زرع عضلات اصطناعية في القلب
أعلن باحثون من جامعة أوساكا اليابانية في شهر يناير من العام الجاري 2020 عن نجاحهم في زرع عضلات اصطناعية في القلب طوّرت في المختبر، وهي عملية تُعدُّ الأول من نوعها في العالم.
فبدلاً من استبدال قلب المريض بالكامل بقلب آخر، كما هو المتبع حالياً، وضع هؤلاء الباحثون صفائح قابلة للتحلل تحتوي على خلايا عضلة القلب في المناطق التالفة من قلب المريض. ومن المحتمل أن يؤدي هذا التطور إلى الاستغناء عن إجراء بعض عمليات زرع القلب الكامل.
ولتنمية خلايا عضلة القلب، بدأ الفريق بخلايا جذعية متعدِّدة القدرات مستحثة. وهذه خلايا جذعية ينشئها الباحثون بأخذ خلايا بالغة – غالباً من جلدهم أو دمهم – وإعادة برمجتها مرَّة أخرى إلى حالتها الجنينية. وعندها، يمكن للباحثين تطويع هذه الفئة من الخلايا لتصبـح أي نوع من الخلايــا كما يريدون.
وفي حالة هذه الدراسة اليابانية، أنشأ الباحثون خلايا عضلة القلب من خلايا جذعية متعدِّدة القدرات مستحثة قبل وضعها على الصفائح الصغيرة. والمريض الذي أُجريت له عملية الزرع يعاني من اعتلال عضلة القلب، وهي حالة يعاني فيها قلب الشخص من صعوبة في ضخ الدم لأن عضلاته لا تتلقى كمية كافية منه.
وفي الحالات الشديدة، قد تتطلب الحالة إجراء عملية زرع قلب بالكامل. ولكن الفريق الياباني يأمل أن تفرز خلايا العضلات الموجودة على الورقة بروتيناً يساعد على تجديد الأوعية الدموية، وبالتالي تحسين وظائف القلب لدى المريض. ويخططون لمراقبة المريض طوال العام المقبل. كما يأملون تطبيــق الإجـراء نفســه على تسعـة أشخــاص آخرين يعانون من الحالة نفسها خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وإذا سارت الأمور على ما يرام، فقد يصبح هذا الإجراء بديلاً ضرورياً لعمليات زرع القلب. لأنه ليس فقط هي أسهل بكثير من العثور على قلب متبرع مناسب، ولكن من المرجِّح أن يتحمل الجهاز المناعي للمستلم هذه الخلايا أكثر من تقبله عضواً جديداً.
وقال الباحث يوشيكي سوا في مؤتمر صحافي: “آمل أن تصبح (عملية الزرع) تقنية طبية تنقذ أكبر عدد ممكن من الناس، بعدما رأيت كثيراً منهم الذين لم أستطع إنقاذهم”.
المصدر: Sciencealert.com
تناول الطعام باليدين
يجعله أمتع
تختلف عادات تناول الطعام ما بين شعوب العالم، وأيضاً باختلاف بعض الأطباق. فهناك من يحرص بشدة على استخدام أدوات الطعام، وهناك من يرتاح أكثر إلى استعمال يديه بدلاً من أدوات المائدة. ولكنَّ علماء في “جامعة ستيفنز للتقنية” في نيو جيرسي، الولايات المتحدة توصلوا بعد دراسة هذا الموضوع إلى خلاصة مفادها أن تناول الطعام باليدين يجعله ألذ طعماً.
وكانت أبحاث سابقة، في المعهد نفسه قد استنتجت، أن القشدة بنكهة الفراولة، على سبيل المثال، تصبح أحلى بنسبة %10 عند تقديمها في وعاء أبيض بدلاً من وعاء أسود. وكذلك يصبح مذاق القهوة أقوى عندما نرشفها من فنجان أبيض بدلاً من كأس شفَّاف.
والآن، تُظهر أدريانا مادزاروف، وهي باحثة تسويقية متخصصة في أحاسيس المستهلكين وأستاذة مساعدة في المعهد المذكور، أنه عندما يلمس الأفراد، ذوو التحكم الذاتي العالي، الطعام مباشرة بأيديهم، فإنه لا يصبح فقط أطيب وأكثر إشباعاً، بل يأكلون منه أكثر.
وعلقت على النتيجة: “إنه تأثير مثير للاهتمام، لمسة صغيرة يمكنها أن تغير كيفية تقييم الناس لمنتجك”.
ففي تجربتها الأولى، اختارت مادزاروف 45 طالباً جامعياً، وقطعاً من جبن مونستر موضوع عليها مقبلات مختلفة. وطُلب من كل واحد إمساك قطعة بيده ثم تفحصها وتقييمها قبل تناولها، وبعد ذلك الإجابة عن أسئلتها. وأخذ نصف المشاركين عيِّنات من قطع الجبن مع مقبلات معيَّنة تم اختيارها، بينما أخذ النصف الآخر عيّنات من قطع الجبن عشوائياً من دون اختيار. وبهذا الاختبار تكون الباحثة قد فرزت الأفراد ذوي التحكم الذاتي – أولئك الذين اختاروا قطعاً معيَّنة وكمية معيَّنة – عن الباقين، لمعرفة سلوك كل فئة في تناول الطعام.
وجدت مادزاروف أنه بالنسبة للمشاركين الذين أظهروا درجة عالية من التحكم الذاتي عند تناول الطعام، أن الجبن كان ألذ وأكثر شهية بعد تناوله. بينما لم تنطبق هذه الملاحظة على الأفراد الذين أظهروا درجة منخفضة من التحكم الذاتـي عند تناول الطعام.
وقالت مادزاروف: “لا يبدو أن هاتين المجموعتين تعالجان المعلومات الحسية بالطريقة نفسها. فنتائجنا تشير إلى أنه بالنسبة للأشخاص الذين يتحكمون بانتظام في استهلاكهم للطعام، فإن اللمس المباشر يؤدي إلى استجابة حسية أقوى، مما يجعل الطعام مرغوباً وجذَّاباً أكثر”.
وفي التجربة الثانية، توزع 145 طالباً جامعياً على مجموعتين. قيل للمجموعة الأولى أن يتخيلوا أنهم قرروا أن يكونوا أحرص في نظامهم الغذائـي، وتجنب الأكل المفرط من أجل تحقيق هدفهم طويل الأجل المتمثل في التمتع بلياقة بدنية وصحية. والثانية، قيل لهم ألاَّ يقلقوا كثيراً حول وزنهم طوال الوقت وأن يسمحوا لأنفسهم بالانغماس في الأطعمة اللذيذة كثيراً، من أجل الاستمتاع بالحياة وتجربة متعها.
وأُعطي كل مشارك كوباً من البلاستيك مع أربع قطع صغيرة من الكعك المحلى داخلها – نصفها مع مقبلات مختارة والنصف الآخر من دون اختيار. وكما كانت الحال في التجربة الأولى، طُلب من المشاركين بعد ذلك أن يفحصوا ويقيموا بصرياً الكعك الصغير من ناحية الإمتاع مثل الملمس والعذوبة والجودة والتغذية. كما طُلب منهم الإبلاغ عن مستوى تركيزهم واهتمامهم عند تناول الكعك الصغير للحصول على قدر من الإدراك والتجربة الحسية.
وجدت مادزاروف أنه عندما يتم تحضير المشاركين للتفكير في التحكم الذاتي (مقابل التساهل)، قاموا بتقييم الطعام الذي اُخذت منه عيّنات بشكل أكثر إيجابية عندما لمسوه مباشرة بأيديهم.
المصدر: Stevens.edu
أول رصد لتشكّل بركان تحت الماء
ظهر طنين غامض في جميع أنحاء العالم بدءاً من شهر مايو 2018م، وحيّر العلماء لفترة طويلة قبل معرفة طبيعته ومصدره بداية يناير 2020م.
فقد التُقطت في تلك الفترة من عام 2018م إشارات زلزالية كثيرة من قِبَل كافة مراكز رصد الزلازل في جميع أنحاء العالم، وكانت على شكل همهمات غريبة، وصلت مدة بعضها في نوفمبر من ذلك العام إلى 20 دقيقة. وأثار ذلك فضول المجتمع العلمي الذي وجد بشكل غير متوقع بركاناً تحت الماء.
وقال في هذا الصدد سيمون تشيسكا، عالم الزلازل الألماني، والمؤلف الرئيس لدراسة نُشرت في مجلة “نيتشر جيوساينس” في يناير 2020، إنها “المرة الأولى التي لاحظنا فيها حقاً ولادة بركان في قاع البحر”.
فبعد عدة تحقيقات ومتابعات ميدانية، تم العثور على مصدر هذه الكمية غير العادية من الزلازل في جزيرة مايوت في المحيط الهندي، التي هي واحدة من عدة جزر أرخبيل جزر القمر الموجودة بين إفريقيا ومدغشقر.
واكتشف العلماء، في نطاق هذه الدراسة نحو 7000 زلزال تكتوني، بلغ أشدها 5.9 درجة. كما تعرفوا على 407 إشارات زلزالية طويلة الأمد، متناسقة ومنخفضة، تذكرنا بصوت آلة الـكونتراباس الموسيقية أو الكمان الأجهر أو الجرس الكبير. وهذه الإشارات الطويلة التي تراوحت مددها بين 20 و30 دقيقة، كان يمكن التقاطها على بعد مئات الكيلومترات.
كان مصدر الزلازل والإشارات على بُعد حوالي 35 كيلومتراً قبالة الساحل الشرقي للجزيرة. لكن لم يتمكن الباحثون من رؤية أي علامات للنشاط البركاني في هذا المجال، إلا أنهم اشتبهوا في أن عمليات الصهارة قد تشكِّل إشارة. ولسوء الحظ، لم تكن هناك معلومات عن شبكة زلزالية في هذا الجزء من قاع المحيط سابقاً، لكنهم لاحظوا انخفاض سطح الجزيرة بمقدار سبع بوصات، مما يشير إلى نشاط مرتبط عادة بالزلزال.
ولمعرفة ما يجري، طوَّر الباحثون أساليب بحثية زلزالية جديدة، تمثلت في وضع جدول زمني لمدة عام لإعادة بناء ما حدث. ثم نشروا هذا البحث حديثاً كما ذكرنا سابقاً. وتضمنت المرحلة الأولى من البحث، الصهارة التي ترتفع بسرعة من خزان على عمق 29 كلم تحت سطح الأرض. مما أدى إلى فتح قناة في قاع المحيط، سمحت للصهارة بالتدفق والبدء في تشكيل بركان جديد تحت الماء. وبالفعل، أظهرت حملة أوقيانوغرافية في مايو 2019م أن بركاناً قد تشكّل في المكان نفسه.
وأثناء تكوّن البركان تحت الماء، انخفض نشاط الزلزال، وانخفضت أرض جزيرة مايوت. ثم، بدأت إشارات الزلازل الطويلة، التي هي مصدر الهمهمات عبر الكرة الأرضية والتي حيَّرت العلماء هذه المدة الطويلة.
المصدر: Ctvnews.ca
اترك تعليقاً