الحياة اليومية

في سيارتك أخطار خفية..
من مأمنه يؤتى الحذر..!

  • Salama-2copy

كل يوم تتطور نظرتنا إلى السلامة المرورية في محاولة لمحاصرة مخاطر السير والتخفيف من آثارها. وتبيّن المقالة التالية وجود مصادر خطر لم نلتفت إليها سابقاً قد تصيب، لا قدّر الله، أحد الذين يراعون قواعد السلامة المرورية المعروفة…

ركب السبعة سيارتهم السوبربان، وانطلقوا عائدين إلى قريتهم «الخويلدية» التابعة لمحافظة القطيف بعد أسبوع عمل كامل، أمضوه في بساتين النخيل بمحافظة الأحساء.. وفي الطريق وقع حادث الانقلاب المفاجئ الذي أودى بحياة اثنين، وأصاب ثلاثة إصابات بليغة.

قد يكون إطار السيارة الذي انفجر فجأة سبباً مباشراً في الحادث، وقد تكون السرعة، وقد يكون الخطأ البشري سبباً آخر.. لكن الأدوات الحادة التي كانت موجودة داخل مقصورة السيارة هي أخطر أسباب هذه النتيجة المؤلمة.

هكذا، وفي مشهد لا يمكن حتى للعين التقاطه، تطايرت المناجل والسكاكين والأعمدة وبقيةأدوات الفلاحة وعدد العمل داخل المقصورة، لتضرب في الرؤوس والوجوه والصدور والبطون، وينتهي الأمر إلى فاجعة أصابت سبعة شُبّان كادحين.

وقعت هذه الحادثة قبل أعوام، وقد يحدث مثلها كل يوم، وإن اختلفت التفاصيل. لكن السيارة، أي سيارة، مهما كانت مأمونة، ومجهزة، ومهما كان السائق والركاب حذرين ومحتاطين، فإنهم قد يغفلون عن أدوات صديقة يمكن لها أن تنقض عليهم كسلاح قاتل وقت وقوع الحادث.

في الولايات المتحدة اكتشف محقق مروري سبباً غريباً في قتل سائق سيارة صغيرة اصطدم بشاحنة ضخمة.. الشاحنة بريئة من قتله. القاتل فأس صغيرة كانت موجودة وراء المقاعد الخلفية.
كل شيء داخل مقصورة السيارة يمكن أن يكون سلاحاً قاتلاً: علبة المناديل، العلب الفارغة، أشرطة الفيديو، الكتب، ناهيك عن الأدوات الحادة. وقبل هذه الأشياء هناك الركاب الذين لا يربطون حزام الأمان، فهؤلاء يمكن أن يكونوا قتلة أصدقاء أيضاً.

وهناك دراسة أجرتها شركة تأمين في الولايات المتحدة شملت 971 ألف طفل أصيبوا في حوادث. هذه الدراسة رصدت أكثر من 21 ألف حالة أصيبوا بجروح من جراء شيء ما داخل السيارة، ومنهم أكثر من 3 آلاف صدمتهم أشياء فالتة أو أشخاص لم يربطوا حزام الأمان.

وتبيّن الدراسات في السويد وبريطانيا واليابان أن الركاب غير المحزّمين في مقعد السيارة الخلفي يزيدون من احتمالات خطر إصابة غيرهم، أو حتى قتلهم. وفي دراسة أخرى لسلطة الطرق السريعة في الولايات المتحدة خلصت الإحصاءات إلى وجود إشارات خطر أكبر، فمن بين 63 ألف حادث تصادم وجهاً لوجه توفي سائق واحد من كل 86 حادثاً، لأن السائق كان محزماً وبقية الركاب غير محزمين، في حين انخفض هذا المعدل إلى وفاة سائق واحد بين كل 033 حادثاً لأن السائق والركاب كانوا محزّمين. وهذا يشير إلى أن الراكب غير المحزّم سيكون قاتلاً رغماً عنه.

وتروي الأحداث المشابهة قصصاً أكثر غرابة، ففي لاس فيغاس ركب أب سيارته برفقة طفلته ذات الشهر السادس، فربطها بحزام الأمان وهو لم يفعل. وفي الطريق فقد السيطرة على السيارة فقذفت به الحادثة إلى خارج السيارة فتوفي، أما الطفلة فقد أصيبت بكسر في جمجمتها بعد أن انقذفت قطعة معدنية كانت موجودة في مؤخرة السيارة! قبل الحادث كانت هذه القطعة المعدنية صديقة، لكنها تحولت إلى عدو فجأة بمجرد اضطراب توازن السيارة.

إذن ما بالنا بالأدوات، أي أدوات؟ وعربات الأطفال؟ والأجهزة الكهربائية؟ وبقية ما يصحبنا من أجهزة يمكن أن تتحول إلى أداة قتل غير متوقعة!

—————-

كادر

سلامة الرأي

في السلامة المرورية
لقِّنهْ طفلاً وحاوِره شابّاً…!!

تهتم به طفلاً، فتزوده بأولى تعاليم السلامة، وتملي عليه التوجيهات الأبوية، وتقول له بحنو: «استخدم الرصيف ولا تسر وسط الشارع» «إربط حزام الأمان» «لا تقطع الطريق إلا إذا كان خالياً من السيارات» «لا تلعب في الشارع»..!

وقد تُطور من ثقافة السلامة لديه، فيعرف عن طريقك معاني بعض إشارات المرور ومخاطر الحوادث، وعواقب السرعة، وغيرها من المعلومات الأولية. وأكثر الآباء يفكرون على هذا النحو، ويقدمون لأطفالهم وجبات تربوية تغذي فيهم الوعي المروري السليم.

وصاية هشة..!
ولكن حين يكبر طفلك ويبلغ مرحلة القدرة على قيادة السيارة، فإنه قد لا يبدي الاستجابة ذاتها للتعلم منك والامتثال إلى إملاءاتك.. فشاب الثامنة عشرة يرى نفسه رجلاً ناضجاً، متمكناً من هذه المركبة التي تثيره وتحرض رغباته المراهقة في إثبات جدارته كسائق ماهر.

ونتيجة لهذا كله يمارس السرعة المخيفة، ويغامر في استخدام السيارة في الساحات والشوارع بـ «التفحيط» والاستعراض المجنون، ومرافقة الأصدقاء في المضي إلى أقصى حد من المخاطرة، فضلاً عن إهماله المتعمد لقواعد السلامة الأخرى وتعديه على إشارات المرور وأصول القيادة الطبيعية.

إذن ذلك الطفل الذي كان يربط حزام الأمان ليرضيك لم يعد يهتم أصلاً بهذا الحزام. وذلك الصغير الذي كان ينبهك إلى الإشارات الحمراء والصفراء في التقاطعات أصبح الأمر لديه سخيفاً حين يجد نفسه ملزماً بالتطبيق.

ورطة الشباب
الأضواء الحمراء تقول باختصار: إن الشباب متورطون أكثر من غيرهم في رفع معدلات الحوادث المرورية في العالم، وبصورة أخص في المملكة العربية السعودية. في الولايات المتحدة، تقول الإحصائيات: إن حوادث المرور هي السبب الرئيس في وفاة الأشخاص من عمر 61 إلى 02. وهي نفسها السبب الرئيس في الإعاقة وإصابة العمود الفقري لدى الشباب. والشباب يتفوقون على غيرهم بـ 02 ضعفاً في ارتكاب الحوادث. وفي المملكة تشير المعلومات إلى أن: صيف سنة 2002 شهد 007 حادث مروري يومياً، للشباب النصيب الأكبر منها. المملكة تقع على رأس قائمة الدول ذات المعدل الأعلى في حوادث المرور، وغالبية الضحايا والمتسببين هم من الشباب.

ماذا يعني ذلك..؟
يعني ببساطة، أن القيم المرورية التي يزرعها الآباء في نفوس أبنائهم (قد) تفقد فاعليتها في التطبيق، لأن الآباء يتوقفون عن سقي هذه القيم، فتذبل، وتذوي، وتنتهي .. وحين يبلغ الشاب مرحلة قيادة السيارة فإنه يبدأ من رغباته، لا من ثقافته أو تربيته. ويعني أيضاً أن الرقابة الأسرية لاتصل حد التأثير الإيجابي، بل إن التساهل هو الذي يبدو فاعلاً أكثر، وأولى صور التساهل هي: الإستجابة لرغبات الأبناء بشراء السيارات الرياضية، إنابة الأبناء في مهمات المواصلات الأسرية دون متابعة سلوكهم المروري، الثقة المطلقة التي يمنحها الآباء للأبناء في تحّمل هذه المسؤولية.

ما هو الحل؟
الحل يكمن في فهم أن القيادة المسؤولة تنبني على وعي مسؤول، والوعي المسؤول شأن تربوي مستمر، ومثلما لقنت ابنك القيم المرورية الأولية طفلاً، فإن عليك الاستمرار في سقي هذه القيم لتستمر وتتحول إلى ثوابت تنعكس على السلوك، بواسطة الحوار العفوي في أية صدفة تمر، يكون الحديث حول الأخلاق المرورية مناسباً فيها.

حاوره في أن الانظمة المرورية وضعت لتكون حاجز حماية له ولغيره، كيف تكون السرعة قاتلة، ربط حزام الأمان، الالتزام بالإشارات، التجاوز السليم، مراعاة الطقس السيئ. دعه يفهم أن الطريق ملك لكل الناس ومن حق كل سائق أن يأخذ حقه من هذه الملكية دون أن يتعدى على ملكية الآخرين. دعه يفهم أن تقديم تنازل مروري لتفادي حادث أو مشادة أنبل من العناد.

أضف تعليق

التعليقات