بداية كلام

في أي عصر
تختار أن تعيش؟

زمن الفن الجميل

معتز التلا- ممثل سوري
أفكِّر في كثير من الخيارات، لكن ما يهمُّني من الزمن الذي كنت لأختاره هو ما يقدِّمه لي من الناحية الفنيَّة. لذا، كنت سأختار الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، أو ما يسمى “زمن الفن الجميل”. فأستمتـع بموسيقى ذلك الزمن وأشاهد أفلامه السينمائيـة بشكل مباشر، وأبحث عن عمالقته، وألتقي بهم، وأتبادل الأدوار والنقاشات معهم.
ففي رأيي أن لخلودهم سبباً، فبمعدات التصوير والإعلام والإعلان البدائية أو القديمة في ذلك الزمن، كان من يصبح نجماً هو مَنْ يستحق النجومية فعلاً. أما اليوم، فيمكنك أن تصبح نجماً بمجرد جمعك عدداً ملحوظاً من المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

زمن بيكاسو

بسمة الصغير- كاتبة وسيناريست سعودية
كنت لأختار عصر بيكاسو في الثلث الأول من القرن العشرين، زمن الفن التكعيبي. فكم تأسرني تلك اللوحات والرسومات؟ وكم هي دقيقة بعبث، وكم هي عبثية بدقة؟. إنه زمن شمخ فيه الرسم حتى أصبح هَرَماً رابعاً. وفي زمني الذي أنا فيه، أفقد في كثير من الأوقات الاستمتاع بالرسم، فألجأ إلى مطالعة رسوم التكعيبيين والسورياليين. ولا أعود منها إلا بلوحة تطعن الخيال. أبدأ بفك شفرة تلك اللوحة التي تجذبني بتفاصيلها. أحدِّق فيها لدقائق طويلة، فتثير في نفسي الكتابة ثم الكتابة والكتابة.
زمن بيكاسو هو الزمن الذي كنت أتمنى قضاء عمري فيه، لأنتظر كل مرة لوحة جديدة تُبهر ناظري وتلهب الوجدان بجمالها، وتدفعني إلى عوالم الكتابة المفتوحة.

 

في عصر ازدهار الحضارة الإسلامية

عبدالقادر محمد ـ مراسل إعلامي سعودي
كنت أتمنى أن أعيش زمن الحضارة العربية في الأندلس، حين بلغت الحضارة الإسلامية ذروتها، وتنوّعت المعارف وتطوّرت العلوم في مجالات الفلك والبصريات، وازدهر الطب، وتقدَّمت الفلسفة بعدما أسهم العرب فيها بمعارفهم الجديدة وترجماتهم. وفي ذلك الزمن، وجدت الفنون على اختلاف أنواعها مساحة هائلة من حرية التعبير والقول، مع الحفاظ على الثوابت والقيم والتعاليم الأصيلة. ففي العصر الأندلسي كان العلماء سبباً في تواتر الأصول الشرعية من دون انقطاع في متونها.
أتصوّر أن الحياة في مختلف جوانبها المعيشية والإبداعية كانت ثرية وجادة، وليس كما هو الحال في عصرنا هذا، حيث اختلط الحابل بالنابل.

 

قبل بدايات القرن العشرين

محمود وهبة- شاعر لبناني 
لو شاء القدر أن يجعلني أحيا في عصر آخر، لفضَّلت أن أولد وأعيش قبل بدايات القرن العشرين (1890م وما قبل). لأنَّ تلك الفترة شهدت حالة من الازدهار الأدبي والعلمي كانت مؤشراً على تطورات فكرية كبيرة كانت في السنوات اللاحقة. إذ لا يخفى على أحد ظهور ذاك الحشد الكبير من الشعراء والأدباء والمثقفين والمخترعين في تلك الفترة، ولا بصماتهم التي تركوها على الحالة الإبداعية بتفرعاتها كافة، في لبنان والعالم العربي، في ما سُمي لاحقاً بعصر النهضة.
كنت أحب أن أكون إلى جانب جبران ونعيمة وإلياس أبو شبكة وسعيد عقل وحسن كامل الصباح وغيرهم الكثيرين. أو عضواً في الروابط الأدبية والقلمية في الداخل وفي المهاجر، كي أتمكَّن من ترك بصمة كتلك التي تركها هؤلاء، والتي لا تزال تأثيراتها بارزة حتى الآن.

 

عصر الفراعنة

دنيا الشطيري ـ مبرمجة معلومات سعودية
لطالما حلمت بأن أعيش في مصر الفرعونية. إذ ثمة جاذبية غامضة  لذلك العصر، تبدأ بتفوّق المصريين القدماء في علوم الهندسة والفلك وفنون النحت والرسم.. وهذا ما يجعلني أحتار في المصادر التي كانوا يلجأون إليها والأدوات التي يستخدمونها، خصوصاً أن الكتب التي تناولتهم تبقى مجرد نظريات مستندة إلى الآثار التي خلفوها في الأهرامات والصروح المعمارية القديمة، كل تلك النظريات تجعلني موقنة بتقدمهم. ولا بد من أنهم تفوقوا أيضاً في الإدارة وفي برمجة المعلومات، إن صح القول، وكذلك في سياسة حكامهم ونهجهم في قيادة الشعب في ذلك الزمن.
أرى أن العيش في عصور مصر القديمة بالنسبة إلى كان عيشاً شائقاً ومذهلاً وحافلاً بالمعارف.

أضف تعليق

التعليقات