مشكلة النفايات المنزلية والصناعية تؤرِّق أصحاب الفكر البيئي، وعلماء العالم. لذلك أقنعت فكرة «تدوير» النفايات، أي إعادة استخدامها في صنع منتجات جديدة، الكثير من الصناعيين، حرصاً على البيئة والموارد الطبيعية.
لكن أحد أصحاب المصانع في البرازيل، كلاوديو باتريك فولرز، لم يكتف بذلك، بل أراد أن يجعل منذ البداية، منتجاته قابلة للاستخدام مباشرة، حتى دون «تدوير». فهو يرى أن إعادة تصنيع النفايات تستهلك أيضاً كثيراً من الطاقة والموارد، بدءاً بالنقل، ثم بالمراحل التصنيعية التالية، التي تجعل من النفاية سلعة قابلة للاستخدام من جديد.
قرر فولرز أن تكون سدادات القناني التي يصنعها، مباشرة في آنٍ معاً، سدادات للقناني، وقطعاً من ألعاب «ليغو»، فلا يحتاج المرء إلى إعادة «تدويرها»، بل تكون جاهزة بعد الاستعمال الأول، لتصير لعبة للأطفال، بأشكال وألوان منوعة، لكنها مدروسة الأحجام، لتكون قابلة للتركيب، حين يكتمل جمع عدد كاف منها.
إذا اعتقدنا أن الفكرة غير ذات قيمة، لأن «سدادة القناني ليست من النفايات ذات الحجم الكبير» في النفايات المنزلية، فإن الأرقام تقول، إن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تنتج كل سنة نحو 87 مليار قنينة بلاستيك، لها بالطبع… 87 مليار سدادة. أفليس مجدياً أن نجعل منها ألعاباً لأطفالنا، بدلاً من أن نلوث بها التربة والبحار؟