علي عبدالواحد / مدير الإعلام في فرع هيئة السياحة بالأحساء
بالطبع أفضِّل السكن بالقرب من مقر العمل، وهذا هو الحاصل الآن في مقر عملي في الأحساء، فالمشوار لا يتجاوز ربع ساعة في أحلك الظروف. لكن خلال السنوات العشرين الماضية كانت الرحلة الصباحية للعمل همّاً يومياً أتصبح به مع ملايين من سكان العاصمة الرياض. فالزحام المروري في الرياض «كابوس» يطارد سائقي السيارات خصوصاً في الفترة الصباحية، حيث يهبُّ طلبة المدارس والجامعات والموظفون في القطاعين العام والخاص إلى الطرق تقريباً في فترات متقاربة، فيختنق طريق الملك فهد، ويتعلَّق الجسر المُعلَّق، ويغصّ وادي حنيفة، وتتوقف الحركة غالباً عدة مرات على الطريق الدائري بسبب كثرة الحوادث. لذا كنت أحياناً أخرج «مسافراً» من المنزل في حي السويدي إلى العمل في حي السفارات.
وأنا أرى أن للاختناقات المرورية خلال رحلة العمل الصباحية علاقة وثيقة بزيادة أمراض السكري والقلب والقلق والتوتر والاكتئاب، وهذا ما يحذِّر منه بعض الأطباء هنا في بلادنا، وخصوصاً في المدن الكبرى كالعاصمة.
بصراحة أحياناً كنت أشعر أني مصاب بـ «فوبيا» الزحام المروري، فقيادة السيارة لمقر العمل في الرياض محفوفة بتلف الأعصاب وتعكر المزاج.
العمل في مكان السكن أو السكن في مكان العمل
عائشة الكاف / معلِّمة فنون تشكيلية ومصممة داخلية
أزعم أن لي تجربة خاصة في مسألة قرب أو بُعد السكن عن العمل، فقد جربت كليهما، غير أنه حين بدأت فكرة مشروعنا الخاص أنا وأختاي سلوى ومريم في مجال الديكور الداخلي والتصميم وورشة الرسم للأطفال، قررنا الاستفادة من مقر سكننا، وأن يكون مقراً للعمل والسكن في آنٍ واحد، خصوصاً الطابق السفلي الذي كان يتسعّ لتخصيصه للعمل. لقد كان قراراً صائباً حينذاك للاستفادة من المساحة والوقت والتكاليف وتحقيق الجودة في العمل. أن يعيش المرء تفاصيل عمله في حياته اليومية بمتعة وحماسة يساهمان في التطوير والتغيير، لهو إحساس لا يعرفه إلا من يجرّبه. ومع مرور الوقت كانت للسكن في مكان العمل أو لنقل كانت للعمل في مكان السكن إيجابيات كثيرة أدّت إلى الارتقاء بالعمل للأفضل دائماً.
المهم في هذا الشأن أن زمن العمل كان يمضي دون هدر للوقت ودون التنقّل من مكان إلى آخر وتكبّد الزحمة في الطريق، والقلق من عدم الوصول في الوقت المحدَّد، لذلك كانت الصعوبات قليلة جداً، وكان الشغف والالتزام يديران العمل ويحققِّان إنجازه في أفضل صورة.
بعيدة عن العمل قريبة من الحرية
زهرة مروّة / شاعرة وصحافية
أفضّل الإقامة بعيداً عن مكان العمل. أساساً أستيقظ صباحاً مجبرة على الذهاب إلى العمل، وكلما هممت بالاقتراب من مكتبي تمنيت لو أنه كان أبعد وأبعد. لماذا؟ لأنه مَنْ منَّا يرغب بتمضية سحابة طويلة من نهاره وراء المكتب أو خلف الكمبيوتر وتحت مزاج صاحب العمل. المكتب هو مثال السجن بالنسبة لي، خصوصاً إذا كنت مضطرة للبقاء فيه، ولو أنني لا أقوم بشيء محدد، بل لمجرد الدوام. العمل داخل المكتب قيد وتكبيل، بينما كل ما هو خارجه هو حرية وتحكّم بالذات والنفس وتلبية حاجاتها من الحركة والمشي والنوم والأكل والتحادث مع الآخرين ومن ثم العمل، أي إنهاء الواجب المطلوب.
أفضِّل أن أسكن بعيدة عن مكان العمل؛ لأنني بذلك أشعر أن الوقت الذي يفصلني للوصول من بيتي إلى المكتب هو وقت كله ملكي وأستنشقه عن آخره.
الجدية والمتابعة تعنيان الوصول بسرعة إلى العمل
علي فايع / كاتب قصة وناقد أدبي
أفضِّل السكن قرب مكان العمل لأسباب كثيرة، من أهمها أنّ القرب يمنح الموظف الاستقرار الكافي، ويدفعه إلى الانضباط في العمل وتجاوز كلّ الصعوبات التي قد تعترضه في طريقه إلى مكتبه. كما أنّ القرب من مكان العمل يدفع إلى أن يحصر الموظف تفكيره واهتمامه بعمله أكثر من التشتت الذي يحدث عادة بين الطريق والبيت، ومردّه إلى التفكير في تفاصيل الحياة المختلفة.
من خلال التجربة وجدت أنّ هناك فرقاً كبيراً بين أن أكون قريباً من مقرّ عملي وأن أكون بعيداً عنه. والحسنات في القرب تفوق كثيراً السيئات التي ربما تكون وأنت قريب من مقرّ عملك. بالتجربة أيضاً، وجدت أنّ أحد أسباب التأخير والتسيّب والانقطاع المفاجئ من العمل هو السكن في مكان بعيد.
في الوسط.. كي أستحق عدة كيلومترات أمشيها صباحاً
أفاميا قدّور / مترجمة مقيمة في سويسرا
أفضِّل أن يكون مكان عملي بعيداً بعداً متوسطاً أو قريباً قرباً متوسطاً من البيت؛ لكي يمنحني فرصة المشي عدة كيلو مترات قبل الوصول إلى المكتب. للمشي في الصباح فوائد لا تُحصى، منها تنشيط الدورة الدمويّة في الجسم، فقدان الوزن، تسريع عمليّة وصول الأوكسجين إلى الرأس، كما يعمل المشي على تحسين الحالة المزاجيّة للإنسان، ما يَضمن بداية يومٍ نشيط وشعور بالفرح طوال النهار. طبعاً، لا ننسى أيضاً أنّ التفكير الذي يحدث في رأسنا عند انتقالنا من البيت حتى الوصول إلى العمل، سيُخفّف علينا الضغط الذي نشعر به أثناء ساعات الدوام، ويهبنا بعض الوقت لنستجمع الأفكار الإيجابيّة قبل خوض معركة النهار، كما يمنحنا وقتاً إضافيّاً نُحضّر فيه الأشياء المهمّة التي علينا القيام بها فور وصولنا إلى المكتب أو الشركة أو المحلّ أو أيّ مكان نعمل فيه.
والمشي يُوفّر علينا استخدام السيارة أو الباص، فنكون بذلك قد خفّفنا درجات بسيطة من التلوّث البيئي، وأنقذنا أنفسنا من ورطة زحمات السير الخانقة التي تؤدي إلى نوبات الغضب الصباحيّة المزعجة. كما يمكننا أن نضمن عدم تأخرنا في بلوغ مكان العمل وهو سبب إضافيّ لكي نبدأ يومنا بنشاط وفرح وهدوء وعدم انزعاج فكريّ أو جسديّ.
أضف تعليق
التعليقات
أيمن الظفيري
بالنسبة لي فكلا الأمرين مر! فأنا أعمل في منطقة نائية و السفر اليومي لها يسبب لي المتاعب، و السكن إلى جوار العمل يعني العزلة عن العالم!!! لذلك حاليا أقضي يومياقرابة الساعتين و النصف في السفر من و إلى العمل!