عندما تكون مساحة حديقة الحيوان محدودة نسبياً، لأنها تقع في وسط المدينة، فإن أي محاولات لزيادة عدد الحيوانات المعروضة في الحديقة ستبوء بالفشل، ما دام مبدأ تكدُّس الحيوانات في أماكن ضيِّقة غير وارد، لأنه يتنافى مع حقوق الحيوان في العيش في بيئة مناسبة. لكن حديقة الحيوان في مدينة أمستردام وجدت الحل في استضافة كائنات حية صغيرة، لا تحتاج مساحة إضافية، وهكذا ظهرت فكرة أول متحف في العالم للميكروبات، مرحباً بكم في (ميكروبيا).
حديقة حيوان أمستردام، هي واحدة من أقدم حدائق الحيوان في العالم، تأسست عام 1838م، وتضم مجموعة من الحيوانات والطيور بلغت في ستينيات القرن الميلادي الماضي 1360 نوعاً. وإلى جانب المكان المخصص للحديقة، هناك مجموعة من المباني الأثرية الأنيقة، التي تضم مرافق تابعة للحديقة. وقد قرر مدير الحديقة هايج باليان، تحويل جزء من الأراضي التابعة لحديقة الحيوان، لتصبح متنزهاً عاماً للجمهور، وهو الأمر الذي عاد بالفائدة على الجانبين، فوجد سكان المدينة مكاناً للتنزه والجلوس في المقهى التابع للحديقة، وفي المقابل زاد الإقبال على زيارة الحديقة.
لكن شهرة هايج باليان، الذي تولى إدارة الحديقة في عام 2003م، لا ترتبط بهذا المتنزه. بل بفكرة أخرى، جعلت حديقة حيوان أمستردام قادرة على اجتذاب زوار من مختلف أرجاء العالم، وهي إقامة أول متحف للميكروبات في العالم، داخل أحد المباني التابعة للحديقة. وقد افتتحت ملكة هولندا (ميكروبيا) في سبتمبر 2014م، ووافقت على حصول المتحف على «ميكروبات ملكية» من كفيها، ونوَّهت الملكة ماكسيما إلى أن أول من اكتشف الميكروبات هو العالِم الهولندي أنتوني فان ليوفينهوك في القرن السابع عشر.
حلم الطفولة
رحَّب باليان بزيارة «القافلة» إلى حديقته، ووافق على أن يتولى بنفسه مرافقتنا في هذه الجولة، على غير العادة، وسأل عن حدود اهتمامات القرَّاء، فطلبنا إليه أن يتحدث بلا حدود، لأن اهتمامات قرَّائنا واسعة، فضحك قائلاً إنه مستعد للحديث عن (ميكروبيا) عشر ساعات بلا انقطاع، إذا لمس اهتمام المستمتع.
يروي هايج باليان أنه كان يسكن في طفولته بالقرب من حديقة حيوان أمستردام، واسمها (أرتيس ARTIS)، وأنه كان يحلم أن يصبح في يوم من الأيام مديراً لها. ولذلك، التحق بدراسة علم البيئة الحيوية، ولكنه فشل في الدراسة الجامعية، والتحق بالعمل في قطاع السينما، الأمر الذي أكسبه خبرة جيدة في صناعة الأفلام السينمائية، وعندما بلغ السابعة والأربعين من عمره، التقى مدير حديقة حيوان أرتيس، الذي بلَّغه بأنه سيحال إلى المعاش قريباً، وأنه يجري البحث عن مدير جديد.
وقبل أن يتخذ قرار التقدم لهذه الوظيفة، سأل نفسه عما يريد أن يفعل هناك، وتذكر أن الاسم الرسمي لحديقة حيوان أمستردام، يتضمن أنها مؤسسة تربوية. وحتى تقوم بهذه المهمة، لا بد أن تكون قادرة على اجتذاب الشباب، الذين غالباً ما يفقدون الاهتمام بالحيوانات والطيور، بعد انتهاء فترة الطفولة. ووجد في الميكروبات ضالته، وهو الأمر الذي نال إعجاب القائمين على حديقة الحيوان، ومنحوه ثقتهم.
حينما يتحدث باليان عن الميكروبات، تلمس حماساً غير عادي، وعلى الرغم من أنه قال هذا الكلام بالتأكيد عشرات بل مئات المرات، فإنك تشعر حين تستمتع إليه، وكأنه يقوله لأول مرة في حياته، ويسعى إلى تغيير الصورة النمطية السلبية لهذه الكائنات الحية، التي ترتبط في أذهان كثير بالأمراض وجميع الشرور. فيقول إن زائر ميكروبيا، سيخرج وقد تغيَّرت نظرته إلى الكون من حوله.
من الخيال إلى الحقيقة
يقول باليان إن تنفيذ هذه الفكرة لم يكن سهلاً على الإطلاق، إذ كيف تعرض كائنات متناهية في الصغر، تحتاج إلى التكبير عشرات أو مئات آلاف المرات، حتى تراها العين المجرَّدة. ولكنه لم يفكر للحظة في أن يلغي الفكرة، ويعترف بأن العامين الأولين شهدا كثيراً من الفشل، لأنه لم يسبق لأحد أن فعل ذلك من قبل. ولم يكن من المقبول وضع صور مكبَّرة للميكروبات على الحائط، ويقال للزائر «هذا ما جئت لتشاهده».
كانت الفكرة أن يعرف الزائر أن ثلثي الكائنات الحية على الأرض، لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولكن ذلك لا يعني أن نتجاهلها، خاصة إذا علم الزائر أن هناك مائة ألف بكتيريا على السنتيمتر المكعب الواحد من جلد الإنسان، وأن مائة مليار بكتيريا تسكن في أمعاء الإنسان، وتساعده على هضم الطعام، وأن الحياة بدون هذه الكائنات الميكروبية غير ممكنة على الإطلاق.
استغرق الأمر اثنتي عشرة سنة، وكلَّف سبعة ونصف مليون يورو، حتى أصبح الخيال حقيقة، وشاركت جهات عديدة في دعم الفكرة، من الاتحاد الأوروبي، إلى وزارة الاقتصاد الهولندية، ومحافظة شمال هولندا، وبلدية أمستردام، وشركات صناعية هولندية وألمانية، ومصارف وجامعات. وأشرف فريق من العلماء على مطابقة المعلومات المقدمة في المتحف، مع أحدث ما وصلت إليه الدراسات البحثية.
رأى باليان أن هناك توجهاً إلى التخصص في فروع محددة، ولم يعد هناك اهتمام بالنظر إلى الكون كوحدة واحدة، وإلى إدراك الترابط الشديد بين عناصر هذا الكون الذي تلعب فيه الميكروبات دوراً محورياً، خصوصاً وأنها موجودة قبل الإنسان على الأرض بملايين السنين. فإذا أمكن تسليط الأضواء على ذلك، من خلال متحف ميكروبيا، فإن الأطفال والشباب سيقبلون على دراسة هذه الكائنات، وسيصبح المستثمرون أكثر استعداداً لتمويل مشروعات بحثية، لكشف هذا العالم الذي لا نعرف أكثر من 5 في المائة فقط من كائناته، رغم مرور ثلاثة قرون على اكتشاف وجوده، وبقي 95 في المائة مجهولاً حتى الآن.
في المتحف
تبدأ زيارة «ميكروبيا» في مصعد، يتسع لعشرين شخصاً، فور إغلاق باب المصعد، تجد الظلام يحيط بك، ثم ينطلق صوت يطلب منك النظر إلى سقف المصعد، لتجد شاشة ضخمة فوق رأسك، تلتقط صورة لعين أحد الزوار، ثم تقوم بتكبير الصورة، لترى رموش العين، ثم تظهر عشرات، مئات، بل آلاف الكائنات حول جذور هذه الشعيرات الدقيقة، هذه الكائنات المتناهية الصغر، لها أشكال متنوعة، وألوان كثيرة، وتتحرك بلا توقف، يتسمر ركاب المصعد في ذهول من هول ما رأوا. إن الميكروبات ليست خارجنا، لا ينفع معها تعقيم اليد، ولا غسلها بالصابون.
تخرج من المصعد، وقبل أن تفيق من هذه الصدمة، تجد حائطاً داكن السواد، فوقه صورة تشبه شجرة عملاقة، لها ثلاثة فروع أساسية، وينقسم كل فرع بعد ذلك إلى عشرات الفروع، توضح أن الإنسان والحيوانات والنباتات التي نعرفها، هي جزء ضئيل من عالم الأحياء، وأنه آن الأوان أن نهتم بعالم الكائنات متناهية الصغر، الذي لم نفتح عليه عيوننا بعد.
يمزج المتحف بطريقة مبتكرة بين الحقيقة والخيال، فيعرض الميكروبات الحية، التي يمكن مشاهدتها بأجهزة ميكروسكوب متطورة للغاية، ولكنها في الوقت نفسه سهلة الاستعمال، لأن «ميكروبيا» لا يسعى أن يكون معملاً علمياً للمتخصصين فقط. وفي المقابل يجد الزائر شاشة عملاقة، طولها عشرة أمتار وعرضها خمسة أمتار، توضح الأشكال البديعة للميكروبات، بعد تكبيرها بمعدل 800 ألف مرة أو أكثر.
لم يكن باليان سعيداً بالتقاطنا الصور داخل المتحف، لكنه لم يعترض، وقال إنه يتمنى ألا يؤدي نشر هذه الصور إلى حرمان الزائر من لحظة الانبهار عندما يتعرف إلى هذا العالم لأول مرة. علاوة على أن إعداد هذه الأفلام المعروضة في المتحف كلَّف مبالغ هائلة، وقام به فريق سينمائي بالتعاون مع علماء، لضمان دقة المعلومات المقدَّمة. وكان مبررنا الوحيد أن قرَّاء القافلة في المملكة، بعيدون عن هولندا بآلاف الكيلو مترات.
شاهدنا كثيراً من الميكروبات الحية، وحدثنا مرافقنا طويلاً عن القدرة الهائلة للميكروبات على العيش في ظروف قاسية، من درجات حرارة عالية جداً أو منخفضة للغاية، ومعدلات ضغط هائلة، وفي أماكن مظلمة دون أي ضوء، ولذلك فإنها تستطيع العيش في أعماق المحيط، كما أنها تستطيع الحياة في البيئات الحمضية والقلوية.
«176 ترليون ميكروب في جسمك»
فجأة جذبني (مجنون الميكروبات) الهولندي – على وزن (مجنون ليلى) العربي النجدي- من يدي، وطلب إليَّ الصعود فوق درجة مثبتة على الأرض أمام شاشة ضخمة، وأن أقف دون حراك. فظهر جسمي على الشاشة، وفوقه أرقام تتزايد بسرعة جنونية، ليخبرني الجهاز الذي أمامي، أنه تم حصر الميكروبات، التي توجد على جلدي وداخل أعضاء جسمي، وتبيَّن أنها 176 ترليون ميكروب!!! علماً بأن الترليون يعني مليون مليون (أي اثني عشر صفراً قبل الرقم).
قبل أن أستوعب ما يحدث، بدأ الرجل الخبيث في تحريك الجهاز، ليفحصني عضواً وراء الآخر، ويخبرني بعدد الميكروبات في معدتي، وفي الرئتين، وفي الفم والأنف والعينين، وفوق الجلد، واستطاع من خلال أعداد الميكروبات، التوصل إلى معلومات كثيرة، أحتفظ بها لنفسي، ولكن يكفي أن يعرف القارئ أن هذه الكائنات المتناهية الصغر، تزن حوالي كيلو ونصف الكيلو.
وبعدما نزلتُ بعيداً عن الجهاز، وجدت مجموعة من الزوار يقفون ورائي ويتأملون في ميكروباتي، وأماكن وجودها. وحمدتُ الله أني اغتسلتُ قبل أن أحضر، وأن ملابسي نظيفة ولم أتعرَّق، وإلا تضاعف العدد، وسمعت التأفف منهم. ولكن يبدو أنهم كانوا ينتظرون أن يقوموا بنفس التجربة، ليتعرفوا إلى سكان أجسامهم، الذين يرافقونهم طوال العمر.
الميكروبات تُنقذ البشرية
انطلق باليان من جديد يوضح لي أن هؤلاء الرفاق من الكائنات متناهية الصغر، هي التي تساعد على تكوين جهاز المناعة منذ لحظة الولادة. وذكر أن الأبحاث أثبتت أن الطفل الذي يولد بعملية قيصرية، تكون مناعته من الأمراض أقل من الطفل المولود بصورة طبيعية؛ لأن قناة الولادة الطبيعية، تحتوي على ميكروبات مفيدة. وأشار إلى أن كثرة استعمال المضادات الحيوية، والمبالغة في تعقيم اليدين، والاستعمال المفرط للمواد الكيماوية، كلها تؤثر سلباً على صحتنا.
وأشار إلى أن هناك أبحاثاً تشير إلى وجود علاقة بين هذه البكتريا والإصابة بأمراض مثل السُّمنة والسرطان والسكري وأمراض القلب، وأمراض الهضم. بل إن هناك ارتباطاً بين الحالة النفسية والميكروبات. وأن فريق بحث كندياً إيرلندياً، توصَّل إلى أن البكتريا الموجودة في القناة الهضمية، قد تؤثر على كيمياء المخ، مما ينعكس على سلوكيات مثل القلق والتوتر والاكتئاب. ثم أعرب عن استغرابه من عدم الاستفادة الكاملة من نتائج الأبحاث التي توضح الإمكانات الهائلة للميكروبات، متوقعاً مزيداً من الفتوحات العلمية، بفضل ما توفره وسائل فك شفرة الحمض النووي (DNA)، وبالتالي استخدام الميكروبات في علاج كثير من الأمراض.
وذكر باليان أن القطاع الصناعي قد استطاع الاستفادة من هذه الميكروبات بصورة كبيرة. وضرب على ذلك مثالاً هو قيام شركة مبيدات الآفات النباتية، بخلط الميكروبات بالماء، ثم استخدام طائرات لرش هذا الخليط على النباتات لتقوم الميكروبات بالقضاء على الآفات، دون استخدام أي كيماويات تضر بالبيئة، وتترسب في التربة وفي المياه الجوفية.
وقال إن البشرية ستواجه مشكلات ضخمة في المستقبل، مثل تزايد عدد السكان بمليارات عديدة، وأن الكرة الأرضية لن تستطيع أن تغطي احتياجاتهم بالطرق التقليدية، ورأى أن الميكروبات قادرة على الإسهام في حل كثير من المشكلات، مثل تنقية المياه، وفي إنتاج الطاقة، وأوضح أن نصف الأوكسجين الذي تحتاجه النباتات يأتي من الميكروبات.
الحذر واجب
بعد زيارة متحف (ميكروبيا) يشعر الإنسان بأنه كان جاهلاً بهذا العالم، وأن عليه إعادة التفكير في رؤيته للكون، وأن اهتمامه بهذه الكائنات البالغة الصغر، لا يجوز أن يقتصر على هذه المعلومات المحدودة، طالما كانت بهذه الأهمية البالغة، علاوة على أنه لا يجوز أن يحصل الإنسان على كل معلوماته من مصدر واحد، بل يجب أن يستمع إلى آراء أخرى.
كما وجدنا كثيراً من المصادر تؤيد كل ما ذكره، ومن ذلك مقالاً كتبه وليام بي. هانج، بعنوان: «الأحياء المجهرية: علم الميكروبات يحتاج إلى جرعة صحية من الشك»، نشرته مجلة «نيتشر» المرموقة، قال فيه: «يجب على وسائل الإعلام أن تتوقف عن المبالغة في النتائج، ويجب أن يتوقف الصحافيون عن ابتلاع الطُعم». ويقصد نتائج الدراسات على الميكروبات. وأشار إلى أن «الإثارة حول الميكروبات طالت من هم خارج الأوساط الأكاديمية»، محذراً من أن «يشمل الأذى المحتمل الذي أحدثه سوء الفهم كلاً من الصحافيين وهيئات التمويل والعامة».
وعلى الرغم من أن هانج لا يشكك في صحة الدراسات، لكنه يرى أن هناك استنتاجات خاطئة، مشيراً إلى أن «جميع العلماء يتبعون مبدأ أن الارتباط ليس بالضرورة سبباً، لكن الارتباط غالباً ما يعني نوعاً من العلاقة العرضية»، ولذلك يطالب بالتأني في التجارب، والاستمرار فيها، ودراسة تأثير العوامل الأخرى، قبل الخروج على الرأي العام بنتائج متعجلة، ينشرها بعض الإعلاميين، سعياً لسبق صحفي، ثم يتبين بعد ذلك أنها كانت معلومات غير دقيقة، بل وربما خاطئة.
حلم أم سراب
إن متحف (ميكروبيا)، هو استجابة لروح العصر، فالشباب المعتاد على النظر إلى الكون من خلال الهواتف الذكية، وبرامج الكمبيوتر، سيجد فيه صوراً ثلاثية الأبعاد، ومؤثرات صوتية، وإضاءة محكمة، كلها تؤدي إلى دمج الحقيقة بالخيال. فهناك فعلاً ميكروبات حقيقية حية، تراها مكبرة مئات آلاف المرات، وبجانبها تجد صوراً صنعها الكمبيوتر لميكروبات أخرى، ويزول الخط الفاصل بين الكائنات الحية والصور، تماماً مثل الصورة التي تراها الفتاة حين تنظر في المرآة، أو صورة «سيلفي» تلتقطها بجوالها، لترى نفسها أيضاً.
لعل هذا هو السبب في عدم الرضا عن تصوير المعروضات في المتحف. خاصة وأن معارض الغد لا تتطلب السفر إليها، لأنك ستصبح قادراً على مشاهدتها من خلال جهاز الكمبيوتر. وسترى نفس المقتنيات بالإضاءة نفسها، وستستمع إلى نفس المؤثرات الصوتية.
خرجنا من (ميكروبيا)، وقررنا دخول حديقة الحيوان «الحقيقية». استمتعتنا برؤية النمور، والحمير، والطيور. وسمعنا الأطفال يصرخون فرحاً، وهم يرون القرد يتناول الموز، ثم يصرخون خوفاً، وهم يشاهدون الذئاب تلتهم لحماً مخضباً بالدماء. ورأينا الكبار يلتقطون صور (سيلفي) بالقرب من الحيوانات المفترسة، ولا يدركون أنهم لا يحتاجون إلى البحث عن هذه الحيوانات المفترسة. فعلى وجوههم ملايين الكائنات الحية، مختلفة الألوان والأشكال، لكنهم لا يرونها.
الآن يمكن للقارئ أن يقرر إما أن يغمض عينيه عن عالم الميكروبات، ولا ينظر إلا إلى ما تراه عيناه المجردتان، وإما أن يهتم بهذا العالم ويشاهد موقع «ميكروبيا». وفي كل مرة يصافح شخصاً، أو يعانقه، يعرف أن ملايين الميكروبات، قد جرى تبادلها. هل تريد ذلك؟
الموقع الإلكتروني للحديقة:
http://www.micropia.nl/en