ويلهلم إدوارد ويبر (Wilhelm Eduard Weber) هو فيزيائي ألماني كان لأبحاثه المفصلية في دراسة الكهرومغناطيسية الفضل في نسبة وحدة التدفق (أو الفيض) المغناطيسي (الويبر wb) إليه. ويعرّف التدفق الكهربائي بكمية خطوط المجال الكهربائي التي تعبر سطحاً ما.
أظهر ويبر نبوغاً مبكراً ودرس الفلسفة الطبيعية ثم عُيِّن برتبة “أستاذ متميّز” في الفيزياء في جامعة هالي وهو في السابعة والعشرين من عمره. وعلى الرغم من أن اهتمامه انصب على الظواهر الفيزيائية والصوتيات وربط تفسيراتها بالحياة اليومية، إلاَّ أنه تعاون مع أخويّه الآخرين المتخصصين في الأحياء في أبحاث ذات علاقة بميكانيكية المشي لدى البشر.
خلال تلك الفترة كذلك، حظي ويبر باهتمام أستاذه؛ الفيزيائي والرياضي الشهير (كارل فريدريك غاوس)، الذي فطن لنبوغ تلميذه فأشركه في دراساته. وفي عام 1833 على تصميم أو جهاز تلغراف كهرومغناطيسي.
لأسباب سياسية، تم إعفاء ويبر من منصبه عام 1937، ليسيح في أنحاء أوروبا قبل أن يستقر في لايبزيغ.
تنوَّعت إسهامات ويبر في الفيزياء التطبيقية والنظرية، فقد وضع تصاميم أجهزة حساسة لقياس المجال المغناطيسي وقياس التيارين المستمر والمتردد. وصنف أطالس وخرائط مرجعية لمغناطيسية الكرة الأرضية.
وفي العام 1856، نشر ويبر – برفقة الفيزيائي الألماني (كارل كولراوتش) – ورقة علمية رمز فيها لأول مرة لثابت سرعة الضوء بالرمز c الذي بتنا نستخدمه جميعاً اليوم. كما أثبـت الاثنان في الورقة نفسها أن نسبة الشحنة الاستاتيكية إلى الشحنة الكهرومغناطيسية تعطي رقماً مساوياً لسرعة الضوء المعروفة. وهذا الكشف قاد العالم الأسكتلندي الشهير (جيمس كلارك ماكسويل) إلى استنباط إحدى معادلاته التي تقرِّر أن الضوء ما هو إلا موجة كهرومغناطيسية.
عمّر ويبر مستمتعاً بالتقدير الدولي لأفكاره وإسهاماته. ولما مات دفن في نفس المقبرة مع ماكس بلانك وماكس بورن، العالمان الألمانيان صاحبا الإسهام المحوري في فيزياء الكم. وقد اعتمد اسمه وحدة معيارية، بحيث يساوي الويبر الواحد قيمة التدفق المغناطيسي عندما يخترق مجال مغناطيسي شدته 1 تسلا عمودياً سطحاً ما مساحته 1 متر مربع.