الضروري منها مقبول
هاني بازي – مدير مبيعات
في بيئة العمل يصبح الأمر عادة متداولة ومقبولة، بحكم وجود موظفين من دول أجنبية، وبحكم أسلوب العمل والتعامل مع منتجات ذات أسماء إنجليزية. ولكن غير المقبول وغير المستساغ هو زجّ الكلمات للاستعراض بأن المتحدث يعرف لغة أجنبية، وأيضاً الكتابة بما يسمى العربيزي، وهذا من «مبتكرات» جيل الشباب الحالي، ويكثر في الدردشة الإلكترونية والتعليقات، ويدخل فيما يطلقون عليه «الكياتة» المأخوذة من كلمة: (cute) وأيضاً «الكولنة» المأخوذة من: (cool). والحقيقة أنني أستسخفها كثيراً، ولا أحبذ انتشارها بين الناس. وبكل صدق، فأنا لا أستخدم كلمات أجنبية في حديثي.
الإفراط مرادف للتصنّع
إبراهيم ابو مطر – خبير تواصل
قل لي «بونجور»، أقول لك «صباح النور». لطالما كنت أعترض على من يلقي عليّ التحية بلغة أجنبية بالرد عليه باللغة العربية. فكلمة صباح الخير لا تقتصر على كونها تحية فحسب، إنما هي دعوة إلى بدء اليوم بإيجابية وتمنٍّ أن تحمل الساعات التي تلي التحية الخير. ولعل أفضل رد على إيجابية الخير هو الدعاء إلى النور في قول صباح النور. ففي اجتماع الخير والنور ترسم المعالم لحياة أفضل.
بعيداً عن التحية، نكاد أن نكون مجبرين في عالمنا اليوم على استعمال كلمات أجنبية للتعبير، وخصوصاً في مجال العمل، حيث يصعب في بعض الأوقات أن أجد كلمة عربية للتعبير عن مسألة تقنية، ولربما كان استعمال الكلمة الأجنبية يسهّل التعامل وفهم الموضوعات. ولكن الإفراط في استخدام التعابير الأجنبية يتجاوز في بعض الأحيان البحث عن أرضية مشتركة ويصبح تصنعاً. حتى وإن كانت الكلمات الأجنبية أسهل وألطف في بعض الأحيان، إلا أن لاستخدام اللغة العربية خصوصية وجمالية تتعدى كونها كلاماً عابراً.
جاء وأعان
منال حميدان – صحافية
كعاشقة للغة العربية، نشأت في عائلةٍ تعلي من شأنها، وتَعُدُّ المطالعة في آدابها الرفيعة طقساً يومياً يمارسه أفرادها للمتعة والرياضة الذهنية مجتمعين ومنفردين، لا يمكنني إلا أن أنحاز إليها، وأن أختار استخدام مفرداتها ورموزها طوعاً ورغبةً ومحبةً.
جرس الحروف العربية نغم موسيقي يجعل روحي تزهر، وأساريري تتهلل. وفي الوقت نفسه، لا يمكنني الإنكار بأنني لست متزمتة كثيراً في أمر استخدام بعض المفردات الأجنبية لوصف الأشياء على الأغلب. غير أني نادراً جداً ما أستخدم كلمات اللغة الإنجليزية – اللغة الأجنبية الوحيدة التي ألمَّ بها – للتواصل، إلا مع المتحدثين بها. كمثالٍ على ذلك، لا أجد استخدام كلمة «الحاسب الآلي» مستساغاً، وعوضاً عن ذلك فإن كلمة «الكمبيوتر» أقل تكلفاً وأكثر عفوية. قد يعود ذلك إلى أن هذا الاختراع جاء إلينا بهذا الاسم من جهة صانعيه، ولا ضرر في نظري من تسميته باسمه، ولا ضرورة قصوى لتعريبه بلفظة مركبة لا تبدو طبيعية.
وليس تعلم لغةٍ أخرى بكل تأكيد سبباً لهجر العربية، إذ تعلمت مبكراً قبل أن أبلغ السابعة من عمري بعضاً من أجمل قصائد الشعر العربي، من جاهليٍ وإسلامي وما تلا ذلك من والدتي التي تستخدم بعض الألفاظ الفرنسية في حديثها ولهجتها العامية حتى يومنا هذا.
واقع طبيعي لتداخل عالمي
منال يحيىى – موظفة قطاع خاص
ليس الأمر أنني معها أو ضدها بقدر ما أنها الواقع الطبيعي للتداخل العالمي الذي نشهده اليوم، خصوصاً مع وسائل التواصل الاجتماعي وينبغي التعايش معه. فمن الطبيعي أن تتداخل قواميس اللغة، وأن تحضر كلمة أجنبية في سياق لغة أخرى، سواء عربية أو أجنبية. هذا التداخل حاصل في شكل طبيعي، بل هو أمرٌ إنساني حاضر، مثلاً: في مجتمع المدينة المنورة، بحكم حضور عديد من أفراده من خارج جزيرة العرب. فالهوية اليوم كونية أكثر من كونها محددة الجغرافيا.
مجرد تعبير عن تصور بالنقص
بسام أديب – ناشر مجلة متخصصة في السيارات
الشخص الذي يحشر كلمات في حديثه إما يريد الاستعراض وإيهام الناس بأنه متعلم ومثقف، وإما أنه تأثر بمن حوله وأصبح يستعمل هذه الطريقة بحكم التعود والمجاراة. وفي الحالتين، لا يخلو الأمر من محاولة تعويض شعور بالنقص. وأعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعية أسهمت في انتشار هذه الظاهرة، فأصبحت معظم مصطلحاتها باللغة الإنجليزية، مثل: شات وبوست وبروفايل وغير ذلك كثير. من ناحية ثانية، إنها مسألة عدم اعتزاز باللغة العربية. ولو قارنا الأمر بما هو عند شعوب أخرى، كالأتراك والألمان مثلاً، فإننا نجدهم يعتزون بلغتهم ولا يدخلون عليها كلمات من لغات أخرى.