ماذا لو؟

اقتربت سرعة كرة تنس من سرعة الضوء؟

Barclays ATP World Tour Finals - Previewsالنظرية النسبية، واحدة من أغرب النظريات التي غيَّرت نظرة العقل البشري للكون. ومن نتائجها، بعيداً عن التفاصيل، أن إدراكنا للزمن والأبعاد الحسيّة سيختلف بحسب اختلاف السرعة النسبية بين شخصين. وبمعنى آخر، فإن الأطر المرجعية التي يكون فارق السرعة بينها قريباً من سرعة الضوء، ستتفاوت قياسات الزمن والأبعاد فيما بينها.

هذا الكلام ليس سهل الاستيعاب، وهذه سمة أكيدة للنظرية النسبية نفسها. ولكن لنأخذ سيناريو تخيلياً كي نفهم أكثر. فماذا لو تمكن لاعب تنس، بطريقة ما، من إرسال كرة التنس بسرعة قريبة من سرعة الضوء؟ لنقل إنها تمثل %99 من سرعة الضوء؟

جزيئات الهواء المحيط بنا تتحرَّك بسرعة بضع مئات كيلومترات في الساعة. الكرة ستخترق هذا الهواء بسرعة تسعة مليارات كيلومتر في الساعة.. مما يعني أن جزيئات الهواء لن يمكنها الابتعاد عن طريق الكرة. وإفساح المجال لها. بالنسبة للكرة فسيبدو كل شيء ثابتاً وغير متحرك. هذا سيؤدي إلى تراكم جزيئات الهواء في مقدمة الكرة. وسيؤدي تراكم جزيئات الهواء، بعد بضعة نانو أجزاء من الثانية، إلى ضغطها إلى أن تندمج في عملية اندماج نووي. ومن المعروف أن الاندماج النووي ينتج أشعة (غاما) فائقة الطاقة.

نتيجة لهذا الاندماج -وفق السيناريو التخيلي- فإن مقدمة الكرة ستبدأ بالتآكل لدرجة أنها ستختفي كلياً قبل أن تصل إلى اللاعب الآخر الذي ينتظرها على الطرف الآخر من الملعب. صحيح أن الاندماج النووي نفسه سيقلل من سرعة الكرة، لكن جزيئات (غاما) المتكوّنة ستحيل الهواء حول الكرة إلى (بلازما) هلامية. وسيظهر هذا التحول على شكل فقاعة كروية تكبر مع الزمن بسرعة الضوء نفسه. وستنطلق أجزاء الكرة المتناثرة بسرعة كبيرة لدرجة أنها ستولِّد عدة انفجارات نووية أخرى أصغر.

9120274_mlولأن الكرة تمضي بسرعة قريبة من سرعة الضوء، فإن مُستقبِل الكرة لن يستوعب تحركها أو إرسال المنافس لها. لأن الضوء المنعكس من اللاعب المنافس عند الإرسال لم يصل لعينيه بعد. هذا يعني أنه قبل أن يستوعب مستقبِل الكرة أن الكرة قد تحركت تجاهه، فسيكون هو نفسه قد اختفى وتبخر كلياً بفعل الانفجارات النووية الحاصلة. وبطبيعة الحال فإن مرسِل الكرة سيواجه الحتف نفسه.

في الواقع -لو كان ثمة واقع مشابه- فإن ملعب التنس سيُنسف من الوجود في أقل من ثانية.. وكل ما هو حول ملعب التنس بحوالي ميل سيختفي تماماً من الوجود، وستبقى حفرة وسحابة (عش الغراب) ليشاهدها مَنْ هم في خارج نطاق الميل. وسيضطر هؤلاء المشاهدون إلى التعايش مع المخلفات الإشعاعية لهذا الحدث المدهش لأجيال مقبلة.

أضف تعليق

التعليقات