اطلب العلم

الملعب في مواجهة التلفزيون

منذ أن ظهر التلفزيون، احتل النشاط الرياضي مكانه على الشاشة الصغيرة إلى جانب البرامج الأساسية التي تشكِّل العمود الفقري الذي يقوم عليه التلفزيون، وهي الأخبار على أنواعها والأفلام وبرامج التسلية. وتعزَّزت مكانة الرياضة المتلفزة بظهور تقنيات النقل المباشر، وبتطور حجم الشاشات وزيادة وضوحها.

في حالات كثيرة، لا مجال للمنافسة ما بين جاذبية متابعة النشاط الرياضي في الملاعب والاكتفاء بمشاهدته على التلفزيون، كما هو حال الألعاب الأولمبية. إذ لا يُعقل أن نطلب من «عش العصفور» الذي بناه الصينيون أن يتسع لأربعة مليارات متابع للدورة الأولمبية. ولكن المنافسة تصبح صراعاً شديد الشراسة عندما يتعلَّق الأمر بأوجه النشاط الرياضية الوطنية والمحلية، التي يلعب الجمهور الحاضر على المدرجات دوراً رئيساً في ازدهارها أو انحطاطها واندثارها.

عودتنا الألعاب الأولمبية أن نتوقع من الملعب الرئيس المقام لها في كل دورة أن يكون الأضخم والأكثر إثارة للدهشة. ومن المرجَّح أن هذا الاتجاه سيستمر للدورات المقبلة. ولكن الملاعب الأصغر شأناً التي تتأثر سلباً وإيجاباً بقدرتها على استقطاب الجماهير، تلجأ اليوم إلى التكنولوجيا لتزيد من جاذبيتها في مواجهة جاذبية الشاشات التلفزيونية بالغة الوضوح.

وعلى هامش الضجيج الذي صاحب الألعاب الأولمبية، كشفت مصادر إعلامية وعلمية عمَّا ستكون عليه ملاعب المستقبل القريب جداً.

فمن الابتكارات الجديدة التي ستدخل على بعض الملاعب الأمريكية قريباً جداً، تزويد كل مقعد بشاشة إلكترونية صغيرة، يحظى خلالها كل فرد من الجمهور على فيض من المعلومات تبدأ بأخبار اللاعبين وتنتهي بإبلاغه عن أصغر طابور أمام أي مرحاض، كما ترشده إلى أفضل المخارج بالسيارة من المرآب.

ومن الابتكارات الجديدة التي يتوقع أن تشد آلاف المتفرجين الإضافيين إلى الملاعب الإنجليزية بشكل خاص، صحن معدني يشبه اللاقط التلفزيوني، ولكن مهمته جمع هتاف الجماهير وعكسه مضخماً على أرض الملعب لزيادة حماس هذا الفريق أوبث الرعب في نفوس الفريق الآخر.

أما التطور الهندسي والتقني الأكبر، فسيكون في الأسقف المتحركة. التي ستسمح بإغلاق الملعب تماماً أو بفتحه تماماً كما لو كان لا سقف له، حسب حالة الطقس.

فما الذي ستقوم به شاشات التلفزيون لإقناعنا بالبقاء في منازلنا ومتابعة المباريات من مقاعدنا الوثيرة؟

التصور موجود، وكل تقنياته متوافرة. المهم أن تُجمع في جهاز واحد رخيص الثمن: شاشة عملاقة شديدة الوضوح، وقدرة المشاهد على تقريب مشهد معين أو إبعاده (zoom in, zoom out)، وصورة ثلاثية الأبعاد، وصوت أشد نقاوة.

الأمر ممكن جداً..!

أضف تعليق

التعليقات