بيئة وعلوم

زاد العلوم

  • 38b
  • 39a
  • 39b
  • 38a

مهن علمية كريهة

استناداً إلى استطلاع قام على معطيات دقيقة وشهادات حيَّة، نشرت مجلة بوبولار ساينس الأمريكية مؤخراً كشفاً بأسوأ المهن العلمية التي يمارسها البعض بعد الدراسة، وبعضهم بعد التفوق في الدراسة.
ومن هذه المهن الكريهة كان حرق النفايات الطبية الذي يفرض على المسؤول عنه ارتداء بذلة واقية وقناعاً، والعمل في غرفة يطلق فيها بخار حرارته 300 درجة فهرنهايت لتعقيم الأجسام الصلبة، وجمع الأعضاء والأطراف البشرية المبتورة لحرقها في مكان آخر.. وتحمل رائحة تشبه رائحة طعام الكلاب الممزوجة برائحة البلاستيك المحترق…
وإذا كانت كراهية هذه المهنة مفهومة، فالمجلة أضافت إليها على قدم المساواة عمل رواد الفضاء في رحلتهم المرتقبة بعد عقد من الزمن إلى المرّيخ. فخلال الربيع المقبل سيتوجه إلى وكالة الفضاء الروسية 6 أشخاص تم اختيارهم من ضمن أفضل 5000 من 45 دولة، للعيش ضمن أنابيب تجريبية مقفلة لمدة 500 يوم، وهي المدة التي ستستغرقها الرحلة إلى المريخ، وذلك بغية دراسة الآثار الجسمانية والنفسية للرحلة، علماً بأن هؤلاء لن يسافروا فعلاً إلى المرّيخ. ولكنهم سيعيشون الظروف نفسها، أي أنهم سيشربون بولهم بعد إعادة تدويره، ويأكلون أطعمة مجلدة وجافة، وسيعالجون بأنفسهم أي انهيار عصبي يصيب أحدهم. وبعد 250 يوماً سيحظون بفرصة التجول بالبذلة الفضائية على سطح يشبه سطح المريخ، قبل 250 يوماً آخر من العزلة للعودة إلى الأرض.
وكانت تجربة مماثلة في معهد الطب الحيوي عام 1999م قد انتهت بنزيف دموي، واعتداء، وهروب بعد 110 أيام فقط.
وعلى المنوال نفسه أضافت المجلة إلى هاتين المهنتين: تصنيف الأنواع الحية، الطيارون الذين يدرسون الأعاصير، وعلم الفيزياء النظرية.

هويات إلكترونية للنباتات؟

بعد الحيوانات الأليفة التي يتم زرع شريحة إلكترونية صغيرة تحت جلدها، للتعرف إلى أصحابها فيما لو فقدت، يبدوا أن الدور وصل إلى النباتات.
فبسبب التعديات الكثيرة على نباتات الصبار الصحراوي المشهور في ولاية أريزونا الأمريكية، وسرقتها لبيعها إلى الهواة، تقرر حقن هذه النباتات بشرائح إلكترونية، تسهل على رجال الشرطة التعرف إليها من خلال جهاز مسح يحملونه معهم، في كل مرة يواجهون فيها شاحنات أو سيارات تنقل مثل هذه النباتات، وتزعم أنها من إنتاج المزارع.
ففي حين أن إنتاج المزارع من هذه النباتات هو قانوني تماماً ولا اعتراض عليه، فإن اقتلاع نبتة صبار برية من صحراء أريزونا، يعرض الفاعل إلى غرامة تتجاوز المائة ألف دولار والسجن لأكثر من سنة، علماً بأن ثمن مثل هذه النباتات في السوق السوداء لا يزيد على ألفي دولار.
وبالفعل، بدأت السلطات المسؤولة عن صحراء بالم في أريزونا بحقن كل نباتات الصبار هناك بهذه الشرائح الإلكترونية. وفي حال تبين أن النباتات لم تتضرر من هذه الرقائق، فإن المسؤولين عن صحراء ساغوارو سيحذون حذوهم.

عقل صغير..
في المكوك الكبير

يُعد مكوك الفضاء الأمريكي أكبر وسيلة نقل صنعها الإنسان، ورحلاته الفضائية أثارت اهتماماً أكبر من حجمه. ولكن كثيرين يشعرون بالصدمة إذا علموا أن الكمبيوتر على متن المكوك الأمريكي الأول هو من طراز آي. سي. إم 5150، الذي كان أسطورة علمية في الثمانينيات من القرن الماضي، ولا يزيد ثمنه اليوم على 20 دولاراً، وأن سعته لا تزيد على نصف الميغابايت الواحد، في حين أن الأولاد اليوم يلهون بأجهزة كمبيوتر ذات سعة أكبر بنصف مليون مرة!
ولإثارة مزيد من الدهشة عند الذين لا يصدقون ذلك، نشير إلى أن الكمبيوتر ذا الاستخدام العام على متن المكوك حالياً الذي يراقب من ضمن ما يراقب مرحلة الإطلاق، هو مجرد نسخة مطورة من الكمبيوتر الذي ظل مستخدماً في الرحلات الفضائية حتى العام 1991م، وكانت سعته 500 كيلوبايت فقط.
وتبدو هذه الأرقام المدهشة في تواضعها ضخمة، إذا علمنا أن الكمبيوتر الذي كان على متن المركبة الفضائية السوفياتية سويوز عام 1974م، كان ذات سعة تبلغ 6 كيلوبايت!!
ويفسر العلماء هذا الأمر بقولهم إن رواد الفضاء لا يسجلون أفلام فيديو وأغنيات على أجهزة المركبات الفضائية…
وفي حين أن إطلاق المركبات الفضائية يبقى في الدرجة الأولى قائماً على الميكانيك والفيزياء، فإن الكمبيوتر المتطور يلعب دوره على الأرض. ويكفي أن نشير إلى أن الحسابات التي أجريت على الكمبيوتر في الستينيات وجعلت رحلة أبولو ممكنة، كانت ستتطلب نحو خمسة عقود من الزمن لإجرائها يدوياً.

البلاتين..
خادم الصناعة الأمين

البلاتين معدن ثمين تطالعنا تقلبات أسعاره يومياً على شاشة التلفزيون، وتترافق أخباره مع أخبار الذهب والفضة.
ولهذا المعدن الثمين مواصفات مثل الصلابة ومقاومة الأحماض وعدم قابليته للتأكسد، وما يجعله مثل الذهب (وأغلى منه) في صناعة المجوهرات. ولكن للبلاتين مواصفات فيزيائية وكيميائية أخرى، مكنته من أن يدخل عالم الصناعة حيثما فشلت كل المعادن الأخرى حتى الثمينة منها.
فهو يدخل في صناعة السيارات في موضعين بارزين، إشعال الشرارة الكهربائية اللازمة لتشغيل المحرك، وتحويل الغازات الضارة الناجمة عن احتراق الوقود إلى غازات أقل ضرراً.
ويستخدم البلاتين أيضاً في مصافي تكرير النفط، وكمسرع للتفاعلات الكيميائية، كما يدخل في كل الخلطات المعدنية اللازمة لصناعة أسلاك دقيقة وأوعية مختبرات غير قابلة للتآكل وغير ذلك مما يستحيل تعداده
فمن أصل إنتاج العالم من البلاتين الذي بلغ في العام 2006م على سبيل المثال 239 طناً، استهلكت صناعة السيارات 130 طنا، وصناعة المجوهرات 49 طنا، وصناعة الإلكترونيات 13.3 طن، و11.2 طن في صناعة الكيماويات، وتوزع الباقي على صناعات مختلفة أخرى.
وبعدما بقي سعر أونصة البلاتين لعدة عقود من الزمن يساوي إجمالاً ضعفي ثمن أونصة الذهب، (علماً بأنه أندر من الذهب بنحو 30 مرة) حتى أنه وصل في العام 2008م إلى 2.252 دولاراً للأونصة، فإن الأزمة الاقتصادية التي بدأت قبل بضعة أشهر، خفضت سعره إلى ما دون 1000 دولار، حتى أنه هبط لبضعة أيام دون سعر الذهب.

أضف تعليق

التعليقات