بعد شهر من عمله متطوعاً في إحدى دور الأيتام في نيروبي في كينيا، اكتشف كينتون لي حاجة ماسة لدى أطفال الميتم لأن تكون لديهم أحذية. إذ إنّ معظمهم كانوا يسيرون حفاة الأقدام. وبينما كان يسير في أحد الأيام، شاهد إحدى الفتيات وقد قطعت الجزء الأمامي من حذائها. وعندما سألها عن السبب، أجابته بأنها قامت بذلك لتسمح بمساحة أكبر لأصابع قدميها بعد أن أصبح الحذاء ضيقاً عليها. وعندما تحدث إلى مدير الميتم، علم كينتون أن هناك شحنة من الأحذية كانت قد وصلت إلى الميتم كتبرع قبل سنة ولم يصل غيرها بعد ذلك. ومع عدم وجود المال الكافي لشراء أي أحذية جديدة، كان على الأطفال إما السير حفاة وإما ابتكار الطريقة التي أخبرته عنها تلك الفتاة. وعندها خطرت له فكرة بدأت تتكون في ذهنه، ماذا لو كان لهؤلاء الأطفال حذاء يتمدَّد؟
بعد تفكير طويل، خطرت له فكرة اختراع حذاء يتمدَّد ويتعدل ليصاحب هؤلاء الأطفال كلما كبرت أقدامهم. وبالفعل، صمَّم «صندلاً» من الجلد الناعم نعله من المطاط المضغوط، وزوده بثلاثة «إبزيمات» موضوعة في أماكن محددة ومدروسة، واحد من الأمام يمكن تعديله ليسمح للحذاء أن يتمدَّد بالطول. وواحد على كلّ من جانبيه ليسمح للحذاء بالتمدد بالعرض. كما يمكن لهذا الحذاء أن يتعدَّل ليكبر خمسة مقاسات فيخدم الطفل من عمر السنتين إلى الست سنوات.
وتكمن أهمية هذا الحذاء بأنه يمكن مساعدة أكثر من 300 مليون شخص في العالم، وتخفيف الضغوطات على الأهالي في الدول الفقيرة النامية. وإنما، في إفريقيا، يمكنه حل مشكلة أكبر لأنه يحمي الأطفال من أمراض مختلفة قد تصيبهم وهم يمشون حفاة في أراضٍ مملوءة بالمياه الملوثة. فغالباً ما تتشقق أقدام هؤلاء الأطفال وهم يسيرون دون أي شيء يحمي أقدامهم، وبسرعة تنتقل الجراثيم الموجودة في المياه الملوثة من خلال هذه التشققات وتتسبب لهم بمشكلات صحية خطيرة.
قد يكون هذا الاختراع البسيط أبرز مثال على القدرة على تحويل الدوافع الإنسانية الصادقة، مع استخدام العقل النير وروح الريادة، إلى خطوات عملية فعَّالة في مساعدة فقراء العالم.