أقول شعراً

محمد الحرز

لم يَبقَ حجرٌ إلا ورميته في بئر هذه القصيدة

استمع للقصيدة

محمد الحرز«‬أنا‭ ‬الوحيد‭ ‬يا‭ ‬أبي‮»‬.. ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الكلمة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬قصيدتي‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬العنوان‭ ‬نفسه‭. ‬كانت‭ ‬أشبه‭ ‬بالحصان‭ ‬النافر،‭ ‬والومضة‭ ‬الخاطفة. ‬قبل‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬أتذكر‭ ‬لحظة‭ ‬الميلاد. ‬أيام‭ ‬عديدة‭ ‬وهذه‭ ‬الكلمة‭ ‬تحاول‭ ‬فتح‭ ‬ثقب‭ ‬في‭ ‬جدار‭ ‬مخيلتي،‭ ‬مرة‭ ‬بحجارة‭ ‬صلدة،‭ ‬ومرات‭ ‬أخرى‭ ‬بآلة‭ ‬حادة،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬منحازاً‭ ‬إلى‭ ‬لعبة‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬ونمطيتها‭ ‬المعتادة‭.‬

عالياً‭..‬
أسمع‭ ‬النداء،‭ ‬ولن‭ ‬أرتجف‭.‬
العصفورة‭ ‬سقطت‭ ‬على‭ ‬الرخام
وأنا‭ ‬أجر‭ ‬الرنين‭ ‬بيد‭ ‬واحدة‭ ‬يا‭ ‬أبي‭..‬

لا‭ ‬أثر‭ ‬للصرخة،‭ ‬أو‭ ‬للسكين‭ ‬هناك‭.‬
سأنتظر‭ ‬الدليل‭ ‬يأتي،‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬

حتى‭ ‬الصدى‭ ‬الذي‭ ‬ربيته‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬
ضاع‭ ‬من‭ ‬يدي‭..‬

لكن‭ ‬لا‭ ‬مفر: ‬أدخل‭ ‬المنزل‭ ‬بعد‭ ‬عمل‭ ‬شاق‭ ‬وظهيرة‭ ‬لاهبة‭. ‬وأنا‭ ‬أرمي‭ ‬بجسدي‭ ‬على‭ ‬الكنبة‭ ‬في‭ ‬صالة‭ ‬الطعام،‭ ‬يأتيني‭ ‬صوت‭ ‬زوجتي‭ ‬من‭ ‬المطبخ؛‭ ‬ليذكرني‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬مستلزمات‭ ‬المنزل‭ ‬التي‭ ‬نسيت‭ ‬إحضارها‭ ‬من‭ ‬السوبرماركت. ‬الصوت‭ ‬نفسه‭ ‬يأتيني‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬صوت‭ ‬الأطفال‭ ‬المتقطع‭ ‬في‭ ‬الغرفة‭ ‬المجاورة‭ ‬للصالة. ‬لكن‭ ‬فجأة،‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬يستقر‭ ‬جسدي‭ ‬على‭ ‬الكنبة،‭ ‬يرتفع‭ ‬رنين‭ ‬من‭ ‬داخلي‭ ‬شيئاً‭ ‬فشيئاً‭ ‬حتى‭ ‬يكاد‭ ‬يلامس‭ ‬سقف‭ ‬الصالة،‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬يختلط‭ ‬الرنين‭ ‬بالأصوات‭ ‬نفسها،‭ ‬ثم‭ ‬تختفي،‭ ‬ويظل‭ ‬الرنين‭ ‬يلمع‭ ‬كنجمة‭ ‬تضيء‭ ‬سمائي. ‬هذا‭ ‬الرنين‭ ‬الطالع‭ ‬من‭ ‬أعماق‭ ‬الروح‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬كلمة: ‬‮«‬أنا‭ ‬الوحيد‭ ‬يا‭ ‬أبي‮»‬. ‬

أنا‭ ‬الوحيد‭ ‬يا‭ ‬أبي
دربت‭ ‬الوحشة‭ ‬لي‭ ‬ومضيت‭ ‬
شمسك‭ ‬غادرتني‭ ‬عند‭ ‬الضحى‭ ‬
والشعاع‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬يتسوّل‭.‬
وأخوتي‭ ‬تركوا‭ ‬الوصية‭ ‬تكبر‭ ‬في‭ ‬الصحراء
في‭ ‬رحل‭ ‬طرفة‭ ‬بن‭ ‬العبد
في‭ ‬كلمة‭ ‬كانت‭ ‬تحوم‭ ‬كالطير‭ ‬فوق‭ ‬رؤوسنا
فلا‭ ‬بأس‭ ‬إذن
لو‭ ‬كان‭ ‬النهار‭ ‬يرتد‭ ‬مع‭ ‬السهم
ليعود‭ ‬إلى‭ ‬القوس‭ ‬ثانية‭ . ‬
لو‭ ‬كانت‭ ‬التعويذة‭ ‬المدفونة‭ ‬تحت‭ ‬سور‭ ‬البيت‭ ‬القديم‭ ‬
أصبحت‭ ‬في‭ ‬عتمة‭ ‬الجذور‭ ‬نواة‭ ‬لمواسم‭ ‬التمر‭ ‬والرطب‭.‬

المشهد‭ ‬نفسه‭ ‬يتكرر،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬العمل،‭ ‬ومع‭ ‬الأصدقاء‭ ‬في‭ ‬المقهى. ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬يوماً‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يؤمنون‭ ‬بالوحي‭ ‬في‭ ‬مفهومه‭ ‬الأدبي. ‬كنت‭ ‬دوماً‭ ‬أردد‭ ‬ثمة‭ ‬قَصْدِيَّة‭ ‬نتوجه‭ ‬فيها،‭ ‬بكل‭ ‬أبعادنا‭ ‬الإنسانية‭ ‬والروحية‭ ‬والفكرية،‭ ‬ثم‭ ‬ندخل‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬بكل‭ ‬هذه‭ ‬الأبعاد‭.‬‭ ‬لذلك‭ ‬لاحقاً‭ ‬عندما‭ ‬شرعت‭ ‬في‭ ‬إكمال‭ ‬القصيدة،‭ ‬وأنهيتها،‭ ‬كنت‭ ‬أفكِّر‭ ‬أن‭ ‬إيقاع‭ ‬الكلمة‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬جعلني‭ ‬أصعد‭ ‬سلم‭ ‬القصيدة‭ ‬خطوة‭ ‬خطوة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أقع‭ ‬أو‭ ‬أنزلق. ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬حيَّرني‭ ‬حقاً‭ ‬هو‭ ‬أنني‭ ‬لست‭ ‬وحيداً،‭ ‬وارتباطي‭ ‬بأبي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أوثق‭ ‬من‭ ‬ارتباطي‭ ‬ببقية‭ ‬العائلة. ‬ربما‭ ‬القارئ‭ ‬يقول‭ ‬لي: ‬نحن‭ ‬نحمل‭ ‬الكلمة‭ ‬على‭ ‬المجاز،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬ديدن‭ ‬الشعر؟‭ ‬صحيح‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬المجادلة‭ ‬في‭ ‬ذلك. ‬لكن‭ ‬الكلمات‭ ‬مهما‭ ‬تكثفت‭ ‬مجازياً‭ ‬وتحصنت‭ ‬تحت‭ ‬أسوار‭ ‬القصيدة،‭ ‬فثمة‭ ‬نسب‭ ‬يربطها‭ ‬بالواقع‭ ‬مهما‭ ‬بَعُد‭ ‬أو‭ ‬تناءى‭.‬

لكنّ‭ ‬الرماة‭ ‬خانوا،‭ ‬والماء‭ ‬في‭ ‬المجرى
أوقفته‭ ‬الأحجار‭ ‬والأكاذيب‭ ‬والطفولة‭ ‬
المدى‭ ‬أوشك‭ ‬أن‭ ‬يعوي‭ ‬مثل‭ ‬كلب‭ ‬جريح‭ ‬
والريح‭ ‬التي‭ ‬خلعت‭ ‬جلدنا‭ ‬ونحن‭ ‬نناجيك‭ ‬على‭ ‬هضبة‭ ‬عالية
اليوم‭ ‬مرت‭ ‬علينا‭..‬
الخطوة‭ ‬هي‭ ‬الخطوة،‭ ‬والآثار‭ ‬هي‭ ‬الآثار‭.‬

كنت‭ ‬في‭ ‬طفولتي‭ ‬أثناء‭ ‬مرحلة‭ ‬الدراسة‭ ‬الابتدائية،‭ ‬وبعد‭ ‬نهاية‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬دراسي‭ ‬أنتظر‭ ‬أبي،‭ ‬يأخذني‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬مكتبه. ‬كان‭ ‬موظفاً‭ ‬حكومياً،‭ ‬ولا‭ ‬يخرج‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬ساعتين‭ ‬من‭ ‬خروجنا‭ ‬من‭ ‬المدرسة. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأثناء‭ ‬كنت‭ ‬أجلس‭ ‬على‭ ‬الكرسي‭ ‬المقابل‭ ‬لمكتبه،‭ ‬وأتأمل‭ ‬في‭ ‬وجوه‭ ‬المراجعين. ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬شد‭ ‬انتباهي‭ ‬أكثر،‭ ‬هو‭ ‬تركيز‭ ‬نظري‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬القلم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أبي‭ ‬يحرر‭ ‬به‭ ‬بعض‭ ‬المعاملات‭ ‬التي‭ ‬بين‭ ‬يديه،‭ ‬كانت‭ ‬طريقة‭ ‬تحريكه‭ ‬القلم،‭ ‬والخط‭ ‬الذي‭ ‬يخلفه‭ ‬وراءه،‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تحتل‭ ‬حيزاً‭ ‬من‭ ‬ذاكرتي،‭ ‬وكانت‭ ‬توسع‭ ‬هذا‭ ‬الحيز‭ ‬بطريقة‭ ‬تشبه‭ ‬الإيقاع. ‬وبالمقارنة‭ ‬أدركت‭ ‬الشبه‭ ‬بين‭ ‬الإيقاعين: ‬بين‭ ‬الكلمة‭ ‬الأولى‭ ‬وحركة‭ ‬القلم‭. ‬

سأنتظر‭ ‬عبورك‭ ‬ثانية‭ ‬يا‭ ‬أبي
أقدام‭ ‬الأخوة‭ ‬غاصت‭ ‬في‭ ‬الوحل
والحبل‭ ‬الذي‭ ‬عقدوه‭ ‬للنجاة،‭ ‬أخذته‭ ‬العاصفة
إلى‭ ‬غابة‭ ‬كثيفة‭ ‬الأشجار
ولا‭ ‬منجى‭ ‬من‭ ‬حرب
قد‭ ‬تصل‭ ‬متأخرة‭ ‬بالبريد

هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬القصائد؟‭ ‬ولماذا‭ ‬هذه‭ ‬القصيدة‭ ‬بالذات؟‭ ‬لا‭ ‬أدعي‭ ‬بهذا‭ ‬التفسير‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬الوحيد‭ ‬لتفضيلي‭ ‬هذه‭ ‬القصيدة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬القصائد‭ ‬الكثيرة‭ ‬التي‭ ‬تضمها‭ ‬تجربتي‭ ‬الشعرية. ‬هناك‭ ‬أسباب‭ ‬أخرى‭ ‬كما‭ ‬أرى،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تجعلها‭ ‬أكثر‭ ‬حميمية‭ ‬لقلبي‭ ‬من‭ ‬غيرها،‭ ‬هي‭ ‬أشبه‭ ‬بظلال‭ ‬وارفة‭ ‬تستظل‭ ‬تحتها‭ ‬أجمل‭ ‬ذكرياتي‭ ‬التي‭ ‬ارتبطت‭ ‬بأجمل‭ ‬الأصدقاء. ‬سافرت‭ ‬معي‭ ‬إلى‭ ‬اليمن‭ ‬في‭ ‬ملتقى‭ ‬الشعراء‭ ‬العرب،‭ ‬وكذلك‭ ‬إلى‭ ‬باريس‭ ‬في‭ ‬ملتقى‭ ‬لوديف‭ ‬للشعر‭ ‬العالمي،‭ ‬وأيضاً‭ ‬إلى‭ ‬بيروت. ‬هي‭ ‬أصبحت‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المدن‭ ‬بالقدر‭ ‬الذي‭ ‬أصبحت‭ ‬فيه‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬جسد‭ ‬ذكرياتي. ‬ورغم‭ ‬مسحة‭ ‬الحزن‭ ‬والصوت‭ ‬الخافت‭ ‬الذي‭ ‬يتغلغل‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬القصيدة. ‬لكن‭ ‬صدقني‭ ‬أيها‭ ‬القارئ‭ ‬العزيز‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬حميميتها‭ ‬فرح‭ ‬مشرق‭ ‬خلف‭ ‬هذا‭ ‬الحزن‭ ‬الشفيف‭.‬

وعندما‭ ‬تعود‭..‬
ستجد‭ ‬الليل‭ ‬أعمى‭ ‬يتكئ‭ ‬على‭ ‬سحابة
وأنا‭ ‬أجمع‭ ‬القطرات‭ ‬في‭ ‬إناء
ستجد‭ ‬رسائل‭ ‬أمي‭ ‬مبعثرة‭ ‬في‭ ‬صحن‭ ‬الدار
وهذه‭ ‬السلة‭ ‬على‭ ‬العتبة
مليئة‭ ‬بالحنين
بالوقت‭ ‬
بالعرق‭ ‬الذي‭ ‬عنونّاه‭ ‬‮«‬حياتنا‭ ‬تصعد‭ ‬السلم‮»‬

كل‭ ‬قصيدة‭ ‬هي‭ ‬مشروع‭ ‬حزن. ‬الفرح‭ ‬هو‭ ‬الاستثناء. ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬أتعلم‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬كيف‭ ‬أقذف‭ ‬الفرح‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬القصيدة‭ ‬دون‭ ‬رتوش‭ ‬أو‭ ‬كليشيهات؟‭ ‬على‭ ‬القارئ‭ ‬أن‭ ‬يكتشف‭ ‬معي‭ ‬مكامن‭ ‬هذه‭ ‬الروح‭ ‬من‭ ‬الحميمية؛‭ ‬كي‭ ‬يكتشف‭ ‬فرحه‭ ‬الخاص،‭ ‬عندها‭ ‬القصيدة‭ ‬في‭ ‬ظني‭ ‬تكون‭ ‬ملكاً‭ ‬للقارئ… ‬للقارئ‭ ‬وحده‭ ‬فقط. ‬

سيكون‭ ‬أمل
لو‭ ‬احتسينا‭ ‬الرنين‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة
في‭ ‬حانة‭ ‬الأيام
سيكون‭ ‬أمل‭..‬
عندما‭ ‬عشبة‭ ‬صغيرة
في‭ ‬وسط‭ ‬البحر‭ ‬تتشبث
بأجساد‭ ‬الناجين‭ ‬من‭ ‬الغرق
لذا‭ ‬سأنزع‭ ‬ظلي،‭ ‬وأرميه‭ ‬على‭ ‬الجدار‭ ‬مثل‭ ‬حجر
لأن‭ ‬العراء‭ ‬هو‭ ‬عبورك‭ ‬الأخير‭.‬

محمد الحرز

شاعر‭ ‬وناقد‭ ‬سعودي‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬العام ‭ ‬1967م‭. ‬له‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المؤلفات‭ ‬النقدية‭ ‬والمجموعات‭ ‬الشعرية‭ ‬أهمها: ‬‮«‬رجل‭ ‬يشبهني» ‬1999،‭ ‬و«أخف‭ ‬من‭ ‬الريش‭ ‬أعمق‭ ‬من‭ ‬الألم‮»‬‭ ‬2002‭ ‬دار‭ ‬الكنوز،‭ ‬و«أسمال‭ ‬لا‭ ‬تتذكر‭ ‬دم‭ ‬الفريسة‮»‬‭ ‬2009‭ – ‬دار‭ ‬النهضة‭ ‬العربية،‭ ‬و«سياج‭ ‬أقصر‭ ‬من‭ ‬الرغبات‮»‬‭ ‬2013‭ – ‬دار‭ ‬طوى‭.‬

أضف تعليق

التعليقات

حبيب الموسى

أرجو لك التوفيق أخي العزيز أبوفراس فأنت رائع بحق .

حبيب الموسى

الأستاذ ابوفراس تحياتي لك قصيدة رائعة أمنياتي لك بالتوفيق