حياتنا اليوم

المترجم: الجندي المجهول.. هل يمكن الاستغناء عنه؟

  • 41916-1
  • CE3jp
  • Corbis-80384-76
  • 2AB5FA18-539C-422A-816B-38C8D1A06017_w640_r1_s
  • 61

هل هنالك فعلاً نظام ترجمة آلية يقدِّم ترجمة دقيقة يمكن قراءتها وتقبلها كنص صالح للقراءة، معنى ولغة ودلالة؟ الجواب بكل بساطة نعم، يقدّم جهاد صعيليك في هذا المقال عديداً من النصائح العملية للمستخدمين العاديين، غير المتخصصين، وغير الملمين بلغات أخرى بطلاقة، حول أفضل السبل للحصول على ترجمة سليمة وفضلى باستخدام المنظومات الآلية سواء تلك المتاحة على شبكة الإنترنت أو على أجهزة الكمبيوتر، وبغض النظر إذا كانت الخدمة المقصودة مجانية أو مدفوعة.

الترجمة بمساعدة الكمبيوتر: نصائح للمستخدمين
الحديث عن الترجمة الآلية واستخداماتها حديث متشعب لا يقتصر فقط على دقة الترجمة وكفاءتها، بل ويمتد إلى استخداماتها المتعددة والتقنيات المتنوعة التي تقدِّمها، سواء على الكمبيوتر مباشرة Offline أو عبر شبكة الإنترنت Online.

الثابت في كل ما يتصل بالترجمة الآلية أن تغييراً كبيراً طرأ على منطق التعامل معها في السنوات العشر الأخيرة، فهذا التوصيف يكون صحيحاً عندما تكون هنالك حلقة وسيطة بين النص المترجم والقارئ النهائي، أي أن تترجم نصاً من الألمانية مثلاً للعربية، باستخدام الكمبيوتر، ثم يصوغه محرر قبل نشره في صحيفة ما. لكن هذه الحالة ليست هي السائدة كثيراً اليوم. فالحاصل هو أنه مع توفر عديد من خدمات الترجمة بمساعدة الكمبيوتر عبر شبكة الإنترنت أصبحت العلاقة مباشرة بين المستخدم (القارئ) النهائي للنص ونظام الترجمة الآلي.

من هنا نشأ عديد من التحديات في تعامل المستخدم النهائي مع هذه المنظومات الآلية، فاقم منها عدم توفر أدلة توضيحية أو أدوات مساندة مما يترك كثيرين تحت وهم أن الترجمة الآلية تعطي نصوصاً مقبولة أو دقيقة، وأن بالإمكان القبول بها كنصوص منطقية، خاصة عندما توجه إلى الناطقين باللغات الأخرى، كما في حالة ترجمة نص من العربية إلى الألمانية وإرساله إلى صديق ألماني.

ما هي الترجمة الآلية وكيف تعمل
بشكل أو آخر، تُعد الترجمة الآلية أحد أنماط الذكاء الصناعي الذي يقوم على تقليد مهارة أو أكثر من مهارات العقل البشري، وغني عن البيان أن تحليل المعاني ومقابلتها بين لغتين مهارة قد يعجز عنها بعض البشر فكيف إذن يمكن للآلة الصماء أن تجيدها! هنا تقفز للذهن حقيقة أن أعمال الكمبيوترات هي في الواقع نتاج ما يبرمجه لها البشر، وبالتالي فإن كفاءة تنفيذها لتلك المهارة المكتسبة تعتمد ابتداءً على كفاءة ما برمجه لها هؤلاء البشر.

تعتمد الفكرة على تصميم إطار حوسبي للتعامل مع اللغة، أي لغة، بحيث يجعل الكمبيوتر يدرك الأنماط المختلفة للكلمة، اسماً أو فعلاً أو حرفاً، ومن ثم علاقتها ببقية الكلمات، في الجملة، والفقرة وقواعد ذلك. حالياً، توجد مثل هذه الأطر الحوسبية لكل لغة من لغات العالم الحية تقريباً، وهذا ما يسمح عملياً بمختلف أنواع المعالجة الحوسبية لكل واحدة من هذه اللغات (في علم اللغويات الحوسبية وهو علم متشعب) بما في ذلك الترجمة بين اللغة المعنية وغيرها من اللغات.

لكن هذا ليس كافياً! فلكي تصبح الترجمة الآلية ممكنة نحتاج إلى قواميس خاصة بكل لغة، وقواميس بينها وبين اللغة المقابلة، فالترجمة من العربية إلى الإنجليزية مثلاً، تتطلب قواميس العربية، وقواميس الإنجليزية، وقواميس العربية إلى الإنجليزية. وما نقصده بالقواميس هنا يتجاوز فكرة المعنى المباشر لكل مفردة على حدة، بل يتجاوزها إلى ما يعرف بإزالة الغموض dis-ambiguity والتي تعني إيضاح معنى كلمة ما في سياقات متنوعة، مثل إيضاح معنى كلمة «رسالة» في جملة «أرسلت لك رسالة بالبريد» واختلافها عنها في جملة «جاء الإسلام برسالة المحبة والتراحم».

والواقع أن هذه القواميس وكفاءتها في إزالة الغموض هي أحد عاملين رئيسين يحددان كفاءة أي نظام للترجمة الإلكترونية من ناحية دلالية بما يعطي المعنى السليم في النص السليم. العامل الثاني هو محرك الترجمة أي المحرك الذي يقوم بفهم واستيعاب الجملة في اللغة الأصلية، ثم تكوين الجملة المقابلة لها في اللغة الأخرى بشكل صحيح، مستنداً على كفاءة القواميس التي أشرنا إليها، وعلى الإطار الحوسبي الذي سيعالج هنا قضايا النحو والصرف وقواعد اللغة.

لكن كيف يعمل محرك الترجمة؟ الخطوات السبع التالية توضح ما يتم في أي محرك ترجمة بغض النظر عن اللغة.
• 
تحليل النص: وهنا يتم تفكيك النص إلى كلمات وجمل مع تحليل وفهم الروابط التي تربط بين الكلمات في كل جملة لاستنتاج المعنى. وهنا نتحدث عن التقسيم البسيط للأمور مثل «قال الولد» لكن في العربية تحديداً لا تزال هناك مشكلة في برامج الترجمة المجانية التي لا تتضمن فهماً لحركات التشكيل العربية. ومن المهم هنا ملاحظة دور علامات الترقيم، فنقطة نهاية الجملة مهمة جداً لأنها توضح للكمبيوتر أن الجملة انتهت، وبالتالي فإن معناها يتوقف هنا. وكذلك استخدام مفتاح الإدخال Enter لأنه يعني نهاية الفقرة. وإذا كنت تكتب بالإنجليزية، فعليك أن تكون حذراً إذا استخدمت النقطة كفاصلة عشرية أو في عنوان إلكتروني.

• 
معاني المفردات: حيث يتم رد كل مفردة إلى معناها في قاموس اللغة الأم بهدف معرفة معناها الأصلي، ضمن سياقها اللغوي فهل «قال الولد» معناها تكلم أم نام وقت القيلولة!
• 
الترتيب النحوي والسياقي، وهنا نقصد معنى الكلمة عند تطبيق القواعد اللغوية عليها، ففي جملتنا، هل الولد هو من تكلم أم أن شخصاً ما لفظ كلمة الولد (لاحظ هنا ما ستفعله علامات الترقيم لو أضيفت: بعد قال).
• 
تعيين المفردات في اللغة المقابلة: حيث تحدد The boy مقابلة لكلمة الولد مثلاً.
• 
تكوين شكل الجملة في اللغة المقابلة حسب الفهم الذي تكون من الخطوات السابقة. (The boy says).
• 
تعيين أنماط المفردات في اللغة المقابلة فمثلاً تعيين said بدلاً من says.
• 
الشكل النهائي للجملة: أي أن نحصل على The boy said كترجمة نهائية لجملة «قال الولد».

وكما أسلفنا فإن كفاءة النتيجة النهائية تعتمد على الإطار الحوسبي للغة، ومدى نجاحه في المعالجة اللغوية، وكفاءة القواميس المستخدمة. ونشير هنا إلى بعض برامج الترجمة الآلية وخاصة المدفوعة منها تسمح لك بإضافة قواميس متخصصة عند معالجة نصوص متخصصة على ما سنوضح في مكان لاحق.

تعرّف إلى النص
سواء كنت كتبت نصاً بلغتك الأم (العربية في حالنا) أو اخترت نصاً إلكترونياً بلغة أخرى (كالإنجليزية مثلاً)، فإن أول نصيحة لك هي أن تأخذ النص نفسه بجدية أكثر. ذلك أن النظام الآلي لن يتصرف وفقاً لافتراضاتك أنت، فمثلًا إذا كنت تقوم بالضغط على مفتاح Enter على لوحة مفاتيح كمبيوترك في نهاية كل سطر، فإن هذا يعني بالنسبة للآلة فقرة جديدة، وليس سطراً جديداً، وكذلك الأمر لو كنت تهمل النقطة في نهاية كل جملة، إذ سيفهم الكمبيوتر أن فقرتك هي جملة واحدة ممتدة، وهذا يغير كثيراً من المعاني دون أن تتنبه لها. وكذلك بالطبع إذا كنت تركت أخطاء إملائية أو طباعية أو نحوية فهي كلها تترك تأثيراتها المختلفة على المعنى النهائي. لذلك ننصحك بأن تقوم بإجراء تدقيق لغوي وإملائي للنص قبل ترجمته، ولعل في نظام وورد ما يكفي للتدقيقين اللغوي والإملائي (نقصد بالإملائي التي يؤشر عليها في وورد بخط أحمر، واللغوي التي يؤشر عليها بخط أخضر وتعد خطأ في موقعها اللغوي لا في إملائها).

إذا كنت ستترجم نصاً من العربية، فالنصيحة الأفضل اختيار نص ذي جغرافية محايدة! والسبب أن القواميس التي تستخدمها خدمات الترجمة الآلية تحاول أن ترضي الجميع ولذلك تستخدم مفردات وذخيرة لغوية محايدة لغوياً، بحيث ترضي المستخدم سواء كان من الجزيرة العربية أو الشام أو المغرب العربي، دون مراعاة الخصوصيات المحلية وانعكاساتها اللغوية في الفصيحة المعاصرة ونسخها المتعددة من بلد عربي إلى آخر.

لكن لهذا تبعاته عليك أنت كمستخدم، خاصة إذا كان نصك متعلقاً بأحد الموضوعات المعاصرة كالتكنولوجيا أو الإعلام أو حتى الرياضة. ذلك أن القواميس الأساسية التي تبنى عليها محركات الترجمة من وإلى العربية صيغت مع الأسف على افتراض أن المكون الرئيس للنصوص هو المحتوى السياسي ونشرات الأخبار اليومية. ولذلك تجد بعضاً من طرائف الترجمة وأخطائها بسبب هذا الافتراض في الاتجاهين، ففي أحد النصوص وجدنا عبارة «المحرر العام للقوات المسلحة» ترجمة لـ Editor-in-Chief (أي رئيس التحرير)، كما استخدمت عبارة «شركة النفط الوطنية العراقية» ترجمة وحيدة للاختصار NOC في نص رياضي كانت تعني فيه «اللجنة الأولمبية الوطنية»، أما عند ترجمة أسماء الأعلام فحدث ولا حرج، ففي نص احتوى اسم رجل صيني من عائلة Hu، وهو اسم عائلة يستخدمه الملايين، فوجئنا أن الترجمة الوحيدة التي قدمها لنا أحد البرامج كانت «هو جنتاو» أي اسم الرئيس الصيني الحالي! وبالطبع فالتحدي التالي هو في الاستخدامات البلاغية والمجازية للألفاظ والعبارات الاصطلاحية idioms فعبارة مثل الذخيرة اللغوية التي استخدمناها للتو لا تترجمها أكثرية محركات الترجمة على معناها السليم Linguistic Repertoire وإنما تذهب بها إلى المعنى المادي البحت بطرافته Linguistic Ammunition .

لذلك إذا كنت أنت من سيكتب النص، فنصيحتنا هنا هي تبسيطه والبعد عن الاستخدامات المجازية، استخدم لغة مباشرة وواضحة. تذكر دائماً أن الكمبيوتر لا يفكر بأسلوبك وإنما بأسلوب ومحدودية من صمم قاعدة البيانات والقاموس الإلكتروني الذي تستخدمه. وهذا الشخص هو في العادة ذو إمكانات بشرية محدودة إما جغرافياً أو معرفياً أو لغوياً. خذ مثلاً كلمة scanner التي يترجمها أكثرية العرب على أنها «ماسحة ضوئية» بيد أن كثيراً من محركات الترجمة تترجمها على «ماشطة» رداً لها إلى كلمة التمشيط المعروفة عسكرياً وشُرطياً، فيما تشط بعض القواميس الإلكترونية فتقدم ترجمة لها تعريفاً تقنياً من سطرين.

أما إذا كنت ستترجم نصاً أجنبياً، إنجليزياً مثلاً، فمن المهم أن تتنبه إلى جغرافيته كذلك. ذلك أن معظم محركات الترجمة وخاصة على الإنترنت تستخدم اللغة الإنجليزية بلهجتها الأمريكية والإملاء الخاص بها، لذلك سيفيدك كثيراً أن تدرك أي نص إنجليزي تتعامل معه. في حالة غوغل مثلاً، إذا كان ما ستترجمه مصدره موقع أو مطبوعة بريطانية فالأفضل أن تذهب إلى نسخة غوغل البريطانية google.co.uk ومنها تترجم. والأمر نفسه ينطبق على الفرنسية، إذ ينبغي أن تلاحظ إذا كان النص من كندا مثلاً وليس من فرنسا البلد الأم لهذه اللغة. ومع الأسف فهذا النموذج لا ينطبق على العربية كما أسلفنا، فهي واحدة في نظر غوغل، سواء أكان النص من الخليج العربي أو المغرب العربي دون مراعاة تأثير التنوع الجغرافي في اختلاف الذخيرة اللغوية مكانياً بين المناطق التي تتحدث العربية. ولهذا السبب فلو أن مستخدماً مغاربياً استخدم نسخة بلاده من غوغل وترجم عبارة TV presenter (وحتى لو استخدم نظيرتها الفرنسية) إلى العربية لحصل على «مذيعة تلفزيونية» وليس «منشط تلفزي» كما هو السائد في المغرب العربي. وكذلك لو ترجم Theatre لحصل على «مسرح» وليس «ركح» كما تقال من تونس إلى موريتانيا.

وما دمنا ذكرنا غوغل، فهنالك إشكالية لا بد من التنبه إليها، سواء في غوغل أو غيره من المواقع التي تقدِّم خدمات الترجمة الآلية على الإنترنت، وهي ما يُعرف بالترجمة متعددة الطبقات. فلو أردت أن تترجم نصاً عربياً إلى الملايو (لغة ماليزيا وغالبية مسلمي إندونيسيا)، لأمكنك ذلك، لكن هذا لا يتم مباشرة، لأنه لا يوجد محرك ترجمة مباشر بين العربية والملايو، وإنما يتم في الغالب من خلال الترجمة الفورية من العربية إلى الإنجليزية، ومن هذه إلى الملايو، وبالطبع فلا تشعر بفارق كبير في الوقت بسبب سرعة معالجات غوغل. لكن الفارق الذي ستلاحظه، إذا كنت تجيد اللغات الثلاث، المصدر والوسيطة والهدف، يتمثل في اختلال المعاني المركبة التي يتم التعبير عنها بأكثر من كلمة في إحدى اللغتين المصدر أو الوسيطة. والسبب أن العبارة المركبة قد تعني نفس ما قصدت بين اللغة المصدر والإنجليزية، لكنها لا تعني الشيء نفسه بالضرورة بين الإنجليزية واللغة الهدف. كما في حالة عبارة «أقوم برحلة» فهي في الإنجليزية تعني make a trip لكن هذه لا تعني الشيء نفسه في الملايو، المثال الذي ندرسه.

دع الكمبيوتر يتعلَّم
إحدى الميزات الأساسية لفكرة وجود القواميس في منظومات الترجمة الآلية أنها تتيح للمستخدم تطوير قدرة النظام على التعامل مع متطلباته الخاصة في الترجمة، وخاصة إذا كنا نتحدث عن ترجمة في مؤسسة ما أو عن مترجم محترف يترجم نصوصاً متخصصة بشكل دائم. وهذا ما يتوفر بأحد أسلوبين:

الأول الاعتماد على القواميس المتخصصة التي تأتي مع منظومات الترجمة الآلية المتقدمة (وهي عادة مدفوعة سواء كانت على الإنترنت أو على الكمبيوتر)، والمقصود بالقواميس المتخصصة أي المقتصرة على تعابير واصطلاحات علم معين، مثل علم البترول، أو تكنولوجيا المعلومات، أو الاقتصاد، وبالتالي يتم تفعيل القاموس المعني إضافة إلى القاموس الأصلي العام. ومن تجربة عملية مع هذه القواميس فإن ترجمة النصوص من حيث المعاني المتخصصة تتحسن بقدر كبير، لكنها لا تعالج بالطبع الإشكاليات اللغوية الأخرى.

الأسلوب الثاني يتصل ببناء قاموسك الخاص، وهو متاح في جميع مستويات الترجمة مدفوعة أو مجانية، ويمكنك تجريبها في مترجم غوغل مثلاً. وهذا يفيدك كثيراً إذا كنت تترجم نصوصاً من موضوع واحد أو إذا كنت تعمل لصحيفة مثلاً وتستخدم ترجمات معتمدة لألفاظ معينة، حيث يتم بناء القاموس الشخصي بهذه التعابير وتحصل بالتالي على ترجمتك المعتمدة في كل مرة تستخدم البرنامج. لكن بعض برامج الترجمة الآلية تخطو خطوة إلى الأمام فتسمح لك بتنقيح نص الترجمة فيها، وتحتفظ لك آلياً بتعديلاتك على قواميسها، فتريحه من عناء بناء قاموس خاص.

هل يوجد نظام ترجمة آلية يقدِّم ترجمة دقيقة؟ نعم، ولكنه مخصص للكمبيوترات الإيوانية mainframes العملاقة ولا يمكن تشغيله على الكمبيوترات الشخصية بسبب حاجة المعالجات الدلالية فيه إلى قدرات كمبيوترية عالية. وأبرز هذه الأنظمة هو نظام الترجمة الآلية متعدد اللغات المستخدم في وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية، وهو نظام صمم خصيصاً للوزارة وقدرت تكلفته بعشرات الملايين من الدولارات.

أما بالنسبة لبقية الناس، فلا يزال علينا أن نتعامل مع الترجمة الآلية باعتبارها لا تزيد على «ترجمة بمساعدة الكمبيوتر» ليس إلا.

أضف تعليق

التعليقات