اطلب العلم

سفرٌ بين النجوم

عملياً، تبدو فكرة سفر الإنسان بين النجوم أمراً صعباً للغاية، ومستحيلاً وفق المعطيات العلمية المتوافرة لحضارتنا اليوم. ومرد هذه الاستحالة ثلاثة عناصر هي أشبه بعقبات لا يملك العلماء اليوم تصوراً عملياً لتجاوزها.

العقبة الأولى هي المسافات التي يستحيل إدراكها تقريباً والتي تفصل ما بين النجوم. وللدلالة على عظمة هذه المسافات، يكفينا أن نمثل الشمس بكرة طاولة في مكان ما، فيكون أقرب نجم إليها كرة مماثلة تبعد عنها أكثر من 700 ميل. ويمكن للصورة أن تتضح أكثر إذا قلنا أننا لو استقلينا أسرع طائرة نقل نفاثة معروفة في عصرنا، لاستغرقت رحلتنا حوالي أربعة ملايين سنة لنصل إلى أقرب نجم إلى مجموعتنا الشمسية.

القيد الثاني هو في حدود السرعة. فنحن لا نستطيع أن نتنقل بسرعة تفوق سرعة الضوء البالغة نحو 300 ألف كلم في الثانية. ليس فقط لأن أسرع وسيلة نقل اخترعها الإنسان حتى اليوم لم تتجاوز في سرعتها جزءاً لا يذكر من هذه السرعة، بل لأن سرعة الضوء تعتبر نظرياً حاجزاً لا يمكن تجاوزه.

أما القيد الثالث فهو أننا غير قادرين على الاقتراب من سرعة الضوء من دون استخدام كمية خيالية من الوقود. وحتى إذا تجاهلنا مشكلة الهروب من الجاذبية الأرضية بعد الإقلاع، فإنه يجب علينا استخدام الطاقة المخزنة في الوقود لبلوغ سرعة معينة، وأيضاً من أجل تخفيض تلك السرعة للتوقف عند وصولنا إلى جهتنا المطلوبة.

وإذا افترضنا أننا نريد العودة إلى الأرض، فيجب علينا أن نعيد تكرار نفس خطوات الذهاب. وبعملية حسابية بسيطة نسبياً احتسب العلماء نظرياً كمية الوقود المطلوبة لإطلاق مركبة فضائية تعادل في حجمها يختاً كبيراً إلى نجم يبعد عنَّا مسافة سنوات خمس ضوئية، وتريد الوصول إليه في غضون سنوات عشر، فتبين لهم أن الطاقة المطلوبة لذلك تعادل 40,000 مرة إجمالي الاستهلاك السنوي للطاقة في الولايات المتحدة.

إن سفر بضعة أفراد سيكون ممكناً إذا قبلنا بالفترة الطويلة التي ستستغرقها الرحلة، وهذا سيتطلب نوعاً من المماثلة غير معروفة حالياً، أو سفناً فضائية على شكل مستعمرات تحمل مجتمعاً كاملاً من الناس يولدون ويعيشون ويموتون في تلك المستعمرة جيلاً بعد جيل. ومن المشكوك فيه أو غير المعروف إن كان سيتمكن سكان تلك المستعمرة من المحافظة على عاداتهم الاجتماعية التي تتصف بالإنسانية في مثل تلك الرحلة الطويلة.

تلك القيود الثلاثة لن تجعل أمر مغادرة نظامنا الشمسي صعباً علينا فحسب، بل ستجعله صعباً أيضاً على الغرباء القادمين من الفضاء الخارجي لزيارة الأرض. وقد درس علماء كبار الظاهرة المعروفة بالأطباق الطائرة (UFO’s) وقاموا بدراسة ظواهر مشابهة ولم يعثروا على أي دليل يشير إلى أن الأرض قد زارها أي من الغرباء من عوالم أخرى. إذاً فمن المستبعد أن يقابل البشر أي غريب وجهاً لوجه. ويبقى جهاز الراديو الطريقة الوحيدة التي نستطيع من خلالها الاتصال مع أية حضارات أخرى إن كانت موجودة.

أضف تعليق

التعليقات