كتب عربية
الكارثة:
نهب آثار العراق وتدميرها
حَرره: عبدالسلام صبحي طه
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2017
يتضمَّن هذا الكتاب المترجم عن الإنجليزية سبع مقالاتٍ مترجمة لأكاديميين أمريكيين مختصين بالآثار العراقيّة، بالإضافة إلى مساهمة باحثين عراقيين في سبع مقالات أخرى أضيفت إلى الكتاب الأصليّ بهدف “متابعة واستكمال الجهد المهم للكتاب الأصلي”.
ويدور موضوع الكتاب حول أربعة محاور؛ يغطي جزء منه الأبعاد الكارثية على الحقل الأثري جراء حصار العراق في التسعينيات بعيد حرب الخليج، خاصة في ما يتعلّق “بالنبش المتفاقم للمواقع الآثارية في أمهات الحواضر السومرية من قبل لصوص الآثار المحليين وبالتعاون مع المهربين الدوليين”، بالإضافة إلى جهود وقف هذه السرقات بعد 2003. ويتعلّق المحور الثاني بحادثة نهب المتحف العراقيّ إبان دخول القوات الأمريكيّة بغداد في أبريل 2003، حيث اعتمد هذا المحور على شهادات لآثاريين محليين وعالميين، بالإضافة إلى تفصيله لجهود إحصاء الخسائر والطرق التي اتُبعت لإيقاف التداول بهذه الآثار عالمياً.
ويتناول المحور الثالث نتائج ما يُسميّه “عسكرة القوات المحتلة في أمهات الحواضر العراقيّة القديمة والمخاطر المترتبة على ذلك وجهود المختصين آنذاك لثني الجهد العسكري عن الاستمرار في التواجد في تلك المواقع”. وينقب المحور الأخير من الكتاب في ما يحصل من تداول دولي غير شرعي بالعاديات العراقية المسروقة والمهربة، التي تفتقر لشهادات تنقيب وملكية وتصدير صريحة، فيتناول بعض القضايا الموثقة التي تم تناولها في الإعلام العالمي.
عتبات في الجماليات البصرية: الفوتوغرافيا وأفكارها
تأليف: إدريس القرّي
الناشر: مؤسسة فكر، 2016
يأتي هذا الكتاب في وقت صارت فيه التكنولوجيا مقياساً لصناعة الصورة ووسيلتها الأحادية. فامتلاك التقنية بحسب الكاتب “يظل في شكله المعزول عن إمكانات توظيفها، امتلاكاً ناقصاً ولا يؤدّي إلى بناء ثقافي، خصوصاً في ظل بيئة سريعة التطوّر في مجال صناعة الصورة”.
يظهر الكتاب عبر خمسة فصول علاقة الصورة بمبدعها ومحيطها، ويتحدَّث فيها عن مفهوم الفوتوغرافيا، بالإضافة إلى التتبع التاريخي لظهور الصورة وتطوّرها.
وينتقل بنا الكتاب في فصل آخر إلى العنصر الثاني من عملية الإبداع، إلى المصوّر “الفنان الفوتوغرافي”، وهو ليس بالضرورة العارف بمبادئ صناعة الصورة والتقاطها، بل هو بالإضافة إلى ذلك من لديه تصوّر يسبق الصورة، هو الذي يخلق كيمياء بين الجانبين؛ التقني والجمالي.
وتحت مدخل القصدية والتفكير البصري، يستمر النقاش. وهنا يحضر مفهوم القصدية حسب إدموند هوسرل، كعامل من عوامل الإبداع يتجاوز الإلهام إلى ما يتحكم فيه الإنسان ويعي إنتاجه باعتباره محرّكاً للإبداع ومتحكماً في تفاصيله ومؤدياً بالتبعية لمكوّن آخر يناقشه الكتاب هو الجمال.
ويربط الفصل الرابع بين النقد والفوتوغرافيا؛ وفيه يعدّد الكاتب عوائق الناقد الفني في ظل تعدّد مداخل الحديث عن الفن الفوتوغرافي وعن جدّية النقَّاد في التعاطي معه. ويذكّر بأساسيات التعامل النقدي كضرورة، استناد الناقد إلى جهاز مفاهيمي، يجمع بين المعرفة والتقنية، ومزاوجته بين العنصر الفكري والعنصر الانفعالي. وفي الفصل الأخير، ينحاز الكتاب إلى نماذج من الصور ويقدِّم بالموازاة معها نصوصاً نقدية تؤطر سياقها الجمالي.
ديجيتولوجيا:
الإنترنت.. اقتصاد المعرفة.. الثورة الصناعية الرابعة.. المستقبل
تأليف: د. رامي عبود
الناشر: دار العربي للنشر والتوزيع بالقاهرة، 2017
لا شك في أننا بدأنا ندرك أن الإنترنت قادم كي يمكث إلى الأبد، وليس كمسافر ترانزيت يمرّ في عالمنا مروراً مؤقتاً، وبأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تحوَّلت من مسألة محايدة إلى قضية وجود، تتقاطع بشدّة مع مختلف أنماط الحياة والإنتاج. وقد انطوى هذا التقاطع على تحولات عميقة في البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والإيديولوجية والعقلانية واللغوية … إلخ. إلا أننا لا نعرف سوى القليل جداً عن تلك التحولات المنبثقة عن الإنترنت، إنترنت الأشياء، الرُوبُوتات، الذكاء الاصطناعي، الهواتف الذكية، السوشيال ميديا، المجتمع الورقي، روّاد الرأسمالية التكنولوجية، ما بعد الرأسمالية الصناعية، المحتوى الدِيْجِيْتَالِيّ، الحروب السَيْبَرِيّة، ما بعد البشريّة، التطبيقات الذكية، … إلخ. من هنا جاء هذا الكتاب ليسلّط الضوء على تلك الموضوعات وغيرها، ويراعي إلى حدٍ كبير طبيعة القارئ غير المتخصِّص، عموماً، واحتياجات المهتمين بقضايا التكنولوجيا المعاصرة والمستقبل، خصوصاً.. كما يتناول الإشكاليات المختلفة المنطوية على الاصطلاح المتداول في قطاع التكنولوجيا داخل الفضاء العربي، وتأثيرها على وعي المتلقي العربي من حيث إرباكه وخلق التشويش ضمن المجال العام. ومن ثم تأثير ذلك على النهوض بمجتمع المعرفة العربي.
المهارات الأساسية والمستحدثة في الخدمة الاجتماعية
تأليف: د. هنداوي عبد اللاهي حسن
الناشر: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، 2017
شهد العصر الحديث متغيرات عالمية وإقليمية ومحلية عديدة مثل الثورة التكنولوجية والثورة المعرفية والتكتلات الاقتصادية والسياسية العالمية. ومع كل هذه المتغيرات كان لا بدّ من تطوير المهارات الاجتماعية للتعامل مع مختلف المشكلات الناتجة عنها. ومن هنا جاء هذا الكتاب الذي يتضمَّن عشرين فصلاً يتناول فيها أهم المهارات الأساسية والمستحدثة في الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية. ومن بين هذه المهارات: مهارة الإنصات والاستماع الواعي والهادف، مهارة استخراج المعلومات وجمع الحقائق ذات الصلة بالمشكلة بهدف إعداد التاريخ الاجتماعي والقيام بعمليتي التشخيص وكتابة التقرير، مهارة تكوين العلاقة المهنية مع العملاء والمحافظة عليها، مهارة ملاحظة السلوك اللفظي وغير اللفظي، مهارة استخدام طرق العلاج ونظريات الشخصية ومناهج التشخيص، مهارة التحدث في الموضوعات العاطفية وتوفير الدعم والمعونة النفسية والتعاطف، مهارة إشراك العملاء في الجهود العلاجية وكسب ثقتهم، مهارة ابتكار الحلول لمواجهة حاجات العملاء وحل مشكلاتهم، مهارة إقامة العلاقات مع زملاء المهنة وغيرهم من العاملين داخل المؤسسة وخارجها والاستفادة من تلك العلاقات لصالح العملاء، مهارة التحدث والكتابة بوضوح، والقدرة على تعليم الآخرين والاستفادة منهم.
الجامعات والبحث العلمي في العالم العربي
تأليف: مجموعة مؤلفين
الناشر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2017
يطرح هذا الكتاب أسئلةً في شأن الدور الذي يمكن أن تضطلع به المنظومة الجامعية في الدول العربية – إذا أُتيحت لها فُرص نشر المعرفة العلمية والتقانة وإنتاجها – وتمكين نموّ الاقتصاد الوطني، من خلال التنافس في الأسواق المحلية والعالمية، بفضل ما توفره من القُدرات البشرية المؤهلة والبحوث الموجهة؛ وذلك من خلال أوراق بحثية قدمتها نخبة من الباحثين العرب في المؤتمر السنوي الرابع للعلوم الاجتماعية والإنسانية الذي عقده المركز العربي في مراكش بالمغرب خلال الفترة 19-21 مارس 2015.
في صدارة الكتاب كلمة للأكاديمي الأمريكي والخبير الضليع بالمنظومة الجامعية العربية جون واتربوري، عرض فيها إشكاليةَ الاستقلالية الذاتية للجامعات العربية وحوكمتها الجيدة التي تميزها كثيراً عن نظيراتها الأوروبية والأمريكية. وقد ارتأى واتربوري وجوب أن تكون الجامعات مستقلةً في استخدام مواردها المالية لجذب أساتذة من “الدرجة الأولى”، ووجوب استخدام استقلاليتها لوضع معايير قبول تستقطب أفضل الطلاب، إضافةً إلى الاتسام بالاستقلالية في تصميم مناهجها، ووضع معايير الترقية لأعضاء الهيئة التدريسية بحسب جدارتهم.
كما يتناول الكتاب موضوعات كثيرة من بينها: آفاق تطوير البحث العلمي في الجامعات العربية في ضوء تجارب دولية رائدة، وعلاقة الجامعة بإشكاليات التحول إلى مجتمعات واقتصادات المعرفة، وأسئلة العلوم الاجتماعية والإنسانية في الجامعات العربية، وهواجس البحث التربوي في الجامعات العربية للتعليم العالي وإمكان توظيف الخريجين.
الحساسية الجديدة في الأدب السعودي
تأليف: حمد البليهد
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون، 2017
يضمّ هذا الكتاب مجموعة من الدّراسات النقديّة والمقالات الأدبيّة التي كانت حصيلة لمشاركات متعدّدة في بعض الملتقيات الثقافية والأدبيّة. بعضها يتناول ظاهرة الحساسية الجديدة التي تجلّت في الأدب السعودي في خطابي الشعر والسرد. وقد سعى هذا القسم من الدّراسة إلى بيان المنطق الجمالي الذي اتسمت به بعض نصوص الأدب السعودي من خلال تجاوزها قواعد الإحالة التقليديّة، واستشرافها آفاقاً جديدة في أساليب الكتابة. واهتم القسم الآخر من دراسات هذا الكتاب بمقارنة تلقي الشعر السعودي في النقد العربيّ، إضافة إلى دراسة عن تجليّ الهويّة في شعر فاروق جويدة، ودراسة نقديّة لديوان إبراهيم الوافي.
تشكّل بعض نصوص الأدب السعوديّ القاسم المشترك بين دراسات هذا الكتاب، ومن هنا جاء عنوانه دالاً على تلك الحساسيّة الجديدة التي أخذت تظهر ملامحها في أساليب الكتابة السرديّة والشعريّة، والمحملة برؤى ومواقف وقيم جديدة، استدعتها منظومة التحولات الاجتماعيّة والثقافيّة التي شهدها المجتمع منذ الثمانينيات الميلاديّة.
كتب من العالم
متعدد الخيارات
Multiple Choice by Alejandro Zambra Translated by Megan McDowell
تأليف: ألخاندرو زامبرا
ترجمة: ميغان مكدويل
الناشر: 2017 Penguin Books
هذا كتاب للكاتب التشيلي الصاعد أليخاندرو زامبرا الذي بدأ يكتسب شهرة كبيرة في أمريكا اللاتينية. وضع الكتاب في شكل الاختبار حيث يدعو فيه الكاتب القرَّاء للاختيار من بين أجوبة متعدِّدة على بعض التمارين اللغوية والمقاطع السردية القصيرة من خلال أسئلة متعدِّدة تحفِّز على التفكير، وعادة لا يمكن الرد عليها، وغالباً ما تكون بسيطة ومباشرة. وهو بذلك يقدّم نوعاً جديداً من تجربة القراءة، حيث يتمكَّن القارئ من أن يشارك مباشرة في نسج المعنى مما يضع طبيعة القص الذاتي نفسه في موضع التساؤل. من ناحية المضمون هو كتاب فيه كثير من الابتكار، أما من ناحية الأسلوب فتطغى عليه روح الفكاهة كما أنه مؤثر، لكونه يتناول موضوعات مثل الحب والأسرة، الاستبداد والتمسك بالتقاليد، ويبحث في أفكار مثل ضرورة الاقتناع والتعلم كيفية التفكير لأنفسنا، بدلاً من الطاعة العمياء والتكرار.
غاشار غوشار
Ghachar Ghochar: A Novel by Vivek Shanbhag Translated by Srinuth Perur
تأليف: فيفيك شانباغ | ترجمة: سريناث بيرور
الناشر: 2017 Penguin Books
كانت عائلة شابة متماسكة تعاني من الفقر الشديد عندما قرَّر عم ربّ البيت أن يؤسس شركة توابل ولما نجحت هذه الشركة نجاحاً فائقاً، تغيرت أحوال العائلة بين عشية وضحاها. وعندما انتقلت الأسرة من العيش في منزل بسيط إلى منزل كبير على الجانب الآخر من بنغالور، وحاولت التكيف مع طريقة الحياة الجديدة، بدأت دينامية الأسرة بالتحول بشكل كبير. تغيَّرت الولاءات وبدأ ترتيب الزيجات التي أخذت بالتعثر؛ وراحت الصراعات الخفية تهز أركان تلك العائلة. أصبحت الأمــور كما لو أنها “غاشار غوشار” -عبـارة لا معنـى لها يمكن تفسيرها بالشيء المتشابك الذي لا يمكن إصلاحه.
كتاب غاشار غوشار، تتخلله لحظات من الدفء والفكاهة في آن، هي رواية حول المعاني المتغيرة والنتائج المترتبة على المكاسب المالية السريعة في الهند المعاصرة.
وداعاً للحصان: القرن الأخير من علاقتنا
Das letzte Jahrhundert der Pferde: Geschichte einer Trennung by Ulrich Raulff تأليف: ألريخ رولف
الناشر: 2016 C. H. Beck Auflage
العلاقة بين الخيول والبشر قديمة عميقة ومعقَّدة. على مدى قرون كانت الخيول توفِّر القوة والسرعة اللتين يفتقر إليهما البشر، وكانت احتياجات هذا الحيوان غير العادي تتحكم بطرق سفرنا وزراعتنا وأساليب قتالنا. وبعد ذلك، وبشكل مفاجئ، في القرن العشرين تحديداً، تم فك الروابط بين البشر والخيول وتلاشت الملايين من الخيول التي كانت تشارك وجودنا، ولم يبقَ منها إلا أعداد قليلة مع حضورها الهامشي على مسارات السباق ونوادي الخيول.
“وداعاً للحصان” كتاب شيق حول ما كانت تعنيه الخيول بالنسبة لنا. كانت المدن، والأراضي الزراعية، وصناعات بأكملها تعتمد على الخيول اعتماداً كبيراً. كما دخلت الخيول في أحداث تاريخية لا حصر لها وكانت تُنحت وتُرسم وتُحب وموضع إعجاب بها من جهة، ويتم سحقها وإساءة معاملتها وتعريضها للخطر من جهة ثالثة. من الإمبراطورية الرومانية إلى الإمبراطورية النابليونية لم يبقَ بطل من أبطال الحروب إلا وتم تصويره وهو يمتطي حصانه. ومن الأمور الطريفة المذكورة في هذا الكتاب أن الكاتب الشهير تولستوي قام بتقدير الوقت الذي أمضاه في حياته وهو على صهوة حصانه بتسع سنوات على الأقل.
كتاب أولريش راولف، أصبح من أكثر الكتب مبيعاً في ألمانيا، وهو تحية رائعة لهذا المخلوق الذي كان رفيق حياتنا وأسهم بتشكيل مصيرنا.
عصر المشهد: مغامرات في العمارة ومدينة القرن الواحد والعشرين
The Age of Spectacle: Adventures in Architecture and the 21st-Century City by Tom Dyckhoff
تأليف: توم ديكهوف
الناشر: 2017 Random House Books
في دبي، تم بناء مجمع سكني فاخر على شكل آي بود عملاقة وفي الصين، انتقد الرئيس شي جين بينغ الاتجاه الحديث في بناء المباني الجديدة ” الغريبة” في أشكالها وألوانها، وفي سينسيناتي في الولايات المتحدة الأمريكية، تم دفع مبالغ ضخمة للمهندسة المعمارية الشهيرة زها حديد لتصميم هيكل “مبدع” واحد -على أمل أن يحول بمفرده ثروات المنطقة الضعيفة. وهذه الأحداث كلها جزء من نفس القصة: صعود عصر المشهد.
على مدى السنوات الخمسين الماضية، حصلت ثورة في كيفية بناء المدن. في كتابه “عصر المشهد”، يروي توم ديكهوف قصة توجه الهندسة المعمارية نحو كل ما هو مبهرج، وضخم ومثير -وكيف علينا جميعاً أن نعيش مع عواقب هذا التغير الكبير في توجهات العمارة. من خلال استكشاف المشهد العام من نيويورك إلى بكين، ومن بلباو إلى بورتسموث، يؤكد ديكهوف على أننا لا نشهد مجرد نوع جديد من البناء بل نعيش من خلال التحوُّل الأساسي في كيفية عمل مساحاتنا الحضرية. وقد أدى انفجار الشركات في العقود القليلة الماضيـة إلى تحوُّل جــذري في العلاقة بين المهندسين المعماريين والسياسيين والمـــدن، وتعزيز أنواع جديدة مبتكرة من الهندسة والتصميم، والاستيلاء غير المعلن على السلطة التجارية.
هذا الكتاب دراسة لكيفية عمل المدن في القرن الحادي والعشرين، وبيان لنوع جديد جذرياً من التحضر. يظهر ديكهوف أن المدن يمكنها أن تزدهر في عصر المشهد – ولكن فقط إذا كانت تشارك سكانها، ليس فقط بمشاهد المباني المبهرة، ولكن من خلال الاستجابة لاحتياجات الناس الذين يعيشون فيها.
سحر الطيور: ماذا تخبرنا عن أنفسنا والعالم ومستقبل أفضل
The Wonder of Birds: What They Tell Us About Ourselves, the World, and a Better Futureتby Jim Robbins
تأليف: جيم روبينز
الناشر: 2017 Spiegel & Grau
تختلف علاقتنا بالطيور عن علاقتنا مع أي مخلوقات بريَّة أخرى. توجد الطيور في كل مكان تقريباً، ونحن نحب مراقبتها، والاستماع لها، والاحتفاظ بها كحيوانات أليفة، وارتداء ريشها، وحتى التحدث معها. تمثل الطيور، حسب الكاتب جيم روبينز، اتصالنا الأكثر حيوية مع الطبيعة. وهي تدفعنا إلى النظر إلى السماء، حقيقةً ومجازاً؛ وتجذبنا إلى الطبيعة للتمتع بجمالها. وقد ساعدتنا في كثير من مساعينا الإنسانية، من تعلُّم الطيران إلى توفير الملابس والمواد الغذائية والمساعدة على فهم أفضل للدماغ والجسم البشري.
يلقي هذا الكتاب الضوء على الصفات الفريدة للطيور التي تثبت قيمتها التي لا تُقدَّر بثمن للبشرية – سواء من الناحية البيئية أو الروحانية. فقد أثرت أجنحة طير النصر الرومي على تصميم رحلة الإخوة رايت؛ ويعد العلماء أن الموسيقى التي تصدر عن زقزقة طير القرقف هي اللغة الأكثر تطوراً في عالم الحيوان و “نافذة على تطور لغتنا ومجتمعنا”. وقد ثبــت أن الوجود القوي للنسور في حي أناكوستيا المحروم في واشنطن العاصمة هو وسيلة فعَّالة لإعادة تأهيل الشباب المضطربين المكلفين برعايتهم.
من خلال استكشاف كلٍّ من البحوث العلمية المتطورة وأقدم معتقداتنا الثقافية، ينقل روبينز هذه المخلوقات المذهلة من خلفية حياتنا إلى المقدمة، من مخلوقات عادية إلى معجزة، تبين لنا أنه يجب علينا الكفاح من أجل إنقاذ الطيور المعرضة للخطر والأماكن التي تعيش فيها من أجل استمرارية البشرية والكوكب الذي نعيش فيه.
مقارنة بين كتابين
الصين القديمة والحديثة
كتب عظيمة من الصين: من العصور القديمة إلى الحاضر
تأليف: فرانسيس وود
الناشر: 2017 BlueBridge
Great Books of China: From Ancient Times to the Present by Frances Wood
تاريخ أدبي جديد للصين الحديثة
تأليف: ديفيد دير وي وانغ
الناشر: 2017 Harvard University Press
A New Literary History of Modern ChinaEdited by David Der-wei Wang
لطالما كان هناك اعتقاد سائد بأن قراءة كتاب سون تزو “فن الحرب” كافية لإعطاء نظرة ثاقبة على السياسة الصينية الحديثة وممارسة الأعمال التجارية فيها. ولكن من المؤكّد أنه خلال 2500 سنة من مسيرة الأدب الصيني، كان هناك أكثر من عنوان واحد يلقي الضوء على الحياة الصينية المعاصرة. بهذه الروح، يمكن قراءة كتابين جديدين صدرا حديثاً حول الأدب الصيني يتطلعان إلى ما وراء الأعمال التي تقرها الدولة والروايات الرسمية للكشف عن الصين التي نادراً ما عرفناها من قبل.
في كتابها الأخير “كتب عظيمة من الصين” تدعو الكاتبة فرانسيس وود القرّاء إلى إعادة اكتشاف بعض الأعمال الأدبية الصينية لملء الفجوة في الفهم الغربي للصين المعاصرة. ولهذه الغاية، جمعت مختارات من العصور القديمة وحتى منتصف القرن العشرين تشتمل على الرواية والدراما والشعر والتاريخ والعلوم وكتب الرحلات، كُتبت من قبل الفلاسفة والفنانين والمسؤولين الحكوميين والعلماء من كافة أرجاء الصين. وقدتم عرضها في سياقها التاريخي والثقافي والاجتماعي، مع ملخص يركِّز على المحتوى والتعريف بالمؤلِّف.
يتضمَّن الكتاب كثيراً من النصوص القديمة مثل “كتاب الأغاني”، وهو عبارة عن مجموعة من القصائد تعود إلى 1000 قبل الميلاد، وبقي يستخدم في المدارس حتى أواخر القرن التاسع عشر، وكتاب المواعظ الأخلاقية بعنوان “النماذج الأربعة والعشرون لطاعة الوالدين”، العائد إلى القرن الرابع عشر حيث ظل قيد التداول حتى القرن العشرين، ونسخاً من الكتاب الذي يعود إلى القرن الثالث عشر بعنوان “كلاسيكية الأحرف الثلاثة”، وهو الكتاب الذي يحتوي على 200 سطر حيث يتكوَّن كل سطر من ثلاثة أحرف فقط تؤكد على الأفكار الكونفوشيوسية ولا يزال رائجاً في هونغ كونغ وتايوان إلى يومنا هذا.
وإذا كان كتاب “كتب عظيمة من الصين” مع العدد المحدود من الاختيارات الشخصية للكاتبة وود هو بمنزلة الكتاب الملازم أو الكتيب الدليل للأدب الصيني، فإن كتاب “تاريخ أدبي جديد للصين الحديثة” الضخم هو الخطوة التالية على الطريق إلى التنوير الأدبي.
يقول ديفيد دير وي وانغ مؤلِّف كتاب “تاريخ أدبي جديد للصين الحديثة”، إن الأدب الصيني هو أقوى مؤسسة يمكنها أن توصّف تاريخ الصين الحديثة. ومن خلال مجموعة غنية من الكتابات التي تغطي الأدب الصيني من أواخر القرن السابع عشر وحتى الوقت الحاضر.
يستكشف هذا الكتاب الأشكال الأدبية التقليدية وغير التقليدية من كلمات الأغاني الرائجة وخطب الزعماء والأطروحات السياسية وحتى مدونات بعض السجناء، على سبيل المثال لا الحصر. وتحتل الأعمال المعاصرة التي تتعامل مع الأقليات الإثنية والقضايا البيئية مكانها في المناقشة، إلى جانب الكتّاب الذين اعتنقوا التقاليد الصينية وغيرهم ممن قاوموها.