلطان القثامي الانتباه إلى ملمح جدير بالاهتمام عن الكتَّاب والأدباء، وهو التعامل معهم والنظر إليهم باعتبارهم مخترعين، يبدؤون صنعتهم الكتابية بخلق شخصيات وتصميم أماكن واختراع أنظمة وهندسة آلات. وهو ما يجعلنا نعيد النظر في الإبداع الأدبي بطريقة تجعل الأدباء يقفون على قدم المساواة مع العلماء.

أضف تعليق

التعليقات