تتعدد أبعاد وأوجه الإبداع الروائي والقصصي لدى الكاتب والأديب المصري محمود الطهطاوي، فقد قدَّم في رواياته وأعماله القصصية المتتابعة عوالم متباينة يتجاور فيها الواقعي مع الفنتازي، ويتداخل فيها البعد الميثيولوجي مع البعد الشخصي، في سعي منه للكشف عن خبايا التجربة الإنسانية والغوص عميقاً في أعماقها، موظفاً في كل تجربة من التجارب الكتابية الأسلوب الملائم والتقنية السردية المناسبة للحالة التي يخضعها لمبضعه الروائي. الكاتب علاء الدين رمضان يأخذنا في رحلة استكشافية نستطلع من خلالها بعض جوانب هذه التجربة الروائية الثرية من خلال استعراضه البانورامي لرواياته المنشورة حتى الآن.
الأديب محمود الطهطاوي روائي متمرس صاحب خط واضح في أعماله، إذ يميل خلالها إلى الاستبطان تجربةً والإدهاش دلالةً.
فهذه سمة انتظمت تجربته بتمامها وارتصفت في سَلْكِهَا أعماله جلها، تلك الأعمال التي تنوعت ما بين المجموعات القصصية والروايات، ونعرض هنا عدداً من أعماله الروائية، التي تعددت أساليبها وتنوعت تجاربها، بدءاً من روايته «بئر العسل»، وحتى رواية «للكبار فقط»، مروراً بعدد من الروايات، من بينها: «للعشق أوجاع وهذه منها»، «أسيرة»، «شجرة الأربعين»، «رايحين على فين ..»؛ وكلها تجارب تأبى إلا أن تشي بكاتب شديد الحساسية والولوع معاً بموضوعه وفكرته وإطاره، ثم هو يعشق كتابته، فكل سطر يكتبه الطهطاوي، نتاج صريح ومباشر لوجدانه، يمزجه بِذَوْبِ روحه ويُجَمِّلُه بعلاقته بواقعه بحسب رؤيته – كاتباً وإنساناً – لهذا الواقع، والقريب من عالم الطهطاوي، سيكتشف أنه في الدراما السوداء واقعي، وفي الدراما النفسية واقعي، وفي الفانتازيا واقعي؛ له خصوصية صوغية مميزة فهو مثلاً في روايته «للعشق أوجاع…» يقدِّم تفسيراً فانتازياً لموضوع رواية «أسيرة»، وفي «أسيرة» يقدم تفسيراً موضوعياً لفانتازيا «للعشق أوجاع»؛ إنه العالم الذي يلتقطه من شارع المكان ويدخل به قصر الفن، فيحوله إلى بنية جمالية يرضاها هو لما اجتلب؛ مع تنوع اتجاهاته الموضوعية والفنية والإطار الفكري لنتاجه؛ فقد قدَّم الطهطاوي رواية الشخصية في«بئر العسل»، و«رايحين على فين»؛ ورواية المكان سواء الإطار البيئي كما في«رايحين على فين»، أو البيئة الأيديولوجية للمكان كما في«شجرة الأربعين»، ورواية الأشياء والهامش مثل«للعشق أوجاع»، ورواية الموضوع مثل «للكبار فقط»، ورواية المثيولوجيا كما في«شجرة الأربعين» … إلخ، ثم دُشنت في معرض الرياض للكتاب العام الماضي روايته الجديدة «إمبراطورية المساخيط القيساوية»، وهي رواية فيها من الفانتازيا والسخرية من الواقع ما يجعلها من النوع المضحك المبكي، حيث تتناول الأوضاع الأخيرة في حياة شباب الفيس بوك من المصريين.
المعالجة الروائية عند الطهطاوي
لقد عالج محمود الطهطاوي عدداً من التجارب التي تطلبت قدرات فنية متغايرة، وكأنها تختبر قدراته روائياً، فكان روائياً جديراً بتجاربه، حيث استطاع أن ينهج الأساليب المناسبة لكل موضوع، فعالج تجاربه برؤى نفسية واجتماعية وتجاوزية، منها ما عالجه من الداخل من خلال النطاق البيئي، ومنها ما عالجه من خارج النظرة النفسية، وتزيا عند الحاجة بالأقنعة الملائمة لمعالجة التجربة المطروحة.
ومما يشار إليه ويُشاد به عند الأديب محمود الطهطاوي: اقتداره على خوض تجاربه المغايرة للرصد الوصفي الذي يتسيد الساحة الروائية الآن، فعالج تجربته بأسلوب الفانتازيا في « للعشق أوجاع وهذه منها »؛ كما اجترأ على معالجة موضوع شبه مستحيل (ولا مستحيل في الفن) في رواية «للكبار فقط»، واستطاع أن ينجو من البعد التقريري الذي تعلو نسبة احتماله في هذا الموضوع الذي لا يمكن تصوره فنياً إلا بعد قراءة الرواية فعلاً؛ وإن كان النص بحاجة لتكثيف دور الشخصيات الثانوية والتجارب الهامشية في التجربة، فمن يعرف بموضوع الرواية سيرى أنه موضوع نقدي يعيدنا إلى أساليب المقالة القصصية القديمة، لكنه نجح في صوغه في قالب فني يمتلك الرؤية والأدوات المناسبة، فيه الحبكة والشخصيات والتصعيد الدرامي، محولاً استدعاءاته النصية إلى بُنى تناص تمد العمل وتُقَوِّيه.
وتقدم رواية «للكبار فقط» أزمة الكاتب الجاد في لحظة ضعف، يفتقد فيها الشهرة والذيوع؛ إذ عرضت نموذج الشخصية ذات الوعي الأعلى، التي تمتلك حق الرؤية الناقدة لموضوعها المعرفي، فالشخصية الرئيسة هنا هي شخصية روائي يزدري الترهل والفساد الذي اعتمر تلك المساحة بوصفها مساحة اجتماعية تساعد في استشراء الفساد داخل المجتمع الأدبي بوصفه بيئة النص ونطاقه المكاني؛ كما تؤثر سلباً في البنية السلوكية والخلقية في مجتمع التلقي؛ مما دفع الكاتب إلى إخفاء المجلد الذي يضم عدداً من الروايات الذائعة ذات البنية السلوكية المشينة والمعيبة، التي يرفضها بوصفه إنساناً وفرداً اجتماعياً، كما يرفضها فنياً بوصفه كاتباً، وصارت شخصية الكاتب هي المرجع القيمي لرؤية النص.
كما عالج الكاتب أيضاً التحولات الاجتماعية والخلقية للبيئة الاجتماعية في «رايحين على فين ؟!»، على مستوى الحاكم والمحكوم.
وأبرز ما يمكن التوقف عنده والإشارة إليه في روايات محمود الطهطاوي هو البعد الإيجابي للشخصية الرئيسة؛ حتى لو رضخت أو أذعنت لتحولات سلبية، تظل القيمة الإيجابية حاضرة وإن خفتت في بعض الأحيان.
وأرى أن نقف إلى بعض الروايات لنقدِّم أبرز خطوطها التي عالج بها الكاتب تجاربه:
نلتقي في رواية «بئر العسل» بحشد من الشخصيات ذات العوالم المستقلة والمتقاطعة والمتداخلة: قاسم وسلمى وشريفة وأختها والصديق القسيم للبطل والسامق والجنية، وعائلة قاسم: جده السقاء وأبوه البقال وأخته صفاء؛ كما تحتشد بالأحداث المصيرية والمهمة وتنوعها الدلالي والاتجاهي ما بين الواقعية والأسطورية والاجتماعية والوجدانية والنفسية والاستحضار التاريخي: الغواية الأولى في اللقاء الأول، ثم بئر العسل وما تثيره من مثيولوجيا، ثم قاسم وجذور شخصيته بما يضيئه الكاتب من استرجاع، ثم الغواية الثانية في امتلاك سلمى لقاسم، وزواجها منه وسحرها له، وجعله ملك يدها، ثم التاريخ العائلي لسلمى ورجوعها إلى قصة أبيها السامق، ثم التحول الأول وهو تحول وجداني، بعده التحول الثاني وهو تحول مادي، ثم الصراع ين الحياة المغلقة والحياة الجديدة المنفتحة، صراع انتهى إلى قسم جديد هو الانهيار.. انهيار طال كل شيء، حتى الماضي القديم، حيث رمز الكاتب إلى ذلك بالتحول المظهري والوجداني لأم سلمى والتحول المماثل في مظاهر البيئة المكانية المحيطة، حتى بلغت الرواية ذروة الحدث الدرامي بانهيار البرج الذي أقامه قاسم مكان القصر القديم: قصر السامق .
وللرواية أبعاد دلالية إشارية وضمنية، ساقها الكاتب وراء البنية الأولية الظاهرة للنص، بوساطة الاستدعاء والتناص؛ من بينها الاستدعاء الإشاري للقضية الفلسطينية والقضايا العربية اليهودية (بئر العسل ص19)، من خلال حكاية شمعون اليهودي مع السامق؛ وكذلك الاستدعاء الإشاري لقصة يوسف عليه السلام، (بئر العسل ص32).
وفي رواية «أسيرة»؛ يًقدم الكاتب صورة لأزمة إنسانية، في بُعدها النفسي مشوباً بالبعد الاجتماعي، إذ تقوم بين العاشقة والعاشق معادلة لا تُرى؛ هي كالسراب أو الوهم: «الحياة بدونك مستحيلة ومعك مستحيلة، معادلة صعبة…، لكنها معادلة عاطفية، معادلة تحتاج إلى قلب وروح، لا إلى ورقة وقلم، معادلة تحس ولا ترى..»(أسيرة ص10).
وقد تطورت تلك الكارثة حتى صار التخلص من الأسر وحيرة العشق حالة ملحة بل مُلجئة إلى الهرب من الواقع المفروض، لتنتهي الرواية بالجملة المحورية المكررة: «جربت كل الطرق للانسلاخ منك..، كلها قذفتني بداخلك..»، ثم أضاف الكاتب إلى جملته المحورية تعبيراً جديداً على سبيل الاتساع التفسيري الموضِّح لمفهوم تعبير «بداخلك»؛ فتقول: «إلى أسرك»؛ مما يعني أن دخولها لداخله يعني إيغالها في الأسر.
أما رواية «رايحين على فين؟!» فهي رواية شديدة التميز من بين تجارب محمود الطهطاوي، ولعل أبرز ما يلفت الانتباه إليها؛ هو استخدام منطقة الإظلام أو الإعتام الدلالي: بؤرة التنوير الرئيسة للرواية؛ حيث غَيَّبت الروايةُ الواقعةَ التي حدثت لسليمان الشيمي، تغييباً فنياً مقصوداً، واكتفت بأنه لون من الجرم الاجتماعي، الذي أعان البحث عن أسبابه الكاتبَ في إضاءة أبعاد شخصية سليمان الشيمي، هذا التغييب للواقعة لا على سبيل التشويق وإنما على سبيل الاتساع، فسليمان شخصية وطن، شخصية شعب؛ أجزاؤه لم تلق مصيرها بالأسلوب نفسه، وإن لاقت المصير نفسه، فسليمان الشيمي قُتل مشنوقاً جاحظ العينين، بوصف ذلك وحدة مصير، أو لنقل توحيد مصير مع الواقع العربي. وقد حرصت الرواية على إخفاء تفصيل الواقعة ومشهدها حتى قرب نهاية الرواية بسبع صفحات، وهو ما يؤكد أن هذا التغييب مقصود اتساعاً، فلم يشأ الكاتب الطنطنة بهذا الرمز، بل تركه إشارةً توحي ولا تُبتذل؛ فتثير النفس إليه من حيث لا يُرى.
أما روايته «للكبار فقط» فتعرض صراعاً وجدانياً يعتمل داخل روائي لم ينل حظه من الشهرة على الرغم من إفراطه في الإخلاص لفنه، فقرر أن يكتب رواية مثل تلك الروايات التي تذيع بسبب خروجها ونداء الغريزة فيها، باختصار أراد الروائي/البطل لنفسه أن يكتب رواية تعبِّر عن التمرد الفكري. (للكبار فقط ص 14).
فـ«للكبار فقط»، رواية مستفزة وملبسة حقيقة، لكنني أرى أنها رواية بالمعنى الكامل، فهي تبدأ بالصراع الدرامي المحتدم بين الكاتب والوسط الأدبي، وبينه وبين الشللية الأدبية والنقاد، فيها شخصيات نمطية وشخصيات غير نمطية، فمن شخصياتها النمطية – وإن خفتت – الزوجة والأولاد وبيئتهم النمطية، حيث تنقل ابنته رواياته إلى زميلاتها، أما الجانب غير النمطي فهو يتمثل في شخصيات غير إنسانية، إنما شخصيات اعتبارية مثل الروايات التي يصارع تجاربها وحالات ذيوعها، ومنها: «برهان العسل»، و«أنا هي أنتِ» والكُتَّاب الذين يُحب إبداعاتهم ويحترم فكرهم، مثل محفوظ وعبد القدوس والغيطاني وفؤاد قنديل وجبريل والكفراوي والقعيد وخيري شلبي وغيرهم.
وقد أنهى الكاتب روايته بنهاية هادئة فيها العدول المبرر عن الفكرة الرئيسة للرواية، وذلك الهدوء ربما كان من ورائه بعد إشاري إلى الحالة التي يعيشها الكاتب الذي يحترم قيمه وتقاليده وله قاعدة ومرجعية ينطلق منها ويحافظ عليها؛ يقول: «من حقي أن أجدد وأداعب تلك القوالب الجامدة، ولكن لن أخرج عن سياق المجتمع، وإن كنت أُعَرِّيه من أجل أن يلبس ثوباً جميلاً…؛ لن أرمي بقلمي في المنظقة المظلمة، وأشخبط تلك الشخبطات القذرة، سأجعل أولادي يهدون كتاباتي إلى أصدقائهم..، يكفيني أن تكون سيرتي طاهرة، ونظيفة، وربما يكتشفني يوماً ما ناقد، فيبحث عن قبري المنعزل ويضع وردة».
مقطع من رواية بئر العسل
«سلمى» الموجوعة من فعلهن، من غيرتهن وحقدهن عليها وعلى «السامق» والقصر، وعلى كل ما يمت لها بصلة، بل من في كل البلدة يكن لها كرهاً غريباً منذ أن حضرت وتسلَّمت القصر، هذا القصر الذي صنع هذه البلدة، «السامق» هو الذي وضع حجر أساسها، هو الذي حوَّل رمالها إلى حدائق غناء، كانت مجرد أرض خربة، فلماذا يعاملونها بهذه الطريقة ؟! ، لماذا يحقدون على «السامق» صاحب الفضل عليهم جميعاً، لماذا .. لماذا ؟!! .
فلتكن يا «قاسم»، قدري المنشود، بك عرفت الحياة، وبك أنتشل وجعي من هذه البلدة التي سلمتني للوجع، وحاكمتني دون قاضٍ، وأكلت أنوثتي ولاكتها.
********
كنت تمتلكينه ويمتلكك، تنظرين إلى عينيه فتقرئين ما بداخله، كل شيء تحول وتبدل، ماذا حدث يا سلمى؟ يا سلمى ماذا حدث؟!، تنظرين في عينيه فتخرجين بألف علامة استفهام، التأمل في وجهه كان يأخذك من كيانك إلى عالم جميل رائع، الآن ينقلك إلى بحر من الحيرة .
هل تغير كما تغيرت أشياء كثيرة حولك ؟ .
هذا غريب، لم تعتده من قبل، هذا التحول أزعجها، لأول مرة تشعر بغموضه، كان كتاباً مفتوحاً من قبل، ما يحدث له جديد عليها، هل تسكت أم تواجه، وماذا يفيد الحديث يا«سلمى»، يا سلمى ماذا يفيد الحديث ؟!، وكأن الدمع سبقها، وهي تتكور في الصالة تداعب بالريموت قنوات التلفزيون دون تركيز، منذ أن عاد وفي يده الصحيفة، وحاله تغيَّر وتبدَّل، هل ستفقده؟. هل يتركها ويرحل ؟.
هل ما حدث له طبيعي ؟ هل هو الحنين إلى الأهل والصحب ؟ هل هو محق، هل من حقه أن يعود إلى الوراء، ينبش في ماضيه ؟؟.
إيه يا سلمى !!
وهي تقف وتدور حول نفسها بعصبية في الغرفة ، تشعر كأنها ضيقة برغم اتساعها الملحوظ، ترمق الصور المعلقة على الجدران، تتوقف عند الصورة القريبة من الشباك، تتأملها وكأنها تراها للمرة الأولى، تطل البنت بنظرتها الحائرة، عيناها السوداوان تنظران إلى المجهول، يدها القابضة على صدرها البض تحاول مواراة هذا الأخدود الغائر الذي يطل من بين جبلين، الإطار الأسود حولها وكأنه قيد يشل حركتها، كل ما فيها ينبض بالحياة، ولكن هذا البرواز اللعين، بلونه القاتم يجعلها مجرد صورة تطل من على الحائط .
امتلاكك له كان يشعرك بالقوة، لقد حاصرته بكل أسلحتك من أجل نفسك فقط، وضعتِه داخل قفصك أنت لكي تحققي حلم أمك المقهورة التي ترسم سعادتها وسعادتك ، لقد حاصرتِه بكل ما منحك الله من أسلحة الأنثى الجميلة لينسى الأهل والصحب، لينسى أحلامه، ماضيه، يولد على يديك من جديد، والآن تبدل وتغير، منذ أن شاهد الصحيفة، وعاد إليك يحملها في يده، نظراته تبدلت، نبرات صوته تبدلت، جنونه بك تبدل.
تقترب من النافذة، وتخترق المكان الصامت وقت القيلولة ، يلفح وجهها حر شهر يوليو الذي يخترق الشباك، فتتراجع قليلاً، وهي تركز بصرها على البئر، لا أحد حوله، لا شيء إلا الفئران تلعب وتلهو في هدوء وثقة، وكلب مستلق تحت التعريشة المجاروة له، يستظل بظلها من حر القيلولة القاتل، كل شيء حولها صامت، حتى إن دقات الساعة المعلقة في الصالة المجاورة للغرفة تخترق المكان وكأنها بجوار أذنيها، تزيح الستارة، وتستلقي على الأريكة المواجهة لجهاز التلفزيون.
اتركيه يا سلمى، أطلقي سراحه، اجعليه ينطلق، ينبش في ماضيه.. حتى لا يهرب بلا عودة. لا تخافي من انطلاقه يا سلمى، فهو يحبك، ولا يستطيع الاستغناء عنك، اتركيه يا سلمى يطير ويحط في أي مكان، سيعود للـ«غية» سيعود لك، وتسبحين بين كرات دمه، وتعسكرين في صفائحه الدموية.
يتنفسك يا سلمى، تمنحينه الحياة بكل زخمها وأريجها، أنت الحياة .. لو غادرك سيموت.