كتب (قافلة النشر)

كتب

كتب عربية

حكمة الشرق وعلومه
دراسة العربية في إنجلترا في القرن السابع عشر
تأليف: جيرارد جيمس تومر
ترجمة: أحمد الشيمي
الناشر: عالم المعرفة- المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب-الكويت – 2017

في هذا الكتاب يتابع القارئ واحدة من رحلات اللغة العربية إلى العالم الغربي، وإلى إنجلترا بصفة خاصة، وكيف حرص الغربيون عامة والإنجليز بصورة خاصة على الإلمام باللغة العربية، وبذل الغالي والنفيس بحثاً عن مخطوطاتها، والوقوف على عبقريتها. يقدِّم الكتاب فرصة للباحثين الذين يريدون رصد ما أنجزه العرب في مجال نقل الحضارة اليونانية والرومانية إلى اللغة العربية، وكيف استفاد الغربيون من هذا الإنجاز بعد يأس من معرفة تلك الحضارة في نصوصها الأصلية.
تأتي أهمية هذا الكتاب من أنه يحقِّق أكثر من فائدة: فمن جهة يذكرنا برحلة اللغة العربية في إنجلترا خاصة، والعالم الغربي بصفة عامة، وهي رحلة ماتعة مثيرة تبدأ في أواخر القرن السادس عشر، حين كان وجود اللغة العربية في إنجلترا ضعيفاً، إلى أواخر القرن السابع عشر حين استقر وجودها في الجامعات والمعاهد الإنجليزية والأوروبية. ومن جهة ثانية يضعنا الباحث أمام بحر زاخر من الموضوعات التي تحتاج إلى مزيد من البحث والتقصي، وكلها متصلة باللغة العربية وآدابها.
ومن جهة ثالثة يذكرنا بأولئك المستشرقين الذين عشقوا اللغة العربية وآدابها، واسترخصوا في سبيل خدمتها الغالي والنفيس: بِدوِل، وسِلدِن، ولود، وإدوارد بوكوك، وغريفز، ورافيوس، وجون بل، وصامويل كلارك، وتوماس هايد، وكاستل، وكثيرين غيرهم.

 

لنربح التعلُّم كي لا نخسر التعليم
تأليف: عبدالرحمن منصور
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون – 2017

يولي الكاتب في هذا الكتاب أهمية بالغة للعملية التعليمية في الوطن العربي وسبل تطويرها، متخذاً من شعار “كثير من التعلُّم وقليل من التعليم” أداة ليدرك المشرفون على العملية التربوية والأهل والتلاميذ الفرق بين التعلُّم والتعليم في زمن الانفجار المعرفي الهائل في هذا العصر.
ويتساءل المؤلِّف في المقدِّمة التي يفتتح بها كتابه: من يُعلِم ماذا سيعلم وماذا سيترك؟! ولأن تعلُّم الطالب أن يصطاد المعرفة بنفسه هو لا شك خير وأبقى من أن نصطادها نحن ونقدِّمها له في طبق على مائدة العلم، فيعافها حيناً ويتناولها على مضض حيناً آخر!
ويجد القارئ في هذا الكتاب، جملة تجارب وأفكار تهدف كلها للتأكيد على أهمية التعلُّم، وتقدّم حلولاً لعلها تسهم في ترسيخ مفهوم التعلّم وأهميته. و”قد قدّمت – والكلام للمؤلِّف – لكل منها بقصة أو حادثة حقيقية، إما أنها وقعت أمامي مباشرة أو رواها لي من أثق به من رفقاء الدرب، وهو درب طويل قد قارب العشرين سنة، سنوات سبع منها معلِّماً لمادة الفيزياء، وبقية تلك السنوات مشرفاً تربوياً للعلوم والفيزياء، ما أتاح لي فرصة زيارة المئات من الصفوف الدراسية والاحتكاك بالمئات من المعلمين والاطلاع على عشرات الأساليب التدريسية، وأخيراً الانضمام إلى المدربين المركزيين لمشروع تطوير الرياضيات والعلوم. وكل هذه التجارب قد ولّدت لديّ قناعة راسخة لا تتزعزع بأهمية التعليم وهي رسالة هذا الكتاب”.

 

منارات طريق الحرير … الأدب الصيني
تأليف: مجموعة من البحاثة والمترجمين
الناشر: جريدة القاهرة – 2016

لأن الأدب الصيني مجهول إلى حدٍّ كبير في العالم العربي، يسد هذا الكتاب ثغرة مهمة، نظراً لكونه يتضمَّن مجموعة من القصص، بالإضافة إلى رؤية تاريخية لمجمل الإنتاج الأدبي الصيني منذ تاريخ قديم.
يضم الكتاب قصيدة واحدة بعنوان “أنا الفهد الأبيض” وعشر قصص قصيرة تتسم بملامح القصة -الحكاية التي تعتمد على السرد المتسلسل المباشر والمحدّد الهدف غالباً. ولا يخلو الكتاب من منجز ثقافي مهم يتعلَّق بتاريخ الأدب الصيني. فيوضح أن أشهر الكتب الصينية القديمة هو “كتاب الأغاني” الذي يضم أكثر من ثلاثمئة قصيدة تمجِّد أعمال الحاكم، وفيها عرض لبعض ملاحم البطولات وأناشيد المراسم. أما بشأن الروايات الكلاسيكية، فيذكر “قصص الممالك الثلاث” التي ألّفها لو فوان تشونغ، وهي أول رواية طويلة مؤلفة من 120 فصلاً، وتضمَّنت وصفاً تاريخياً لصراعات عسكرية وسياسية استمرت 90 سنة. أما رواية “الحج إلى الغرب” فتحكي عن رغبة أحدهم الانتقام من الحاكم.
ويرصد الكتاب حراك الأدب الصيني منذ بداية القرن الـعشرين عندما انطلقت حركة الطلاب، وأعلنت أن “الغزو الأجنبي من أمامنا والفساد من خلفنا”، وذلك بعد احتلال ألمانيا لجزء من الأراضي الصينية إبان الحرب العالمية الأولى. فعندها، شهد الأدب الصيني كثيراً من التحوُّلات في المضامين الأدبية واللغوية، بل حتى في علاقة الأدب الصيني بالأدب العالمي. وبالنسبة للأدب الصيني المعاصر، يفيدنا الكتاب بأنه بعد حرب طويلة وتولي ماو الحكم، شاع الأدب الرمزي بسبب مخالفته لمبادئ الثورة. أما المرحلة الجديدة، أي منذ عام 1976 وحتى الآن، فقد تنوَّعت ملامح الأدب الصيني.

 

فهرس
تأليف: سنان أنطون
الناشر: منشورات الجمل – 2016

تبدأ هذه الرواية بفصل “بدايات”، وهي مقتطفات من مخطوطة مكتوبة باليد تصل “نمير”، أستاذ الجامعة العراقي المقيم في أمريكا منذ تسعينيات القرن الماضي، ببائع كتب في شارع المتنبي أثناء وجوده في بغداد مع وفد أمريكي لتصوير فيلم عن الاحتلال.
تبدأ رحلة الكتاب عبر سرد مقتطفات من المخطوطة المكتوبة بأسلوب المونولوج النابع من صوت الأشياء والبشر على حدٍّ سواء. “فهرس” هو اسم المخطوطة ربما، أو كما أراد لها كاتبها، لكنها في الحقيقة تدوين لمراحل تلاشي ملامح بغداد عبر رصدها، ملمحاً بعد آخر، وكيف التهمت النار بعضها وابتلعت الحروب بعضها الآخر، كما ضاع أغلبها مع الفقد والغياب القسري. يتماهى بطل الرواية نمير البغدادي، في بعض التفاصيل مع شخصية الروائي نفسه، فيرافق فريقاً سينمائياً أمريكياً لصنع فيلم عن واقع بلده وأحوال الناس فيه، يقصد مطارح ذكرياته كمترجم في بغداد، يزور معالمها البارزة، يتوقف في شارع المتنبي الشهير، يتعرف هناك إلى الكتبي ودود الذي يخبره أنه يفهرس تفاصيل الدقيقة الأولى للحرب، وكيف كان تأثيرها على الناس والبلد، فتلفته الفكرة ويشاركه همه وعمله عن بعد.

 

المادة في حياتنا
تأليف: مارك ميوداونك
ترجمة: يامن خضراء
الناشر: دار الساقي – 2017

هذا الكتاب للبروفيسور في المادة والمجتمع من كلية لندن الجامعية، مارك ميوداونك، ويمثل مغامرة مثيرة تحملنا إلى أعماق المواد المحيطة بنا يومياً، مليئة بحكايات مدهشة وبمعلومات علمية ساحرة. ينطلق الكتاب من أسئلة بسيطة مثل: لماذا نرى الزجاج شفافاً؟ أو ما الذي يجعل المطاط مرناً؟ ليسلط الضوء على الأشياء اليومية في بيوتنا والمواد الجديدة الأغرب من ذلك التي من شأنها أن تشكِّل مستقبلنا. كما يكشف الكتاب عن أهمية الأشياء التي صنعها الإنسان، ويظهر معجزات التصميم والهندسة والإبداع الحرفي التي تحيط بنا كل يوم، من كوب الشاي إلى المحرّك النفاث، ومن رقاقة السيليكون إلى الدبوس الورقي، ومن التقنيات القديمة في صناعة الأقمشة والسيراميك إلى القطع الإلكترونية الدقيقة.
يبدأ الكتاب مع صورة للكاتب ميوداونك على سطح منزله في لندن تعطينا صورة عن العناصر الأساسية للكتاب، من بينها بناء زجاجي جميل في خلفية الصورة مع فنجان السيراميك الذي يحمله ميوداونك وكتاب إلى جانبه. فيأخذنا الكاتب معها إلى تاريخ كل من هذه المواد الموجودة في الصورة استناداً إلى علم النفس والعلاقات المادية النفسية ودراسة كيفية تفاعل البشر الحسي مع المواد.

 

صناعة المواقع الإخبارية
تأليف: علي التركي
الناشر: دار روافد للنشر- 2017

يضم الكتاب أربعة أبواب تشرح خطوات صناعة المواقع الإخبارية وسرد وتوصيف دقيق لأهم المشكلات والتحديات “الإدارية، والتحريرية، والتقنية، والتسويقية” وسبل معالجتها. ويوضع نموذج يقدِّم صورة شاملة عن معالم هذه الصناعة ويرسم خارطة طريق وبيئة مناسبة تحفز على ضخ مزيد من الاستثمارات في إنشاء المواقع الإخبارية.
ففي الجانب الإداري يناقش الكاتب “تحليل السوق، والتخطيط، وطريقة وضع الاستراتيجيات والخطط والميزانيات وتكوين فريق العمل”. وفي الجانب التحريري، يسلط التركي الضوء على كيفية وضع وصياغة: “السياسة التحريرية، ودورة النشر، واجتماعات التحرير، ومصادر المعلومات، وأسلوب الكتابة، ونوعية المحتوى، ومعايير الانتقاء، وتبويبات الموقع”. أما في الجانب التقني، فيشرح العناصر المؤثرة في نجاح الموقع بداية من “نطاق موقع الويب”، والاستضافة وضوابط التعاقد مع الشركات، حتى “التصميم” وأهم المعايير التي يجب أن تتوافر فيه وجميع العناصر الرئيسية الداخلية، ولوحة التحكم والتطبيقات. ويبقى الجانب التسويقي، الذي يستعرض فيه الكاتب أهم طرق الترويج وجلب الزوار وإرشادات ونصائح لفريق التسويق، وكيفية التعامل مع الزائر وإقامة علاقة صداقة حقيقية معه.

 


 

كتب من العالم

العجائب تصنع العجائب: كيف يشفينا الطب والغموض
Wunder wirken Wunder: Wie Medizin und Magie uns heilen by Eckart von Hirschhausen
تأليف: إيكارت فون هيرشوزن
الناشر: 2016 ,Rowohlt Auflage

يسعى الطبيب هيرشوزن إلى حل الصراع المستمر بين الطب القائم على العلم وأنصار العلاجات البديلة. وبأسلوبه الذكي الذي لا يخلو من الطرافة، يستكشف الكاتب إمكانية اتخاذ قرارات أفضل لصحتنا، واتباع أسلوب حياة صحي وسليم. فيقول إن الوقت قد حان للحديث العادي، وليس لمجرد “النصائح” غير قابلة للنقاش المغلقة الموجودة داخل علب الأدوية. ويسأل: إذا كان لدينا كثير من الطرق للتأثير على الجسم لماذا لا نلجأ إليها إلا نادراً؟
يقف هيرسشوسن بحزم إلى جانب المريض، ولكنه يحرص على تعداد جميع سلبيات وإيجابيات أي من الأساليب العلاجية المتبعة إن كانت تقليدية أو غير ذلك. ويلقي الضوء على الجوانب السلبية للطب الحديث والطرق الغامضة من قبل أولئك الذين يسمون أنفسهم “معالجين” أو الذين يتبعون أساليب الطب البديل.

 

دومي غولو- الدفاتر المخفية
Doomi Golo: The Hidden Notebooks by Boubacar Boris Diop Translated by Vera Wulfing-Leckie and El Hadji Moustafa Diop
تأليف: بوبكر دوريس ديوب
ترجمة: فيرا ولفينغ-لكي والحجي مصطفى ديوب
الناشر: 2016 ,Michigan state University Press

هذه هي الرواية الأولى التي تترجم من اللغة الولوفية، لغة أغلبية السكان في السنغال، إلى الإنجليزية. و”دومي غولو: الدفاتر المخفية” عمل بارع يروي قصة شخص يدعى نغيران فايي، ومحاولاته للتواصل مع حفيده قبل أن يموت، بطريقة سردية تشبه جمال القطعة الموسيقية.
ينقل ديوب صدمة فايي جراء فقدان ابنه الوحيد أساني تل، التي تتفاقم مع هجرة حفيده بادو إلى وجهة غير معروفة. وبينما يشعر فايي بأنه متأكد من أن حفيده سيعود يوماً ما، فهو مقتنع بأنه لن يكون حياً حينها. فيقضي أيامه تحت شجرة المانجو في فناء منزله، يتذكر ويراقب محيطه. ويتحدّث فايي إلى بادو من خلال دفاتره السبعة، ستة منها يتم الكشف عنها للقارئ، في حين أن السابع، “كتاب الأسرار”، هو سري للغاية يحتفظ به لبادو وحده. وفي غياب أي رسائل من بادو، تشكِّل تلك الدفاتر الوسيلة الوحيدة الممكنة للاتصال بين الاثنين، وتحمل داخلها الإيقاعات والتكرار التي تعطي هذه الرواية شكلها غير العادي.

 

الاختلاف: علم رؤية الأمور بطريقة أخرى
Deviate: The Science of Seeing Differently by Beau Lotto
تأليف: بو لوتو
الناشر: 2017 ,Hachette Books

يشير عالم الأعصاب بو لوتو إلى أن “الأدمغة العظيمة في التاريخ لم تطرح سوى نظريات ولكن علم الأعصاب اليوم قدَّم الأجوبة”. فقد أظهرت أحدث الأبحاث أن كل ما نختبره يحدث في الدماغ، وأننا لا نرى الحقيقة أبداً لأن دماغنا بطبيعته مخادع و يدفعنا إلى “الاختلاف” ورؤية الأمور بطريقة أخرى.
فالفهم هو أساس التجربة الإنسانية، ولكن قلة منا يفهم لماذا نرى ما نراه وكيف نراه. ومن خلال الكشف عن حقائق مذهلة حول الدماغ وقدرة استيعابه، يظهر بو لوتو أن الابتكار الكبير المقبل لن يكون في مجال التكنولوجيا بل في الطريقة الجديدة لرؤية الأمور.
يعتمد لوتو في هذا الكتاب على أكثر من عقدين من الأبحاث الرائدة ليؤكد أنَّ دماغنا لم يتطوَّر لرؤية العالم بدقة. ويضمن كتابه كثيراً من الرسوم التوضيحية والأوهام البصرية مع التفسيرات الواضحة والشاملة للعلم حول كيفية رؤيتنا للأشياء، وبذلك فإنه يغير في الطريقة التي نرى بها أنفسنا والآخرين والعالم.

 

وهم المعرفة: لماذا لا نفكر وحدنا أبداً
The Knowledge Illusion: Why We never Think Alone by Steven Sloman and Philip Fernbach
تأليف: ستيفن سلومن وفيليب فيرنباخ
الناشر: 2017 ,Riverhead Books

البشر خليط من مجتمعات وتقنيات معقَّدة للغاية، ولكن معظمنا لا يعرف كيف تعمل أبسط الأشياء من القلم إلى الراديو أو أي شيء آخر. فكيف حققنا الكثير رغم فهمنا القليل؟ يقول العلماء المعرفيون من أمثال ستيفن سلومان وفيليب فيرنباخ إننا نجدّ ونزدهر على الرغم من أوجه القصور العقلية لدينا لأننا نعيش في مجتمع غني بالمعرفة. فمفتاح القوة لدينا يكمن في الناس والأشياء من حولنا. ونحن نستفيد باستمرار من المعلومات والخبرات المخزنة خارج رؤوسنا: في أجسادنا وبيئتنا وممتلكاتنا والمجتمع الذي نتفاعل معه.
فالعقل البشري مدهش وعاجز في الوقت ذاته. لقد اكتشف النار وأنشأ المؤسسات والشركات ووقف على سطح القمر واطلع على تسلسل الجينوم. ومع ذلك، فإن كل واحد منا معرض لارتكاب الأخطاء، ولأن يكون غير عقلاني وجاهلاً أحياناً. وتفسر الطبيعة المجتمعية الأساسية للذكاء والمعرفة لماذا غالباً ما نفترض أننا نعرف أكثر مما نفعله حقاً، ولماذا من الصعب جداً تغيير الآراء السياسية والمعتقدات الخاطئة، ولماذا تفشل النهج الموجهة نحو التعليم والإدارة بشكل متكرر. ولكن التعاون في ما بيننا يمكِّننا من القيام بأشياء مذهلة.

 

مائة وواحد وعشرون يوماً
One Hundred Twenty-One Days By Michele Audin Translated by Christiana Hills
تأليف: ميشال أودين
ترجمة: كريستيانا هيلز
الناشر: 2016 ,Deep Vellum Publishing

كريستيان، طفل فضولي كان يتعرَّض للضرب من والديه بشكل مستمر. ولكنه عندما سأل أستاذه عن السبب الذي يستخدم فيه نفس العدد الثابت الباي (π) لحساب محيط ومساحة جميع الدوائر، الكبيرة منها والصغيرة، لم يؤنبه أستاذه بل قدَّم له منحة دراسية. وهكذا أصبح من أبرز علماء الرياضيات في فرنسا في القرن العشرين. ورغم إصابته في الحرب العالمية الأولى، فإنه عاش 103 سنوات. وخلال هذا العمر المديد، تقاطعت حياته مع مجموعة كبيرة من علماء الرياضيات وعائلاتهم.
في هذه الرواية، تتابع عالمة الرياضيات ميشال أودين حياة كريستيان وحياة هذه المجموعة من علماء الرياضيات خلال عدة عقود من النصف الأول من القرن الماضي. وفي كل مرة تتطوَّر شخصية بطل الرواية كريسيان. تحصل تحولات في اسمه الأخير، وكلما يتغير اسمه يتبدل أسلوب السرد الذي تتبعه أودين: من أسطورة إلى مذكرات شخصية، ومن بحث تاريخي إلى أسلوب المقالات الصحفية والوثائق. وينتهي كل فصل بكلمة أو عبارة يبدأ فيها الفصل التالي، كما أن الجملة الأخيرة من الفصل الأخير هي التي يبدأ بها الكتاب، وذلك استكمالاً لدائرة كاملة وتعبيراً عن اعتقاد الراوية بأن “الأحداث الخاصة… تشكِّــل نوعــاً من السلسلـة التي تجمع الخيوط معاً وكأنها تنسج التاريخ”.

مقارنة بين كتابين

لغز الوقت

السفر عبر الزمن: تاريخ
تأليف: جيمس غليك
الناشر: 2016 ,Pantheon
Time Travel: A History by James Gleick

 

 

لماذا ينقضي الوقت: استقصاء علمي في المُجمل
تأليف: ألان بورديك
الناشر: 2017 ,Simon&Schuster
Why Time Flies: A Mostly Scientific Investigation by Alan Burdick

منذ زمن طويل لم يخف العلماء والفلاسفة حيرتهم فيما يتعلَّق بتعاملهم مع الوقت، بسبب استحالة خضوعه للتحقيق التجريبي العلمي. فهل الوقت ظاهرة مستمرة تتدفَّق مثل النهر؟ أم أنها ظاهرة منفصلة تتكوَّن من وحدات صغيرة غير قابلة للتجزئة؟ كم يطول الوقت الحاضر؟ وإذا كانت معادلات الفيزياء تعمل على قدم المساواة إلى الأمام وإلى الوراء، لماذا يتحرك الوقت دائماً في اتجاه واحد؟ لماذا يبدو الوقت بطيئاً في وقت الأزمات؟ لماذا يبدو مرور السنوات متسارعاً مع التقدم في السن؟
يتناول كتابان جديدان هذه الأسئلة من وجهات نظر مختلفة. فيدرس كتاب “السفر عبر الزمن” الوقت من خلال تكهنات كتّاب الخيال العلمي. بينما يركِّز كتاب “لماذا ينقضي الوقت” على علم الأحياء، حيث يجري الكاتب آلان بورديك مقابلات مع باحثين يشرحون الآليات التي تشعر بها الكائنات الحية باللحظات وقت مرورها.
يلاحظ غليك، في كتابه “السفر عبر الزمن”، أن الخيال العلمي قد أنتج روايات تختبر آثار هذه النظريات على نحو مفيد، بدءاً من أواخر القرن التاسع عشر، مع ظهور فكرة أن الزمان والمكان يتألفان من وحدة رباعية الأبعاد تسمى الزمان المكاني (الزمكان). ألهمت هذه الفكرة وغيرها من الأفكار، التي كانت تؤسس لنظرية النسبية لأينشتاين، كُتاب الخيال العلمي “آلة الزمن” الذي ظهر في عام 1895 لمؤلفه ه. ج. ويلز. وكان ويلز،حسب غليك، أول من ربط “الزمن” بـ”السفــر” وأشـار إلى أنّ كل ما حدث وما سيحــدث في هذا العالم سيحـدث ضمن ما سماه ويلز “الكون الثابت”.
ولكن رحلة بورديك، في كتاب “لماذا ينقضي الوقت”، بدأت باهتمامه في الطريقة التي يؤثر فيها الوقت على عمل خلايانا بدلاً من “الجوانب الفيزيائية والحسابية للزمن التي لا تزال تناقش من قِبل العلماء الكبار في علم الكونيات”.
يشير بورديك إلى التناقض بين بحثنا عن الدقة في الساعات وواقع أن قياسنا للوقت غير دقيق بحكم طبيعته. هناك شبكة من خلايا عصبية موزعة في مناطق مختلفة من دماغنا تتحكم بآلية ضبط الوقت، إلى “الميلي ثانية الواحدة” (وحدة زمنية تستخدم كثيراً للتوقيت الرياضي، وتساوي جزء من الألف من الثانية). ويمكن اختبار هذه الشبكة العصبية داخل المختبر، وقد أشارت التجارب من خلال الأوهام البصرية إلى أن ما نعتقده هو اللحظة الحالية هو في الحقيقة ذكرى لما حدث في اللحظة السابقة. ولذلك فالوقت غير قابل للقياس في الواقع على هذا النحو، ليس فقط لأنه لا يوجد فرد واحد يمكنه تنظيم استيعابنا الفريد للوقت أو الإدراك الفردي للوقت. فالوقت، كما يقول بورديك، تحول إلى ظاهرة اجتماعية. حتى إن تصورنا للحظة من الزمن، هنا والآن، أصبح بناءً اجتماعياً. إذ كان تنظيم الوقت على مدار الساعة مسألة محلية حتى القرن التاسع عشر، عندما دفع التطور في التجارة والصناعة والاتصالات السلكية واللاسلكية إلى إيجاد معيار عالمي موحد. وهكذا أصبح استيعابنا للوقت مرتبطاً باستيعاب الآخرين له.
وعلى الرغم من أن الكتابين لا يقدِّمان الإجابة عن كل تساؤلاتنا، فإنهما يفتحان مجالاً من الاستفسارات الرائعة، ويعطيانا لمحة عن اللغز الذي طالما كان محيراً للبشر، ألا وهو طبيعة الوقت.

أضف تعليق

التعليقات