حياتنا اليوم

من الأثاث العملي المريح إلى المريح والذكي!

الأثاثيشهد العالم تحولات متسارعة،
لا بد وأن تنعكس على نمط الحياة اليومية ومتطلباتها، وأنواع سلوك طارئة تتحوَّل إلى ثوابت بدأت تؤثر في أولويات الناس وحاجاتهم وخياراتهم، وسينعكس هذا، دون شك، على نواحٍ عديدة منها: طبيعة الأثاث، سواء أكان في المسكن أو المكتب أو أي مكان آخر يؤمه البشر، وفي طليعتهم الشباب. وسنشهد قريباً ظهور أنماط جديدة من الأثاث، أهم خصائصها توفير الراحة للمستخدم، وتجاوبها “الذكي” مع متطلباته المتغيرة.

علاقة‭ ‬الأفراد‭ ‬بالأجهزة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬ومتطلبات‭ ‬العمل‭ ‬الضاغط‭ ‬والأماكن‭ ‬التي‭ ‬يلجأون‭ ‬إليها،‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬تحولهم‭ ‬جُزُراً‭ ‬لها‭ ‬نطاق‭ ‬توترها‭ ‬الخاص،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنها‭ ‬أصبحت‭ ‬تعيش‭ ‬وحدها‭ ‬حالة‭ ‬اهتماماتها‭ ‬الحياتية‭ ‬المُلحَّة. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬التطور،‭ ‬بدأ‭ ‬الفرد‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬توحيد‭ ‬حاجاته،‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬مختلف‭ ‬وضعيات‭ ‬الجلوس،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬يجلس‭ ‬فيه‭. ‬فالجالس‭ ‬هو‭ ‬الموضوع،‭ ‬وليس‭ ‬المجلس. ‬وفاعلية‭ ‬الجلسة‭ ‬تقاس‭ ‬بقدر‭ ‬مساعدة‭ ‬الشخص‭ ‬على‭ ‬الأداء‭ ‬العملي‭ ‬لما‭ ‬يقوم‭ ‬به. ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يهمه‭ ‬الكرسي‭ ‬ونوعه‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يهمه‭ ‬أن‭ ‬يلبي‭ ‬حاجته‭ ‬للجلوس‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭. ‬وبالتالي،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يأبه‭ ‬للفارق‭ ‬بين‭ ‬كرسي‭ ‬‮«‬منزلي‮»‬‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬نومه‭ ‬أو‭ ‬كرسي‭ ‬في‭ ‬مقهى‭ ‬أو‭ ‬فندق‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬قارعة‭ ‬الطريق. ‬هو‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يجلس‭ ‬مع‭ ‬أجهزته‭ ‬وأفكاره‭ ‬والمواضيع‭ ‬التي‭ ‬يبحث‭ ‬عنها. ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬يعير‭ ‬خصائص‭ ‬ما‭ ‬حوله‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭.‬الأثاث

والحقيقة‭ ‬أنه‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬هذا‭ ‬الالتصاق‭ ‬الشديد‭ ‬بالأجهزة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الماضي،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬لدى‭ ‬الشباب‭ ‬ظواهر‭ ‬أخرى‭ ‬مصاحبة. ‬منها‭ ‬نشوء‭ ‬علاقة‭ ‬أكثر‭ ‬توسعاً‭ ‬بالمقهى. ‬وما‭ ‬كان‭ ‬يحدث‭ ‬أحياناً‭ ‬لعينة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬الأفراد،‭ ‬أصبح‭ ‬معمماً‭ ‬لدى‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬حيث‭ ‬يتحوُّل‭ ‬المقهى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ركن‭ ‬شبه‭ ‬دائم‮»‬‭ ‬يمضي‭ ‬فيه‭ ‬البعض‭ ‬ساعات‭ ‬النهار،‭ ‬ويكون‭ ‬ملتقىً‭ ‬ومكتباً‭ ‬ومطعماً‭ ‬ومكتبةً.. ‬لا‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬جلسته‭ ‬في‭ ‬المقهى‭ ‬هي‭ ‬جلسته‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬في‭ ‬باحة‭ ‬المدرسة‭ ‬أم‭ ‬شرفة‭ ‬المنزل‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬نومه،‭ ‬كلها‭ ‬جلسات‭ ‬متشابهة‭.‬

الأثاثطلائع‭ ‬الأثاث‭ ‬الحديث
جاءت‭ ‬أول‭ ‬موجة‭ ‬تحوُّل‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬الأثاث‭ – ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تصميم‭ ‬الكرسي‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وأبرز‭ ‬عناصره‭ – ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬متوَّجة‭ ‬بحركات‭ ‬معمارية‭ ‬فنية‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬‮«‬الفنون‭ ‬والحِرَفْ‮»‬‭ (‬Arts and Crafts‭) ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬وفرنسا،‭ ‬والآرت‭ ‬ديكو‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬وما‭ ‬حولها‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬‮«‬الباوهاوس‮»‬‭ ‬على‭ ‬أطراف‭ ‬برلين‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬تعبيراته‭. ‬واللافت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحركات‭ ‬ذات‭ ‬المنحى‭ ‬التعبيري‭ ‬المعاصر،‭ ‬أنها‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬إبقاء‭ ‬صلة‭ ‬متينة‭ ‬بين‭ ‬فن‭ ‬التصميم‭ ‬والفن‭ ‬بتعبيراته‭ ‬الأخرى‭ ‬كافة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬نزوعها‭ ‬نحو‭ ‬البساطة‭ ‬الهندسية‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬حافظت‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬استلهام‭ ‬خطوط‭ ‬الطبيعة‭ ‬وانحناءاتها‭. ‬ولهذا،‭ ‬وجدت‭ ‬قبولاً‭ ‬واسعاً،‭ ‬وتركت‭ ‬تأثيرات‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬فن‭ ‬تصميم‭ ‬الأثاث‭ ‬من‭ ‬الكرسي‭ ‬والطاولة‭ ‬والمكتب‭ ‬إلى‭ ‬السكين‭ ‬والملعقة،‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬شديدة‭ ‬الانتشار‭ ‬إلى‭ ‬أيامنا‭ ‬هذه‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يلاحظ‭ ‬السمات‭ ‬التي‭ ‬تمثِّل‭ ‬امتداداً‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأدوات‭ ‬على‭ ‬اختلافها‭. ‬وهناك‭ ‬شركات‭ ‬أثاث‭ ‬عالمية‭ ‬معروفة‭ ‬لها‭ ‬فروع‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬المعمورة،‭ ‬وفي‭ ‬بلادنا‭ ‬أيضاً،‭ ‬تقوم‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬تصاميم‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬‮«‬الآرت‭ ‬ديكو‮»‬‭ ‬الألمانية‭.‬

يتميز‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬بسمتين‭. ‬الأولى‭: ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬الأشكال‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬المتوارثة‭ ‬في‭ ‬الأدوات‭ ‬المنزلية‭. ‬والاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬أشكال‭ ‬خطوطها‭ ‬بسيطة،‭ ‬ولا‭ ‬تخضع‭ ‬للموازاة‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬نفسها،‭ ‬فيها‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬الانحناءات‭ ‬الطبيعية‭ ‬على‭ ‬بساطتها،‭ ‬عملية‭ ‬ومن‭ ‬مواد‭ ‬جديدة‭ ‬نوعاً‭ ‬ما،‭ ‬ومريحة‭ ‬في‭ ‬الاستخدام‭.‬‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬تخلت‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬الأثاث‭ ‬التقليدي‭ ‬الخشب‭ ‬والتذهيب‭ ‬والأقمشة‭ ‬كثيرة‭ ‬الزخارف،‭ ‬لكن‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬كان‭ ‬أي‭ ‬وصف،‭ ‬مهما‭ ‬بلغ‭ ‬في‭ ‬التوفيق،‭ ‬لا‭ ‬يُغني‭ ‬القارئ‭ ‬عن‭ ‬مشاهدة‭ ‬بعض‭ ‬الأمثلة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأدوات‭ ‬بنفسه‭. ‬فهي‭ ‬تعطي‭ ‬المشاهد‭ ‬إلهامها‭ ‬الخاص‭.‬

اليوم‭… ‬المطالبة‭ ‬بتلبية‭ ‬أعلى
إذا‭ ‬كان‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬الأثاث‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬تلبية‭ ‬للحاجات‭ ‬العملية‭ ‬لمستخدمه،‭ ‬و«أذكى‮»‬،‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نستخدم‭ ‬التعابير‭ ‬الرائجة‭ ‬حول‭ ‬الأشياء‭ ‬الذكية،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المطالبة‭ ‬وتلبيتها‭ ‬ليست‭ ‬جديدة‭ ‬كلياً‭ ‬على‭ ‬مصممي‭ ‬الأثاث. ‬ومن‭ ‬بداهة‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عصري‭ ‬شرطه‭ ‬الأول‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عملياً‭ ‬في‭ ‬الاستخدام،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬استخدامات‭ ‬اليوم‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬استخدامات‭ ‬الأمس‭. ‬

إن‭ ‬الميل‭ ‬إلى‭ ‬الحلول‭ ‬العملية‭ ‬إنساني‭ ‬عام،‭ ‬والنزوع‭ ‬نحو‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬عملية‭ ‬صاحب‭ ‬المجتمعات‭ ‬وحتى‭ ‬الأفراد‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ. ‬ولربما‭ ‬وجدنا‭ ‬أدوات‭ ‬طُوِّرت‭ ‬بهذا‭ ‬المفهوم‭ ‬من‭ ‬دهور‭ ‬وفي‭ ‬مجتمعات‭ ‬بدائية. ‬لكن‭ ‬التصميم‭ ‬العملي‭ ‬بمعناه‭ ‬الشامل‭ ‬بدأ‭ ‬مع‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬المعاصرة،‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الأثاث،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬تقريباً‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اللباس‭ ‬والطعام‭ ‬والسكن‭ ‬وغيرها‭.‬

إن‭ ‬محاولة‭ ‬تجاوب‭ ‬الأثاث‭ ‬مع‭ ‬الحاجات‭ ‬المتغيرة‭ ‬للمستخدم‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬الأثاث‭ ‬المعاصر،‭ ‬ولو‭ ‬بحدود. ‬فالطاولة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬تغيير‭ ‬مقاسها‭ ‬وحتى‭ ‬ارتفاعها‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬التلبية‭ ‬الذكية‮»‬. ‬والكنبة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬تعديل‭ ‬درجة‭ ‬ميلان‭ ‬ظهرها (‬مثل‭ ‬كرسي‭ ‬الطائرة) ‬موجودة‭ ‬منذ‭ ‬قرن‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬وتكييفها‭ ‬يتم‭ ‬ميكانيكياً،‭ ‬أو‭ ‬يدوياً‭.‬

الاستعادة‭ ‬من‭ ‬الثورة‭ ‬الإلكترونية
إن‭ ‬فاعلية‭ ‬الأدوات‭ ‬و«قطع‭ ‬الأثاث‭ ‬الذكية‮»‬‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التجاوب‭ ‬بواسطة‭ ‬ذاكرة‭ ‬تختزن‭ ‬حاجات‭ ‬مستخدمها. ‬ومثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الكرسي‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬ذكاءً‮»‬‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬السيارات‭ ‬الفاخرة‭ ‬المبرمج‭ ‬كي‭ ‬يحفظ‭ ‬مقاسات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬يقودها. ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬الذاكرة‭ ‬المبرمجة،‭ ‬هناك‭ ‬خصائص‭ ‬تتعلَّق‭ ‬بالحساسية‭ ‬البصرية. ‬مثل‭ ‬الإنارة‭ ‬أو‭ ‬التبريد‭ ‬اللذين‭ ‬يتكيفان‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬والحرارة‭ ‬والإضاءة‭ ‬المطلوبة. ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬الشكل‭ ‬والمقاس‭ ‬الخاصين‭ ‬بالمستخدم،‭ ‬وذلك‭ ‬كي‭ ‬يشعر‭ ‬بأن‭ ‬المنتج‭ ‬متوافق‭ ‬مع‭ ‬مقاسه‭ ‬وبنيانه‭ ‬وجلسته. ‬وهذا‭ ‬يصح‭ ‬على‭ ‬الملبس‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يصح‭ ‬على‭ ‬الأثاث‭.‬

إن‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬المنتجات‭ ‬بشكل‭ ‬يضمن‭ ‬مزيداً‭ ‬من‭ ‬الراحة،‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬نوعية‭ ‬المواد‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬تنجيد‭ ‬الأثاث،‭ ‬والتطوير‭ ‬المستمر‭ ‬لنوعية‭ ‬‮«‬الحشوات‮»‬‭ ‬المستخدمة, ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬تجاوباً‭ ‬مع‭ ‬شكل‭ ‬ووزن‭ ‬الجالس‭ ‬أو‭ ‬المستخدم. ‬وهذا‭ ‬بالطبع‭ ‬ينطبق‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬فرش‭ ‬الأسرَّة‭. ‬

وربما‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬عمليات‭ ‬‮«‬العبور‭ ‬الصناعي‮»‬،‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬مواد‭ ‬صناعية‭ ‬غير‭ ‬طبيعية،‭ ‬ولكنها‭ ‬تتمتع‭ ‬بمواصفات‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬كونها‭ ‬ذات‭ ‬مواصفات‭ ‬قيل‭ ‬إنها‭ ‬عملية‭ ‬وصحية‭ ‬‮«‬تتنفَّس‮»‬‭ ‬وسهلة‭ ‬التنظيف‭ ‬بل‭ ‬و«ذكية‮»‬‭ ‬كذلك. ‬وبدأ‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يتمسكون‭ ‬بأقمشة‭ ‬الخامات‭ ‬الطبيعية‭ ‬مثل‭ ‬القطن‭ ‬والجلديات،‭ ‬يستقبلون‭ ‬المواد‭ ‬الجديدة‭ ‬بقبول‭ ‬يزداد‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭.‬

الأثاثأي‭ ‬كرسي‭ ‬تختار؟‭!‬
مع‭ ‬بدايات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬أصبح‭ ‬تصميم‭ ‬الكرسي‭ ‬المُبتكر‭ ‬من‭ ‬التحدّيات‭ ‬التي‭ ‬يُقبل‭ ‬عليها‭ ‬المصممون‭ ‬بشهيّة‭ ‬كبيرة. ‬وكم‭ ‬من‭ ‬مصمم‭ ‬اشتهر‭ ‬بكرسيه‭ ‬وبالعكس،‭ ‬ومن‭ ‬أشهر‭ ‬هؤلاء‭ ‬راي‭ ‬وشارل‭ ‬اينس،‭ ‬والمهندس‭ ‬المعماري‭ ‬المشهور‭ ‬لو‭ ‬كوربوازييه،‭ ‬ومصمم‭ ‬كرسي‭ ‬برشلونة‭ ‬لودفيك‭ ‬فان‭ ‬دير‭ ‬روهه‭. ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الكراسي‭ ‬الثلاثة -‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ -‬يعاد‭ ‬إنتاجها‭ ‬وتستخدم‭ ‬بكثرة‭ ‬غريبة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يلاحظ‭ ‬أحد‭ ‬أو‭ ‬يسجل‭ ‬لمصمميها‭ ‬الأصليين‭ ‬أية‭ ‬أحقية‭ ‬أو‭ ‬امتياز. ‬وغالب‭ ‬الظن‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬قُرَّائنا‭ ‬كذلك‭.‬

وليس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬شيء. ‬إذ‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬للإنسان‭ ‬غير‭ ‬المتخصص‭ ‬أو‭ ‬المطلع‭ ‬أن‭ ‬يحفظ‭ ‬اسم‭ ‬مصمم‭ ‬كرسي،‭ ‬وهذه‭ ‬الكراسي‭ ‬كما‭ ‬يظهر‭ ‬عدد‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الصفحة‭ ‬بالمئات‭!!‬

لكن‭ ‬الجلوس‭ ‬المريح،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬على‭ ‬أهميته،‭ ‬دائماً‭ ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬المصمم،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬بمرور‭ ‬الزمن‭ ‬عاد‭ ‬ليكون‭ ‬كذلك‭ ‬ومن‭ ‬أولويات‭ ‬الراحة‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬والعمل‭.‬

ما‭ ‬هي‭ ‬مواصفات‭ ‬هذا‭ ‬الكرسي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لك؟

أضف تعليق

التعليقات