كتب سعودية
ارتياب
صدرت عن دار أثر في الدمام الطبعة الأولى من رواية الكاتب السعودي بدر السماري، وهي بعنوان «ارتياب». وفيما يشبه التعريف بماهية الارتياب أو المقصود به من وجهة نظر المؤلف، يمكننا أن نقرأ على الغلاف الأخير من الرواية، المؤلفة من 400 صفحة، «بقي ميلٌ واحدٌ على المنزل يا ذيبان. من الأفضل أن أناديك باسمك الذي اخترته أنت، أكنت مرتاباً حتى من اسمك يا متعب؟ قل لي إذاً بعد كل هذا العمر إلى أين يأخذك الارتياب من كل الأشياء؟ كلنا نعرف أن الارتياب شيء ثمين، والشك شيء أثمن، ولكن لا يجوز أن يكون هو كل ما نملك. هأنت ما زلت تمشي وحيداً بصحبة ذاكرة متعبة تود الإسراع في المشي ولا تستطيع. قدماك ما عادتا تحتملان».
النساء في التراجم الإسلامية
يتضمن هذا الكتاب الذي ترجمه إلى العربية عبدالله إبراهيم العسكر، وصدر عن دار جداول للنشر، دراسة طويلة عن تراجم النساء من أجل رصد الانطباع الذهني عن النساء في المجتمع الإسلامي على مدار القرون السبعة الهجرية الأولى، وذلك من خلال رؤى كتّاب مسلمين. كما سعت المؤلفة روث رودد إلى التغلب على المآزق الخفية لدراسة تاريخية عريضة، وذلك عن طريق التركيز على وحدة مستقلة من التحليل في ضرب أدبي فريد شاع في الثقافة الإسلامية من عصر تكوينها وإلى الوقت الحاضر. ويناقش الكتاب أصول وتطور وغاية مجموعة التراجم والسيّر النسائية الإسلامية، ولم يغفل القضايا ذات الصلة، التي تنطوي على ما هو أكثر من مجرد أهمية التأريخ، وهي قضايا ذات صلة بفهم دور النساء، كما وصفته كتابات السير والتراجم التي تناولت تراجم النساء.
أخبار نجد (في مجلة لغة العرب البغدادية)
صدر عن دار جداول للنشر، وهو في الأصل مخطوطة التقى فيها العراقي والنجدي والحجازي لتمتزج الجغرافيا بالتاريخ في إطار العلم والأدب، حيث عنيت المخطوطة بأخبار نجد والحجاز والعراق. واحتوت على تسعة بحوث واثنين وأربعين خبراً، بما يسهم في بعث المجلات العلمية القديمة والتذكير بأهميتها كمصدر لا يستغنى عنه في الدراسات التاريخية، إذ إنَّ مؤلفها الشيخ محمد نصيف كان من أوائل الناس الذين أدركوا في وقت مبكر قيمة ما نشرته مجلة لغة العرب البغدادية من مباحث وأخبار تتعلق بنجد خصوصاً، وفي الجزيرة العربية عموماً. لذلك فإنّ نشرها الآن بعد زيادة تحقيقها وتدقيقها سيكون مفيداً للباحثين في التاريخ السعودي عامة، وفي العلاقات السعودية العراقية خاصة.
خطابات مؤثرة في الصحافة السعودية
المؤلف: خالد الخضر
الموضوع: دراسات
عدد الصفحات: 129
إصدار: مؤسسة الانتشار العربي
يقدِّم الصحافي خالد الخضري في كتابه «خطابات مؤثرة في الصحافة السعودية» جملة من الدراسات والبحوث الإعلامية والمحاضرات التي تتناول موضوع الصحافة بشكل عام مع التركيز على التطبيق من الواقع المهني السعودي، شارك بها منذ الثمانينيات وحتى الآن في عدة مؤتمرات وجامعات حول المملكة.
والكتاب هو الثاني ضمن سلسلة كتب صحافية بعنوان «الصحافة فن ومهنة» بدأت بكتاب «فن الخبر الصحافي» والذي أدرج ضمن المقررات الدراسية لطلاب كلية الإعلام، قسم الصحافة، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة 2007م وانتهاءً بكتاب ثالث ما زال تحت الإعداد.
جاءت فكرة الكتاب بعد عمل الخضري كرئيس لتحرير جريدة المدينة بمنطقة الطائف، وإقامة دورة صحافية للإعلاميين والإعلاميات. ومن ثم تحولت الحقيبة التدريبية للدورة إلى فكرة سلسلة كتب تدرس نماذج لما هو موجود في الصحافة السعودية بعين الناقد.
وتطرق الكاتب إلى بعض المشكلات التي واجهته أثناء كتابته، مثل عدم توافر مراجع عربية كافية تخدم موضوعات البحث، وصعوبة تطابق واقع المراجع الأجنبية في تقرير واقع الصحافة العربية كونها علم وفن وتاريخ يرتبط بالثقافة المحلية وطبيعة الشعوب واختلاف حضارتها وواقع صراعاتها بحسب المرحلة الزمنية والجغرافية المكانية.
وفي محاولة لتجاوز هذه المشكلة يتناول الخضري واقع الصحافة العربية بالمقارنة مع الصحافة الأمريكية والأوروبية، كما يركِّز الكتاب على دراسة واقع الصحافة المحلية بما تحويه من فنون صحافية مختلفة.
طُرح الكتاب بلغة فريدة تجمع مابين خبرة الكاتب في الصحافة وتخصصه بدراسة اللغة العربية.
كتب عربية
تاريخ الفلسفة اليونانية من منظور شرقي
صادر عن الدار المصرية اللبنانية للدكتور مصطفى النشار، أستاذ الفلسفة القديمة ورئيس قسم الفلسفة في جامعة القاهرة.
يتميز هذا الكتاب عن غيره من الكتب التي تناولت الموضوع نفسه، بالزاوية التي ينطلق منها المؤلف لقراءة الفلسفة اليونانية، وهي بالفعل شرقية وحديثة، تختلف إلى حد كبير عن قراءة المؤرِّخين والمفكرين الغربيين للتراث الفلسفي اليوناني.
ويعبِّر المؤلف عن خصوصية محتوى هذا الكتاب الذي يقع في 296 صفحة، بكلمة على غلافه الأخير، جاء فيها: «الحقيقة التي لا مراء فيها، بالنسبة إلى العصر الهللينستي أنه: قد أثَّر على الفكر الفلسفي تأثيراً بالغاً، جعلنا أمام عصر فلسفي جديد يتميز عن سابقه في الفكر اليوناني بخصائص عديدة».
الحرف العربي في الفن الحديث
صدر عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة للمؤلفة إيناس حسني، وفيه تستعرض الكاتبة الحرف العربي كقيمة تشكيلية. كما تعرض لعلاقة الفنان الأوروبي بالحرف العربي وكيف كتب الأوروبيون فنهم بالحرف العربي، أمثال الفرنسي ديلاكروا والألماني بول كلي والهولندي موندريان.
وبعدما تشير المؤلفة إلى رواد الحرف العربي في مختلف الدول العربية، تؤكد على أنّ الحرف العربي ليس مجرد وسيلة لنقل النص، فهو جميل في ذاته، حتى ولو لم يكن جزءاً من كلمة. إذ إن له شخصيته الكاملة الخاصة به.
الأهازيج الشعبية المرتبطة بحياة الأطفال في البحرين
كتاب صادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، يكشف فيه المؤلف أحمد مبارك سالم عما كان يميِّز الحياة الاجتماعية والثقافية في البحرين، قبل مائة عام، من بساطة وعفوية أفرزت تلك الأهازيج التي ارتبط جانب منها بحياة الأطفال. في هذا الكتاب يعرض سالم لهذه الأهازيج الشعبية التي ارتبطت بحياة الطفل البحريني قبل مائة عام، فأطربت مسامعه وجعلت حياته ذات تفاعل من نوع آخر عكس كلّ معالم البساطة والعفوية والانسجام والألفة المجتمعية.
للتنوير والدولة المدنية
المؤلف: د. جابر عصفور
الموضوع: النقد الاجتماعي
عدد الصفحات: 462
إصدار: الدار المصرية اللبنانية
يضم هذا الكتاب مجموعة من المقالات التي كتبها الدكتور جابر عصفور ونشرها في جريدة الأهرام المصرية خلال السنوات القليلة الماضية، وتحديداً في فترة الاضطراب التي أعقبت سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، وتركت بصماتها واضحة على محتوى هذه المقالات.
والدكتور عصفور المعروف عربياً وعالمياً كناقد أدبي في الدرجة الأولى، يطل من خلال هذا الكتاب كناقد اجتماعي ذي قناعات واضحة بالأسس والأفكار التي يجب أن يقوم عليها المجتمع، ويختزلها في عنوان الغلاف بعبارة: «للتنوير والدولة المدنية».
تتميز سلسلة المقالات هذه بتعدد مواضيعها وتلونها تلوناً كبيراً ما بين طغيان الفكر الاجتماعي والفلسفي على بعضها، وخوض بعضها في تفاصيل سياسية مباشرة ومجريات بعض الأحداث في مصر.
ولأن هذه المقالات نُشرت على فترات متباعدة، في فترة تميَّزت باضطراب قد يكون خطف بعض الأضواء عنها، ولم يفها حقها من الاهتمام والمناقشة، فحسناً فعل الدكتور عصفور عندما قرر جمعها في كتاب من المرجَّح أن يكون مثيراً لجدل كبير.
يتضمَّن هذا الكتاب 38 مقالة موزَّعة على ثلاثة محاور أو أقسام رئيسة، هي: قبيل ثورة يناير وما بعدها، عن التنوير، عن الدولة المدنية. ومن أبرز العناوين الفرعية فيه: عقل الطبقة الوسطى، تراثنا الذي لا نعرفه، فكر التنوير العربي، هل انتهى زمن التنوير؟، ثقافة الدولة المدنية، تأصيل معنى الدولة المدنية، ضرورة التسامح، الإسلام والفنون: الرسم والنحت، مبادئ التنوير كما أراها، خطيئتان في حق الوطن، مختتم.. أيام لا تُنسى.
كتب من العالم
صناعة الإبداع
Creativity, Inc.
تأليف: إد كاتمول
مؤلف هذا الكتاب هو إد كاتمول الذي كان شريك ستيف جوبز وجون لاسيتر في تأسيس ستوديوهات بيكسار.
يتوجه هذا الكتاب إلى مديري الأعمال الراغبين في تحفيز العاملين لديهم، انطلاقاً من تجربة المؤلف في الاستوديوهات التي أسسها، وسادت إنتاج الرسوم المتحركة في أمريكا على مدى عشرين عاماً تقريباً، بحيث تحولت الأفلام التي أنتجتها إلى نماذج حية عن ماهية الإبداع كما يقول كثيرون.
فمنذ فتوته، كان كاتمول يحلم بإنتاج أول فلم مصوَّر بوساطة الكمبيوتر. وغذَّى حلمه هذا بأطروحة الدكتوراة التي أعدها في جامعة يوتا التي ارتادها عدد من روَّاد صناعة الكمبيوتر. وفي العام 1986م، أسس مع جوبس ولاسيتر أستوديوهات بيكسار، وبعد ذلك بسنوات تسع، خرج إلى العلن فِلم «قصة دمية» الذي غيَّر صناعة الرسوم المتحركة وحتى السينما بأسرها إلى الأبد.
ومن النصائح التي يستخلصها هذا المبدع والمؤلف، بفعل تجاربه، نذكر ما يأتي:
– عندما تُعطي فكرة جيدة لفريق سيء فسيخربها. وعندما تعطي فكرة ضعيفة أو سيئة لفريق جيد فهو إما سيصلحها، وإما سيأتي بواحدة أفضل.
– إن كنت لا تشعر بالحاجة إلى الكشف عمَّا هو مستور وفهم طبيعته، فأنت غير مؤهل للقيادة.
– ليس من مهمات المدير أن يدرأ المخاطر. بل إن مهمته هي في جعل إقدام العاملين لديه على اتخاذ المخاطر عملاً آمناً.
– إن تكلفة تلافي الأخطاء غالباً ما تكون أكبر من تكلفة إصلاحها.
– لا تعتقد أن الإجماع على اتفاق سيقود إلى التغيير. فتحريك مجموعة يتطلب طاقة كبيرة، حتى عندما تكون كلها على المركب نفسه.
دليل رائد الفضاء للعيش على الأرض
An Astronaut’s Guide to Life
تأليف: كريس هادفيلد
مؤلف الكتاب العقيد (كولنيل) كريس هادفيلد هو أول رائد فضاء كندي ينفذ مهمة تتطلب المشي -أو السباحة- في الفضاء الخارجي. وقد أمضى هادفيلد عقوداً من الزمن في التدرب على مهام ريادة الفضاء، وقضى ما مجمله أربعة آلاف ساعة في الفضاء الخارجي، منفذاً مغامرات عابرة من قبيل اقتحام محطة الفضاء الدولية مستعيناً بسكينة جيش سويسرية، أو التخلص بحنكة من ثعبان حيّ عثر عليه في قمرة طائرته المعلقة بين السماء والأرض، ناهيك عن المرور بتجربة العمى المؤقت فيما هو متشبث بجسم مركبته المنطلقة في مدارها حول الأرض. خلال هذه الحياة الحافلة، تشبث العقيد هادفيلد بفلسفة غير تقليدية تعلمها في مدرسة ناسا: استعد للأسوأ، واستمتع بكل لحظة منه.
في «دليل رائد الفضاء للعيش على الأرض»، يأخذنا هادفيلد في رحلة عبر سنوات إعداده وتدريبه، حيث تعلم أنه لا شيء مستحيل أو عصيّ على التحقيق. ويستعرض عدداً من القصص المدهشة والحافلة بالأحداث العابقة بأدرنالين الإثارة، والتي تجسد لنا في الوقت نفسه كل الهيبة اللائقة بمشهد الكوكب خلال عمليات السباحة في الفضاء، من دون أن يخل أي من ذلك بقدرة رائد الفضاء على اتخاذ أدق القرارات بروية في أحلك الظروف. ومن خلال ذلك، يشرح لنا المؤلف كيف يمكن أن يكون التفكير التقليدي عائقاً أمام الاستمتاع بأروع اللحظات التي تخلدها الذاكرة. ويقدِّم لنا أيضاً مجموعة من الدروس التي تعلمها من تجاربه غير التقليدية في الفضاء الخارجي من قبيل: لا تضع تصوراً نهائياً لنجاحك، اهتم بما يظنه الآخرون بك، واهتم بتفاصيل المهام البسيطة.
لعل أحدنا قد لا تتاح له الفرصة ليصنع روبوتاً، أو يقود مركبة فضاء، أو يصور مقطع فيديو أو ينفذ عملية جراحية في انعدام الجاذبية كما فعل العقيد كريس هادفيلد. لكن الرؤى الحية والثرية التي يقدمها لنا في كتابه قد تساعدنا على التفكير كما رواد الفضاء، وستسهم حتماً في تغيير النظرة التي نرى بها كوكبنا الأرض.
أيجب فعلاً تقطيع التاريخ
Faut-il vraiment decouper
l’histoire en tranches?
تأليف: جاك لوغوف
المؤرخ الفرنسي المعروف جاك لوغوف يطرح في هذا الكتاب سؤالاً حول نظرتنا إلى التاريخ وما إذا كان علينا أن نتطلع إليه كمراحل متعاقبة وعصور مختلفة كما جرت العادة، أم كوحدة متواصلة ومستمرة، وذلك من خلال التركيز على مثل محدد هو عصر ما يسميه «النهضة المزعومة» وعلاقته بالقرون الوسطى التي سبقته.
ويقول المؤلف إن كتابه هذا هو نتيجة بحث طويل وتأمل في تاريخ الغرب ومراحله التي شغله منها أكثر من غيرها ما يعرف بالقرون الوسطى، وذلك منذ أواسط القرن الماضي. ولأن المؤلف وضع كتابه هذا في العام 2013م، فيمكن القول إنه حصيلة تساؤل استمر لنحو ستين سنة، وأن جوابه هذا يأتي في فترة أصبحت فيه الآثار اليومية للعولمة واضحة أكثر من أي وقت مضى.
وعبر فصول مختلفة يصل عدد صفحاتها إلى 224 صفحة، يستعرض الكاتب المناهج المختلفة في التطلع إلى التاريخ ما بين تقسيمه إلى مراحل، وما فيه من استمرارية، وأنماط مختلفة من استذكار هذا التاريخ.
ومن إصرار المؤلف على وصف عصر النهضة (الصفحة الأعز على قلوب المؤرِّخين الأوروبيين) بـ «المزعومة» يمكننا أن نفهم مدى تحفظه على تقطيع التاريخ إلى عصور ومراحل، ودعوته إلى التطلع إليه على أنه مسار واحد ومتتابع.
الأمة المتشابكة
Dragnet Nation
تأليف: جوليا أنغوين
يلقي هذا الكتاب نظرة معمقة على مختلف الجهات التي يمكنها الاطلاع على النشاطات المختلفة التي نقوم بها على الإنترنت، من الحكومات إلى الشركات الخاصة وحتى المجرمين الذين يمكنهم مراقبة البيانات الشخصية الخاصة بنا. وتصف جوليا أنغوين العالم الذي نعيش فيه على أنّه عالم خالٍ من الخصوصية بكافة أشكالها سواء أكانت المادية منها أو الشخصية أو الاجتماعية. وتتابع لتقول إنّ الخطر الأكبر يكمن عندما نبدأ بإضفاء صفة ذاتية على المراقبة التي تحيط بنا ونبدأ بالقيام بالرقابة على كلماتنا وأفكارنا حتى نخسر الحرية التي تجعلنا أشخاصاً مميزين.
والكتاب هو ثمرة شخصية تمثَّلت أولاً في العمل لمدة سنوات في صحيفة «وول ستريت جورنال» كمتابعة لقضايا حماية الخصوصية. وتضمَّن ذلك إجراء كثير من المقابلات مع خبراء التقنية وقراصنة الإنترنت والباحثين.
وتروي أنغوين في كتابها أنها في سعيها إلى حماية حياتها الخاصة، قد أمضت سنة كاملة من العمل لجعل اختراق معلوماتها أصعب على القراصنة والمراقبين والمتطفلين وتعاظم رهابها من الأمر، فألغت 600 صداقة على فايسبوك، ونقلت اعتمادها على محرك بحث من «غوغل» (الذي يسجِّل الأبحاث) إلى «داك داك غو» الذي لا يسجِّل. ومع ذلك، فإنها اضطرت إلى تغيير هويتها مرات عديدة، واستخدام هواتف جوالة عديدة. ومع ذلك، فهي تقول إن هذه التجربة كانت مرهقة وبلغت حد الهوس، لكن نجاحها كان محدوداً.
بين كتابين
المدن.. أسعد وأذكى!
أخيراً وبعد قرون طويلة من المدنية، صار سكان المدن أكثر تعداداً من سكان الأرياف. هذه المعلومة التي تحققت في السنوات الأخيرة فقط تمثِّل محطة مهمة في تاريخ البشرية لأنها تكرِّس دور المدينة في حياة معظمنا. لقد صار جلنا أبناء المدينة. أما القرية فتتراجع وتتراجع معها المزرعة والمساحة المفتوحة للبريّة والطبيعة. المدينة تنتصر بكل زحامها وضوضائها وبؤس أزقتها الخلفية الملوثة.. أم أن هذا الوصف مغرق في النمطية المتطرفة ليس إلا؟
في كتابين منفصلين صدرا العام الماضي 2013م، يتناول كل من تشارلز مونتغومري وأنثوني تاونسند مفهوميّ المدينة السعيدة والمدينة الذكية على التوالي لكن من منظورين مختلفين وزاويتين تكشفان المساحة الشاسعة التي تغطيها فكرة «المدينة» في وعينا المعاصر.
ففي كتابه «المدينة السعيدة» ،(The Happy City) يناقش الصحافي المعروف مونتغومري العلاقة بين «علم» السعادة وتصاميم أثرى المدن في العالم. هذا الثراء هو في مقدار الفن والاهتمام بالتفاصيل في تسخير الفراغ لأجل إيجاد عوالم أفضل وأجمل. حتى محطات المترو ومركبات المواصلات العامة، ناهيكم عن مساحات السكن الكثيفة، كلها صممت في المدن التي يستعرضها مونتغومري لتكون أكثر رشاقة وأناقة وتحريضاً على الفرح.
في المقابل، يتكلم تاونسند في كتابه «مدن ذكية» ،(Smart Cities) عن شبكات الحواسيب والمستشعرات والآليات الموصولة لاسلكياً بالإنترنت والتي هي جزء من كل قطعة أثاث وكل حائط وباب في مدن اليوم. مدن اليوم أكثر ذكاء بحسب التعريف الرقمي للمفردة. كل شيء متصل بكل شيء آخر على نحو يجعل الواحد منَّا في نهاية الأمر مجرد نقطة في بحر الإنترنت المتلاطم الذي ابتلع المدن. لكن هذا ليس شيئاً سيئاً بالضرورة كما يجادل تاونسند.. بل إننا نحن، الغارقون في العوالم الافتراضية التي هي قنوات تعليمنا وتجارتنا وعلاقاتنا الاجتماعية اليوم، نسعى لذلك وبشدة كما تفيد الملاحظة العابرة.
المدن تكبر إذاً لتحوي مزيداً منا. ونحن علينا أن نحدد تعريفات الذكاء والسعادة التي ستؤول إليها مدننا.