ملف العدد

الأزرق

  • m4
  • bbook
  • BlaueReiter
  • Blue Mushaf
  • Blue star
  • Blue Whale1
  • Blue_eye_pendant_JNK1843
  • bluebook55
  • Cover
  • dscf8306
  • DSCN0115
  • DSCN4470
  • Duhil perfume
  • Glaucus_atlanticus_1_cropped
  • item_3 Intl flags
  • m4
  • makkah news
  • Memphis-Blues-1912-1
  • minimally-built-home-striking-public-private-spaces-25-blue-room-divider
  • mosque
  • New_1_DSCF2058
  • Qasr_Al-Azraq
  • sarong_mosaics2
  • shutterstock_56412610
  • shutterstock_79093027
  • shutterstock_87927772
  • shutterstock_96098513
  • shutterstock_128626604
  • shutterstock_145368247
  • shutterstock_156915038
  • Traversier_Nil_(2)
  • 4a04aeb29a3fea81fce0b5649a782100
  • 93-1
  • 93-2_1
  • 93-2_2
  • 460px-Donauwalzer
  • 3574753243_27acb183b5
  • 4814507163_a7974bae69_z
  • Peacekeeping - UNMIT
  • 7161614357_e9f4dc23cc_z
  • 8157115005_669fb7be25_h
  • BB-King-with-ES-355SV

الأزرق هو لون كوكبنا. ولذا، ليس من المبالغة القول إنه أقرب إلى أن يكون لون الحياة.
تصطبغ به صورة المحيطات والبحار، وأيضاً آلاف الأشياء الصغيرة في حياتنا اليومية.
وبعدما ظلَّت الإنسانية لآلاف السنين تبدِّل في مواقفها من رمزية الألوان المختلفة، يبدو أن عصرنا انتصر للأزرق على ما عداه من الألوان، وبات يُحمِّله من الدلالات والمعاني ما لم يحمله في أي عصر أو زمن، كما لو أن هناك سباقاً عالمياً على تبني هذا اللون كجزء من الهوية، ولا فرق في ذلك ما بين هيئة الأمم المتحدة، والشركات الكبرى والصغرى، وصولاً إلى الصناعات المختلفة والتقنيات المتطورة.
محمد ياسين رحمة يجمع لنا تاريخ الأزرق وعالمه في هذا الملف.

الأزرق، هل هو لون يسكنُنا وتتماوج معانيه ورموزه في أعماقنا؟ أم هو لون يمتدّ أمام أبصارنا كلمّا تدفّق الضياء في مسالك خُطانا؟. الأزرق، هو لون كوكبنا، لون الحياة، فمن «يقيم» خارج «الأزرق» هو كائن ميّت.. ولعلّ الحياة ذاتها على الكوكب الأزرق هي حكاية لون نسج أساطيره ومعانيه ودلالاته عبر الدّهور والحضارات والثقافات البشرية.. ربّما أساءت بعض الشعوب فهم الأزرق أحياناً، وربما «احتقرته» شعوب أخرى وجعلته مُرادفاً للمعاني السلبية.. ولكن الأزرق صار لون عصرنا وحاملاً لمعاني التحرّر والانطلاق والثقة والاستقرار.. صار الأزرق جزءاً مُهمّاً من هويّة عصر التكنولوجيا والمجتمع المعلوماتي.

الأزرق بين الألوان
الأزرق لون فردي من مجموعة الألوان الأوّلية أو الأساسية (Primary colors) التي يُطلق عليها اختصاراً (RGB)، وهي مجموعة تضمّ: الأحمر والأخضر والأزرق. وقد تم التعارف على هذه الألوان الثلاثة كألوان أوّلية، يُمكن أن ينتج عن مزجها منظومة الألوان الفرعية اللانهائية، استناداً إلى نظرية اللون العلمية التي قامت على التجارب العلمية لـ«إسحاق نيوتن» خلال القرن الثامن عشر.

غير أن الرّسامين، قبل نظرية اللون العلمية، اعتمدوا أربعة ألوان فردية في مجموعة الألوان الأولية وهي: الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر. وعلى الرغم مما توفّر من دلائل علمية بأن مجموعة (RGB) لا يُمكن أن ينتج عن مزجها جميع الألوان الأخرى، فإنه صار من المسلّمات أن الأحمر والأخضر والأزرق هي الألوان الأولية أو الأساسية.

الأزرق.. حكاية لا شرقية ولا غربية
ذهبت الدراسات في حقول الألوان، أن مكانة اللّون الواحد وقيمته تختلف باختلاف الشعوب والثقافات والعصور، فالأزرق، مجّده قدماء المصريّين وعشقوه، واعتبره الفرس مصدراً للحظ الجيّد والتفاؤل، بينما احتقره قدماء اليونانيين، ولم يأنس له بدو الصحراء.

غير أن معرفة الإنسان باللّون الأزرق واستعماله في الأصباغ تأخّرت أكثر من خمسة وعشرين ألف سنة، بعد استعمال ألوان: الأصفر والأبيض والأسود والأحمر. وتُشير بعض الدراسات إلى أن قدماء العراقيين هم أوّل من امتلك مهارة استخراج أصباغ اللون الأزرق من عناصر الطبيعة حوالي 4500 قبل الميلاد. غير أن مُعظم المصادر تشير إلى أن أقدم الشواهد على استعمال الإنسان لأصباغ الأزرق تعود إلى حضارات قامت في أوروبا وإفريقيا وآسيا، وهي أصباغ مُستخرجة من مناجم الياقوت واللازورد في أفغانستان وإيران والصين وسيبريا.

وإن يكن الأزرق في الحضارتين الإسلامية والصينية على الخصوص قد ارتبط بالفنون المتعلّقة بالنقوش والزخرفة على الخزف والجدران وتعشيق الزجاج وفي المخطوطات، فإن الأزرق في حضارات أخرى كان مظهراً اجتماعياً يدعو إلى التمييز بين الفئات المجتمعية، ففي أووربا وحتى القرن الثاني عشر الميلادي، كانت ملابس الفلاحين زرقاء، بينما كانت ملابس الأغنياء بنفسجية.

وأما الرومان فقد اعتبروا الأزرق مصدراً للمرض والكآبة، وربطوه بالانحطاط والبربرية والعبودية، لا سيما خلال فترات مواجهاتهم الحربية مع قبائل الكلتيين التي كانت تستوطن وسط وشمال أوروبا، حيث إن الكلتيين – السلتيين أو الغاليين في مصادر أخرى- كانوا يعتبرون الأزرق لون الانتصار في الحروب، فكانوا يطلون أجسامهم بأصباغ هذا اللون قبل الدخول في أيّة معركة، بينما كانت نساؤهم نصف عاريات ويصبغن الأجزاء العارية من أجسامهن باللون الأزرق.

وأما عن الأزرق على ألسنة الشعوب، فلم يكن هذا اللون محظوظاً مثل ألوان أخرى، حيث غاب عن أبجديات بعض الشعوب والحضارات أو تم توصيفه تحت مُسميات ألوان أخرى كالأسود مثلاً. ومن الطريف أن نجد رأياً ظهر سنة 1859 في بريطانيا يقول إن الإغريق لم يكونوا يستشعرون وجود اللون الأزرق، وإن الإحساس بالألوان هو من مميزات إنسان قطع أشواطاً في التحضّر.

لقد خاض الأزرق معاركه عبر آلاف السنين، قبل أن يحقّق هويّته ويصير له دلالته اللونية المُستقلة فهو الأزرق السماوي، والأزرق البحري والأزرق الليلي، والأزرق الرمادي، والأزرق الطاووسيّ، والأزرق البترولي، والأزرق الغامق، والأزرق اللازوردي وغيرها من تدرّجات الأزرق التي تتناغم مع الطبيعة أو تلك التي أوجدتها التقنية.

الخرزة الزرقاء.. وعين الحسود لا تسود
لمّا تزل مُجتمعاتنا العربية تتغذّى من موروثاتها التي لم لا تتماهى في الغالب مع المستوى الذي تحقّق من التعليم والتقدّم المدني والفكري والحضاري. و«الخرزة الزرقاء» لمّا تزل تُستعمل بأشكال مُختلفة في البيوت وفي السيارات وتضعها النسوة والأطفال على الخصوص. وللخزرة الزرقاء تسميات متعددة حسب كل قطر عربي فهي: «الخزرة الزرقا»، وهي «صيبة العين»، وهي «خموس وخميسة» وتسميات أخرى كثيرة ولكن الاعتقاد واحد بأن «الخزرة الزرقاء» تختزن قوى سحرية تحصّن حاملها من المخاطر وتقيه «شرّ العين الحاسدة».

وتاريخ «الخزرة الزرقاء» ضارب في القدم فقد استعملتها شعوب كثيرة، كشعوب المايا التي كانت تصنعها من الفيروز ويستعملها المُحاربون لتحميهم من الحيوانات المُفترسة. ويُعتقد أن شعوب البحر المتوسط هي التي رسمت الكف الذي يحمل العين الزرقاء بهدف ترهيب الرومان الذين استعمروا بلدانهم في حقبة من التاريخ. ولبعض المُشتغلين بما يُسمّى علم «اللون والطاقة» رأي في الأمر، فهم يعتقدون أن الخرزة الزرقاء لها القدرة على امتصاص الطاقة السلبية وإزالتها.

«إيموهاك».. «الرّجل الأزرق»
«الرجال الزّرق» تسمية يُعرف بها الطوارق وهم السكّان الأصليون الذين يعمُرون الصحراء الكبرى خاصة في صحراء الجزائر، ومالي، والنيجر، وليبيا، وبوركينا فاسو. وفي اللغة الطرقية، يُطلق على الرجل الطرقي «إيموهاك» وتعني الرّجل الحرّ، فالطوارق يعشقون الحرية ويعتزون بتعميرهم للصحاري الرحبة تحت سماء زرقاء صافية، وقد عبّروا عن حريّتهم في لباسهم الأزرق وهذا ما أكسبهم – حسب بعض الروايات- اسم «الرجل الأزرق»، رغم أن هناك من الطوارق من يرتدون ملابس بيضاء وعليها حلة سوداء مفتوحة الجانبين.

يشتهر «الرجل الأزرق» بوضع اللثام، حيث لا يبدو من وجهه سوى العينين، غير أن المرأة لا تضع لثاماً وتكشف عن وجهها. ويمتلك «الرجل الأزرق» موروثاً حضارياً كبيراً لم تُسلّط عليه أضواء البحث والدراسة لا سيما في منطقة الطاسيلي حيث يُوجد أكبر «معرض مفتوح» لأقدم ما خلّف الإنسان من رسومات على الصّخور.

والثقافة الطوارقية غنيّة بالشعر الذي يسمونه «تيسيواي» والفنون القصصية التي يُسمّونها «تينفوسين»، ويتميّزون بآلة التيندي التي تصاحبهم في أغانيهم التي يُسمّونها «اساهاغ».

لقد استطاع «الرجل الأزرق» أن يستثمر الصحراء القاسية ويُبدع، ممّا توافر له من مواد الطبيعة، صناعات تقليدية لمّا يزل يحافظ على بعضها حتى الآن مثل صناعة السيوف، والسكاكين وصناعة الحلي الفضية الطرقية، من خواتم وأساور وأقراط، وعقود لها زخرفة مميزة بشكلها المثلث. إضافة إلى صناعة الخيم ومصنوعات كثيرة من مُشتقات النخيل.

للتفكير.. قبّعة زرقاء
قبعات التفكير هي طريقة أتى بها المفكر (إدوارد دي بونو) لتعليم التفكير الإبداعي. ورمز لها بالقبعة لأنها توضع فوق الرأس حيث التفكير.. وتُستبدل القبعة حسب الموقف. ولكل لون من القبعات الست للتفكير نمط معين:
– 
القبعة البيضاء: نمط التساؤل، ومنطق الحساب والإحصاءات والأرقام، أي التفكير الموضوعي والحيادي.
– 
القبعة الصفراء: الجانب الحالم والمتفائل. والتركيز على الإيجابيات والفوائد.
– 
القبعة الحمراء: نمط تفعيل العاطفة، ويهتم بالمشاعر دون الحقائق والمعلومات.
– 
القبعة الخضراء: نمط التفكير الإبداعي والبحث عن البدائل، والمقترحات المبتكرة.
– 
القبعة السوداء: وترمز إلى التفكير السلبي أو النقدي، ويستخدم في ذلك المنطق ويرجح احتمالات الفشل، والتركيز على نقاط ضعف الأفكار.
– 
القبعة الزرقاء: هذه القبعة للتفكير الشمولي، ولا تؤدي إلى التفكير في الموضوع المطروح بل في طرق أو اتجاهات التفكير فيه، أي تقرر هذه القبعة أي القبعات الأخرى يجب أن تستخدم في الموضوع محل النقاش. وتليق بالقائد والمدير، الذي ينظم ويوجه عملية التفكير. والسبب في اختيار اللون الأزرق لهذه القبعة هو لون السماء الذي يغطي كل شيء. وتُعتمر هذه القبعة في نهاية الجلسة حيث توحي بالتفكير المنظم والموجه لتلخيص الآراء وإيجاد أنسب وأفضل السبل لأحسن حل.

الصندوق الأزرق.. صديق البيئة
«الصندوق الأزرق» هو صُندوق للنفايات يُوضع في طرف الشارع، بلون أزرق، لا تُوضع فيه إلاّ النفايات القابلة للتدوير مثل الورق والألمنيوم وبعض المواد البلاستيكية والزجاج وغيرها.. والصندوق الأزرق هو برنامج أطلقته كندا عبر بلديات مقاطعاتها سنة 1980م وحقق نجاحاً كبيراً في التعامل مع النفايات والمحافظة على نظافة المحيط ونقاء البيئة ودعم الاقتصاد.

أسماء لها من الأزرق نصيب
يحضر الأزرق في أسماء أشياء وأمور لا حصر لها في تنوعها، ولا رابط ما بينها. فنجده اسماً لأحد العطور (عطر دنهيل الأزرق)، كما نجده في اسم أول تجربة نووية أجرتها فرنسا في الجزائر عام 1960م (اليربوع الأزرق). وفي التراث العربي، هناك أكثر من علم حمل الأزرق اسماً.

من يُصدّق ما أبصرته زرقاء اليمامة؟
حفلت كُتب التراث بروايات تقاربت أحياناً واختلفت أحياناً أخرى حول امرأة عربية من اليمامة اشتهرت باسم «زرقاء اليمامة» لزرقة عينها ويُضرب بها المثل في حدة البصر فيُقال: «أبْصَرُ مِنْ زرقاءِ اليمامة». وسواء كانت زرقاء اليمامة شخصية حقيقية أو غير ذلك فإن قصّتها فيها ما يدعو إلى التّأمّل. وقد اخترنا ما جاء عنها في كتاب «العقد الفريد» لابن عبد ربه: «زَرقاء بني نُمير: امرأة كانت باليمامة تُبصر الشَعَرةَ البيضاء في اللبن»، وتَنْظُر الراكب على مسيرة ثلاثة أيام، وكانت تُنذر قومها الجُيوش إِذا غَزَتهم، فلا يَأتيهم جَيْشٌ إلا وقد استعدُّوا له، حتى احتال لها بعضُ مَن غزاهم، فأمر أصحابَه فقطعوا شجراً وأمْسكوه أمامهم بأيديهم، ونظرت الزَرقاء، فقالت: إنِّي أرى الشجر قد أقبل إليكم؛ قالوا لها: قد خَرِفْت ورَقّ عقلُك وذَهَب بصرُك، فكذَّبوها، وَصبِّحتهم الخيلُ، وأغارت عليهم، وقُتلت الزَّرقاء. قال: فَقوَّرُوا عَينيها فوجدوا عُروق عينيها قد غرِقت في الإثمد من كثرة ما كانت تَكْتحل به».

أبو الوليد الأزرقي.. صاحب «أخبار مكة»
محمد بن عبدالله بن أحمد الأزرقي الغسّاني، ويُعرف باسم «أبو الوليد الأزرقي المكّي»، مؤرخ، وجغرافي وُلد في مكة المكرمة و توفى سنة 250هـ تقريباً. جاءت شهرته من كتابه «أخبار مكة شرفّها الله تعالى، وما جاء فيها من الآثار» وهو من أوثق المصادر التاريخية عن مكة المكرمة، وأقدمها، حيث جمع فيه المؤرّخ تاريخ مكة المُكرّمة، ومعالمها، والمدن المجاورة لها، والطرق المؤدية لها.

الأزرق: تاريخ لون..
أهم ما كُتب في الأزرق

«الأزرق: تاريخ لون» هو واحد من أهمّ ما كُتب حول اللون الأزرق، ألّفه الفرنسي «ميشال باستورو» وهو باحث فرنسي يُعد أحد أبرز المتخصّصين في تاريخ الألوان. تتبع الكاتب تاريخ اللون الأزرق منذ العصر الحجري وحتى القرن العشرين، ماسحاً عدداً من الثقافات والحضارات ولكنه ركّز بشكل لافت على اللون الأزرق في أوروبا تحديداً.

يعتقد المؤلّف أن الأزرق انتظر حتى عام 1000 ميلادي لتنطلق المسيرة الحقيقية له ويبدأ في الحضور اجتماعياً وفنياً، وأما قبل ذلك فلم يكن الأزرق لوناً مهمّاً، فالرومان كانوا يرون العيون الزرقاء من علامات الشقاء لدى النساء ومن دلائل الغباء عند الرجال. ويعتقد المؤلف أن السبب الجوهري في نبذ الأزرق هو أن أصباغ هذا اللون كانت صعبة الاستخراج والتحكّم فيها. ومنذ تم إلباس تمثال «العذراء» رداءً أزرقاً كرمز للسماء، انفتحت أمام هذا اللون آفاق في الغرب المسيحي وصار له مكانة في الأنسجة والألبسة وفي الفنون..

وصارت لفظة «أزرق» أكثر حضوراً واستخداماً في القواميس الشائعة، وقد دفع غياب ما يشير إلى اللون الأزرق في النصوص القديمة أن يعتقد بعض فقهاء اللغات في القرن 19 الميلادي بأن الإغريق لم يكونوا يرون هذا اللون مثلما نراه اليوم.

ومن أهمّ فصول الكتاب هو الفصل الذي خصصه المؤلف للحديث عن أهميّة الأزرق في القرن العشرين وكيف أصبح أكثر الألوان شعبية واللون المُفضّل في الأزياء الرسمية وألوان الأعلام وفي استطلاعات الرأي وغيرها. وللتدليل على أهميّة الأزرق في الحياة «المعاصرة» يسوق المؤلّف نسيجاً من الحكايات وحتى الطرائف حول أسباب اختيار الأزرق كهويّة للشركات الكبرى حول العالم. ولعل أهمّ ما انتهى إليه الكتاب أن المجتمعات هي التي تصنع ألوانها، والأزرق هو لون أوروبا لثلاثين سنة قادمة على الأقلّ.

أيتها الجدران.. الأزرق يليق بك
للألوان تأثير نفسي وشفائي قوي، لذا فهي تستخدم في البنايات والديكور الداخلي حسب التأثير المطلوب من هذا اللون أو ذاك. وبما أن المرضى هم أحوج الناس إلى القوة الشفائية للألوان، فقد اعتمدت المستشفيات في ألبسة أطبائها ودهان جدرانها ألواناً لها تأثير مهدّئ أو محفّز على الشفاء..

فالأزرق المخضرّ المستعمل بكثرة في المستشفيات، هو السكينة والهدوء والارتياح، وأخف لون على العين خصوصاً الفاتح منه، وله تأثير قاتل للميكروبات والجراثيم. وله تأثير مهدّئ للأعصاب ومريح للنفس في غرف المرضى خاصة تلك التي يمكثون فيها لفترات طويلة وكذا الأروقة، أما استعماله في غرف العمليات فراجع لكونه المكمّل البصري للدم والأنسجة البشرية، فيسمح للطبيب بالتركيز على اللون الأحمر.

والأزرق في ديكور البيوت وخاصة في غرف الأطفال، يتجاوز ما يهبه من ارتياح وسكينة وهدوء، إلى كونه لوناً يجعل المساحة الضيّقة تبدو وكأنها فسيحة وأرحب من حجمها الطبيعي، وهذا ما يسهم في توسيع الخيال والقدرة على التخيّل، إضافة إلى أن الأزرق والسماويّ على الخصوص، هو لون «نظيف» ويشيع الشعور بالانطلاق والتحرّر من القيود الذهنية. وتذهب بعض آراء المتخصصين في «اللون والطاقة» إلى أن اللون الأزرق له ذبذبات عالية جداً تمتص الطاقة السلبية، وتتميز بسرعتها في التقاط الذبذبات السالبة التي تعتمد على اللون الأزرق، وهو ما يجعل الأزرق أنسب الألوان لملابس الأطفال، وذلك لامتصاص الطاقة السلبية واستبدالها بطاقة إيجابية عالية جداً.

الجينز.. شكراً للخيمة الزرقاء
يعود ظهور الجينز إلى عام 1873م في أمريكا مع ابتكار قماش الجينز من طرف «ليفي شترواس»، وقد ارتبط عند ظهوره برعاة البقر الأمريكيين. واشتهر «الجينز» في أوروبا خلال ثلاثينيات القرن الماضي، فقد كان لباس العطل وأوقات الراحة، ثم صار لباساً «رياضياً» يوحي بالرشاقة والعفوية، وعنوان التحرّر من التقاليد الكلاسيكية في اللباس وما كان شائعاً وقتها من موضات في اللباس.

وفي رواية أخرى أن الخيّاط الألماني ليفي شتراوس هاجر إلى العالم الجديد أمريكا، ووصل إلى كاليفورنيا سنة 1850م فاشتغل في التنقيب عن الذهب ولكنه فشل فشلاً ذريعاً وساءت أموره، فعمد إلى خيمته الزرقاء وخاط من قماشها سراويل سمَّاها « شتراوس جينز»، وقد لاقت هذه السراويل إقبالاً بين عمّال المناجم لمتانتها القوية وملاءمتها كل الظروف الطبيعية.

ومع الوقت تطوّرت «صناعة» الجينز وعرفت تعديلات في المادة وفي التصاميم، وصارت لا تخلو خزانة ملابس في العالم منه.
الأزرق في القرآن الكريم
ورد ذكر الأزرق في القرآن الكريم مرّة واحدة، وذلك في قوله تعالى في مُحكم تنزيله: ‭}‬يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ * وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا‭{‬ طه: الآية (102).

وقد التقت معظم التفاسير على الدلالة إلى العطش وهول يوم القيامة، ففي تفسير الطبري ورد: «وَنَسُوق أَهْل الْكُفْر باَللَّه يَوْمئذٍ إلَى مَوْقف الْقيَامَة زُرْقًا , فَقيلَ: عَنَى بالزُّرْق في هَذَا الْمَوْضع مَا يَظْهَر في أَعْيُنهمْ منْ شدَّة الْعَطَش الَّذي يَكُون بهمْ عنْد الْحَشْر لرَأْي الْعَيْن منْ الزُّرْق».

وأمّا تفسير القرطبي، فقد جاء فيه: «‭}‬يومئذ زرقاً‭{‬ حال من المجرمين، والزرق خلاف الكحل. والعرب تتشاءم بأزرق العيون وتذمه؛ أي تشوه خلقتهم بزرقة عيونهم وسواد وجوههم. وقال الكلبي والفراء «زرقاً» أي عميا. وقال الأزهري: عطاشى قد ازرقت أعينهم من شدة العطش؛ وقاله الزجاج؛ قال: لأن سواد العين يتغير ويزرق من العطش. وقيل: إنه الطمع الكاذب إذا تعقبته الخيبة، يقال: ابيضت عيني لطول انتظاري لكذا. وقول خامس: إن المراد بالزرقة شخوص البصر من شدة الخوف».

الأزرق في اللغة العربية
ورد في مُعجم «الرائد» أن الأزرق هو ما لونه الزُّرقة، وهي لون السماء الصافية. «ويقال: نصل أَزرق. وماءٌ أزرق: شديدُ الصفاء. والماءُ الأَزرق (في علم الرمد): صلابة حدقة العين من فرط التوتر الداخلي.

وفي المُعجم الوسيط ورد: ازرقت عينه نحوي: انقلبت وظهر بياضها. أزرقت الناقة حملها: أخرته.

وأما في معجم «اللغة العربية المُعاصر، فقد ورد: «صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من زرِقَ: ما كان بلون السَّماء. حصان أزرقُ: أشهب. عدوٌّ أزرقُ: شديد العداوة.

الأزرق في المنام.. ضاع التفسير
يصل التناقض حول رؤية اللون الأزرق في المنام حدّ التناقض بين «مفسّري المنام» و«علماء تفسير الأحلام»، فبينما يذهب بعضهم أن رؤية اللون الأزرق في المنام معناه الفشل والخيبة وغيرها من المُفردات ذات المعنى السلبي، فإذا رأى أحدهم شخصا يعرفه في منامه يرتدي الأزرق فمعناه أن هذا الشخص يُضمر النيات الخبيثة ويبيّتُ سوءاً. وفي هذا الاتجاه يذهب بعض المُفسّرين حيث يرون أن الأزرق في المنام تفسيره الكفر والشهبُات والجريمة.

بينما تذهب تفسيرات أخرى أن الأزرق في المنام يدلّ على الطمأنينة والتصالح مع الذات والسلاّم الداخلي. وبين التفسيرين ضاع من يطلبون تفسيراً لمناماتهم الزرقاء.

من الكتاب الأزرق.. إلى قبّعات السّلام
للأزرق حضوره وشؤونه أيضاً في عوالم السياسة، ففي أمريكا وُجد «الفريق الأزرق» وهو مجموعة غير رسمية من السياسيين والإعلاميين والمشاهير اتفقت آراؤهم على أن الصين تشكّل خطراً أمنياً دائماً على الولايات المتحدة الأمريكية ومُستقبلها وموقعها العالمي سياسياً وعسكرياً وتكنولوجياً.

وفي سياق الأمن الأمريكي، كلّفت الحكومة الأمريكية ذات زمن سلاح الجوّ بدراسة الشهادات حول رؤية الأطباق الطائرة وامتدت فترة البحث عشرين عاماً (1949 إلى 1969) في مشروع سُمّي «الكتاب الأزرق»، ولكن البحث انتهى إلى أن الظاهرة غير واقعية ومحض خيال وخطأ في تفسير الانعكاسات الضوئية.

وللأزرق خطوطه في لبنان، فمن التيار السياسي الأزرق إلى الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان من جهة وإسرائيل وهضبة الجولان المحتلة من جهة أخرى في 7 يونيو 2000.

وللأزرق مع قوات حفظ السلام للأمم المتحدة تاريخ، فهو لون القبعات التي يعتمرها عناصر الأمم المتّحدة لحفظ السلام، الذين يرصدون ويراقبون عمليات حفظ السلام في البلدان التي عاشت الصراعات الدموية خاصة، ويقومون بتقديم المساعدات التي توطّد تدابير بناء الثقة بين أطراف النزاعات الداخلية، وترتيبات تقاسم السلطة وتعزيز سيادة القانون وغيرها من أشكال الدّعم التي تهدف إلى توجيه الجهود إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

واختيار اللون الأزرق لقبعات حفظ السلام، ليس تمييزاً لقوات حفظ السلام فحسب، ولكن لدلالات الأزرق ومعانيه في السلام والأمن والمُستقبل المُستقرّ.

وغواية الأزرق تتعدّى إلى الرايات، فالأزرق هو عنوان السلام العالمي في راية الأمم المتحدة، ولكن إشاراته ومعانيه تختلف في رايات كثير من الدّول العريقة، تبعا للتاريخ السياسي والاجتماعي والثقافة الشعبية.

للجنيّ الأزرق.. مهامّ وشؤون
«حتى لو يأتي بالجني الأزرق»، مثل يُضرب للدلالة على القدرات المُذهلة في إخفاء أمر ما، وعلى التعجيز في الوصول إلى ذلك الأمر. وفي بعض المُعتقدات الشعبية أن «الذباب الأزرق» الذي يجتمع على الجيف والجثث هو ذاته «الجنّيّ الأزرق وفي وسعه أن يصل إلى قبر الميّت أينما يكون ويأكل جثّته. وأما المُشتغلون فيما يُسمّى «الطب الروحاني» فيقولون إن «الجن الأزرق» هم من كبار الشياطين ومن عبدة إبليس ومن يحملون «عرشه» وهم خدّام «أسمائه الشيطانية»، وهم يختلفون عن باقي الجن في اللون وطبيعة الخلق وما يقومون به من «أدوار» لخدمة الشيطان.

أصحاب الدم الأزرق
«أصحاب الدم الأزرق»، عبارة شائعة بين الناس وتحمل المعنى نفسه تقريباً في مختلف اللغات، فهي تُشير إلى الناس المتغطرسين الذين يعتقدون أنهم من «سلالة» بشرية نقية خالصة، وتشير العبارة أيضاً إلى الاستعلاء الطبقي وفيها نوع من «العنصرية المُجتمعية».

وأصل العبارة يعود إلى إسبانيا، فقد كانت عائلات النبلاء الإسبان تتفاخر بأصولها الأوروبية الخالصة وصفاء عرقها من الاختلاط بالمسلمين الذين حكموا الأندلس من العرب والأفارقة. وكانت تلك العائلات تُطلق على أفرادها «الدم الأزرق» وتتباهى بالعروق الدموية الزرقاء التي يبرز لونها بوضوح بفضل بشرة الجسد.

المساجد الزرقاء
كثيرة هي المساجد في عالمنا الإسلامي التي تحمل تسمية «المسجد الأزرق». فمن مزار شريف في أفغانستان ومسجدها الأزرق الذي بني سنة 1512م ويُقال إنه رُمِّم وجُدِّد أكثر من 200 مرة، إلى مدينة «شاه علم» عاصمة ولاية سيلانجور في ماليزيا والمسجد الأزرق الذي يتّسع لأكثر من أربع وعشرين ألف مُصلٍ ويتميَّز بهندسته التي جمعت بين الطراز الماليزي وأحدث التقنيات العالمية.

المسجد الأزرق في الظهران
هو تحفة فنية ومعلم معماريّ متفرّد بُني سنة 1952م في الحي السعودي قرب مسجد العدنيين المتعدد القباب، بُني بمبادرة خاصة من طرف اثنين من مُوظّفي أرامكو السعودية، ويحملان الجنسية الباكستانية. وهو مسجد على الطّراز الهندي الإسلامي، ويُطلق عليه أسماء أخرى منها المسجد الأزرق تبعاً للطلاء الأزرق الذي يكسو جدرانه وبعض أبوابه، كما يُطلق عليه اسم «المسجد الباكستاني» نسبة لموظفي أرامكو الذين بنوه بجهودهم وأموالهم، ولكنه يُعرف اليوم باسم «مسجد اللؤلؤ». وقد قامت شركة أرامكو بتجديد المسجد الأزرق بين أعوام 2001 و2003م فصار تحفة فنيّة متفرّدة وسط فضاء أخضر لحديقة تحيط به وتهبه جمالاً ساحراً.

الجامع الأزرق في تركيا
هو الجامع الأزرق أو جامع السلطان أحمد، من أهمّ وأكبر المساجد التي تفتخر بها تركيا، يقع مقابل متحف آيا صوفيا في ميدان السلطان أحمد بمدينة إسطنبول.

وعلى أحد أبواب هذا الجامع نقش يشير أنه بني بين عامي:1018 ـ 1020هـ / 1609 ـ 1616م. للجامع سور مُرتفع يحيط به من ثلاث جهات، وتتخلل السور خمسة أبواب، ثلاثة منها تؤدي إلى صحن المسجد واثنان إلى قاعة الصلاة وأكبر الأبواب التي تؤدي إلى الصحن يظهر فيه ألتأثر بالفن الفارسي. ويتكون الصحن من فناء كبير، وتتوسط الصحن ميضأة (مكان الوضوء) سداسية محمولة على ستة أعمدة، وتعلو المسجد ست مآذن، وقبة كبيرة يحفها أربعة أنصاف قبب.

مخطوط المصحف الأزرق
يعود المصحف الأزرق إلى القرن الرابع عشر الميلادي وهو مكتوب بالخط الكوفي المذهب على الورق الأزرق النادر، ولكن لم يتبقّ منه غير جزء ضمن مجموعة المخطوطات القيروانية، بينما تتوزع كثير من صفحاته عبر مجموعات خاصة في بعض متاحف أوروبا، وذلك بعدما تم نهب مكتبة جامع القيروان خلال القرن التاسع عشر الميلادي.

احترس من الأزرق.. على صحتك
ذاك الأزرق المريح الهادئ الذي يحفزّ على التفكير ويساعد على استقرار الحالة النفسية ويشيع في الأعماق الطمأنينة والسكينة.. له معنى مغاير تماماً في مجال الصحة الجسدية، وهو لون مُنفّر إذا رأينا أثر كمدات على الجلد أو اقتربنا لشراء لحم به زرقة.

الماء الأزرق..
الماء الأزرق أو كما يعرف بالجلوكوما، مرض يصيب العين نتيجة ارتفاع ضغطها فوق المعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 21 و10 ملم زئبقي، حيث يؤدي ذلك إلى تلف وضمور العصب البصري الذي ينقل الصور التي نراها إلى المخ، الذي يحتوي على عدد كبير من الألياف يؤدي تلفها إلى تكوّن بقع عمياء داخل الشبكية، وبالتالي فقدان النظر الجانبي تدريجياً في المراحل الأولى، ثم فقدان النظر كاملاً في المراحل المتقدمة. (نقلاً عن موقع مستشفى الملك فيصل التخصصي).

عصيات القيح الأزرق
عصيات القيح الأزرق أو «الزوائف الزنجارية»، وقد تُسمّى أحياناً «جرثومة المستشفيات»، وهي عبارة عن جراثيم موجودة في البيئة المحيطة بنا، ومنتشرة في الطبيعة بشكل واسع وتوجد في المياه والخضار والفواكه. وهي من نوع الجراثيم الانتهازية التي «تستغل» ضعف جسم الإنسان بسبب مرض ما، فلا تفوّت الفرصة لمهاجمته. وهي تمتلك خصائص وقدرات الالتصاق بالجلد واستعمار الأنسجة الحيوية والقدرة على الانتشار وغيرها، مما جعلها من الجراثيم التي تسبّب المشكلات في المستشفيات والمراكز العلاجية وتستوجب الوقاية منها دائماً.

اللسان الأزرق
اللسان الأزرق مرض معدٍ فيروسي ينتقل عن طريق الحشرات المفصلية ويصيب الأغنام بصفة أساسية وأحياناً الأبقار، حيث يتسبب المرض في العديد من الخسائر التي تتمثل في نفوق الأغنام وانخفاض الأوزان وتدهور إنتاج الصوف والإجهاض… وقد تم تشخيصه أوّل مرة سنة 1905 في جنوب إفريقيا، وهذا المرض منتشر بشكل واسع في القارة الإفريقية وبدرجه أقل في آسيا وأمريكا وجنوب أوروبا، وهو مصنف في القائمة «أ» لمكتب الأوبئة العالمية بباريس.

الأزرق في التشكيل والموسيقى والسينما
الفارس الأزرق.. بين حربين

«الفارس الأزرق» هي حركة فنّية ظهرت في ميونيخ بألمانيا سنة 1911م، وقد أسّسها « فاسيلي كاندينسكي» وهو فنّان روسيّ الأصل، رفقة الفنان الألماني «فرانز مارك»، وما كان يجمع بين الفنّانين هو حبّهما للّون الأزرق، وقد كان «كاندينسكي» شغوفاً برسم الفرسان، بينما كان «مارك» شغوفاً برسم الخيول، فاستثمرا هذا الشغف المشترك وأطلقا تسمية «الفارس الأزرق» على حركتهما الفنيّة.

اجتذبت «الفارس الأزرق» فنّانين من توجّهات فنّية متعدّدة، والتقوا حول جملة من مسائل الفكر والفن تدعو إلى التّحرّر من القواعد الكلاسيكية والأكاديمية وتحرير فلسفة الجمال من سلطة المناهج والتقاليد، والبحث في العمق الوجداني والفكري للذات الإنسانية عن مصادر الإلهام التي تغذّي الروح الإبداعية للفنّان. وقد استطاعت الحركة أن تكون مركز أبحاث للفن المُعاصر في فترة ما بين الحربين العالميتين.

النجم الأزرق.. لاغتيال التصوير

«النّجم الأزرق»، لوحة فنّية تعود إلى سنة 1927م وهي من سلسلة لوحات تحمل عنوان «رسوم حلم» للفنّان الإسباني «خوان ميرو»، وتُعد اللوحة عملاً تشكيلياً من بين أفضل الأعمال الفنّية في القرن العشرين، وقد بيعت سنة 2012 في مزاد بلندن بسعر تجاوز 23.5 مليون جنيه إسترليني.

و«خوان ميرو» (20 أبريل 1883- 25 ديسمبر 1983م) هو صاحب النداء الشّهير الذي دعا إلى «اغتيال التصوير» من أجل تغيير العناصر المرئية في فن التصوير المُتعارف عليه.

موسيقى البلوز.. عنوان الحريّة

«البلوز» ليست نوعاً موسيقياً وحسب ولكنها رمز التحرر من العبودية وجزءاً مهمّاً من الهويّة الثقافية الزنجية في أمريكا. فالعبيد في أمريكا كانوا محرومين من التعبير حتى عن وجدانهم بالغناء والموسيقى، فقد كانت تفاصيل يومهم مُوزّعة بين العمل الشاق والنوم العميق استعداداً ليوم آخر في «الشقاء».

وتقوم «فلسفة» البلوز على تمثّل الماضي واستحضاره بمزاج مُشبع بالحزن وعواطف مُتحرّقة، والبلوز هي خلاصة أهمّ مدرستين موسيقيتين أمريكيتين هما:
الجاز والروك أند رول. وقد لاقت موسيقى البلوز المُشبعة بنغمات الزنوج الفولكلورية التقليدية، التي تستحضر الروح الإفريقية، رواجاً كبيراً بين الأمريكيين منذ أوائل القرن التاسع عشر، واكتسبت آلات العزف الخاصة بهذه الموسيقى شهرة واسعة. ومن أشهر القطع الموسيقية التي أحبّها الناس ممفيس بلوز عام 1912 وسانت لويس بلوز عام 1914.

موسيقى الدانوب الأزرق

هو «نهر العواصم» لأنه يمر عبر عواصم: فيينا، براتيسلافا، بودابست، وبلغراد، إضافة إلى كونه يعبر أو يحاذي 10 دول أوروبية. ولكنه يُسمّى أيضاً «نهر الدانوب الأزرق» لأن «ملك الفالس» الموسيقار النمساوي» يوهان شتراوس» كان يستلهم ألحانه من نهر الدانوب، وقد ألّف «يوهان شتراوس الابن» سنة 1866 مقطوعة موسيقية سمَّاها «الدانوب الأزرق»، 1866 وتم عرضها لأول مرة في 13 فبراير 1867.

Blue jasmine.. على حافة الجنون

ياسمين الحزينة أو «Blue jasmine» فِلم شدّ انتباه النقّاد والمُشاهدين على السواء، فهو قراءة نفسية اجتماعية لا تغيب عنها السياسة لواقع الطبقة الاجتماعية الأمريكية الفائقة الثراء التي تعرّضت إلى هزات في مستوى معيشتها وقوة حضورها في المشهد الواقعي الأمريكي.

هو فِلم درامي أنتج عام 2013، من تأليف وإخراج «وودي ألن» وبطولة النجمة الأسترالية «كيت بلانشيت». وقد صرّحت « كيت بلانشيت» أن الفِلم يروي: «نهاية فترة الرفاهية لامرأة تجد نفسها تعيش على وقع الحدود الفاصلة بين الواقع والخيال، فتهرب إلى عالم الخيال الذي يقترب بها من مرحلة الجنون». وأضافت كيت أنها «ليست قصة مليئة بالدروس الأخلاقية، ولكني أراها قصة مسلية ومؤثرة في الوقت نفسه، وهذا ما حاولت أن أنقله في الفِلم».

الأزرق في الشبكة العنكبوتية

أزرق الفيسبوك.. من أجل مارك
الأزرق، هو اللون الأكثر انتشاراً بين أفضل مواقع الإنترنت، وقد اختارت بعض مواقع التواصل والاتصال مثل تويتر وسكايب اللون الأزرق في تصاميمها وشعاراتها، لأنه مريح لنظر المُستخدم الذي يقضي وقتاً طويلاً أمام الموقع ويُشعره بالهدوء والسّكون ويمنحه القدرة على التركيز، وأيضاً لأن الأزرق يحمل معنى الثقة والمصداقية. وهناك سبب آخر لاختيار الفيسبوك للون الأزرق، حيث يقول «مارك زوكربيرج» مصمم الفايسبوك: «الأزرق هو اللون الأنقى بالنسبة لي وأستطيع أن أرى اللون الأزرق بوضوح»، وقد أفادت بعض الصحف أن «مارك» مُصاب بمرض عمى الألوان، واللّون الأزرق هو أفضل الألوان التي يُمكن أن يميّزها بصرياً.

الجيش الأزرق الصيني
للفضاء الإلكتروني حروبه وجيوشه أيضاً، فقد كشفت صحيفة تصدر في هونغ كونغ بتاريخ الأول من أغسطس 2011م أن وزارة الدفاع الصينية أنشأت إدارة خاصة بجيش التحرير الشعبي الصيني، من أجل حماية الفضاء الإلكتروني الخاص بالجيش على شبكة الإنترنت، وأطلقت عليها تسمية «الجيش الأزرق». وتعتمد استراتيجية هذا الجيش على «حرب العصابات» التي انتهجها الزعيم الصيني «ماو تسي تونغ» في حربه ضد اليابان وحزب الكومينتانغ.

محمية الأزرق.. في انتظار الطيور المُهاجرة؟
في واحة الأزرق بالصحراء الشرقية للأردن تقع محمية الأزرق وتتربع على مساحة تقارب الاثني عشر كيلومتراً مربع، تنتشر عليها المُسطّحات المائية وهي شبه مغطاة بالنباتات المائية، ومن أهم حيواناتها البرية ابن آوى والثعالب الحمراء، والضبع المخططة والذئب والوشق وعديد من القوارض. وتُعتبر هذه المحمية محطّ الطيور المُهاجرة بين إفريقيا وآسيا، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي مليون طائر «يقيمون» في هذه «المحطة» خلال رحلاتهم المُهاجرة.

الأزرق.. قلعة العصور
تقع قلعة الأزرق في وسط واحة الأزرق، وتشير بعض النقوش على الصخور أنها بُنيت في الفترة ما بين 285 و305م من طرف الرومان. وتعاقب على استخدامها وإعادة بنائها وترميمها : البيزنطيون والأمويون والأتراك والأيوبيون والمماليك والعرب. والقلعة بناء ضخم مستطيل الشكل بُنيت من الحجارة البازلتية السوداء، وتتألف من ثلاثة طوابق بقي منها طابقان ظاهران للعيان.

الزرقاء مدينة.. الوداع
يُقال إنها سُمّيت الزرقاء نسبة إلى «نهر الزرقاء»، وهي مدينة عريقة استوطنها البشر في القرن الرابع قبل الميلاد، ولكنها فقدت أهميّتها وحيويّتها عبر العصور، حتى بدايات القرن العشرين، حيث شهدت إقبالاً من المهاجرين الشيشان الآتين من القوقاز هاربين من الحروب بين الإمبراطوريتين العثمانية والروسية، واستقروا على طول نهر الزرقاء.

في الياقوت والأحجار الكريمة
أزرق؟ أي أزرق؟
ما من مجال تلعب فيه تفعيلات الأزرق دوراً كدورها في عالم الأحجار الكريمة. ولو أخذنا الياقوت الأزرق مثلاً لوجدنا أنه يتشكَّل في الطبيعة بكل تفعيلات هذا اللون، من الأزرق المائل إلى البياض وصولاً إلى المائل إلى السواد، مروراً بالأزرق السماوي والمائل إلى الرمادي أو إلى الاخضرار، وحتى الداكن جداً المائل إلى السواد الذي يسميه التجار تخفيفاً «أزرق منتصف الليل»!

وفيما يمكن شراء قيراط من السفير المائل إلى الاخضرار أو البياض أو السواد بنحو 100 دولار فقط، فإن الأزرق الخالص إذا كان سماوياً يصل إلى أربعة أضعاف هذا الثمن. واستناداً إلى درجة ميلانه إلى الكحلي المعتدل يرتفع ثمنه أكثر فأكثر، وصولاً إلى 20 ألف دولار للقيراط. (الرقم القياسي هو في الواقع 135 ألف دولار للقيراط الواحد دُفع عام 2007 في دار المزاد العلني كريستيز ثمناً لياقوتة مستخرجة من كشمير).

ولأن ثروات طائلة يمكنها أن تكون على المحك بفعل تغيرات لونية طفيفة يصعب ضبطها اعتمد التجار «زهرة الترنجان» مقياساً لأفضل ألوان الياقوت الأزرق. وهذه الزهرة البرية التي تسمى أيضاً «زهرة الذرة» لأنها تنبت في آسيا وسط حقول الذرة، هي ذات لون أزرق قوي جداً ومشبع بحيث تبدو كحلية مضيئة تميل بنسبة مئوية ضئيلة جداً إلى البنفسجي. وعلى الرغم من أن هذا اللون بالذات يفترض فيه أن يكون مقياساً بصرياً ودقيقاً، فإن التجار صاروا يستخدمونه من باب تفخيم أحجارهم ومدحها، مثل «الأزرق الملكي» و«أزرق البحرية».. أما تعبير «أزرق كشميري»، فلا يجرؤ كثيرون على استخدامه إلا للأحجار الجميلة جداً، لأن اكتشاف الفرق ليس صعباً.

في الفيروز.. مسألة حياة وموت
أنواع الأحجار الكريمة الزرقاء كثيرة، ولكن كمياتها قليلة، أغلاها ثمناً هو الماس الأزرق الذي يصل ثمن القيراط الواحد منه إلى نصف مليون دولار. أما لائحة الأحجار الأكثر شيوعاً وشهرة فتشمل اللازورد الذي استخدمه الفراعنة منذ 5 آلاف سنة مسحوقاً لتكحيل العيون، والأكوامارين الذي سمَّاه العرب قديماً الزمرد الريحاني، والتنزانيت الذي اكتشف عام 1967م، وانضم بسرعة إلى لائحة الأحجار الباهظة الثمن، غير أن أشهر الأحجار الزرقاء تاريخياً، هو الفيروز بلا منازع.

فهذا الحجر يدين بانضمامه إلى لائحة الأحجار الكريمة لجمال زرقته فقط، إذ إن تركيبته الكيميائية غير مستقرة، وتتأثر سلباً بعوامل عديدة.

والفيروز الثمين هو ذلك الذي يتمتع بلون أزرق سماوي خالٍ من أية شوائب أخرى مثل عروق الحاضنة السوداء، أو ذلك المائل بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المئة إلى الاخضرار الفاتح.

وإذا تعرض الفيروز للحرارة أو حتى لأشعة الشمس، فإنه قد يُفقده زرقته فيصبح أبيض. أما تعرضه للزيوت الموجودة في العطور والصابون، فيجعل لونه أخضرَ داكناً. وفي الحالتين يصبح اسمه تجارياً «فيروز ميت»، وهو رخيص الثمن، لا أحد يرغب فيه.

الأزرق.. معانٍ في التكنولوجيا
استلهمت التكنولوجيا من دلالات الألوان ومعانيها ورمزيتها وحاولت أن تُنتج «لغة لونية» عالمية، يُمكن لجميع الناس أن يتعاملوا معها، فمثلاً: الحنفية التي عليها اللّون الأزرق تعني في كل دول العالم أنها حنفية الماء البارد. ولكن في مجال الأسلاك الكهربائية يجب الاحتراس، فهناك أنظمة متعددة وكل نظام وضع دلالة لونية لأسلاك الكهرباء، وأشهر تلك الأنظمة: النظام الأمريكي والنظام الأوروبي. ففي النظام الأوروبي، يشير اللون الأزرق إلى الحيادية أو السلك الراجع المتعادل، بينما يعني الأزرق في النظام الثاني السلك المُوجب. ولكن في نظام الألوان العالمي للكيبلات، الأزرق يعني السلك الراجع المتعادل أو لنقل يعني «الأمان» بشكل ما.
وللأزرق معانيه في الكثير من الأجهزة الإلكترونية والكهرومنزلية، ومدار هذه المعاني جميعها تقريباً حول البرودة والأمان والتقنية والثقة والدقة غيرها.
وأما في مجال منتوجات النظافة فليس كالأزرق للتعبير عن النقاء والفعالية في التنظيف. ولا يختلف الأمر كثيراً في مجال المشروبات، فالأزرق يُوحي بالانتعاش والبرودة والارتواء.

الشعاع الأزرق
«الشعاع الأزرق» (Blue ray) من الوسائط الأكثر تطوّراً لتخزين واسترجاع وتشغيل ملفات الملتيميديا مثل الفديو والصوت والألعاب والصور وغيرها.. ويُعد الجيل المّطوّر من DVD ويستخدم تقنية الشعاع الأزرق لعملية الكتابة والقراءة، ويتميّز بسعته العالية جداً في التخزين مما يساعد على حفظ الملفات دون الحاجة إلى تجزئتها أو ضغطها بما يقلّل جودتها، إضافة إلى قدرته على مقاومة الخدوش، وإمكانية إضافة محتوى جديد عن طريق الإنترنت واستخدام رموز حديثة وغيرها من التقنيات.. و«الشعاع الأزرق» هو ثمرة مجهود مُشترك بين شركات رائدة في مجال الحواسيب والإلكترونيات تُسمّى Blu-ray Disc Association أو BDA اختصاراً.

الأزرق في عالم الحيوان
في عالم الحيوان، قد يكون اللون الأزرق من أندر الألوان، ولكن طيراً واحداً أنصفه ورفعه عالياً: الطاووس.
فهذا الطير يكسو رأسه وبدنه ريش أزرق صارخ في قوته. وعلى ذيل الذكر منه دوائر مؤلفة من لونين: دائرة ذات لون كحلي ضمن دائرة ذات لون أزرق فيروزي سماوي، تجعله يبدو وكأنه قطعة جواهر ضخمة وحية. وإضافة إلى أبهة منظره، لعب التاج (الكحلي اللون أيضاً) الذي يعلو رأسه دوراً في جعل كثير من الثقافات الآسيوية تعتبره ملك الطيور ولاحقاً «طير الملوك». فاتخذه كثير من الحكام والملوك رمزاً لسلطانهم، وخاصة مهراجات الهند.
ومن مهراجات الهند وعلاقتهم بالطاووس، اقتبس الأوروبيون احتراماً طارئاً للون الأزرق الطاووسي بفعل التواصل والاحتكاك التجاري غداة عصر النهضة، فصار الأزرق لوناً ملكياً في فرنسا أولاً ومن ثم في دول أوروبية عديدة، حتى صنع منه الملوك معاطف التتويج كما هو حال الملك لويس الرابع عشر.

القط الروسيّ الأزرق.. لمّا يزل خجولاً
ذكيّ ومرح وجميل بشكله وبنعومة شعره الفضّي الممزوج بزرقة، ولكنه خجول عند لقائه بالغرباء، ذاك هو القط الروسي الأزرق أو «الملاك الأزرق». ويُعتقد أن البحّارة لمّا انطلقوا ذات رحلة بحرية في سنة 1860م من مدينة روسية مُطلّة على البحر الأبيض المتوسط وهي مدينة «أرخانجيلسك»، أخذوا معهم القط الأزرق إلى إنجلترا وايرلندا ودول أوروبية كثيرة، وقد كان أوّل ظهور مُسجّل لسلالة القط الأزرق بأوروبا في «كريستال بالاس» بإنجلترا سنة 1875م.
وقد تعرّضت سلالة القط الروسي الأزرق إلى التناقص لا سيما خلال الحرب العالمية الثانية، وهو ما دفع بعض المُهتمّين بتربية القطط إلى تهجين هذه السلالة مع سلالة القط السيامي على الخصوص.

الحوت الأزرق.. ضحية البشر
الحوت الأزرق هو أضخم الكائنات الحيّة على الإطلاق وأقلها عدداً، فقد تم تصنيفه من بين أكثر الحيوانات المُهدّدة بالانقراض، لونه أزرق مائل إلى الرّمادي ولون بطنه مُنقّط مائل إلى الصفرة. يتراوح طوله بين 20 و33 متراً، أما وزنه فبين 90 و180 طناً، وأما سرعته فمُتوسّطة وتتراوح بين العشرين والخمسين كيلومتر في الساعة.
تعرّض الحوت الأزرق إلى الصّيد الجائر، وكاد هذا الأمر أن يُفنيه، ويقدّر الخبراء أعداده الحالية ما بين العشرة آلاف والخمس وعشرين ألفا. وتذكر الإحصاءات أن مجموع ما تم صيده في فصل واحد سنة 1931م قد تجاوز ثلاثين ألف حوت أزرق.

للبحر تنّينُه أيضاً..
رغم أن تنّين البحر الأزرق مخلوق صغير يصل طوله إلى ثلاثة سنتمترات تقريباً، إلاّ أنه مخلوق خطير من أنواع البزاقات البحرية، فهو قد يتغذى «على لحم البشر إن أتيحت له الفرصة». وينتشر وجود هذا المخلوق عبر جميع المحيطات، في المياه المعتدلة والاستوائية. لونه من رمادي فضي على جانب ظهره والأزرق الداكن والفاتح على جانب بطنه. لديه خطوط زرقاء داكنة على وجهه، وله ست زوائد تتفرع في شكل شعاعي ولديه عضو يستخدم في التغذية يشبه اللسان به أسنان مدببة مسننة، ويتغذى على بعض المخلوقات السامة ويستخدم سمومها بعد تخزينها في حويصلات خاصة فوق أسنانه، ويستطيع التنين الأزرق تركيز هذه السموم وإعادة إنتاج سم أقوى وأكثر تركيزاً.

من يخطف الذباب الأزرق؟
الذباب الأزرق هو الأكبر حجماً بين مختلف أنواع الذباب، يقيم ويتكاثر في الجيف والأماكن المتعفّنة. ويُقال إن له قدرة عجيبة على استشعار الجثث والجيف على بعد ثلاثة كيلومترات، ويُقال أيضاً إن الطب الجنائي «استفاد» من الذباب الأزرق للوصول إلى الجثث وتحليلها ومعرفة تفاصيل كثيرة.. ويجري على لسان الناس المثل القائل: «لن أترك الذباب الأزرق يعرف لك مكاناً».
وفي الُمقابل، هناك خاطف الذباب الأزرق، وهو طائر جميل يتميّز بريش أسود في الرأس، بينما الظهر والأجنحة زرقاء.، وهو طائر مهاجر يعيش في اليابان وكوريا، وفي أجزاء من الصين وروسيا. ولا نعلم سبب تسمية هذا الطائر بخاطف الذباب الأزرق، وإن كان بينه وبين الذباب الأزرق «عداوة تاريخية».

الأزرق في الطبيعة
السماء.. لا لون لها
هل في وسع السماء إلاّ أن تكون زرقاء؟ وماذا لو كانت خضراء مثلاً؟. نحن لا نمتلك إجابة عن هذا السؤال، وكنّا نعتقد بما يعتقد به معظم الناس أن للسماء لونا أقرب ما يكون إلى الأزرق (الأزرق السماوي) خلال النهار، ويتحوّل لونها إلى ألوان أخرى عند الغروب وفي الليل.

لكن النظرة العلمية تقول إنه لا لون للسماء، وما تراه عيوننا من ألوان عبر فترات اليوم المُختلفة هو انعكاس وانكسار الضوء القادم من الشمس على وجه خاص لدى عبوره الغلاف الجوي للأرض واصطدامه بمكوناته من الهواء والغبار وغير ذلك.

والأزرق الذي نراه هو انعكاس ضوء الشمس على الغلاف الجوي للأرض الذي سرعان ما يتغير لونه إلى البنفسجي عند الغروب أو الشروق وبعدها يصبح أسود وهذا لأن ضوء الشمس اختفى عند الغروب ولا ضوء لينعكس على الغلاف الجوي فيصبح الغلاف الشفاف مكشوفاً للفضاء الخارجي، وما نراه من سواد هو المادة الداكنة للفضاء، البعيدة جداً». وحول التدرّج اللوني الساحر للسماء عند الغروب، فقد حاول عالم فيزيائي تفسير ذلك بنظرية تُسمّى «تبعثر راي».

النيل.. تفعيلة لونية خاصة
بسبب جريانه في منطقة مدارية، وسط مناطق رملية وصخرية فاتحة اللون، يتميز نهر النيل بزرقة خاصة وقوية، بفعل قوة ضوء الشمس المنعكسة عليه. وزرقة النيل، التي عزز الخيال قوتها في الوجدان العام، أصبحت اسماً لتفعيلة لونية محددة، هي تلك الواقعة ما بين الأزرق الداكن والكحلي. وأفضل معبّر عنها هو «قرص النيلة» المستخدم في غسل الملابس البيضاء، لا لصبغها باللون الأزرق، ولكن لأن لمسة طفيفة من الازرقاق تجعلها أكثر بياضاً وبهاءً. ولا يقتصر استخدام اسم النيل للدلالة على زرقة شيء معين على اللغة العربية، ففي الهند وبعض دول آسيا، يسمى الياقوت الأزرق «نيلم».

كلّ البحار العميقة… زرقاء
كلّ البحار العميقة زرقاء إلاّ أنه لا بحر يحمل اسم «البحر الأزرق»، رغم وجود بحار تحمل تسميات الألوان كالبحر الأبيض والبحر الأحمر والبحر الأسود. ويُقال أن البحر لا لون لونه، فهو يعكس لون السماء. وأمّا التفسير المُتداول «علمياً» حول زرقة البحر فيقول إن ضوء الشمس (الأبيض) يحتوي على كل ألوان الطيف، ويختلف الطول الموجي من لون إلى آخر، والألوان ذات الطول الموجي الأقصر هي التي تتشتت أكثر. والأزرق هو اللون الذي يسمح له طوله الموجي بالتشتت أكثر، فمثلاً هو يتشتّتُ أكثر بعشر مرّات من اللون الأحمر، لذلك عند اصطدام ضوء الشمس بمياه البحر فإن شعاع اللون الأحمر يمتص على عمق 20 متراً. ويمتص الشعاع البرتقالي على عمق ثلاثين متراً تقريباً. وعلى عمق خمسين متراً تقريباً يمتص اللون الأصفر. وعلى عمق 100 متر تقريباً يمتص اللون الأخضر، وعلى عمق 125 متر تقريباً يمتص اللون البنفسجي، وآخر الألوان امتصاصاً هو اللون الأزرق على بعد 200 متر تقريباً من سطح البحر، وهذا ما يجعلنا نرى البحر أزرق.

النجوم الزرقاء.. لا تعرف الظهيرة
يشيع بين الناس المثل القائل: «سأريك النجوم الزرقاء في عزّ الظهر»، ولكل لهجة ملفوظها للمثل، ولكن التساؤل المُحيّر: كيف ترسّخ في ذهن الناس «النجوم الزرقاء» وليس غيرها من النجوم؟. ونحن نطرح هذا التساؤل لأن البحوث العلمية تقول إن النجوم الزرقاء أو «العملاق الأزرق» كما تُسمّى أحياناً، هي النّجوم الأكثر سطوعاً والأشدّ حرارة والأكبر حجماً بين كل النجوم التي عرفتها ودرستها العلوم حتى الآن. تدور النجوم الزرقاء حول نفسها أسرع نحو 75 مرة من دوران الشمس حول محورها، وتبلغ كتلة النجم الأزرق من ضعف إلى ثلاثة أضعاف كتلة النجوم الأخرى.

أزرق العلامات التجارية..
شركات ومؤسّسات عالمية كثيرة مثل: «آي بي إم» و«فورد» و«إنتل» و«بيبسي» وغيرها.. اختارت الأزرق لوناً رئيساً في شعاراتها أو علامتها التجارية، وقد اعتمد اختيارها على خصائص اللون الأزرق من حيث قبوله الكبير لدى الناس وتنوّع حقل دلالاته ومعانيه في مختلف المجالات، ولا طريق لفهم سبب اختيار الأزرق غير قراءة الشعار أو العلامة التجارية.

أزرق أرامكو «أرامكو السعودية»..
لا حدود للأفق

أرامكو السعودية، من أكبر الشركات العالمية المتكاملة في مجالات النفط والغاز الطبيعي والبتروكيماويات والأعمال المتعلقة بها من تنقيب وإنتاج وتكرير وتوزيع وشحن وتسويق.

وشعار «أرامكو السعودية» عبارة عن فضاء أزرق متدرّج إلى اخضرار تتوسطّه دائرة بيضاء مُشعّة «انفجرت» إلى دوائر بيضاء انتشرت على شكل أذرع في كل الاتجاهات. من الناحية الجمالية يبدو الشعار متناغماً ويُغري بالاستغراق فيه دون أن تشعر العين بالإرهاق أو الانكسار. ومن ناحية الدلالة يُعبّر الأزرق عن مزيج من المعاني تجتمع فيها التقنية والثقة والثبات، والتدرّج اللوني للأزرق المتناهي إلى الاخضرار يعطي الانطباع أن الشركة تراعي الأبعاد البيئية، وأما الدوائر البيضاء فهي تعطي الانطباع بقوة الانتشار في كل العالم وفق تخطيط وقواعد تحترم التعاملات بكل نزاهة وصفاء.

أزرق «سكاي نيوز».. هوية بصرية

«سكاي نيوز» هي قناة تلفزيونية فضائية بريطانية تقدّم الأخبار الدولية وتركّز على تقديم آخر الأخبار العالمية العاجلة لحظة حدوثها، لديها «إصدرات دولية» مثل: سكاي نيوز أستراليا وسكاي نيوز نيوزيلندا وسكاي نيوز عربية التي تبث من أبو ظبي بالإمارات العربية المُتّحدة.
تنفرد سكاي نيوز عن غيرها من القنوات الفضائية الإخبارية باعتمادها على اللون الأزرق المُشعّ الذي يشير في دلالاته ومعانيه إلى التقنية المتطوّرة واتساع دائرة الانتشار عالمياً في اقتناص الخبر وفي نشره بالسرعة التي تستدعيها أهميّة الخبر، كما يشير إلى المصداقية والنزاهة والقدرة الفائقة على المنافسة. والأزرق المُشعّ لسكاي نيوز هو لون توافقيّ عند مختلف مئات المُتلقين ومريح للنظر، وهو ما يجعل من أزرق سكاي نيوز «هويّة بصرية» غير مسبوقة في مجال الإعلام المرئي.

وتفيد المصادر أن اختيار سكاي نيوز للأزرق المشعّ استند إلى دراسات في علم نفس المتلقّي وإلى استطلاعات الرأي حول الألوان الأكثر قبولاً لدى المُشاهدين.

أضف تعليق

التعليقات