كتب عربية
الشخصية الروائية
تأليف: هيثم حسين
الناشر: دار نون للنشر – الإمارات العربية المتحدة، 2015
يتطرق المؤلف في هذا الكتاب إلى بعض أسرار الروائيين في ابتكارهم لشخصيات أبطالهم، ورسمهم الملامح المميزة لهم، واقتفائهم آثارهم في الروايات وفي الحياة، حيث إنّ كلّ ما يحيط بالروائي يظلّ مرشحاً للنهوض بدور البطولة في إحدى رواياته.
ويوضِّح أن كل إنسان هو مشروع شخصية روائية، وأنّ حياته هي مادة خصبة للرواية، يمكن الانطلاق منها لكشف بعض الألغاز وتفكيكها، من خلال سبر الأعماق، وتظهير الصور المخبأة في عتمة الدواخل. كما يحاول الإجابة عن عديد من الأسئلة، من قبيل: كيف يبدع الروائي شخصياته؟ هل هي محض خيالية أو فيها شيء من عالمه؟ وما هي مشاعره تجاهها؟ هل يحبّها أم يكرهها أم يخفي مشاعره؟ وما هي مشاعره تجاه قسوة مصائرها؟
يحتوي الكتاب على مقدّمة بعنوان: «الشخصية الروائية وسلطتها النافذة»، ومن أبرز عناوين فصوله: بعض أطوار الشخصية الروائية، التداخل بين شخصية الروائي وشخصياته الروائية، مقاربات في السِيَر والمذكرات، مرونة الشخصية وتفاعلها المستمر، التأثير والتأثر في الرواية.
مهارات القيادة الإدارية وأخلاقيات الأعمال
تأليف: ناصر زيدان
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون 2014
تطوّر العلم الإداري تطوّراً كبيراً في الحقبة الأخيرة. وارتبط هذا التطور بما عاشته المؤسسات المنتجة في القطاعين العام والخاص من زيادة في حجم مهماتها، واتساع دورها وابتكارات في أساليب عملها. إن أهم ما يحتاجه العمل الإداري هو الإبداع، ومواكبة التطوّر، وابتكار الجديد في أساليب التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة. وعلى هذا، فإنّ القيادة هي ركن أساسي من أركان نجاح أي وحدة إدارية، مهما كان حجمها، كبيراً أم صغيراً، وسواء أكانت وحدة تابعة للقطاع الحكومي، أم للقطاع الخاص. فكلاهما يحتاجان إلى أشخاص إداريين، يتمتعون بكفايات قيادية، تستند إلى مهارات ضرورية في مهامهم.
وفي الوجه الآخر، فإنّ ممارسة الأعمال الإدارية بمهارة عالية، يترابط عملياً وموضوعياً مع الأخلاقيات التي تتناسق مع المهارات التقنية والتنفيذية. فأخلاقيات الأعمال سمات راقية، يُفترض توافرها في الأداء الناجح في القطاعات الإنتاجية – الصناعية والزراعية والسياحية، وفي التجارة والتسويق، وفي الأعمال المالية، وفي الخدمة الاجتماعية، وفي ممارسة الوظائف العامة، وهذه الأخلاقيات ركيزة المواطنة الصالحة.
ولعل أهم هذه المهارات التي يحتاجها القائد الإداري تتركز على مهارة رسم الأهداف والتفاوض والتواصل وإدارة فريق العمل والتحفيز وإدارة الوقت وإدارة التغيير وحلّ المشكلات.
جبران خليل جبران… الأعمال الكاملة في مجلدين
الناشر: دار نوفل، 2015
صدرت مؤخراً الأعمال الكاملة للأديب اللبناني المهجري جبران خليل جبران، في مجلدين يضمّان «المؤلفات العربية الكاملة» و«المؤلفات الإنجليزية الكاملة» التي عرَّبها وقدَّم لها الدكتور نديم نعيمة، وتضمُّ رسومات جبران الملوّنة الأصلية.
يضمّ المجلد الأول «جبران خليل جبران: المؤلفات العربية الكاملة»، الكتب التالية: الموسيقى، عرائس المروج، الأرواح المتمردة، الأجنحة المتكسرة، دمعة وابتسامة، المواكب، العواصف، البدائع والطرائف.
أمّا المجّلد الثاني: «المؤلفات الإنجليزية الكاملة معرّبة»، فيضمّ ترجمات محدَّثة لمؤلفات جبران خليل جبران الإنجليزية الكاملة أعدّها الدكتور نديم نعيمة. تضم هذه المؤلفات: المجنون، السابق، رمل وزبد، التائه، لعازر وحبيبته، الأعمى، بالإضافة إلى ترجمة جديدة كلياً لكتاب «النبي».
كذلك يضم المجلد الثاني الرسوم الأصلية الملونة التي أرفقها جبران بهذه المؤلفات منذ الطبعة الأولى. واستغرق جمع هذه الرسوم عامين ونصف العام، وذلك بعد التواصل مع لجنة جبران الوطنية ومتحف «Telfair» الأمريكي للحصول عليها.
الجامع الأزهر الشريف (مجلدان)
تأليف: محمد السيد حمدي وشيماء السايح
الناشر: مكتبة الإسكندرية 2013
يوثق هذا الكتاب تاريخ وعمارة وفنون أعرق مسجد في مصر في ألف عام، تحوَّل خلالها من مسجد للصلاة إلى أحد أبرز الجامعات الإسلامية في العالم وأشهرها.
ويذكر الكتاب أنّ أعمدة الجامع «جُلبت من مبانٍ سابقة على الإسلام امتازت بتيجانها المزخرفة» وأنّ بناءه تأثر بتخطيط مسجد عقبة بن نافع بمدينة القيروان التونسية ومسجد الزيتونة بالعاصمة التونسية، ولكن الجامع الأزهر شُيد بأيدي بنَّائين مصريين ومواد وتقنيات مصرية. وتنفيذاً لأمر المعز لدين الله الفاطمي بدأ القائد جوهر الصقلي تشييد جامع الأزهر عام 970 ميلادية في العام التالي لوضع حجر الأساس لمدينة القاهرة، واستغرق بناؤه نحو 28 شهراً.
ويقول الكتاب، إنّ المسجد في البداية لم يحمل اسم «الجامع الأزهر» وإنمّا نسب إليه اسم بنت النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- السيدة فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- التي ينتسب إليها الفاطميون، وحمل بعد ذلك اسم «الأزهر» تفاؤلاً بما سيكون له من الشأن والمكانة بازدهار العلوم فيه.
وقد قال شيخ الأزهر في مقدمة هذا الكتاب، الذي هو ثمرة مشروع بحثي قامت به مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مشيخة الأزهر، إنّ الأزهر عبر تاريخه ظلّ منارة تعليمية وثقافية أسهمت في «تنوير الأمة… واستعصائها على الذوبان والتلاشي أمام تقلبات التاريخ واضطراب الحضارات».
الرحيل: نظرياته والعوامل
المؤثرة فيه
تأليف: محمد حسن علوان
الناشر: دار الساقي 2014
بعد روايات جعلت من محمد حسن علوان واحداً من الروائيين الشباب المؤثرين في المشهد الثقافي السعودي والعربي، مثل «سقف الكفاية» و«صوفياً» و«القندس»، أصدر علوان أول كتاب نظري له في عنوان «الرحيل: نظرياته والعوامل المؤثرة فيه».
يقول الكاتب إن في عالم اليوم أكثر من مائتي مليون مهاجر، لو قُدِّر لهم أن يجتمعوا في دولة مستقلة لصارت خامس أكبر دولة في العالم سكاناً، ولو أضفنا إليهم أولئك الراحلين بشكل مؤقت، فهذا يعني أن خُمس سكان كوكب الأرض قيد الرحيل بينما تقبع الأخماس الأربعة الأخرى في انتظار فرصتها. أفواج غفيرة من البشر هم في حركة دائمة ورحيل مستمر، وهو شأن خليق بأن يترك آثاراً هائلة في كل بقعة يرحلون منها ويفدون إليها. وهذا ما دفع الكاتب إلى التركيز على ظاهرة الرحيل باعتبارها ظاهرة شديدة التأثير وبحاجة ماسة إلى إجابات عميقة لأسئلة مثل: من يرحل؟ وكيف؟ ولماذا؟ وما أثر هذا الرحيل؟
من الذاكرة الأحسائية
تأليف: أحمد بن حسن البقشي
الناشر: الجواد للطباعة والتغليف 2014
يتضمَّن هذا الكتاب مجموعة كبيرة من الفصول التي لا يربط بين عناوينها أي رابط غير أنها تتكامل في رسم صورة الأحساء بكل ما فيها من زخارف ثقافية وحياتية في العصر الحديث. فالكتاب ليس موسوعة بالمعنى التقليدي للكلمة، ولكنه يكاد أن يكون كذلك لمن يريد أن يعرف أكثر عن الأحساء ومن داخلها.
فما بعد عنوان الفصل الأول «الحرب العالمية الثانية وصداها في الأحساء»، تطالعنا مجموعة فصول تتناول مختلف أوجه الحياة الزراعية، من البقرة إلى البرَّاد مروراً بالحمار والبقالة. ومعالم المنطقة والحياة اليومية مثل الخنجر الحساوي وعين أم خريسان، وتاريخها من الرق والعبودية إلى مسيرة الشرطة.. ومع التوقف طويلاً أمام انتشار الأحسائيين في مناطق المملكة والدول العربية، لا يخلو الكتاب من صفحات أدبية وثقافية مثل أنشودة من التراث المحلي، ولا من الحديث عن الحِرف والمهن، ما هو قائم منها، وما انقرض.
يقع هذا الكتاب في 300 صفحة من القطع الكبير، وقدَّم له الباحث التراثي وخبير الصناعات الحِرفية المهندس عبدالله الشايب.
كتب من العالم
كيف نطيِّر الحصان: التاريخ السريّ للإبداع والاختراع والاكتشاف
How to Fly a Horse: The Secret History of Creation, Invention and Discovery
تأليف: كيفن أشتون
الناشر: Doubleday (يناير 2015)
استطاع كيفن أشتون، من خلال كونه رائداً في مجال التكنولوجيا في «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» وكأحد مؤسسي ثلاث شركات من أنجح الشركات الناشئة، أن يختبر عن كثب تجربة ابتكار الأشياء الجديدة. وفي كتاب «كيف نطيّر الحصان» يختصر أشتون تجربته على مدى عشرين عاماً ويأخذنا في رحلة تمرّ بأعظم الاكتشافات التي قدّمتها الإنسانية لكشف الحقيقة المفاجئة لمن يكتشف وكيف يكون ذلك. وفي هذه الرحلة التي امتدّت من مختبر البلورات حيث تمّ اكتشاف أوّل أسرار الحمض النووي من قبل إحدى النساء المنسيات، إلى إحدى الغرف الكهرومغناطيسية حيث تمّ ابتكار أهم الطائرات المقاتلة نتيجة شرط بين شخصين، إلى متجر الدرَّاجات في ولاية أوهايو الأمريكية حيث انطلق الأخوان رايت لكي «يطيّروا حصاناً». يتطرق أشتون إلى الأفراد غير المعروفين، والخطوات التدريجية، والإخفاقات المتعدّدة، والأعمال العديدة التي عادة لا يُعترف بأهميتها وتؤدي إلى تلك الاكتشافات المدهشة.
يقول أشتون إنّ المبدعين هم الأشخاص الذين يستطيعون، بطرق معيَّنة، تطبيق التفكير اليومي الاعتيادي الممكن لأي شخص، واتخاذ آلاف الخطوات الصغيرة والعمل في دائرة هائلة من المشكلات والحلول. كما يستكشف كيف يستطيع المبتكرون مقاومة الصعوبات وكيف يتغلبون عليها. ويستطلع الأسباب التي تدفع بمعظم المؤسسات إلى خنق المبدعين، ويظهر كيفية عمل أكثر المؤسسات المبدعة. ومن خلال الأمثلة المستمدة من الفنون والعلوم إلى عالم الأعمال والابتكارات، من موزارت إلى الدمى المتحركة، ومن أرخميدس إلى شركة آبل، كتاب «كيف نطيّر الحصان» هو عبارة عن رحلة أخَّاذة في كيفية ولادة الاكتشافات الجديدة.
القفص الزجاجي: التشغيل الآلي ونحن
The Glass Cage: Automation and Us
تأليف: نيكولاس كار
الناشر: Brilliance Audio (سبتمبر 2013)
في كتابه «القفص الزجاجي»، يذهب نيكولاس كار أبعد من العناوين الكبرى لمصانع الروبوتات والسيارات ذاتية القيادة وأجهزة الكمبيوتر التي يمكن وضعها على معصم اليد والأدوات الرقمية، ويقوم باستكشاف الأثمان الغالية التي ندفعها جرَّاء القبول بتحكم البرمجيات الآلية بحياتنا، إنْ كان في مجال العمل أو اللهو، أو عندما تسهِّل تلك البرمجيات حياتنا وتسلب منا كثيراً من الأمور الأساسية.
فبالاعتماد على الدراسات النفسية والعصبية التي تشدِّد على العلاقة الوثيقة بين القيام بالأعمال اليومية الصعبة والشعور بالسعادة والاكتفاء، يظهر كار أنّ اهتمامنا وانشغالنا بشاشات الكمبيوتر يمكن أن يولِّد لدينا الشعور بالغربة وعدم الرضا.
من مصانع النسيج في القرن التاسع عشر إلى قمرات القيادة في الطائرات الحديثة، إلى الخرائط العقيمة لأجهزة تحديد المواقع، يستكشف كتاب «القفص الزجاجي» تأثير التشغيل الآلي من منظور إنساني عميق، وهو يلقي الضوء على التأثيرات الشخصية والاقتصادية على اعتمادنا المتزايد على أجهزة الكمبيوتر.
سقوط اللغة في عصر الإنجليزية
The Fall of Language in the Age of English
تأليف: ميناي ميزومورا
الناشر: اليابان 2008 ترجم إلى الإنجليزية ونشر من قبل Columbia University Press, 2015
يعرض هذا الكتاب للصراع الذي يتخبط فيه عديد من اللغات العالمية للمحافظة على تألقها وخصائصها الفريدة في هذا العصر الذي تسيطر عليه اللغة الإنجليزية. وتعترف الكاتبة المولودة في طوكيو التي نشأت وترعرعت في الولايات المتحدة، بأهمية وجود لغة عالمية في السعي وراء المعرفة، ولكنّها، في الوقت نفسه، تشدّد على الطرق المتعدّدة للفهم التي تقدّمها اللغات المختلفة. وتحذّر ميزومورا من فقدان التنوع الفريد.
فطالما لعبت اللغات العالمية دوراً محورياً في تقدّم المجتمعات الإنسانية. ولكن من خلال جوّ العولمة الذي فرضته شبكة الإنترنت ستصبح اللغة الإنجليزية، وبسرعة، اللغة الرئيسة الوحيدة للإنسانية جمعاء. وتؤكد الكاتبة أن هنالك صعوبة كبيرة في التصدِّي لهذه الموجة الجارفة، وأن المحافظة على المساواة في أهمية اللغات أمر مستحيل، وإنمّا هناك أنواع معينة من المعرفة لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال الكتابة بلغات معينة. وأكثر ما يبرز ذلك من خلال الكتابة الأدبية التي يمكنها أن تغذي وتغني الإنسانية. بالإشارة إلى تجربتها الخاصة ككاتبة ومحبّة للغة، لاسيّما اللغة اليابانية، تقدّم ميزومورا دراسة معمقة للظاهرة المتعلقة بالتعبير الفردي والمجتمعي.
من أجل تفسير العالم: اكتشاف العلوم الحديثة
To Explain the World: the Discovery of Modern Science
تأليف: ستيفن وينبرغ
الناشر: Harper (فبراير 2015)
يقدِّم هذا الكتاب دراسة حول تاريخ العلوم ابتداءً من الحضارة الإغريقية إلى العصر الحديث. وفي هذا التاريخ الغني والمؤثر يأخذنا ستيفن وينبرغ، العالِم الحائز جائزة نوبل بالفيزياء والذي يُعد من أبرز المفكرين في العالم، في رحلة عبر القرون من اليونان القديمة إلى بغداد في القرون الوسطى وأوكسفورد، ومن أكاديمية أفلاطون إلى متحف الإسكندرية إلى الجمعية الملكية في لندن. ويظهر كيف أنّ العلماء في العصور القديمة والوسطى، بالإضافة إلى عدم إدراكهم لما نعرفه اليوم عن أسرار الكون، لم يكونوا على وعي لما يجب عليهم معرفته أو كيفية فهمه بطريقة صحيحة. وإنمّا، عبر العصور، من خلال الكفاح لتفسير بعض الأمور الغامضة مثل حركة الكواكب وارتفاع الأمواج وانخفاضها، نشأت مبادئ العلوم الحديثة بطريقة تدريجية. ومن خلال هذا الكتاب، يستكشف وينبرغ نماذج التضارب والتعاون بين العلوم والمجالات الأخرى مثل التكنولوجيا والشعر والرياضيات والفلسفة وغيرها.
باختصار، إنه كتاب يلقي الضوء على الطريقة التي نفهم بها الكون الذي نعيش فيه.
عند تلاشي الضوء
In Tijden Van Afnemendlicht
تأليف: يوجين روج
الناشر: GeusUitgeverij (يناير 2012)
تسرد رواية «عند تلاشي الضوء» التي حازت جائزة الكتاب الألماني، قصص أربعة أجيال ألمانية من عائلة واحدة ووقائع تمتد من العام 1952 إلى العام 2001م. ومنذ صدورها في ألمانيا، أحدثت الرواية ضجة كبيرة في الأوساط الأدبية والسياسية والإعلامية بصفتها ملحمة التاريخ الألماني الحديث.
تدور أحداثها الأساسية فيما كان يُعرف بألمانيا الشرقية، لتتابع في المكسيك وسيبيريا وذلك مع تشتت أفراد العائلة الذين شهدوا تحوّلات سياسية وجغرافية واقتصادية واجتماعية، قلبت نظام حياتهم، وبدّلت كثيراً من معتقداتهم الاجتماعية الفكريّة، التي تمثَّلت في ردود أفعالهم حيال جملة من الأحداث المتلاحقة، كان أقواها انهيار جدار برلين وتوحيد ألمانيا من جديد.
تأخذنا الرواية إلى الأمام، ومن ثمّ تعود بنا إلى الوراء، وهي ترسم صورة بانورامية لتاريخ العائلة من عودة أجداد ألكسندر إلى ألمانيا لبناء دولة اشتراكية، إلى السنوات التي أمضاها والده في السجن، إلى رغبة ابنه بترك جميع صراعات الماضي والتطلع إلى المستقبل.
وهي رواية تحمل كثيراً من الحكمة والفكاهة والتعاطف التام مع شخصيات تلك العائلة الألمانية التي ستدخل التاريخ وتحفر فيه اسمها مثل عائلة بوينديا للكاتب اللاتيني غبريال غارسيا ماركيز وعائلة لو غيبار للكاتب الإيطالي جوزيبي توماسي دي لامبيدوزا.
بين كتابين
أعمارنا الهاربة..
لماذا نكبر؟ الفلسفة في المرحلة الانتقالية. تأليف: سوزان نيمان
Why Grow up? Philosophy in Transit, by Susan Neiman
الناشر: Penguin (سبتمبر 2014)
الشباب: تاريخ ثقافي للعمر. تأليف: روبرت بوغ هاريسون
Juvenescence: A Cultural History of Our Age, by Robert Pogue Harrison
الناشر: University of Chicago Press (نوفمبر 2014)
في المجتمعات الحديثة كلّ ما حولنا يشير إلى عشق للصبا والشباب، من عمليات التجميل الرائجة إلى انتشار استخدام المكملات الغذائية وتشجيع الرياضة إلى شتى الأمور التي تعد بالمحافظة على الشباب الدائم. ولكن من خلال هذا التشبث العنيد بالشباب والصبا، يتمّ إفقار الشباب والنضج معاً من معناهما الحقيقي.
تقول سوزان نيمان في كتابها «لماذا نكبر؟» بأنّ التقدم في العمر في عصرنا الحالي يبدو مشروعاً قاتماً. مع التقدّم في العمر يُطلب من الأشخاص التخلي عن معظم آمال وأحلام الطفولة، والاستسلام لحياة شاحبة تختلف عن الحياة الممتعة المملوءة بالمغامرات التي نتخيلها في مرحلة الطفولة. ومن الذي يريد ذلك؟ ليس من المستغرب أن نعيش في ثقافة عدم النضج المستشري عندما تبدو الحياة الناضجة مملة لهذه الغاية. فهناك ميل سائد في العصر الحديث لوضع الشباب والتقدم في العمر في مواجهة صعبة مع بعضهما بعضاً. وهو الميل الذي يؤدي، حسب نيمان، إلى ظهور أبرز التشوهات في عصرنا الحديث. ففي المجتمع الاستهلاكي المعاصر يتمّ الخلط بين البلوغ والقدرة على تجميع الممتلكات الباهظة الثمن، بينما تُصوَّر «الأفكار حول عالم أكثر عدالة وإنسانية كمجرد أحلام طفولية».
وفي كتاب «الشباب» الذي هو تحليل ثاقب للتاريخ الثقافي لمعنى العمر، بقوم الكاتب روبرت هاريسون بتحديد التناقض نفسه في النزعة الجماعية لجعل أنفسنا أكثر شباباً إن كان من ناحية المظهر أو السلوك أو طريقة التفكير أو أسلوب الحياة وأكثر من أيّ أمر آخر من ناحية الرغبات. فمن أكثر الأمور التي تلحق بمجتمعاتنا نوعاً من الهزيمة الذاتية، إعطاء الأجيال الشابة السيادة على ثقافتنا، بينما نحرمهم من الحكمة التي يمكن أن نزوِّدهم بها كأشخاص راشدين نتوق للتشبه بهم. يقول هاريسون إنّ العالم الذي نعيش فيه أصبح غنياً بالعبقرية، من خلال ازدهار الاختراعات التكنولوجية العملية، بينما هو فقير بالحكمة التي تعبِّر عن جدارة بأنّها من أهم العناصر في ضمان استمرارية العالم.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف يمكن الدفاع عن التقدّم في العمر، بينما تصطف جميع قوى الثقافة المعاصرة ضده؟ ما يتشاركه هذان الكتابان أكثر من أي شيء آخر هو الاهتمام بالنضج كعلاقة داخلية مستمرة بدلاً من كونها رفضاً لذواتنا الفتية. تلجأ نيمان إلى الفلسفة التي تقدِّم لنا الحلّ للمساعدة على النضج بطريقة سليمة، وتقول إنّه لطالما كان العمل والترحال، سواء أكان بمعناه الحرفي أو المجازي، خطوة أساسية بالنسبة لكثير من المفكرين مثل كانط وروسو وهيوم وسيمون دو بوفوار، خطوة تجعل من عملية النضج عملية تدريجية، وتجعل الاعتراض على الواقع أبعد من أن يكون طفولياً بل يتبع قانون العقل الذي يجعل الواقع مفهوماً ومقبولاً.
أما هاريسون فيقترح حلاً يعتمد على ثقافة يتم فيها إحياء قوى الحكمة. فنحن نكبر بيولوجياً ونفسياً واجتماعياً ضمن إطار ثقافي معيّن في ظلّ تاريخ قد سبقنا وسوف يستمر من بعدنا. والتاريخ لا يتكشف حقيقة إلَّا من خلال حوار طويل بين مبادئ الشباب والتقدّم بالعمر أو بين العبقرية والحكمة، وإنّ المجتمعات المزدهرة هي التي يتم فيها تزويد الثقافة الإبداعية بحكمة الماضي ويجري إحياء التقاليد القديمة من خلال الاختراعات الحديثة. ويؤكد هاريسون أنّه «في الوقت الذي تفتح فيه العبقرية النافذة على اكتشافات المستقبل، تحمل الحكمة موروثات الماضي وتقوم بتجديدها من خلال تسليمها إلى الأجيال الجديدة».